المرأة المتدينة دائما هى الأفضل . ؟

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ان جذوة الايمان اذا توقدت فى القلوب أنارت البصائر ، وأحيت الضمائر ، وزكت النفوس وهذبتها ، واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها ، وعندئذ يتحول الأنسان الى طود شامخ .. لا تزلزله الشهوات الآثمة ، ولا تغريه النزوات المحرمة ، ولا تعبث به المصائب مهما اشتدت ، ولا تعصف به النوائب مهما عظمت ، ذلك لأنه آمن بالله وتوكل عليه ووثق به وتوجه اليه ...
( الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) سورة ( البقرة : 257 ) .
لقد شوه موقف الاسلام من المرأة حتى صار الدين عند الكثيرين متهما يحتاج الى من يدافع عنه ، ونحن نبدأبذكر تلك الصور المضيئة من اكرام الاسلام للمرأة ، مما لا مثيل له على الأطلاق فى أى دين آخر ، أو شريعة أو مجتمع ، فالمرأة فى الأسلام هى تلك المخلوقة التى أكرمها الله بهذا الين ، وحفظها بهذه الرسالة ، وشرفها بهذه الشريعة الغراء ، انها فى أعلى مقامات التكريم أما كانت أو بنتا أو زوجة ، أو امرأة من سائر أفراد المجتمع ، فهى ان كانت أما فقد قرن الله حقها بحقه سبحانه وتعالى ، فقال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ) سورة ( الاسراء : 23 ).
وأى تكريم أعظم من أن يقرن الله حفها بحقه ، وجعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم أحق الناس بحسن الصحبة واسداء المعروف ، فعن أبى هريرة رضى الله عنه رضى الله عنه قال : جاء رجل فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمك ) ، قال الرجل : ثم من ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( أمك ) ، قال الرجل : ثم من ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( أمك ) ، قال الرجل : ثم من ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( أبوك ) .
وقد تتشوق النفس الى الجهاد وتشرئب الى منازل الشهداء ، وتخف الى مواقع انزال ، لكى تصرع فى ميادين الكرامة أوتبقى فى حياة السعداء ولكن حق الأبوين فى البقاء معهما ، والأحسان اليهما مقدم على ذلك كله مالم يتعين الجهاد ، فقد روى أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال : جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة ، وتركت أبواى يبكيان ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ارجع اليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) .
وعنه رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( رضى الرب فى رضى الوالد ، وسخط الرب فى سخط الوالد .....)
أما المرأة أو الفتاة ( المودرن ، أو الأتيكيت ، أو العصرية ) فانه تعبير ينطق على أنثى تتصرف بطريقة التقليد للنساء الغربيات ، فهل تلك الأنثى تصلح لادارة البيت المسلم ، وقبل الاجابة عن السؤال نقرر أن الأناقة فى الملبس والزينة من سمات الشخصية المسلمة ، وأن التجمل أصل فى شخصية المسلمة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان الله جميل يحب الجمال ) .
ولكنه جمال فى اطار العفة والألتزام بقيم أخلاقية حددها الشرع ، لتحفظ المجتمع المسلم من الذوبان فى غيره ، وليتميز عن غيره فى الوقت ذاته ، ونقرر أن التعامل المهذب فى المحادثة والمعاملة أصل فى تكوين الشخصية الأسلامية ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( أدبنى ربى فأحسن تأديبى ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا )
ونقرر كذلك أن اختيار الوسط الاجتماعى المهذب النظيف للاختلاط به يعد من أهم توجيهات الاسلام ، فمن السيرة النبوية عرفنا أنه صلى الله عليه وسلم قد اختار أبا بكر رضى الله عنه الذى لم يسجد لصنم صاحبا له ، ثم تزوج ابنة ذلك الصاحب فيما بعد محبة لذلك البيت المتميز فكريا واجتماعيا ، ونقرر أن التأنق فى المعاملة ، وخفض الصوت فى المحادثة ، وهو ما يسمى الآن ( الاتيكيت ) كان من سمات مجتمع الصحابة ، المجتمع الذى رباه النبى صلى الله عليه وسلم.