فقه المرأة المسلمة ( صلاة العيدين )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صلاة العيدين

عن أم عطية رضى الله عنها قالت : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرجهن فى الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة . وفى لفظ ( المصلى ) ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، قلت يا رسول الله أحدنا لا يكون لها جلباب ؟ ، قال : ( لتلبسها أختها ) .
وفى رواية : ( والحيض يكن خلف الناس يكبرن مع أختها ) .
وللبخارى : ( قالت أم عطية : كنا نؤمر أن نخرج الحيض فيكبرن بتكبيرهن ) .
الحق أن خروج النساء إلى صلاة العيدين كان محل اختلاف العلماء ، قال الحنفية فى شأن الأمور التى يجب أن يتبعها المسلم فى العيدين : كالتطيب ، والتزين ، والخروج ، والتكبير وغيره : ( هذه الأمور كلها سنة لا مندوبة للرجال دون النساء لأنهن لا يجب عليهن صلاة العيد وهى سنة للمصلى ) .
قال الشوكانى : ( والحديث وما معناه من الأحاديث قاضية بمشروعية خروج النساء فى العيدين إلى المصلى من غير فرق بين البكر والثيب ، والشابة والعجوز ، والحائض وغيرها ما لم تكن معتدة أو كان خروجها فتنة ) .
وقد اختلف العلماء فى ذلك على أقوال :
القول الأول : أن ذلك مستحب وحملوا الأمر فيه على الندب ولم يفرقوا بين الشابة والعجوز ، وهذا قول أبى حامد من الحنابلة ، والجرجانى من الشافعية ، وهو ظاهر إطلاق الشافعى .
القول الثانى : التفرقة بين الشابة والعجوز ، قال العراقى : وهو الذى عليه جمهور الشافعية تبعاً لنص الشافعى فى المختصر .
القول الثالث : أنه جائز غير مستحب لهن مطلقاً ، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد فيما نقله عنه ابن قدامة .
القول الرابع : أنه مكروه ، وقد حكاه الترمذى عن الثورى وابن المبارك ، وهو قول مالك ، وأبى يوسف ، وحكاه ابن قدامة ، عن النخعى ، ويحيى بن سعيد الأنصارى ، وروى ابن شيبة عن النخعى أنه كره للشابة أن تخرج إلى العيد .
القول الخامس : أنه حق على النساء الخروج إلى العيد ، حكاه القاى عياض عن أبى بكر وعلى وابن عمر ، وقد روى ابن شيبة عن أبى بكر وعلى أنهما قالا : ( حق على كل ذات نطاق الخروج إلى العيدين ) .
وصريح الحديث يرد على أقوال القائلين بالكراهة الخروج .
فمن مظاهر العيد التكبير الذى يملأ القلوب بالإيمان ، واجتماع المسلمين الذى يدمع العيون وتقشعر منه القلوب ، ففيه إظهار لعظمة الإسلام ، ورؤية تجعل المسلم يعاهد ربه على المضى فى طريق الإيمان ، وأن يمحو كل ماضى لطخ به حياته ، بالتوبة والعمل الصالح .
فى فقه السنة : ( يشرع خروج الصبيان والنساء فى العديدين للمصلى من غير تفريق بين البكر والشابة والعجوز والحائض ) وساق حديث أم عطية المتقدم ) .

اخي محمد ...
سلمت يمناك على هذا الموضوع القيم المفيد
دمت بخير وننتظر جديدك بكل لهفة

مشكور أخى ياسر على مرورك العطر الذى تشرفنى به