كتب :
المحامي لؤي عبده عضو المجلس الثوري
تميزت حركة التحريرالوطني الفلسطيني 'فتح' عن غيرها من الحركات الوطنية، أنها حركة تحرر وطني، حددت تناقض شعبها الرئيسي أين؟ وكذلك أقرت كل أشكال النضال، كوسائل للوصول إلى الهدف وتحقيق الإنجاز تلو الآخر. وقد يكون شعار تحرير فلسطين مازال بعيد المنال. ولكن طبيعة القضية الفلسطينية فرضت على أن نميز ما بين تحقيق الهدف وتحقيق الإنجاز، لما تعرض له شعبنا الفلسطيني من استعمار لبلاده، ونكبة، واحتلال، وتشريد وتشتت ولجوء، واحلال بنيه استيطانية مكانه في فلسطين التاريخية، ممثلة بالحركة الصهيونية وأدواتها. وإسرائيل واستيطانها، عبر طريقة الإرهاب وسياسة الأمر الواقع، وتهويد القدس، ونكران وجود الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره، وتجاهل القوانين والأعراف الدولية. وفي مقدمتها القانون الدولي العام. والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة والهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية.
واستطاعت حركة فتح ومنذ انطلاقتها عام 1965م ، أن تحدد سبب المشكلة الفلسطينية والتناقض الرئيسي (العدو) الصهيوني، وتعاملت مع هذا التناقض على أنه أولوية الأولويات وإن كانت المعركة الوطنية قد بدأ الحشد لها من المنافي، والمخيمات (مخيمات اللجوء في الدول العربية).
وراحت هذه الحركة، تعمل على استيقاظ كل فلسطيني وفلسطينية، للنهوض بالحال والواقع إلى مستوى إعادة إحياء الهوية الوطنية لشعبنا وتأجيج الصراع العربي/ الإسرائيلي بكفاح مسلح فلسطيني، مما يعني استيقاظ الضمير العربي لدى جماهير أمتنا العربية، عبر صوت الرصاص، والقنابل بحرب فدائية تتبع نظام المجموعات، ونظرية 'اضرب واهرب' وهي الشعلة التي أضاءت كل هذه المساحة حول فلسطين بعد أن سادها ظلام دامس منذ عام 1948.
فتح هي الحركة التي حدد عدوها المركزي، وحلفائها النضاليون، وخصومها السياسيون، من أحزاب وحكومات، وكذلك هي الحركة التي طرحت لشعبها مفهوم النضال الوطني الشامل، دون اللجوء إلى استخدام أيديولوجية، أو عقيدة مغلقة، لماذا؟
لأن فتح أدركت منذ البداية أنها تنتمي لشعب فيه التعددية الفكرية، والسياسية، والعقائدية والديانات وغيره.
ولذا جاءت لترد على كل المشككين بالنضال الوطني وأبعاده على الهوية، بل واستطاعت أن تكشف للقاصي والداني أن النضال ضد العدو المركزي، أمر ممكن تستطيع الجماهير الفلسطينية والعربية والصديقة، أن تخوضه مباشرة دون عناء وإدعاءات النظام العربي الذي ربط مستقبله بفلسطين ومصير شعبها بنظرياته السياسية، والعسكرية منتظر أن يصل جيشه إلى المستوى المطلوب لخوض حرب تقليدية. أو لاستخدام شعار تحرير فلسطين للهو، والمزايدة، وإطفاء أي شعله قد تشتعل هنا أو هناك بإرداة فلسطينية، بالرغم أن هذا النظام لم ييأس، فراح واتبع ذات الطريقة التي نادت إليها فتح، وقام بتشكيل فصائل له للقيام بهذا الدور، وطبقاً لسياسته ومصالحه في مسألة الصراع العربي/ الإسرائيلي، أمام الجماهير والأحزاب والقوى المعارضة له.
إن تشخيص فتح آنذاك كان صحيحاً في سلم التناقضات، لكن فتح كانت تدرك بعمق أن أي رصاصة تنطلق من اي أرض عربية مجاورة لفلسطين، لن يسمح لها، ولن يعطي لها امتياز للتحرك والتواجد على تلك الأرض إلى بثمن باهض على الثورة أن تدفعه لذلك النظام السائد.
وكانت الأجيال تدرك أن هذه المعركة طويلة الأجل، فالعدو قوي ومسيطر، والثورة المنوي الوصول إليها، تفقد الأرض، وهي وإن وجدت فيها أرض الغير، والتحرك سراً لسنوات طويلة وقد تفشل إن لم تجد المناخ والبيئة الجماهيرية لإحتضانها ورعايتها، ومدها بالمال والسلاح والناس. على الرغم من الهدف النبيل والظاهرة التي مثلتها أمام الشعوب العربية، لكنها كانت مستهدفة إلى حد بعيد، وأنها ستكون في بحر كبير من التناقضات. من هنا قيل أنها مغامرة، : اي الثورة' وأنها عمل طائش، يقودها ثلة من المغامرين المجانين.
وبالرغم من الذكاء والحكمة في اختيار الشعارات والمفاهيم والمنطلقات، لتجنيبها أي معركة جانبية، إلا أن المتوقع قد حصل، ودفع الثمن باهظاً من لحمها ولحم الجماهير الفلسطينية والعربية التي التقت حولها، وكان هناك أكثر من مأساة، بل وأكثر من جريمة قد وقعت بحقها وحق مناضليها وفدائييها في الدول العربية المحاذية لفلسطين وفي مخيمات اللجوء. لكن القانون الذي تحول إلى دافع أساس لكل من اتبع تلك التجربة، كان قانون الإرادة، الإصرار، التواصل، لتحقيق مفهوم دعومة الثورة. وهو الأمر الذي حيّر وأربك الجميع وربما فيما بعد فرض عليهم، أن يعترفوا بها اعترافاً لا شك حوله، لما أبدته الأجيال من تواصل والتفاف وتمسك بها، فهي كانت المصير، والمستقبل، وهو الحق الذي اكتسبه شعبنا بجدارة واحترام.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78