ساره وجدتي في السبعين.

جدتي في السبعين عاما
هدم الدهر جسمها
و اعدم الصهيوون فرحتها
جدتي في السبعين عاما
تبكي على وطن
تبكي على رجال قد مضوا
و انا طفلتها الصغيرة
امسح بمنديل الحرب دمع عينيها
فأقول جدتي لا تبكي
جدتي هذا قدر
في زقاق فلسطين العتيقة
لعبت لعبة الحرب الثائرة
ليسمع الصراخ في البيوت
في سطوح المنازل
في اخر ما تبقى من دارنا المجروحة
مذياع كبلته خيوط العناكب
تساقطت عليه دماء اجدادي
أحمد قد رحل ... قد رحل
لتحضن بيوت فلسطين العزاء
و على جدتي خفت ان تصدمها المأساة
وجدتي تبكي ... تسأل
أ أحمد قد رحل
في زقاق فلسطين ابصرت طفلا
يقبل صوت الرصاص
يحصن صورة أحمد
يخطط على ظهر جدار
ملطخ بالدماء
ابي لا ترحل
اخي لن ابكي
و نوافذ الحرية اغلقت
في بلاد تنورت بالدماء
في بلاد احيتها المأساة
تزوج الياسمين ريتا السمراء
لتخجل العصافير التغريد
حداد على الاموات
هناك في فلسطين
تحاول النساء صنع الافراح
لتزين رموش عينيها بالدماء
بالشوك ... بريح الرصاص
هناك انار الليل ظلمته
ليكشف الصهيون مجازره
عروسة هي فلسطين في جنازة الشهيد
عروسة في ثوب العذرية
تزين اسوارها بوهم السلام
اطلق لها يا عربي صرخة
تزلزل الصهيون من بطن امه
فهو ابشع من القردة
هناك في مهد المسيح
نعم في فلسطين
انهار من الدماء
و بيوت تحتضر على وشك الولادة
حطام ... حزن ... ارواح تغادر
و اخرى تأتي
و الكل يصرخ
أحمد الشهيد قد رحل
أدونيس خرج من صمته المعتاد
ليشيع في موكب حزن شهيدا اخر
جياع هناك
و بيوت خمر هنا
فرح هنا
و حزن هناك
رجال هناك
و طيف الرجولة هنا
جدتي في السبعين عاما
تحاول البكاء
ليدخل الصهيون
ليطلق الرصاص
لتتجمد دموعها
كما تجمد العرب على الكلام
قالت : رحل أحمد
رحلت الحياة .....
~ ساريتا ~