كلمات من ذهب في سطور للقائد الشهيد الراحل ياسر عرفات " ابو عمار "

من قال أن الياسر قد مات
قف يا أيها الزمن ولا تتقدم
فقد خرجت من فوهت البندقيّة رصاصة كاذبة قالت إن الياسر قد مات
لقد انفجرت في العيون ثورة والخناجر صارت كما فوهة البركان
والأرض صارت زلزلاً تحت الأقدام
واندلعت في الجسد ناراً صنعت من السماء غيماً ودخان
فمن قال أن الياسر قد مات

أقتلتم الرجل الذي ولدت منه كل الرجال
أم أنكم صدقتم ذلك الشارون الأعور الدجال
أم أنكم لم تقرئوا تاريخه في الكتب السجال
فالأرض و الحرب والبندقية تعرفه
كما وتعرفه سواعد الأبطال
إنه الجاسر الكاسر قاهر الأنذال
رجلٌ عرفته شوارع بيروت وبيوت لبنان
أبا عمار الرجل الصعب والرقم الصعب والقرار الصعب
الياسر فارس تخطى بجواده وبشعبه كل محال
فمن قال أن الياسر قد مات

فكيف يموت من هو فينا حيٌ حتى الممات
فأنت باق ٍ فينا للأبد
روحك والجسد
فلن يملأ مكانك احد
فأي إنسان يستطيع تقليد صوت زئير الأسد
فأنت مني ومنها ومنهُ
أنت منّا جميعاً
مغروسٌ في جوف هذه الأرض
وأنت القرار
لن يزيلك حتى جيش أو جدار
لأنك حروفٌ تعلمها الثوار
أنت لحركة فتح نوراً ونار
فمهما الزمن فينا قد دار
لن نرحل أبدا عن هذه الدار
حتى لو رحلت عنا فكلنا أبا عمار
فكلنا يا صاحب العقال الأسود فداك

فكاذبٌ من قال أن الرئيس قد مات
كاذبٌ من قال أن ألياسر قد مات
كاذبٌ من قال أن الجاسر قد مات
كاذبٌ من قال أن الكاسر قد مات
فكاذبٌ من قال أن الشهيد قد مات

لم أرى في حياتي أكثر تواضعا من أبو عمار حتى في مماته
ذهبت للنوم في الساعة الثانية عشر ونصف بعد أن صليت الظهر مباشرة حيث إنني استغرقت بالنوم في ساعات القيلولة وفي أثناء نومي شاهدت أبا عمار في منامي في احد المهرجانات بمدينة رفح وكان يلبس بدلته العسكرية والكوفية المعروف بهما
أصبت بدهشة الفرح بذلك اللقاء فذهبت لأسلم عليه وحينما قبلته وسلمت عليه قلت له أتعرفني يا سيادة الرئيس بناءا على مقابلة له مسبقة في حلمي وليس بالواقع
فقال لي نعم إني أعرفك يا أبو إياد وجلست إلى جانبه وكان ينظر يمينا وشمالا مبتسما لحجم الجماهير من حوله فإذا بامرأة تأتي وتعزم عليه سندوتش فقبل منها السندوتش واكل
فقال لي ستأتي إحدى قريباتي لتحضر لي الطعام وإذ بامرأة تحمل بين يديها صينية بحجم صغير مغطاة بمنديل ابيض وفي داخله رغيف من الخبز ودقه وجلس أبو عمار وفتح الصينية وبدأ يأكل ولم يتأفف أبو عمار حتى شبع وأنا انظر لسيادة الرئيس وأتعجب : دقه ! أتأكل الدقة؟ الله اكبر! وبعد أن تناول الأكل اخذ يمشي حتى انحرف لجهة غير مكتظة فراودتني نفسي بأن اعزم أبو عمار إلى بيتي لكي أقدم له وجبة من الغداء أفضل من الدقة فوافق أبو عمار وأخذنا سيارة وجلست لجانبه في المقعد الخلفي وانطلقت السيارة إلى مخيمنا الحبيب مخيم البريج إلى مكان سكناي وكان يتأمل في الطريق ليشاهد كل ما حوله من مزارع وبيوت وأشجار وغيرها.
وصلنا بيتنا فجلس أبو عمار أرضا وكان بحوزته أشبه بالمصلية ففردها وجلس على الأرض عليها
فتركته وحده وذهبت لأحضر له من الخارج طعاما جاهزا ولم أجد أيا من أبنائي أو زوجتي في البيت فإذا بابني محمد وصل وأخذته من يده لأفاجئه بابي عمار فدخل البيت ابني محمد وشاهد أبو عمار فجرى باتجاهه وسلم عليه وقبل يده ورأسه وجلس بجواره
وبدأ أبنائي بالتوافد من الخارج جميعهم وأحاطوا بأبي عمار وبدأت بتعريفه على أبنائي :هذه فاطمة أنهت دراسة هندسة أي تي فسألني : من الجامعة الإسلامية؟ فقلت له لا من الأزهر فاستغرب وقال : هل أصبح هناك هندسة في الأزهر فقلت له نعم فتبسم ثم قلت له : وابنتي ليلى أيضا أنهت دراستها حقوق من الأزهر وكانت عضو مجلس طلبة فابتسم وأكملت له فقلت وإياد وحنان يدرسان في مصر وصمود وساما واحمد ومحمود ونعمه وكذا وكذا وتحصيلهم العلمي وابتسم فإذا بزوجتي تنبهني من نومي فقلت يا الله إنني حلمت في أبي عمار لدقائق معدودة وعدت للنوم لاستكمل الحلم وشاهدته مرة ثانية فإذا بها تفوقني مرة أخرى لتناول الغذاء.
كم كان جميلا هذا الحلم فقد كان ينتظرني في الغذاء طعام فتة عدس فقلت سبحان الله : أبو عمار يأكل دقة وأنا آكل العدس.