بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد
ماذا يحدث لو جامع الرجل زوجته أثناء الحيض والنفاس ؟ قال تعالى : ( ويسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض . ولا تقربوهن حتى يطهرن ، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) سورة( البقرة : 222 ) .
إن التشريع الإسلامى جاء ليحكم حياة الناس فلا تمتد إليهم يد الأمراض ، ولا يقعون فى المهالك ، ولا تحجزهم العقبات ، ولا تثبط هممهم المشكلات لو أنهم اتبعوا ما أنزل الله ..
ولكن الناس ابتعدوا عنه فضاقت عليهم معايشهم ، وتنغصت حياتهم ، وهاجمتهم الكوابيس ، وآلمتهم مشكلات الحياة .
إن الإسلام لم يدع شيئأً يُقوم حياتنا أو يحبذ ذلك إلا وأمرنا به ، انظرى إلى هذه الآيه الكريمة السابقة مرادها ومعناها تقفين عاجزة أمام معجزة القرآن الخالدة التى حيرت عقول البلغاء وأفحمت جهابذة الخطباء ، وأعجزت فطاحل الكتاب والشعراء ، وأسرد هنا ما نقله صاحب الفقه الواضح عن طبيب كتب فى هذه الآية :
دورة الحيض ، رغم كونها طبيعية ، إلا أنها تسبب للنساء آلاماً شتى ، فإنهن يجدن عادة فى زمن الحيض انحرافاً فى مزاجهن ، ويشعرن بتعب عام فى أجسامهن ، ويقاسين فى بعض الأحيان آلاماً شديدة فى أصلابهن ، ويعانين حدة فى طبعهن ، إلى ذلك من الآلام التى تعتبر فى ذاتها أعراضاً للطمث والحيض .
والطمث - ولو أننا - لا نستطيع أن نسميه مرضاً بالاصطلاح العلمى ، إلا أنه حالة لا تقل عن المرض خطورة ، من حيث الآلام التى قد تحدثها ، والضعف الجسمانى الذى يترتب عليه الأمراض التى تكون الأنثى أثناءها عرضة لها و.....و .....كثيراً ما تتضاعف أعراض الحيض السالفة الذكر ، وتشتد وطأتها ، حتى تعانى منها المرأة آلاماً مبرحة وتعباً شديداً ، ويزيد فى أيامه الأولى .
وقد تشعر الحائض بمغص شديد ، تصحبه عادة أعراض هستيرية قد تنتهى بالإغماء ، وإنى أشير إلى هذه الحالة لأن المرأة هى المخلوق الوحيد الذى يقاسى كل هذا العناء ، وينوء تحت أهوال هذا العبء ، ولعل عسر الطمث ، أكثر الأمراض شيوعاً بين بنات حواء ، وأشدها ملازمة للحيض ، ولعل الواجب يقتضى اعتزال الحائض لما تعانيه ، وتكتمه ، أو تبديه مما بينت من الآلام هينها ( ضعيفها ) وشديدها .
هذا الأمر ، هو بعض ما حوته كلمة ( أذى ) من المعانى المتشبعة بل هناك قذارة الدم ، ورداءة الموضع ، مما يدعو الرجل المهذب أن يكون عفيفاً لا يستبعده هواه ، ولا تذله نفسه .
وقال : إن الحيض والوطء أثناءه هو من أهم الأسباب المهيئة لتعفن الرحم الذى فضلاً عن أنه يسبب العقم ، فهو من أشد الأمراض إلاما للمرأة ، حيث تقاسى منه آلاماً فى الحوض لا تطاق ، فضلاً عن ارتفاع درجة الحرارة والمضاعفات الأخرى الخطرة ، التى تكون نتيجة ذلك التعفن ، ولعل أهمها إصابة ملحقات الرحم .
أما الأضرار التى تصيب الرجل ، فمن أهمها : التهابات حادة تصيب أعضاءه التناسلية ، إذ تمتد الجراثيم إلى داخل القناة البولية ، بل تصيب المثانة والحالبين ، بل قد تمتد الالتهابات حتى تصيب غدة كوبر ، والبروستاتا ، والحويصلتين المنويتين ، والخصيتين والبربخ .
وقال : إن الجماع فى المحيض ، ينذر الرجل بخطر داهم ، هو فى غنى عنه وعن مضاعفاته ، لو عفت نفسه ، ووعى أمر ربه ، فليست إصابة القناة البولية بالأمر الهين ، أو الخطب اليسير ، بل هذه الإصابة هى التى تجر عليه ما لا طاقة له به ، من الآلام ، والمضاعفات ، إذا ما ولوجت هذه القناة ، أحدثت التهاباً شديداً يتعذر معه البول الذى يُحدث فى الأحيان آلاماً لا تطاق ، ومتاعب لا تحتمل ، وهذا الالتهاب ، يصحبه عادة إفراز ( مذى ) شديد ، يلوث -عند اشتداد الحالة - بالدماء ، ولا يخفى أن ذلك يكون مصحوباً كذلك بأعراض عامة مختلفة فى جميع أجزاء الجسم ، كالحمى ، والقشعريرة ، وكذلك ما يطرأ من الضعف العام ، والانحطاط فى جميع الأعضاء .
أما إذا امتدت الالتهابات إلى المجرى الخلفى ، فهناك تكون الطامة الكبرى ، حيث يكثر القيح الذى تتخلله خيوط من الدماء ، ويصعب التبول ، وتتضاعف مع ذلك الآلام ويشتد الضعف ، وتقل الشهية للطعام ، ويستمر هذا الحال بجانب الحمى ، وسرعة ضربات القلب ، وإجهاده و .... و .... إلخ ، ولاسباب شتى يزمن المرض ، وتصحبه مضاعفات عامة ، فى غاية الحدة والخطورة ، فمن ذلك التهابات الحشفة والقلفة ، مما يؤدى إلى حدوث الغرغرينا فيهما ، وذلك يكون خاصة فى حالة الإنكماش ، أو الإختناق ، مما يدعو إلى وجوب القيام بعملية البتر ( أى قطع الذكر ) حتى لا يتسمم سائر البدن .
وقال : إن الإلتهاب البسيط فى القناة البولية ، هو الذى يسبب كل هذه المضاعفات التى ذكرتها ... و.... وليس ببعيد أن يمتد الالتهاب فى الحالبين وقاعدة الكلىتين حيث يمتنع نزول البول فى الحالة الأولى ، فيترتب عليه التسمم الدموى .
أما فى الحالة الثانية ، فالموت هو أقرب النتائج لها .
ثم قال : والحكمة من الله الرجل عن وطء المرأة أثناء الحيض ، والنفاس ، فوق ما يترتب علىه من ( أذى ) ، هى تعويد الرجل على الصبر على بعد المرأة عنه مدة من الزمن ، إذ أن الرجل كثيراً ما تدعوه أعماله الخاصة إلى السفر والتغيب عن أهله مدداً مختلفة ، ففى التحريم رحمة به ، وتقوية لعزيمته ، ولعل ذلك كحكمة الصيام فى تدريب المرء على الصبر ، والجوع واحتمال قلة الطعام ، أو عدمه فى سفره وترحاله ، وما قد يلاقيه فى أثناء حياته والمنع فى الحالتين تعويد للجسم على إحتمال الطوارئ ، حتى لا يفاجأ البدن بما لا يتدرب عليه ، ولا تؤخذ النفس على غرة منها .
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78