دقت الساعة معلنة منتصف الليل قد جاء ,الليل...الليل بسكونه و صمتهالليل...الليل بأنينه و شجنه الليل...الليل بغموضه و سحره .و معه مرادفاته الدائمة الظلام الظلال صوت الرياح بين الاشجار كأنه أنين الكون كله قادم من الاهوال التي يراها و يعيشها . من منا لم يعشق الليل حتى لو كان عشقه نابع من خوف دفين مبهوم . ما ان يحل الليل حتى يبدأ اصحاب الخيال الواسع في نسج القصص و الصراعات و الخيالات التي تتضاءل و تختفي تماما في ضوء الشمس الجميلة . الطفل الصغير الذي يرتجف في فراشه خوفا بعد أن حل الظلام و غلف كل شئ بعباءته السحرية و يبدأ خياله في نسج اروع المخاوف أشباح ...جن... عفاريف.. و كل ابطال قصص جدته المفزعة _ المقصود القصص المفزعة و ليست الجدة طبعا_ التي ما هي أصلا الا ظلال شريرة تتجول في حرية بعد ان غابت شمس النهار و حل الليل صديق كل البعابيع التي تنتظر يد الام في لهفة حتى تطفئ زر النور ثم تخرج و تلتهم الاطفال الصغار. المراهقة الحالمة التي تنتظر قدوم الليل بلهفة حتى تفرغ كل أحزانها و الامها في دموع رقيقة تنساب لتغرق الوسادة . تبكي بكاء لا مبرر له تشعر بهم الدنيا كله و هي مازالت طفلة في نظر المجتمع و الناسالمراهق الصغير الذي ينظر الي القمر في ليلة صافية متخيله وجه حبيبه لم يرها قط و لظنه يعشقها لانه يعرف انها له و هو لها مهما طال الزمان ثم يدخل لينام حزينا لانه لم يعد يرى القمر يعد ان اخفته الغيوم خلفهاالرجل العجوز الذي يجلس في شرفه منزله يستعيد شريط ذكريات حياته كيف تزوج من زوجته الحسناء أسعد ايام حياته حين وضعت ابنه الاول و أجملها يوم حضر عرس ابنته و كانت كالاميرة بين الفتيات يوم زفها الي زوجها التقي النقي . ثم ترتجف يده في حزن و تترقرق دمعه في عينه و هو يتذكر كيف مرضت أم اولاده و كيف انتقلت في هدوء و سكون الي خالقها و علي وجهها نور و ايمان و خشوع تاركه خلفها فراغ لم يستطع احد ابدا ان يملأه بعدها. العاشقة الساهرة السابحة بين أنغام الليل تسمك بالقلم و تمد يدها الي كراسة الخواطر لتخط شيئا من الالف احساس الذي يتلجلج في صدرها تحاول و تحاول ثم تلقي بالقلم في اهمال و تبكي لعجزها عن وصف الصراع داخلها . هكذا يرى الجميع وجه الليل الاسود رغم اني كنت اعشقه و اعتبره صديق لي يؤنس وحدتي . كنت دائما اسمي نفسي alone in the dark وحيدة في الظلام . دائما أتخيل أني وحيدة لا صديقة لي تؤنس وحدتي تخفف عني آلاملا ادري اذا مت من سيشعر بي من سيبكي من قلبه علي فراقي من سيتذكر ذكرى حياتي في قلبه دائما و ابدا قد تبكي علي فراقي صديقة لحظات ثم تلهيها هموم الحياةلن يخسر العلم شيئا بموتي فما كنت نابغه ابدا . لن يخسر الدين شيئا فلم اكن ابدا نبراسا يهدي الناس الي الطريق المستقيم . كنت أفتح النافدة ليلا اتمتع بنسيم الرياح و أحلم . أحلم بعوالم لم يرتادها غيري . احلم بعوالم يسودها كل جميل خالية من كل قبيح . عوالم هي اقرب الي الخيال منها الي الواقع انهض لانام شاعره بأنين مكتوم داخلي علي عمرى الضائع . ابكي ليلا لأغرق وسادتي بانهار من الدموع و لا ادري لماذا ؟؟؟ استيقظ نهارا و قد نسيت كل شئ عن عذاب الليل و احلام المساء الملتهبه المجنونه . الان تعالى معى نتأمل الوجه الاخر من الليل متى لاحظته مت عشته لا ادري فقط استيقظت لا جد نفسيتدق الساعة معلنه منتصف الليل قد جاء انهض بلهفه و اركض الي الحمام و اتوضأ ثم أخرج و ابدأ في قراءة القران و ذكر الله عز و جل جلاله . لم أعد وحيدة و كيف اكون وحيدة و قد حفتني الملائكة بعد ذكر الله كيف اكون حائرة و انا واقفه بين يدي الله عز وجل اتذوق حلاوة التوبة و الغفران بعد رحلة العصيان طوال اليوم كيف اشعر بعد هذا كله بالوحدة و انا اعلم ان هناك في بلد اخرى مكان اخر من اجناس مختلفه اخوات لي مثلي قد نهضن لتلبيه نداء الله للمؤمنين للقاء الرحمن و قيام الليل اشعر بانفاسهن الطاهرة و اصواتهن العذبه تردد بالقران الكريم بخشوع تسجد لرب الكون ربما لا يشعرن بي و لكني اشعر بهن !!!! اشعر بالفراش يناديني في لهفه لكني اطرد النوم من عيني لاني في لقاء الله سبحانه و تعالى ... و احيانا ايضا افتح النافذة و لكن تدور في رأسي خيالات من نوع جميل جدا يدوم و لا يختفي في النهار ... اتخيل اخي و قد استشهد و انا قد مت و جاء يوم الحساب و الحمد لله دخلنا الجنة امي قادمة من بعيد في ثوبها الابيض و علي وجهها نور ...ابي قادم و هو يضحك في سعادة مرحا قد ابتسم للحياة ... اخي قادم و هو يشع نورا و بهاء فقد استشهد في سبيل الله عز و جل و هكذا اتخيل اعذب الخيالات فاذا شعرت باني ضعيفة الايمان اذكر نفسي بيوم الحساب بلحظة الموت_اللهم هونها علينا و ارزقنا الجنة و قنا عذاب النار_ اتخيل عذاب القبر و ابكي ...و اقول لا اله الا الله لا اله الا الله لاجدد ايماني اليوم فقط اصبحت اعشق الليل لانه معاد اللقاء مع الرحمن و بعد ان انتهى اذهب الي الفراش لاغرق وسادتي بدموع الفرح و السعادة دموع خشية الله دموع الحزن لاني ساتوقف عن ذكر الله و انا نائمة اليوم أعشق الليل و احب سكونه و صمته و ايمانه اليوم اصبحت ارى الوجه الاخر من الليل
تحياتي لكم
هديل الحمام
تحياتي لكم
هديل الحمام
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78