شبكة القدس العربية Palestinian Jerusalem

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة القدس العربية Palestinian Jerusalem

لاقتراحاتكم تجدونا على الفيس بوك facebook ( مملكة بائع الورد للشعر والخواطر ) https://www.facebook.com/roseking2013

المواضيع الأخيرة

» يا وجع القلب
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام

» عدرا يا فلسطين????????
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام

» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى

» رحل ولن يعود
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالسبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام

» كوفيتي عنواني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالسبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام

»  كل يوم نصيحه ومعلومه
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالسبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام

» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى

» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالسبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى

» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني

» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر

» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Icon_minitimeالخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78

تصويت

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 67 بتاريخ الأربعاء يناير 10, 2024 9:38 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 15499 مساهمة في هذا المنتدى في 4685 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 1206 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو driss78 فمرحباً به.

Like/Tweet/+1


4 مشترك

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:43 am


    قال صلى الله عليه وسلم :(ما إجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)

    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:44 am

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) حديث حسن
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:48 am

    عن
    ابن عمر (رضى الله عنهما) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال : (( كلكم
    راع, وكلكم مسئول عن رعيته, والأمير راع, والرجل راع على أهل بيته, والمرأة
    راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته))
    (متفق عليه )
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:51 am


    قال رسول الله (صلى الله عليه
    وسلم ) : - (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقتة جارية أو علم ٍ
    ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )) أخرجه مسلم
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:53 am

    عن أبي هريرة- - أن رسول الله قال:" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان" متفقٌ عليه.
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 6:56 am

    قال
    صلى الله عليـه وسلم : {من تتبع عورة أخيـه المسلم تتبع الله عورتـه ومن
    تتبع الله عورتـه يفضحـه ولو في جوف رحله} [رواه الترمذي]
    {ومن كشف عورة أخيـه المسلم كشف الله عورتـه حتى يفضحـه بها في بيتـه} [رواه ابن ماجـة]
    الشاعرة جزيرة الورد
    الشاعرة جزيرة الورد
    المبدعات
    المبدعات


    عدد المساهمات : 1356
    نقاط : 3153
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 23/05/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف الشاعرة جزيرة الورد السبت مارس 31, 2012 10:36 am

    عليه افضل صلاة
    الشاعرة جزيرة الورد
    الشاعرة جزيرة الورد
    المبدعات
    المبدعات


    عدد المساهمات : 1356
    نقاط : 3153
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 23/05/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف الشاعرة جزيرة الورد السبت مارس 31, 2012 10:38 am

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر السبت مارس 31, 2012 10:40 am

    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

    " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا
    يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ , وَلا يَدْرِي الْمَقْتُولُ
    عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ "
    الشاعرة جزيرة الورد
    الشاعرة جزيرة الورد
    المبدعات
    المبدعات


    عدد المساهمات : 1356
    نقاط : 3153
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 23/05/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف الشاعرة جزيرة الورد السبت مارس 31, 2012 10:40 am

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : ( عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) رواه مسلم .
    الشاعرة جزيرة الورد
    الشاعرة جزيرة الورد
    المبدعات
    المبدعات


    عدد المساهمات : 1356
    نقاط : 3153
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 23/05/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف الشاعرة جزيرة الورد السبت مارس 31, 2012 10:43 am

    قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
    هديل الحمام
    هديل الحمام
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 3698
    نقاط : 5773
    السٌّمعَة : 183
    تاريخ التسجيل : 19/02/2011

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف هديل الحمام الإثنين أبريل 02, 2012 10:34 pm

    هدوئي ليس
    حاله من العزله .. ولكن هكذا الملوك .. فأنا أبتسم عند الهزيمه .. واتواضع
    عند النصر واذا وصلت إلى القمة ........ اترك بصمة لي وارحل
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر الإثنين مايو 28, 2012 9:17 pm


    أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي
    الرجوع إلى قائمة المقالات
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - Sad إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) .
    وأخرج الترمذي بسند صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) .

    معاني المفردات
    بجلالي : بعظمتي وطاعتي لا لأجل الدنيا
    يغبطهم : الغبطة تمني مثل نعمة الغير دون تمني زوالها عنه .

    فضل الحب في الله
    الحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر ، جعلها سبحانه أوثق عرى الإسلام والإيمان ، فقال - صلى الله عليه وسلم - Sad أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل ) رواه الطبراني وصححه الألباني .
    بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة ، وإخلاص هذه الرابطة قال صلى الله عليه وسلم Sad من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود .
    ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان ، ولذة المجاهدة للهوى و----- فهذا هو السبيل ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال Sad ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)
    والمرء يفضل على صاحبه بمقدار ما يكنه له من المحبة والمودة والإخاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - Sad ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه ) رواه ابن حبان وصححه الألباني.
    وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله Sad رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) أخرجاه في الصحيحين .

    محبة في الله
    والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه ، فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ، والصابرين ، والمتوكلين والمقسطين ، والمقاتلين في سبيله صفا، ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين .
    ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله ، لا تكدِّرها المصالح الشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ، بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه، ولما سئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟ فقال : " العاملون بطاعة الله، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم " .
    والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه :{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }(الزخرف 67)، وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - Sad المرء مع من أحب ) .
    وأما من أحب شخصا لهواه ، أو لدنياه ، أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه، فهذه ليست محبة لله بل هي محبة لهوى النفس ، وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك .

    أمور تعظم بها المحبة
    وهناك أمور تزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده ، حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها : إعلام الأخ - الذي له في نفسك منزلة خاصة ، ومحبة زائدة عن الأخوة العامة التي لجميع المؤمنين بأنك تحبه ، ففي الحديث Sad إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني وفي رواية مرسلة عن مجاهد رواها ابن أبي الدنيا وحسنها الألباني ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) .
    ومنها تبادل العلاقات الأخوية ، والإكثار من الصلات الودِّية ، فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس ، وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب ، وفي الحديث ( تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) رواه مالك في الموطأ، وحسنه ابن عبد البر في التمهيد .
    وقال - صلى الله عليه وسلم - Sadلا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .

    حقوق المحبة
    وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة ، ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها : أن تحسب حساب أخيك فيما تجره إلى نفسك من نفع ، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه ، وقد أوصى النبي- صلى الله عليه وسلم - أبا هريرة بقوله Sad وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، تكن مؤمنا ) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني .
    ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ، وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة ، قال - صلى الله عليه وسلم - Sad دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) رواه مسلم ، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ، دعا لأخيه بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .
    ومنها الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت ، بل حتى بعد موت الأخ والحبيب ببر أولاده وأصدقائه ، وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - عجوزاً جاءت إليه ، وقال Sad إنها كانت تغشانا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه الطبراني ، ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه .
    ومنها التخفيف وترك التكلف ، فلا يكلِّفْ أخاه ما يشق عليه ، أو يكثر اللوم له ، بل يكون خفيف الظل ، قال بعض الحكماء : " من سقطت كلفته دامت ألفته ، ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك ، لا لنفسك عليهم ، فتنزل نفسك معهم منزلة الخادم " .
    ومنها بذل المال له ، وقضاء حاجاته والقيام بها ، وعدم ذكر عيوبه فيحضوره وغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماء إليه .
    ومنها التودد له والسؤال عن أحواله ، ومشاركته في الأفراح والأتراح ،
    ومن ذلك أيضاً بذل النصح والتعليم له ، فليست حاجة أخيك إلى العلم والنصح بأقل من حاجته إلى المال ، وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ .
    وإن دخل ----- بين المتحابين يوماً من الأيام ، فحصلت الفرقة والقطيعة ، فليراجع كل منهما نفسه ، وليفتش في خبايا قلبه فقد قال عليه الصلاة والسلام Sad ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
    هذه بعض فضائل المحبة في الله وحقوقها ، وإن محبة لها هذا الفضل في الدنيا والآخرة لجديرة بالحرص عليها ، والوفاء بحقوقها ،والاستزادة منها ، {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } (الحشر 10) .
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر الإثنين مايو 28, 2012 9:19 pm

    عن أبي هريرة- - أن رسول الله قال:" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان" متفقٌ عليه.
    وفي رواية :" وإن صام وصلى وزعم انهُ مسلمٌ".


    الشرح


    الآية: يعني العلامة، كما قال تعالى: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ) (الشعراء:197) ، يعني أو لم يكن لهم علامة على صدق ما جاء به النبي ، وصحة وشريعته، وأن هذا القرآن حق : (أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ) ويعلمون انه هو الذي بشّر به عيسى ، وكذلك قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يّس:41) آية يعنى علامة. فعلامة المنافق ثلاث.
    والمنافق هو الذي يسرٌ الشر ويظهر الخير. ومن ذلك : أن يسر الكفر ويظهر الإسلام . وأصله مأخوذ من نافقاء اليربوع.اليربوع- الذي نسميه الجربوع- يحفر له جحراً في الأرض ويفتح له باباً ثم يحفر في أقصى الجُحر خرقاً للخروج، لكنه خرق خفي لا يعلم به، بحيث إذا حجره أحد من عند الباب ، ضرب هذا الخرق الذي في الأسفل برأسه ثم هرب منه. فالمنافق يظهر الخير ويبطن الشر ، يظهر الخير ويبطن الكفر.
    وقد برز النفاق في عهد النبي بعد غزوة بدر، لما قُتلك صناديد قريش في بدر ، وصارت الغلبة للمسلمين ، ظهر النفاق ، فأظهر هؤلاء المنافقون أنهم مسلمون وهم كفار ، كما قال الله تعالى (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14)، وقال الله تعالى (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15)، وقال عنهم أيضاً : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه) يؤكد كلامهم بالشهادة و "بأن" و " اللام" فقال الله تعالى : (ِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون:1 ).
    فشهد شهادة اقوى منها بأنهم لطاذبون في قولهم Sad نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ) في أن محمداً رسول الله ، ولهذا استدرك فقال: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) .
    والمنافق له علامات ، يعرها الذي أعطاه الله تعالى فراسة ونوراً في قلبه، يعرف المنافق من تتبع أحواله.
    وهناك علامات ظاهرة لا تحتاج إلى فراسة؛ منها هذه الثلاث التي بينها النبي :" إذا حدث كذب" يقول مثلاً: فلأن فعل كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته كذب، وهذا الشخص لم يفعل شيئاً، فإذا رأيت الإنسان يكذب؛ فاعمل أن في قلبه شعبة من النفاق.
    الثاني: " إذا وعد أخلف" يعدك ولكن يخلف، يقول لك مثلاً: سآتي إليك في الساعة السابعة صباحاً ولكن لا يأتي، أو يقول : سآتي إليك غداً بعد صلاة الظهر ولكن لا يأتي .؟ يقول : أعطيك كذا وكذا ، ولا يعطيك، فهو كما قال النبي : " إذا وعد أخلف "، والمؤمن إذا وعد وفى، كما قال الله تعالى : ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)(البقرة: 177)، لكن المنافق يعدك ويغرك ، فإذا وجدت الرجل يغدر كثيراً بما يعد، ولا يفي، فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق والعياذ بالله.
    الثالث: " إذا اؤتمن خان" وهذا الشاهد من هذا الحديث للباب . فالمنافق إذا ائتمنته على مال خانك، وإذا ائتمنته على سر بينك وبينه خانك ، وإذا ائتمنته على أهلك خانك، وإذا ائتمنته على بيع أو شراء خانك. كلما ائتمنته على شيء يخونك والعياذ بالله ، يدلّ ذلك على أن في قلبه شعبة من النفاق .وأخبر النبي بهذا الخبر لأمرين:
    الأمر الأول: أن نحذر من هذه الصفات الذميمة ؛ لأنها من علامات النفاق، ويخشى أن يكون هذا النفاق العملي مؤدياً إلى نفاق في الاعتقاد والعياذ بالله ، فيكون الإنسان منافقاً نفاقاً اعتقادياً فيخرج من الإسلام وهو لا يشعر فأخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام لنحذر من ذلك.
    الأمر الثاني: لنحذر من يتصف بهذه الصفات ، ونعلم أنه منافق يخدعنا ويلعب بنا ، ويغرنا بحلاوة لفظه وحسن قوله، فلا نثق به ولا نعتمد عليه في شيء؛ لأنه منافق والعياذ بالله، وعكس ذلك يكون من علامات الإيمان . فالمؤمن إذا وعد أوفى. والمؤمن إذا ائتمن أدى الامانة على وجهها ، وكذلك إذا حدّث كان صادقاً في حديثه مخبراً بما هو الواقع فعلاً.
    ومن الأسف فإن قوماً من السفهاء عندنا إذا وعدته بوعد يقول:" وعد انجليزي ام وعد عربي" يعني أن الإنجليز هم الذين يوفون بالوعد، فهذا بلا شك سفه وغرور بهؤلاء الكفرة، والإنجليز فيهم مسلمون ومؤمنون ولكن جملتهم كفار، ووفاؤهم بالوعد لا يبتغون به وجه الله ، لكن يبتغون به أن يحسنوا صورتهم عند الناس ليغتر الناس بهم.
    والمؤمن في الحقيقة هو الذي يفي تماماً فيمن أوفي بالوعد ؛ فهو مؤمن ، ومن أخلف الوعد ؛ كان فيه من خصال النفاق.
    نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النفاق العملي والعقدي، أنه جواد كريمٌ.
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر الإثنين مايو 28, 2012 9:21 pm

    عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ". [رواه البخاري].


    معـــاني الألفاظ:
    - لتتبعن سنن: السنن بفتح السين، هو الطريق.
    - شبراً شبراً، وذراعاً ذراعاً: تمثل للاقتداء بـهم، وجاء في رواية حذو النعل بالنعل، وأخرى حذو القذة بالقذة.
    - جحر الضب: وقع التخصيص لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته.
    - قال فمن؟: استفهام إنكاري، ومعناه فمن هم غير أولئك.


    أحكام فقهية ودروس مستفادة من الحديث:
    1 - إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى، وهم أهل الكتاب، ويدخل فيه مضاهاة لفارس والروم وهم الأعاجم، وهذا الإخبار من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم - لوقوع ما تنبأ به - عليه الصلاة والسلام -.

    2 - في الحديث دلالة على نـهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه باليهود والنصارى أو غيرهم من الملل والنحل والأمم التي لا تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ولا تدين بدين الإسلام.

    3 - ذم المقلدين لليهود والنصارى والأعاجم لأن ذلك لا يكون إلا عن شعور بالضعف وعدم الثقة بما هي عليه أمته من العلم والثقافة والعادات.

    4 - اتباع سنن اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات والأمم المنحرفة عن منهج الله لا ينجم عنه إلا الضيق والضنك والفساد، والواقع الذي تعيشه أمتنا اليوم أوضح الأدلة وأصح الشواهد وأسطع البراهين على صحة ذلك.

    5 - اتباع سنن السابقين من الأمم المنحرفة وأهل الديانات الضالة لا يعني أن جميع الأمة ستفعل هذا التقليد والتشبه، بل قد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة"، وقال: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة"، وقال: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته".


    لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه:
    بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمة امتازت بالفصاحة والبلاغة وقوة البيان، فالخطابة والشعر هما وسيلة العرب في المدح والهجاء والرثاء والتوجيه.

    وكانت معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - من جنس الفن الذي برعت فيه أمته، لكنها تختلف عنها شكلاً ومضموناً، المعجزة التي أيد الله بـها نبيه هي القرآن الكريم ولا شك أنه يختلف عن أسلوب الخطابة والشعر الذي اشتهر به العرب وعرفوه وفي هذا يقول - تعالى -: ]وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين[.

    وقال - تعالى -: ]وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون، تنـزيل من رب العالمين[[الحاقة: 41 43]. وقال - تعالى - في ذم الشعر: ]والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنـهم في كل واد يهيمون وأنـهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا[[الشعراء: 224 227].

    فتعلم من خلال ما ذكر أن الدعوة الإسلامية قد اتخذت أسلوباً متميزاً في شكله ومضمونه عما اعتاده العرب في جاهليتهم وشركهم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتعلم الشعر، ولا ينبغي له أن يتعلمه، والشاعر يتنـزل عليه الشياطين بالإفك والبهتان إلا ما استثني في الآية السابقة، والرسول يتنـزل عليه الوحي بكلام الرحمن، والشاعر أتباعه هم الغاوون أي الضالون، أما الرسول المؤيد بالوحي الإلهي فأتباعه هم المؤمنون الذين يعملون بما يعلمون.

    أرأيت أيها الأخ الفاضل كيف جاءت دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالفة - لشعائر الجاهلية وعقائد الشرك وعادات المشركين من أول لحظة ابتدأ بـها هذا الدين - ومتميزة عنها.

    المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب

    لاشيء أدل على ضعف الأمة وتبعيتها، من كونـها مقلدة لغيرها من الأمم، ويعلل ابن خلدون هذا الأمر فيقول:
    "والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها في تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك واتصل لها حصل اعتقاداً فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الاقتداء.. ولذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها، بل وفي سائر أحواله"

    ويستدل لذلك بحال الولد مع والده فيقول: وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بـهم دائماً، وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم، وانظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية وجند السلطان في الأكثر لأنـهم الغالبون لهم، حتى إذا كانت أمة تجاور أخرى ولها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء خطر كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد [عهد ابن خلدون] مع أمم الجلالقة النصارى فإنك تجدهم يتشبهون بـهم في ملابسهم وشاراتـهم، والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت حتى لقد يستشعر عن ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء والأمر لله. أ هـ

    وقال شيخ الإسلام: وهذه المشابـهة لليهود والنصارى وللأعاجم من الروم والفرس لما غلبت على ملوك المشرق هي وأمثالها مما خالفوا به هدي المسلمين ودخلوا فيما كرهه الله ورسوله، سُلّط عليهم الترك الكافرون الموعود بقتالهم حتى فعلوا في العباد والبلاد ما لم يجر في دولة الإسلام مثله
    حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه!!

    لماذا خص الضب بالذكر؟ قال ابن العربي - رحمه الله -: وتفكرت برهة في وجه ضرب المثل بالضب فتعرضت لي في الخاطر معان، فأشبهها الآن أن الضب عند العرب يضرب به المثل للحاكم من الإنس، والحاكم يأتي إليه الخلق بأجمعهم فيما يعرض من الأمور لهم، فلا يتأخر أحد عنه فكان المعنى تعييرهم بذلك، والله أعلم

    ومما عرفه عن أعاجيب الضب وغرائبه طول الذَّماء بعد الذبح وهشم الرأس وهو بقية النفس وانعقاد الحياة، يقال: إنه يمكث بعد الذبح ليلة ويلقى في النار فيتحرك، وبين الضب والعقرب مودة فلذلك يؤويها في جحره لتلسع المتحرش به إذا أدخل يده لأخذه، ولا يحفر جحره إلا في كُدية، ويطيل الحفر حتى تفنى براثنه ويتوخى به الارتفاع عن مجاري السيل والمياه، وعن مدقِّ الحوافر لكيلا ينهار عليه بيته، ومن طبعه النسيان وعدم الهداية، وبه يضرب المثل في الحيرة، ولذلك لا يتخذ جحره إلا عند أكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج لطلب المطعم، ويوصف بالعقوق لأنه يأكل حسوله فلا ينجو منها إلا ما هرب، ومن أعاجيبه طول العمر وذلك مشهور في الأشعار والأخبار، ولا يرد الماء ولا تسقط له سن، وغير ذلك من أوصاف عرفها العرب من طباع الضب، والأمثال المضروبة بشأنه كثيرة، يقال: أعق من ضب لأنه يأكل صغاره، وأخب من ضب لأنه إذا خدع في جحره وصف بالخبث والمكر، وأحيا من ضب، وأقصر من إبـهام الضب، وأعقد من ذنب الضب، وأضل من الضب

    فإذا كان من شأن الضب أن بينه وبين العقرب مودة حيث العقارب في جحور الضب، وإذا كان من شأنه العقوق حيث يأكل صغاره، فيا مسلم، يا عبد الله، يا من آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، فمالك وللضب ولجحره.

    إذا كان شعار الإسلام وأول أركانه شهادة أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فكيف يطبق كثير من الناس المنتسبين إلى الإسلام عقيدة التثليث في شعاراتـهم وحياتـهم وثوراتـهم، أمة عربية واحدة، أهدافهم: وحدة، حرية، اشتراكية. الله، الوطن، الملك.

    وأساس كل هذه الشعارات - والعلم عند الله - مأخوذة من الثالوث المقدس: باسم الأب، والابن، والروح القدس، فكيف يتداولها الناس والله - سبحانه وتعالى- يقول: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم"، [المائدة: 73]، بل وكيف يتأثر بـها بعض من يرفع شعار الدعوة إلى الله؟!.

    وإذا كانت أعياد الإسلام ثلاثة: يوم الجمعة عيد الأسبوع مترتب على إكمال الصلوات المكتوبات التي فرضها الله على عباده في اليوم والليلة، وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام كلما كمل دور أسبوع واستكمل المسلمون صلواتـهم شرع لهم فيه الاجتماع على سماع الذكر والموعظة.

    وأما العيدان اللذان لا يتكرران إنما يأتي كل واحد منهما مرة في العام فهما عيد الفطر مرتب على إكمال صيام رمضان الذي هو ثالث أركان الإسلام واستكمال صوم رمضان يستوجب من الله العتق والمغفرة.

    وعيد النحر وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مرتب على إكمال الحج الذي يعد خامس أركان الإسلام فإذا كمل المسلمون حجهم غفر الله لهم، والحج يكمل في يوم عرفة.

    فأعياد المسلمين في الدنيا كلها عند إكمال طاعة مولاهم الملك الوهاب وحيازتـهم لما وعدهم من الأجر والثواب]قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون[. الغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بسيده ومولاه

    ولذلك أبطل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعياد الجاهلية عندما قدم المدينة، حيث كان لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما.

    عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد أبدلكم بـهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر"

    إذا كانت أعياد المسلمين يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم الأضحى، فمن أين جاء عيد الشجرة، وعيد الاستقلال، وعيد الثورة، وعيد الميلاد، وعيد الأم، وعيد ميلاد الطفل، في حين أنـهم يجهلون سنة العقيقة في هذا الأخير!!.

    إن إحياء البدع والمنكرات لا يكون إلا على حساب السنن المشروعات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نـهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه ويكمل إسلامه، ولذا نجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الوقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير"

    عن غضيف بن الحرث الثمالي قال: بعث إليَّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد جمعنا الناس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنـهما أمثل بدعتكم عندي ولست مجيبك إلى شيء منهما، قال: لم؟ قال: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة" فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة

    حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم!!:

    أخي المسلم أعزك الله باتباع دينه وسنة نبيه، إن الإنسان قبل أن يلجأ إلى الاستدانة والاقتراض يراجع حسابه ورصيده المالي، أما تعلم أن الدين والاستقراض ذل بالنهار وهمٌّ بالليل كما يقولون.

    بدلاً من أخذ عقائد الكفر والشرك والجاهلية وعادات الأمم المنحرفة والضالة عليك أن ترجع إلى عقيدة الإيمان وسنن الأنبياء والمرسلين التي أحياها نبي هذه الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلمها للناس.

    فهل من العقل والحكمة الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء؟!!.

    وهل من السنن المشروعة زيارة قبر الجندي المجهول؟!!.

    وهل من الرجولة أن يطأطيء الرجل الوقور رأسه لتوضع في رقبته قلادة من الورد أو أي وسام أمام الناس؟!!.

    ألهذا الحد يصل الهوان ببعض الناس، إنه لاشيء أبعث على الذل والهزيمة من عدم ثقة الإنسان بما عنده من علم وثقافة ودين، ولا خير في علم أو ثقافة أو دين لا يكون مصدره منبعثاً من شريعة الله الواحد القهار، وسنة محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين.

    عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النهار إلا ملة واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"

    ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها:

    من يتأمل في كتاب الله الكريم يجد فيه من النهي عن مشابـهة الأمم الكافرة وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك ما فعلوه الكثير فتدبر ما يلي:
    قال - تعالى -: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون، إنـهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين" [الجاثية: 18 19].

    وقال - تعالى -: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم" [النساء: 115].

    وقال - تعالى -: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل" [الأنعام: 153].

    وقال - تعالى -: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء" [الأنعام: 159].

    وقال - تعالى -: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن الهدى هدى الله، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" [البقرة: 145].

    وقال - تعالى -: "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا، وللكافرين عذاب أليم" [البقرة: 104].
    روى الإمام أحمد عن عطية قال: كان يأتي ناس من اليهود فيقولون راعنا سمعك حتى قالها ناس من المسلمين فكره الله لهم ما قالت اليهود
    .
    وقال أبو العالية: إن مشركي العرب كانوا إذا حدث بعضهم بعضاً يقول أحدهم لصاحبه: أرعني سمعك، فنهوا عن ذلك

    قال شيخ الإسلام: فهذا كله يبين أن هذه الكلمة نـهيَ المسلمون عن قولها لأن اليهود كانوا يقولونـها، وإن كانت في اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة لما كان في مشابـهتهم فيها من مشابـهة الكفار وتطريقهم إلى بلوغ غرضهم
    .
    وإليك بعض ما ورد في السنة من الأمر بمخالفة الكفار والمشركين وعدم التشبه بـهم:

    - عن نافع أن ابن عمر كان يقول: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس يُنادى لها. فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بلال قم فناد بالصلاة"

    ففي موضوع النداء للصلاة رفض - عليه الصلاة والسلام - أن يستعمل أساليب اليهود والنصارى، فكيف تتوهم أننا سنبلغ صوت الإسلام ودعوته من خلال المجالس التي أسست على غير هدى الله؟!! أليس في هذا هدر لطاقتك وضياع لجهدك ووقتك؟!.
    - عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله - تعالى - قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنـهاكم عن ذلك"

    - عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله - عز وجل - يوم القيامة"

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فهذا التحذير منه، واللعن عن مشابـهة أهل الكتاب في بناء المساجد على قبر الرجل الصالح صريح في النهي عن المشابـهة في هذا ودليل على الحذر من جنس أعمالهم

    - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مرَّ بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابـهم. ثم تقنع بردائه وهو على الرحل"

    وعن أبي صالح الغفاري: أن علياً رضي الله عنه مرّ ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر، فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال: "إن حبي النبي - صلى الله عليه وسلم - نـهاني أن أصلي في المقبرة، ونـهاني أن أصلي في أرض بابل، فإنـها ملعونة"

    قال شيخ الإسلام: فإذا كانت الشريعة قد جاءت بالنهي عن مشاركة الكفار في المكان الذي حلّ بـهم فيه العذاب فكيف بمشاركتهم في الأعمال التي يعملونـها

    - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"

    - عن عائشة - رضي الله عنها - كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله

    - عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا اليهود فإنـهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم"
    .
    - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللحد لنا والشق لغيرنا"

    قال ابن تيمية: وفيه التنبيه على مخالفتنا لأهل الكتاب حتى في وضع الميت في أسفل القبر

    - عن عبد الله بن عمر قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ ثوبين معصفرين، فقال: "إن هذه من ثياب الكفار، فلا تلبسها"

    والأحاديث الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهي عن التشبه بأهل الكتاب، أو بالروم والفرس كثيرة جداً، وذلك في الأمور الظاهرة والباطنة، ومن أجمع الكتب التي صنعت في هذا الموضوع كتاب: "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه كتاب جدير بالمطالعة والاقتناء لكل داعية من دعاة الإسلام.


    قال - تعالى -: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبـهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبـهم وكثير منهم فاسقون"[سورة الحديد: 16]...
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر الإثنين مايو 28, 2012 9:22 pm

    1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ" فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ" قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا" متفق عليه( ).

    التفسير :

    فمن ناحية المناسبة.. فقد قيل هذا الحديث وقت عيد فطر أو أضحى في موعظة خاصة للنساء، فهل نتوقع من الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم أن ينقص من شأن النساء وقدرهن في مثل هذه المناسبة السارة البهيجة؟!، فالمناسبة كما نعرف من مقتضياتها اللطف والمداعبة، وذلك بقرينة سؤال النساء للرسول -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا؟".


    ما هو العقل أولاً ؟



    العقل من العقال ، بمعنى أن تمسك الشيىء وتربطه ، فلا تعمل كل ما تريد .
    فالعقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات ، ولا تعمل إلا المطلوب فقط .

    ولأن عاطفة المرأة أقوى ، فإنها تحكم على الإشياء متأثرة بعاطفتها
    الطبيعية ، وهذا أمر مطلوب لمهمة المرأة .


    إذن فالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة ، وبذلك فالنساء ناقصات عقل ،
    لأن عاطفتهن أزيد ، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج
    تربوي فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها . والانسان يحتاج إلى الحنان
    والعاطفة من الأم ، وإلى العقل من الأب .
    وأكبر دليل على عاطفة الأم تحملها لمتاعب الحمل والولادة والسهر على رعاية
    طفلها ، ولا يمكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله الأم ، ونحن جميعاً نشهد بذلك .



    أما ناقصات دين فمعنى ذلك أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبداً .
    فالرجل لايعفى من الصلاة ، وهي تعفى منها في فترات شهرية . . والرجل لا
    يعفى من الصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر . . والرجل لا يعفى
    من الجهاد والجماعة وصلاة الجمعة . . وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية
    أقل من المطلوب من الرجل .
    وهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى لمهمتها وطبيعتها . وليس لنقص فيها ،
    ولذلك حكم الله سبحانه وتعالى فقال : { للرجال نصيب مما كسبوا ، وللنساء
    نصيب مما اكتسبن } [ سورة النساء : 32 ]
    فلا تقول : إن المرأة غير صائمة لعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها ، لأن المشرع
    هو الذي طلب عدم صيامها هنا ، كذلك أعفاها من الصلاة في تلك الفترة ، إذن
    فهذا ليس نقصاً في المرأة ولا ذماً ، ولكنه وصف لطبيعتها
    فلسطيني وافتخر
    فلسطيني وافتخر
    عضو متقدم للقدس
    عضو متقدم للقدس


    عدد المساهمات : 853
    نقاط : 1677
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف فلسطيني وافتخر الإثنين مايو 28, 2012 9:23 pm


    شرح حديث (الحلال بين والحرام بين)
    خالد بن سعود البليهد

    عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه.

    هذا الحديث أحد أصول الإسلام التي يدور عليها أحكام الحلال والحرام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه حد الشبهات والمنهج الشرعي في التعامل معها . وفيه مسائل:

    الأولى: في الحديث دلالة على أن الأشياء من حيث الحكم ثلاثة أقسام:
    1- حلال خالص لا شبهة فيه كالملابس والمطاعم والمراكب المباحة.
    2- حرام خالص لا شبهة فيه كشرب الخمر والربا والزنا وأكل مال اليتيم ونحوها مما نص الشرع على تحريمه.
    3- مشتبه بين الحلال والحرام كالمعاملات والمطاعم التي يتردد في حكمها .
    والأصل في الأعيان والتصرفات الإباحة لقوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ).

    الثانية: الشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام بحيث يشتبه أمره على المكلف أحلال هو أو حرام . وقد فسر الإمام أحمد الشبهة " بأنها منزلة بين الحلال والحرام يعني الحلال الخالص والحرام الخالص وفسرها تارة باختلاط الحلال والحرام ". والإشتباه نوعان:
    1- إشتباه في الحكم: كالمسائل والأعيان التي يتجاذبها أصلان حاضر ومبيح.
    2- إشتباه في الحال: كمن وجد شيئا مباحا في بيته فهل يتملكه بناء على أنه داخل في ملكه أو يخرجه بناء على أنه مال للغير.

    الثالثة: الإشتباه أمر نسبي ليس بمطلق فلا يقع الإشتباه لجميع الناس ولكن يقع لكثير منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يعلمهن كثير من الناس ) ولا يكون الإشتباه أصليا في دلالة النصوص قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وإنما يعرض لأفهام الناس ويزول بالإجتهاد والإطلاع الواسع واستقراء النصوص ولذلك يقل في العلماء ، ولا يمكن أبدا أن يقع الإشتباه في المسائل العملية عند جميع العلماء لأن الله قد تكفل بحفظ شرعه وبيانه للناس ، ولا تضل الأمة جمعاء عن معرفة الحق ولا يزال في الأرض قائم لله بحجة.

    الرابعة: قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) فيه أنه ينبغي للمسلم أن يتوقى مباشرة ما يشتبه عليه ليحفظ دينه من الوقوع فيما حرم الله فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حرصا على هذا فقد روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال ( لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ) متفق عليه ، وكان السلف الصالح يشددون في ذلك يتحرون لدينهم قالت عائشة "كان لأبي بكر الصديق غلاما يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا فقال أبو بكر ما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه " رواه البخاري. وهذا كله محمول على تمكن الشبهة وعدم ظهور الحكم في المسألة أما إذا تبين للإنسان إباحة الشيء وزالت الشبهة عنه واطمأن قلبه لذلك فلا حرج حينئذ من تعاطيه.

    الخامسة: فيد دليل على أن تبرئة العرض أمر مطلوب شرعا فينبغي على العبد أن يحرص على الإبتعاد عن كل ما يدنس عرضه ويعرض سمعته أو أهله أو ذريته لقالة السوء ولهذا ورد " أن ما وقى به المرء عرضه فهو صدقة " وفيه دليل على أن من ارتكب الشبهات فقد عرض نفسه للقدح والطعن قال بعض السلف " من عرض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه " ، بل يشرع للعبد أن يترك المباح استبراء لعرضه وخشية طعن الناس فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار لما رأياه واقفا مع زوجه صفية فأسرعا فقال لهما (على رسلكما إنها صفية ) أخرجاه في الصحيحين.

    السادسة: قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) خرجه العلماء على وجهين:
    الأول: أن من تساهل في مباشرة الشبهات وكثر تعاطيه لها لا يأمن على نفسه إصابة الحرام وإن لم يتعمد ذلك.
    الثاني: أن من اعتاد التساهل في ذلك وتمرن على الشبهات يتطور به الأمر إلى أن يتجرأ على انتهاك المحرمات ويذهب عنه تعظيم الشعائر ، ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس ) رواه الترمذي وحسنه.

    السابعة: حكم معاملة من في ماله حلال وحرام مختلط على أحوال :
    الأولى: أن يكون الحرام أكثر ماله ويغلب عليه فهذا مكروه قال الإمام أحمد " ينبغي أن يتجنبه إلا أن يكون شيئا يسيرا أو شيئا لا يعرف ". أما إذا علم تحريم شيء بعينه فيحرم عليه تناوله إجماعا كما حكاه ابن عبد البر وغيره.
    الثانية: أن يكون الحلال أكثر ماله ويغلب عليه فيجوز معاملته والأكل من ماله بلا حرج ، فقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال في جوائز السلطان " لا بأس بها ما يعطيكم من الحلال أكثر مما يعطيكم من الحرام " وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعاملون المشركين وأهل الكتاب مع علمهم بأنهم لا يجتنبون الحرام كله.
    الثالثة: أن يشتبه الأمر فلا يعرف أيهما أكثر الحلال أم الحرام فهذا شبهة والورع تركه قال سفيان " لا يعجبني ذلك وتركه أعجب إلي " وقال الزهري " لا بأس أن يأكل منه مالم يعرف في ماله حرام بعينه " ونص أحمد على جواز الأكل مما فيه شبهة ولا يعلم تحريمه.

    الثامنة: من سيب دابته ترعى قرب زرع غيره فأتلفته ضمن ما أفسدته من الزرع على الصحيح لأنه مفرط في صيانتها وحفظها عن مال الغير وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ) إشارة إلى ذلك.

    التاسعة: في الحديث دليل على قاعدة سد الذرائع المفضية إلى الوقوع في المحرمات وتحريم الوسائل إليها ، وكذلك يدل على اعتبار قاعدة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " بالتباعد مما يخاف الوقوع فيه وإن ظن السلامة في مقاربته.

    العاشرة: يستفاد من الحديث أن موقف الناس تجاه الشبهات على أقسام:
    1- من يتقي هذه الشبهات لإشتباهها عليه فهذا قد استبرأ لدينه وعرضه.
    2- من يقع في الشبهات فهذا قد عرض نفسه للوقوع في الحرام.
    3- من كان عالما بحكمها واتبع ما دله علمه فيها ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم لظهور حكمه وهذا القسم هو أفضل الأقسام الثلاثة لأنه علم حكم الله في هذه المشتبهات وعمل بعلمه.

    الحادية عشرة: الحديث يدل على عظم القلب وأهميته لأن صلاح حركات العبد بجوارحه واجتنابه المحرمات واتقائه الشبهات بحسب صلاح حركة قلبه فإن كان قلبه سليما ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات الجوارح كلها وإن كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع الهوى عبدا للشهوات وأسره حب الدنيا فسدت حركات الجوارح كلها ، ولهذا يقال القلب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده مطيعون لأوامره لا يخالفونه في شيء . ولا ينفع عند الله يوم القيامة إلا القلب السليم قال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ( أسألك قلبا سليما ) رواه أحمد ، والقلب السليم هو السالم من الشبهات والشهوات. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم للقلب في ختام حديثة إشارة إلى أن اتقاء الشبهات سببه صلاح القلب والوقوع فيها منشأه ضعف القلب وفساده والله المستعان.

    الثانية عشرة: صلاح القلب يكون بالأعمال الشرعية والعبادات القلبية .فلا صلاح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته وخشيته ورجاؤه والتوكل عليه وتمتلئ من ذلك وهذا هو حقيقة التوحيد أن يكون القلب يأله ويتوجه ويقصد الله وحده لا شريك له وينصرف عما سواه ، ولو كان في السماوات والأرض إلها سواه لفسدت بذلك كم قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فعلم بذلك أنه لا صلاح للعالم العلوي والسفلي حتى تكون حركات أهلها كلها لله . قال الحسن البصري لرجل " داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم ". وقال محمد البلخي " ما خطوت منذ أربعين سنة لغير الله عز وجل ". وقال الحسن " ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة أو على معصية فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت ".
    سنابل القدس
    سنابل القدس
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 2271
    نقاط : 5174
    السٌّمعَة : 18
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف سنابل القدس الإثنين يوليو 09, 2012 8:47 pm

    معنى قوله: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)





    ثم قال صلى الله عليه وسلم: {تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة }، وإنما نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هذا؛ لأن التعرف إلى الله في الشدة يشترك فيه المؤمنون والكافرون، كما قصّ الله تبارك وتعالى علينا حالهم؛ أنهم إذا ركبوا في الفلك واشتدت بهم الريح في اليوم العاصف؛ فإنهم يدعون الله مخلصين له الدين؛ قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65]، فإذا نجوا عادوا إلى ما كانوا عليه من العصيان.
    بل أخبر الله سبحانه وتعالى أنهم في شدة يوم القيامة يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا، ويطلبون من الله تبارك وتعالى أن يعيدهم لكي يعملوا صالحاً، ولكن الله تعالى يقطع ذلك ويقول: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام:28]، فقد تأصل في أنفسهم أنهم لا يعرفون الله تبارك وتعالى إلا في الشدة فقط؛ فإذا اشتدت عليهم الكروب، وضاقت بهم الخطوب، ولم يجدوا ملجأً ولا منقذاً؛ تذكروا حينئذٍ أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يلجأ إليه، ويستغاث به، ويدعى وحده لا شريك له، فلا لات ولا عزى، ولا هبل؛ لأنهم عرفوا أن الله وحده هو الذي يجيب الدعاء.
    وقد ذكر الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: أن مشركي آخر الزمان أكفر من مشركي قريش؛ حيث إن مشركي آخر الزمان يدعون غير الله تعالى -من أولياء وسادة- ويلجئون إليهم حتى في الشدة.
    أما المؤمنون فإنهم يتعرفون على الله تبارك وتعالى في حال الرخاء، ويتقربون إليه، ويتلمسون مراضيه، ويستعملون أنفسهم في طاعته حال الرخاء، فإذا جاءت الشدة عرفهم الله سبحانه وتعالى، وأنقذهم، وفرّج عنهم، ويسّر لهم.
    ومن أمثلة ذلك: قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، فهؤلاء تعرفوا إلى الله تبارك وتعالى في الرخاء بما يرضيه، فلما جاءت الشدة توسلوا إلى الله سبحانه وتعالى بتلك الأعمال الصالحة، فأنقذهم الله تبارك وتعالى مما هم فيه، لكن لو أن الكرب وقع، وأقسم الإنسان لله: لئن أنجيتني لأتوبن من الزنا.. لأعطينّ المظلوم أو المسكين أو صاحب الحق حقه، فإن ذلك لا يغني.
    صحيح أن الله سبحانه وتعالى يجيب المضطر إذا دعاه، لكن المؤمن يتقرب إلى مولاه؛ الرب الكريم؛ فيعمل الصالحات، وعندها يكون الجزاء من الله عز وجل، وهو سبحانه لا يضيع أجر المحسنين؛ فإن حلّت بالمؤمن كربة، فإن الله يفرجها عنه ولا ينساه، والإنسان لابد أن تصيبه مصيبة أو تحل به كربة؛ سواء أكانت في حياته أم بعد مماته؛ فإنه إذا مات سوف يلاقي الشدة في موته، ويوم حشره، ويوم القيامة، وهناك لا ينجو إلا من قدم بين يديه خيراً، وتعرف إلى مولاه بالتقوى والعمل الصالح.
    فعلى الإنسان أن يحرص على أن يتعرف إلى الله في حياته، لكي يجد أثر ذلك في قبره، وفي الشدة العظمى؛ في عرصات يوم القيامة؛ حيث الأهوال التي تعجز الكلمات عن التعبير عنها.
    فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأوّابين المتقين المنيبين المخبتين، الذين يعملون ويجتهدون وهم يظنون أنهم إلى ربهم راجعون، فلا تفوتهم أوقات الخير ولا مواسمه، ولا أيام الشباب والعافية.. لا تفوتهم لأنهم يعدون العدة ليوم تكون فيه الشدة، ويحتاجون فيه لما هو ميسر لهم اليوم من أسباب الخير والتقوى.
    سنابل القدس
    سنابل القدس
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 2271
    نقاط : 5174
    السٌّمعَة : 18
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف سنابل القدس الإثنين يوليو 09, 2012 8:53 pm


    معنى قوله: (احفظ الله تجده أمامك)


    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {احفظ الله تجده أمامك }، كما قال في الرواية الأولى: {احفظ الله تجده تجاهك }، فإذا حفظ العبد ربه، أي: حفظ حدود الله تبارك وتعالى وأوامره؛ فلم يجده حيث نهاه، ولم يفتقده حيث أمره؛ فإنه ينال بذلك تلك الدرجة، وهو أن يحفظه الله تبارك وتعالى، وأن يجد ربه سبحانه وتعالى معيناً له وناصراً وموفقاً ومؤيداً، كما هي سنته التي كتبها: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51]، فهذا وعد منه سبحانه وتعالى لا يتخلف أبداً، فمن كان مع الله؛ مقيماً لأمره، متقياً له ومراقباً؛ فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينصره ويؤيده، ويوفقه لمزيد من الطاعة.
    سنابل القدس
    سنابل القدس
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 2271
    نقاط : 5174
    السٌّمعَة : 18
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف سنابل القدس الإثنين يوليو 09, 2012 8:54 pm

    معنى قوله: (واعلم أن النصر مع الصبر)


    ثم قال عليه الصلاة والسلام: {واعلم أن النصر مع الصبر }، كل الناس يريدون النصر، والله سبحانه وتعالى جعل النصر منوطاً بالصبر، وإلا فلا نصر، وعادة يكون النصر بدخول معركة، وهل نحن إلا في معركة؟! وكل الناس حتى الذين لا يؤمنون بالآخرة يقولون: معركة الحياة.. ومعترك الحياة، وهذا حق؛ فهم في معركة مع أنفسهم، ومع الناس والمال، ومع كل شيء؛ فالحياة هي معركة فعلاً، لكن الذي سوف ينتصر هو المؤمن، وإذا أردنا أن ننتصر فعلينا بالصبر، وبالأخص من كان يدعو إلى الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17].
    وقد جعل الله سبحانه وتعالى للإمامة في الدين شرطين لا بد أن يتحققا، ولو اختلّ أحدهما لاختل تحقق الإمامة في الدين، وهما: الصبر واليقين؛ يقول الله تعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]، فالذين حققوا ذلك من بني إسرائيل تحققت لهم الإمامة في الدين.
    فلا بد إذاً من الصبر: { واعلم أن النصر مع الصبر }، ولقد قالت العرب: (بين النصر والهزيمة صبر ساعة)، وهذا عنترة بن شداد الفارس الجاهلي المعروف لما سئل: بم تغلب خصمك؟ قال: (ما بارزت أحداً إلا قلت: الآن أفر، ثم قلت: أنتظر قليلاً فربما فر، فيفر، فأكون أنا الذي انتصرت)، وهكذا الإنسان يصبر نفسه قليلاً حتى يأذن الله تعالى بالفرج، وتأتي الهزيمة من الطرف الآخر، والطرف الآخر يتمثل بالنفس والدنيا و----- والهوى، وعدو القتال
    سنابل القدس
    سنابل القدس
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 2271
    نقاط : 5174
    السٌّمعَة : 18
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف سنابل القدس الإثنين يوليو 09, 2012 9:02 pm

    معنى قوله: (وأن الفرج مع الكرب)


    ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: {وأنّ الفرج مع الكرب }، تأمل هذه البلاغة النبوية وانظر لواقع الناس، فإنهم يطلبون دائماً الفرج، ويريدون التيسير والخير، ولكنهم يهربون من الآلام والمتاعب، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد قرنهما، فإذا كنت تريد النصر فهو مع الصبر، وإذا كنت تريد الفرج فهو مع الكرب، فلا يمكن أن تحصل على الفرج دون أن يأتيك الكرب، ومقتضى ذلك: أن الكرب إذا حصل فصبرت، فإن الفرج آت لا محالة.
    ثم قال: {وأنّ مع العسر يسراً }، وهذا مما اختص الله تعالى به عباده المؤمنين؛ أنهم يصبرون على كل ما ينالهم من عسر، وانظر إلى صبر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يقول: ربي الله، كما قال الصديق رضي الله تعالى عنه: {أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟! }، وهذه المقالة قد قالها مؤمن آل فرعون من قبل، قال تعالى: وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ [غافر:28]، وكذلك كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يعذبون ويؤذون ويطردون؛ لأنهم يقولون: ربنا الله، حتى إنهم حين هاجروا إلى الحبشة ظلت قريش تطاردهم وتؤذيهم وهم في بلاد الغربة، فمع ما أصابهم من غربة في تلك البلاد البعيدة عن الأهل والصحب، ترسل قريش وفداً إلى الحبشة ليقولوا للنجاشي : إن هؤلاء فارقوا ديننا وتركوا ما كنا عليه، فأرجعهم إلينا!
    سبحان الله !! هكذا يُرغم الإنسان ويُكره على أن يعتقد الباطل، وتصادر حريته؛ لأنه يقول: ربي الله، وما زادهم ذلك إلا صبراً وتحملاً في سبيل الله.
    وأيضاً صبروا في بدر ، وفي أحد ، وفي الخندق، وفي حنين ، وفي تبوك ، وغيرها من الغزوات.
    فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم وأصحابه كلها محن وابتلاء، فصبروا، ثم جاء بعد ذلك اليسر من الله سبحانه وتعالى، وجاءتهم الدنيا راغمة، وأورثهم الله تبارك وتعالى ملك كسرى وقيصر، ووعدهم بما هو أعظم من ذلك كله، وهو نيل رضاه سبحانه، ودخول جنته التي وعد بها عباده الصالحين، وهم أوّل من ينال ذلك الفضل منه سبحانه وتعالى.
    إذاً: هذا الحديث من جوامع وصاياه صلى الله عليه وسلم، التي يجب علينا أن نتأملها ونتدبرها، وألا نضيعها، وسوف يأتي في كلام المصنف رحمه الله بعد ذكر الأقلام وأنواعها ما يؤيد ذلك ويؤكده.
    سنابل القدس
    سنابل القدس
    الأدارة العامة
    الأدارة العامة


    عدد المساهمات : 2271
    نقاط : 5174
    السٌّمعَة : 18
    تاريخ التسجيل : 20/06/2010

    مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى Empty رد: مختص بامام الامة محمد صلى الله عليه وسلم حديث ومعنى

    مُساهمة من طرف سنابل القدس الإثنين يوليو 09, 2012 9:07 pm

    بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان

    خالد بن سعود البليهد

    1-حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ثُمَّ قَرَأَ الآية).
    2-حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هذِهِ قَالَ قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيل لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ثُمَّ قَرَأَ (ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا).

    الشرح:
    في هذا بيان لإحدى علامات الساعة الكبرى وهي طلوع الشمس من مغربها وذلك أن الله عز و وجل جعل للشمس نظاما محكما في طلوعها وحركتها وسيرها لا يتغير لحكمة تنظيم الأفلاك كما قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). فجعل من عادتها طلوعها كل يوم من مشرق الأرض منذ الأزل ثم إذا أراد الله قيام الساعة أمر الشمس هذا المخلوق العظيم أن تخرج من مغرب الأرض على خلاف عادتها لأن كل الأرض وأحوالها وما فيها تتغير وتتبدل عند قيام الساعة وحينئذ يرى جميع الخلق هذه الآية العظيمة فيوقنوا بقيام الساعة. وفيه دليل على أن الكافر لا يقبل منه الإيمان مطلقا عند خروج الشمس من مغربها لأن العمل في الدنيا قد انقطع وصار كل ما أخبر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق ويقين يستوي في تصديقه المؤمن والكافر وليس ذلك بإيمان معتبر شرعا إنما الإيمان الحق المقبول عند الله ما كان في الغيب ومخالفة الهوى والعشيرة والآباء أما الإيمان عند رؤية اليقين فدعوى كاذبة عارية من الصحة ولذلك قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيَ إِيمَانِهَا خَيْراً). وفيه دليل على أن الشمس تسجد لله سجودا حقيقيا لا نعرف صفته وكيفيته لكننا نقطع ونجزم بصدقه ونقف عند خبر المعصوم ولا نتجاوزه والمؤمن يطمئن قلبه بذلك والمنافق يتشكك ويجد في قلبه حزازة بذلك وقد ورد في كتاب الله أن الكائنات تسبح لله قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ). وورد أنها تسجد لله قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ). وهذه من أحوال الغيب التي لم يكشف الله سبحانه لنا كيفيتها لحكمة قد تخفى علينا. وفيه أدب من آداب العلم وهو أن الإنسان إذا سئل عن مسألة وهو يجهلها وكل علمها إلى الله كما فعل أبوذر رضي الله عنه أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يشرع للإنسان أن يكل العلم إليه بعد موته لأن علمه انقطع بموته فلا يعلم ما يقع بعد زمانه باتفاق أهل السنة وهذا الأدب لا يقوى عليه إلا من أوتي ورعا في العلم وقد كان شيخنا ابن باز رحمه الله يكثر من هذا الأدب في كل مجلس وأثر عن أئمة السلف أمرا عظيما في هذا الباب فينبغي على طالب العلم أن يوطن نفسه على هذا وفي المقابل إذا تقحم الإنسان الكلام في كل مسألة بلا روية وهجم على الأحكام فهذا دليل على مرض في قلبه وقلة ورعه في العلم والله المستعان.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:25 am