ملوك العراق وفضلهم في توحيد الجزيرة العربية الاول
ملوك العراق / حُكّام الحيرة
تنويه/
في زوايا
البحث وبين طياته الكثير من أصول وأسباب العبارات التي تحولت إلى أمثال
لوقائع ومجريات أحداث في تاريخ العراق بحسب زمن حدوثها...
مالك بن فهم
وقد مرّت سيرته بالبحث
جذيمة بن مالك
وقد حكم الحيرة بعد مالك بن فهم
ولده جذيمة الملقب بجذيمة الأبرش أو جذيمة الوضّاح وله فضل كبير في توحيد
قبائل العرب في المنطقة وقد ذكر عنه الطبري انه كان من أفضل ملوك العرب
رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما وأول من استجمع له الملك
بالعراق وضم إليه العرب فغزا بالجيوش في تلك الحقبة كما ذكر المسعودي عنه
فقال انه أول من ملك الحيرة ويقصد بتلك الصيغة وانه صاحب النديمين وهما
مالك وعقيل ولذلك قصة مفادها إنهما هما اللذان وجدا عمرو بن عدي ابن أخت
جذيمة في البادية حينما كان هاربا فأعاداه إلى الملك مما أفرحه كثيرا ولما
أمر بإعادة الطوق الذي كان يطوق به وجدوه قد صغر عليه وأضحى ضيقا وهنا قال
عبارته الشهيرة التي ذهبت مثلا فقال (شَبَّ عمرو عن الطوق) , لذا فقد
أكرمهما جذيمة وقربهما إليه وباتا نديمين له بحسب طلبهما منه كجزاء لهما ,
ومالك هو الذي أشار إليه متمم بن نويرة في رثائه الشهير حيث كان أخاه الذي
قتله القائد خالد بن الوليد في معارك وحروب الردة التي جرت بالمنطقة ومنها
العراق.
وقد دام حكم جذيمة نحو 60عاما
وقد عاصر في زمانه حاكم بلاد فارس وهو كسرى المسمى سابور اشك وأما عن زواجه
فقد ورد انه تزوج من الزباء الغسانية وهي التي خانته وقتلته أو خططت لقتله
وهي من بلاد الشام وبدا إن تلك الزيجة لم تك إلا محاولة فاشلة كغيرها لرأب
الصدع بين المناذرة والغساسنة وان لذلك إحداثيات تاريخية مفقودة تحاكي
أسباب فشل تلك المحاولات في جمع الشمل والإصلاح بين الطرفين المتحاربين في
ذلك العهد.
وعن عمره عند وفاته بمقتله قيل انه كان يناهز أل 118 عاما...
عمرو بن عدي
وقد حكم
بعد مقتل خاله جذيمة رغم انه لم يكن متنفذا في زمن حكم خاله الذي دام زهاء
ستون عاما لكن بدا انه كان الأجدر بالحكم من بعده وقد ذكر عنه الطبري انه
كان أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب وان أول من مجّده أهل الحيرة
في كتبهم وكتاباتهم من ملوك العرب بالعراق هم آل نصر والذين كانوا ينسبون
إليه فتقوى موقفه كثيرا لذا فلم يزل عمرو ملكا حتى توفي وهو ابن مائة
وعشرين عاما منفردا بسلطته وملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم
الكثيرة وتفد عليه الوفود دهره الأطول وهو لم يدين لملوك الطوائف بالعراق
ولم يدينوا له حتى قدم اردشير بن بابك في أهل فارس وكان قد أغار ملك الحضر
والجزيرة الضيزن بن معاوية بن العُبيد بن قضاعة ومعه قبائل قضاعة حين فتحوا
مدينة نهر شير الفارسية (بهرسير) وفتك في أهلها وعندها أصاب أي حصل على
أخت كسرى سابور ذي الأكتاف حينذاك
وفي ذلك قال عمرو بن السليح القضاعي
لقيناهم بجمع من علاف
وبالخيل الصلادمة الذكور
فلاقت فارس منا نــكالا
وقتلنا هرابذ بهرسيـــــــر
دلفنا للأعاجم من بعيد
بجمع في الجزيرة كالسعير
وتوفي عمرو وله من العمر 120 عاما وخلفه ولده..
امرؤ القيس بن عمرو
وهو أول من حمل هذا الاسم
الشهير كملك وحاكم في تاريخ العراق والعرب وقد كان رجلا شجاعا مهابا وان له
كبير الفضل على العرب فهو أول ملك عربي تمكن من توحيد العرب بعموم قبائلهم
العربية في العراق وسورية والحجاز ونجد واليمن وقد حكم جزيرة العرب برمتها
مع أطرافها حين تولى الحكم بعد والده عمرو وقد كان له عدة ألقاب منها امرؤ
ألقيس الأول وامرؤ القيس البدء والمحرّق ومحرّق الحرب ومسعّر الحرب وقد
دام حكمه طويلا وقد تمكن فيه من توحيد العرب وقد عاصر ملوك فارس من أيام
سابور ابن اردشير وبعده ستة من أحفاده وحتى زمن سابور ذي الأكتاف وقد توفي
في عام 223م ودفن في النمارة بسوريا وقد اختلف في حكمه انه حكم 114 عاما أو
توفي وله من العمر كذلك ووجد قبره بسوريا في زمننا المعاصر وعليه نقوش
بالكتابة العربية الأولية وهي ما تسمى بنقش النمّارة ولا يزال يحمل تلك
النقوش حتى اليوم وهي/-
1/ تي نفسي مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو اسر التج.
2/ وملك الأسد ونزرا وملوكهم وهرب مذحجو عكدي* وجا
3/بزجى في حبج نجرن مدينة شمر وملك معد ونزل بنيه.
4/ الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
5/عكدي. هلك سنة يوم بكسلول بلسعد ذو ولده.
* وتعني القوة
وترجمة تلك العبارات إلى العربية الحالية هي
ترجمة العبارات الموجودة على صدر القبر إلى العربية الحالية
1/ هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي حاز التاج.
2/وملك الاسديين ونزار وملوكهم . وهزم مذحج بقوته.
3/ وجاء إلى نزجى (أو بزجى) في حبج نجران مدينة شمر وملك معدا وانزل قسم من بنيه
4/ارض الشعوب ووكله الفرس والروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
5/في الحول عكدي هلك سنة 223 يوم سبعة من الول (كانون الأول) ليسعد ذو ولده أي الذين خلفهم.
الحارث بن عمرو
وقد حكم بعد وفاة شقيقه امرؤ ألقيس ودام حكمه 87 عاما كان حكمه فيها امتدادا لمن سبقه ولم يميز بشيء فيما دونته أقلام التاريخ .
أوس بن قلام
وقد حكم بعد الحارث بن عمرو ودام حكمه خمسة أعوام.
عمرو بن امرؤ ألقيس
وقد حكم بن امرؤ ألقيس البدء هذا فكان حكمه قد دام حكمه أربعين عاما وهو كسابقه.
امرئ ألقيس بن عمرو بن امرؤ ألقيس البدء
وقد حكم قرابة خمسة وعشرون عاما قاتل فيها الفرس طيلة مدة حكمه وقد توفي على أيام ملك الفرس يزدجرج
النعمان بن امرئ ألقيس
وقد خلف والده في الحكم ولقب بفارس حليمة و النعمان الأعور أو النعمان
السائح وأبى قابوس ولتلك الألقاب قصص سنولي ذكرها بعون الله وهو صاحب قصري
الخورنق والسدير الشهيرين بالعراق وهما كما هو معلوم مضرب للحديث عند العرب
والجزيرة وقد كان هذا الملك رجلا شجاعا حكيما ومحاربا قويا حازما ومن أهل
الغيرة والنجدة والنخوة وقد كان له كتائب من الجيش معروفة أخبارها أشهرها
دوسر والشهباء إضافة لأخريات وقد اشتهرت دوسر بشدة محاربيها البواسل حتى
قيلت فيها الأمثال( ابطش من دوسر) وقد حكم29 عاما حتى434م حيث ترك الملك
بمليء إرادته عندما ساح في البوادي لقصته المعروفة..
المنذر بن النعمان
وقد خلف والده النعمان في الحكم حتى عام473م قرابة الأربعون عاما وقد اشتهر بفروسيته وشجاعته وغزوه لبلاد الروم في تركيا...
الأسود بن المنذر بن النعمان
وقد خلف والده المنذر في عام 473م وحتى493م وحكم نصف مدة والده تقريبا وقد
كان الأسود رجلا شهيرا بفروسيته وشجاعته وإقدامه بالحرب وقد حارب غازيا في
سوريا واسر عددا من أمراء الغساسنة وهنا أغراه ابن عمه أبو اذينة بقصيدة
شهيرة يحرضه فيها على قتل هؤلاء الأسرى لأنهم كانوا قد قتلوا أخاه وكان
آخرها البيت الشهير
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
المنذر بن المنذر
وقد خلف أخاه الأسود فحكم حتى عام 500م.
النعمان بن الأسود بن المنذر
وقد خلف عمه بالحكم ولم يدم حكمه طويلا فكان قرابة أربعة أعوام وقد عاصر
حكم كسرى قباذ في فارس وهو والد كسرى انو شروان وفي أيامه دخلت قبائل تغلب
وبكر إلى العراق وتوفي في 504م.
علقمة بن جعفر
وهذا الآخر لم يدم حكمه أيضا فقد حكم قرابة ثلاثة أعوام من504م وحتى507م.
امرؤ ألقيس بن النعمان
وقد حكم من 507م وحتى514م وهو الذي خلّف بن ماء السماء بعده.
المنذر بن امرؤ ألقيس(المنذر بن ماء السماء)
وقد خلف والده في514م فحكم حتى 533م وقد كان رجلا محاربا شجاعا حارب الروم
كما احتل سوريا ووصل حتى أنطاكية ودخل لبنان وحارب كندة وعرف بالمنذر بن
ماء السماء والسبب إن والدته وهي من ( النمر بن قاسط) يقال لها ماء السماء
لجمالها الخارق وحسنها واسمها مارية بنت عوف وقد تزوج المنذر من هند بنت
الحارث بن عمرو الكندي من ملوك كندة في جنوبي العراق والحساء والقطيف فولدت
له ثلاثة أبناء وهم الأول عمرو بن هند المعروف بمضرط الحجارة وهو الذي
قتله فيما بعد الشاعر الفارس عمرو بن كلثوم والثاني هو قابوس المعروف بقينة
العرس أما الثالث فهو المنذر بن المنذر ومن المعروف إن هذا الرجل أي
المنذر بن ماء السماء هو أشهر من حكم العراق في غابر الأيام لذا سنورد بعض
التفصيل عن تفاصيل حكمه في الجزء القادم بعون الله,,,,,
يومي البؤس والنعيم عند المنذر
المنذر بن ماء السماء هو صاحب الاعتقاد بهذين اليومين واصل ذلك انه لما ندم
على قتله نديميه عند سكره فاقسم على أن يتخذ اليومين في كل عام كذكرى يعدم
فيها أو يكرم من يصادف مروره عليه وقد قال عبيد بن الأبرص قبل أن يقتله
المنذر لأنه أتاه في يوم بؤسه/
وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه
خصالا أرى في كلها الموت قد برق
كما خيرت عاد من الدهر مرة
سحائب ما فيها لذي خبرة انــــــــــــــــق
ولقد حارب هذا الملك الروم حتى تمكن من تحرير سورية من أيديهم ووضع يده
عليها ثم واصل حتى أنطاكية كما دخل لبنان وجلب منها الأسرى إلى العراق
وفيهم 400 راهبة وفي أثناء غزواته ضد الروم قامت كندة بانتهاز الفرصة فهاجم
رجالها العراق لغزوه ولما وصلت أخبار ذلك إليه قرر غزوها انتقاما منها
فتوجه نحو مضارب كندة فأسر وقتل12 أميرا من أمرائها وكان من بين الأسرى
أيضا الشاعر الشهير امرؤ ألقيس الكندي الذي افلت فيما بعد وليهرب من أسره
ولقد كان غالب جيش المنذر من قبائل بكر العربية ومنهم بنو شيبان حيث كان
يعتمد عليهم وحدهم وقد قال فيهم شعرا نورد منه
ملوك من بني عمر بن حجر
يساقون العشية يقتلونـــا
فلو في يوم معركـــة أصيبوا
ولكن في ديار بني مرينــا
ولم تغسل جماجمهم بغسل
ولكن في الدماء مرملينــا
تظل الطير عاكفة عليهـــم
وتنتزع الحواجب والعيونا
كما يذكر تلك الحادثة الشاعر البكري العراقي صاحب المعلقة الشهيرة الحارث بن حلزة فيقول
ومع الجون جون بني الأوس
عنود كأنها دوفــــــــــــــاء
ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولوا
شلالا وإذ تلظى الصــــــلاء
يوم اوارة
ولكن حدث أن تمردت فيما بعد على المنذر قبيلة بنو شيبان العربية فهاجمهم
وقتل منهم عددا كبيرا من المقاتلين وهذا ما يؤكد على وجودهم كعرب بالعراق
قبل الإسلام وفي تلك الحادثة يقول الأعشى
سبايا بني شيبان يوم اوارة
على النار إذ تجلى به فتيانها
مقتل المنذر
لقد قتل المنذر غيلة وغدرا على مذبح كيد واحتراب الغساسنة والمناذرة في عين
أباغ على الفرات على مسافة مائة كلم جنوب شرقي حلب في سورية على يد شمر بن
عمرو الحنفي الذي أرسله الملك الغساني الحارث بن جبلة عندما أرسل القاتل
مع مجموعة من الفتيان المتنكرين الذين عملوا حيلة مع امرأة يقال لها حليمة
على إنهم خارجين على الملك الغساني وإنهم مستجيرين بالمنذر فلما اطمأنوا
لنجاح حيلتهم قاموا في ليلتهم تجاه مخدع المنذر وهجموا عليه وقتلوه فقيل
(ما يوم حليمة بسرّ)
فذهبت مثلا بالمنطقة وتمكن الغساسنة أيضا من اسر احد أبناء المنذر واسمه
امرؤ ألقيس وبعد ذلك ثارت بكر وتمكنت بغارة لها على الشام أن تحرر ابن
الملك المغدور بعد أن سيطروا على كامل سوريا من جديد واسروا الملك الغساني
وفي تلك الحادثة الشهيرة يشير الحارث بن حلزة شاعر بكر مفتخرا في معلقته
التي نظمها وألقاها أمام الملك عمرو بن هند
فيقول
وفككنا غل امرئ ألقيس عنه
بعد ما طال حبسه والعناء
واقدناه رب غسان بالمنـــذر
كرها إذ لا تكال الدمـــــــاء
وفي هذه المعركة أيضا اخذ عمرو بن هند ابنة الملك الغساني واسمها ميسون أسيرة لديه ثم تزوجها فيما بعد وقال الحارث في ذلك أيضا
إذ احل العلياء قبة ميسون
فأدنى ديارها العوصــاء
في رثاء المنذر قالت ابنته
وقلوا فارسا منكم قتلنـــا
فقلنا الرمح يكلف بالكريم
بعين أباغ قاسمنا المنايا
فكان قسيمها خير القسيم
إلى اللقاء مع سيرة الملك عمرو بن هند
ملوك العراق / حُكّام الحيرة
تنويه/
في زوايا
البحث وبين طياته الكثير من أصول وأسباب العبارات التي تحولت إلى أمثال
لوقائع ومجريات أحداث في تاريخ العراق بحسب زمن حدوثها...
مالك بن فهم
وقد مرّت سيرته بالبحث
جذيمة بن مالك
وقد حكم الحيرة بعد مالك بن فهم
ولده جذيمة الملقب بجذيمة الأبرش أو جذيمة الوضّاح وله فضل كبير في توحيد
قبائل العرب في المنطقة وقد ذكر عنه الطبري انه كان من أفضل ملوك العرب
رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما وأول من استجمع له الملك
بالعراق وضم إليه العرب فغزا بالجيوش في تلك الحقبة كما ذكر المسعودي عنه
فقال انه أول من ملك الحيرة ويقصد بتلك الصيغة وانه صاحب النديمين وهما
مالك وعقيل ولذلك قصة مفادها إنهما هما اللذان وجدا عمرو بن عدي ابن أخت
جذيمة في البادية حينما كان هاربا فأعاداه إلى الملك مما أفرحه كثيرا ولما
أمر بإعادة الطوق الذي كان يطوق به وجدوه قد صغر عليه وأضحى ضيقا وهنا قال
عبارته الشهيرة التي ذهبت مثلا فقال (شَبَّ عمرو عن الطوق) , لذا فقد
أكرمهما جذيمة وقربهما إليه وباتا نديمين له بحسب طلبهما منه كجزاء لهما ,
ومالك هو الذي أشار إليه متمم بن نويرة في رثائه الشهير حيث كان أخاه الذي
قتله القائد خالد بن الوليد في معارك وحروب الردة التي جرت بالمنطقة ومنها
العراق.
وقد دام حكم جذيمة نحو 60عاما
وقد عاصر في زمانه حاكم بلاد فارس وهو كسرى المسمى سابور اشك وأما عن زواجه
فقد ورد انه تزوج من الزباء الغسانية وهي التي خانته وقتلته أو خططت لقتله
وهي من بلاد الشام وبدا إن تلك الزيجة لم تك إلا محاولة فاشلة كغيرها لرأب
الصدع بين المناذرة والغساسنة وان لذلك إحداثيات تاريخية مفقودة تحاكي
أسباب فشل تلك المحاولات في جمع الشمل والإصلاح بين الطرفين المتحاربين في
ذلك العهد.
وعن عمره عند وفاته بمقتله قيل انه كان يناهز أل 118 عاما...
عمرو بن عدي
وقد حكم
بعد مقتل خاله جذيمة رغم انه لم يكن متنفذا في زمن حكم خاله الذي دام زهاء
ستون عاما لكن بدا انه كان الأجدر بالحكم من بعده وقد ذكر عنه الطبري انه
كان أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب وان أول من مجّده أهل الحيرة
في كتبهم وكتاباتهم من ملوك العرب بالعراق هم آل نصر والذين كانوا ينسبون
إليه فتقوى موقفه كثيرا لذا فلم يزل عمرو ملكا حتى توفي وهو ابن مائة
وعشرين عاما منفردا بسلطته وملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم
الكثيرة وتفد عليه الوفود دهره الأطول وهو لم يدين لملوك الطوائف بالعراق
ولم يدينوا له حتى قدم اردشير بن بابك في أهل فارس وكان قد أغار ملك الحضر
والجزيرة الضيزن بن معاوية بن العُبيد بن قضاعة ومعه قبائل قضاعة حين فتحوا
مدينة نهر شير الفارسية (بهرسير) وفتك في أهلها وعندها أصاب أي حصل على
أخت كسرى سابور ذي الأكتاف حينذاك
وفي ذلك قال عمرو بن السليح القضاعي
لقيناهم بجمع من علاف
وبالخيل الصلادمة الذكور
فلاقت فارس منا نــكالا
وقتلنا هرابذ بهرسيـــــــر
دلفنا للأعاجم من بعيد
بجمع في الجزيرة كالسعير
وتوفي عمرو وله من العمر 120 عاما وخلفه ولده..
امرؤ القيس بن عمرو
وهو أول من حمل هذا الاسم
الشهير كملك وحاكم في تاريخ العراق والعرب وقد كان رجلا شجاعا مهابا وان له
كبير الفضل على العرب فهو أول ملك عربي تمكن من توحيد العرب بعموم قبائلهم
العربية في العراق وسورية والحجاز ونجد واليمن وقد حكم جزيرة العرب برمتها
مع أطرافها حين تولى الحكم بعد والده عمرو وقد كان له عدة ألقاب منها امرؤ
ألقيس الأول وامرؤ القيس البدء والمحرّق ومحرّق الحرب ومسعّر الحرب وقد
دام حكمه طويلا وقد تمكن فيه من توحيد العرب وقد عاصر ملوك فارس من أيام
سابور ابن اردشير وبعده ستة من أحفاده وحتى زمن سابور ذي الأكتاف وقد توفي
في عام 223م ودفن في النمارة بسوريا وقد اختلف في حكمه انه حكم 114 عاما أو
توفي وله من العمر كذلك ووجد قبره بسوريا في زمننا المعاصر وعليه نقوش
بالكتابة العربية الأولية وهي ما تسمى بنقش النمّارة ولا يزال يحمل تلك
النقوش حتى اليوم وهي/-
1/ تي نفسي مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو اسر التج.
2/ وملك الأسد ونزرا وملوكهم وهرب مذحجو عكدي* وجا
3/بزجى في حبج نجرن مدينة شمر وملك معد ونزل بنيه.
4/ الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
5/عكدي. هلك سنة يوم بكسلول بلسعد ذو ولده.
* وتعني القوة
وترجمة تلك العبارات إلى العربية الحالية هي
ترجمة العبارات الموجودة على صدر القبر إلى العربية الحالية
1/ هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي حاز التاج.
2/وملك الاسديين ونزار وملوكهم . وهزم مذحج بقوته.
3/ وجاء إلى نزجى (أو بزجى) في حبج نجران مدينة شمر وملك معدا وانزل قسم من بنيه
4/ارض الشعوب ووكله الفرس والروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
5/في الحول عكدي هلك سنة 223 يوم سبعة من الول (كانون الأول) ليسعد ذو ولده أي الذين خلفهم.
الحارث بن عمرو
وقد حكم بعد وفاة شقيقه امرؤ ألقيس ودام حكمه 87 عاما كان حكمه فيها امتدادا لمن سبقه ولم يميز بشيء فيما دونته أقلام التاريخ .
أوس بن قلام
وقد حكم بعد الحارث بن عمرو ودام حكمه خمسة أعوام.
عمرو بن امرؤ ألقيس
وقد حكم بن امرؤ ألقيس البدء هذا فكان حكمه قد دام حكمه أربعين عاما وهو كسابقه.
امرئ ألقيس بن عمرو بن امرؤ ألقيس البدء
وقد حكم قرابة خمسة وعشرون عاما قاتل فيها الفرس طيلة مدة حكمه وقد توفي على أيام ملك الفرس يزدجرج
النعمان بن امرئ ألقيس
وقد خلف والده في الحكم ولقب بفارس حليمة و النعمان الأعور أو النعمان
السائح وأبى قابوس ولتلك الألقاب قصص سنولي ذكرها بعون الله وهو صاحب قصري
الخورنق والسدير الشهيرين بالعراق وهما كما هو معلوم مضرب للحديث عند العرب
والجزيرة وقد كان هذا الملك رجلا شجاعا حكيما ومحاربا قويا حازما ومن أهل
الغيرة والنجدة والنخوة وقد كان له كتائب من الجيش معروفة أخبارها أشهرها
دوسر والشهباء إضافة لأخريات وقد اشتهرت دوسر بشدة محاربيها البواسل حتى
قيلت فيها الأمثال( ابطش من دوسر) وقد حكم29 عاما حتى434م حيث ترك الملك
بمليء إرادته عندما ساح في البوادي لقصته المعروفة..
المنذر بن النعمان
وقد خلف والده النعمان في الحكم حتى عام473م قرابة الأربعون عاما وقد اشتهر بفروسيته وشجاعته وغزوه لبلاد الروم في تركيا...
الأسود بن المنذر بن النعمان
وقد خلف والده المنذر في عام 473م وحتى493م وحكم نصف مدة والده تقريبا وقد
كان الأسود رجلا شهيرا بفروسيته وشجاعته وإقدامه بالحرب وقد حارب غازيا في
سوريا واسر عددا من أمراء الغساسنة وهنا أغراه ابن عمه أبو اذينة بقصيدة
شهيرة يحرضه فيها على قتل هؤلاء الأسرى لأنهم كانوا قد قتلوا أخاه وكان
آخرها البيت الشهير
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
المنذر بن المنذر
وقد خلف أخاه الأسود فحكم حتى عام 500م.
النعمان بن الأسود بن المنذر
وقد خلف عمه بالحكم ولم يدم حكمه طويلا فكان قرابة أربعة أعوام وقد عاصر
حكم كسرى قباذ في فارس وهو والد كسرى انو شروان وفي أيامه دخلت قبائل تغلب
وبكر إلى العراق وتوفي في 504م.
علقمة بن جعفر
وهذا الآخر لم يدم حكمه أيضا فقد حكم قرابة ثلاثة أعوام من504م وحتى507م.
امرؤ ألقيس بن النعمان
وقد حكم من 507م وحتى514م وهو الذي خلّف بن ماء السماء بعده.
المنذر بن امرؤ ألقيس(المنذر بن ماء السماء)
وقد خلف والده في514م فحكم حتى 533م وقد كان رجلا محاربا شجاعا حارب الروم
كما احتل سوريا ووصل حتى أنطاكية ودخل لبنان وحارب كندة وعرف بالمنذر بن
ماء السماء والسبب إن والدته وهي من ( النمر بن قاسط) يقال لها ماء السماء
لجمالها الخارق وحسنها واسمها مارية بنت عوف وقد تزوج المنذر من هند بنت
الحارث بن عمرو الكندي من ملوك كندة في جنوبي العراق والحساء والقطيف فولدت
له ثلاثة أبناء وهم الأول عمرو بن هند المعروف بمضرط الحجارة وهو الذي
قتله فيما بعد الشاعر الفارس عمرو بن كلثوم والثاني هو قابوس المعروف بقينة
العرس أما الثالث فهو المنذر بن المنذر ومن المعروف إن هذا الرجل أي
المنذر بن ماء السماء هو أشهر من حكم العراق في غابر الأيام لذا سنورد بعض
التفصيل عن تفاصيل حكمه في الجزء القادم بعون الله,,,,,
يومي البؤس والنعيم عند المنذر
المنذر بن ماء السماء هو صاحب الاعتقاد بهذين اليومين واصل ذلك انه لما ندم
على قتله نديميه عند سكره فاقسم على أن يتخذ اليومين في كل عام كذكرى يعدم
فيها أو يكرم من يصادف مروره عليه وقد قال عبيد بن الأبرص قبل أن يقتله
المنذر لأنه أتاه في يوم بؤسه/
وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه
خصالا أرى في كلها الموت قد برق
كما خيرت عاد من الدهر مرة
سحائب ما فيها لذي خبرة انــــــــــــــــق
ولقد حارب هذا الملك الروم حتى تمكن من تحرير سورية من أيديهم ووضع يده
عليها ثم واصل حتى أنطاكية كما دخل لبنان وجلب منها الأسرى إلى العراق
وفيهم 400 راهبة وفي أثناء غزواته ضد الروم قامت كندة بانتهاز الفرصة فهاجم
رجالها العراق لغزوه ولما وصلت أخبار ذلك إليه قرر غزوها انتقاما منها
فتوجه نحو مضارب كندة فأسر وقتل12 أميرا من أمرائها وكان من بين الأسرى
أيضا الشاعر الشهير امرؤ ألقيس الكندي الذي افلت فيما بعد وليهرب من أسره
ولقد كان غالب جيش المنذر من قبائل بكر العربية ومنهم بنو شيبان حيث كان
يعتمد عليهم وحدهم وقد قال فيهم شعرا نورد منه
ملوك من بني عمر بن حجر
يساقون العشية يقتلونـــا
فلو في يوم معركـــة أصيبوا
ولكن في ديار بني مرينــا
ولم تغسل جماجمهم بغسل
ولكن في الدماء مرملينــا
تظل الطير عاكفة عليهـــم
وتنتزع الحواجب والعيونا
كما يذكر تلك الحادثة الشاعر البكري العراقي صاحب المعلقة الشهيرة الحارث بن حلزة فيقول
ومع الجون جون بني الأوس
عنود كأنها دوفــــــــــــــاء
ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولوا
شلالا وإذ تلظى الصــــــلاء
يوم اوارة
ولكن حدث أن تمردت فيما بعد على المنذر قبيلة بنو شيبان العربية فهاجمهم
وقتل منهم عددا كبيرا من المقاتلين وهذا ما يؤكد على وجودهم كعرب بالعراق
قبل الإسلام وفي تلك الحادثة يقول الأعشى
سبايا بني شيبان يوم اوارة
على النار إذ تجلى به فتيانها
مقتل المنذر
لقد قتل المنذر غيلة وغدرا على مذبح كيد واحتراب الغساسنة والمناذرة في عين
أباغ على الفرات على مسافة مائة كلم جنوب شرقي حلب في سورية على يد شمر بن
عمرو الحنفي الذي أرسله الملك الغساني الحارث بن جبلة عندما أرسل القاتل
مع مجموعة من الفتيان المتنكرين الذين عملوا حيلة مع امرأة يقال لها حليمة
على إنهم خارجين على الملك الغساني وإنهم مستجيرين بالمنذر فلما اطمأنوا
لنجاح حيلتهم قاموا في ليلتهم تجاه مخدع المنذر وهجموا عليه وقتلوه فقيل
(ما يوم حليمة بسرّ)
فذهبت مثلا بالمنطقة وتمكن الغساسنة أيضا من اسر احد أبناء المنذر واسمه
امرؤ ألقيس وبعد ذلك ثارت بكر وتمكنت بغارة لها على الشام أن تحرر ابن
الملك المغدور بعد أن سيطروا على كامل سوريا من جديد واسروا الملك الغساني
وفي تلك الحادثة الشهيرة يشير الحارث بن حلزة شاعر بكر مفتخرا في معلقته
التي نظمها وألقاها أمام الملك عمرو بن هند
فيقول
وفككنا غل امرئ ألقيس عنه
بعد ما طال حبسه والعناء
واقدناه رب غسان بالمنـــذر
كرها إذ لا تكال الدمـــــــاء
وفي هذه المعركة أيضا اخذ عمرو بن هند ابنة الملك الغساني واسمها ميسون أسيرة لديه ثم تزوجها فيما بعد وقال الحارث في ذلك أيضا
إذ احل العلياء قبة ميسون
فأدنى ديارها العوصــاء
في رثاء المنذر قالت ابنته
وقلوا فارسا منكم قتلنـــا
فقلنا الرمح يكلف بالكريم
بعين أباغ قاسمنا المنايا
فكان قسيمها خير القسيم
إلى اللقاء مع سيرة الملك عمرو بن هند
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78