فقه الفقة المرأة المسلمة ( لمن تعطى الزكاة )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لمن تعطى الزكاة

للزكاة جهات تنفق فيها وتسمى ( مصارف الزكاة ) وقد حددها الحق سبحانه وتعالى فى قوله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السببيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) سورة ( التوبة : 60 ) .
- الفقراء والمساكين :
- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين الذى ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذى يتعفف ، اقرءوا إن شئتم : ( لا يسألون الناس إلحافاً ) سورة ( البقرة : 273 ) .
والحق أن الفقهاء اختلفوا فى تعريف المسكين ، والفقير ، فمنهم من قال : إن الفقير أسوأ حالاً من المسكين ، والمسكين الذى لا شئ لكنه لا يكفيه ، والفقير الذى لا شئ له البتة ودليل ذلك سبحانه وتعالى : ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر ) سورة ( الكهف : 79 ) ، وقيل عكس ذلك أى الفقير هو الذى ليس عنده شئ أصلاً .
ولا تهمنا هذه المسألة كثيراً ، ولكن يهمنا أن الأولى الفقير ، أو المسكين القريب فله حق القرابة ، كذا فإعطاء الفقير الصالج أولى من إعطاء غيره .
- العاملون عليها :
- فعن بسر بن سعيد أن ابن الساعدى المالكى قال : ( استعملنى عمر بن الخطاب على الصدقة ، فلما فرغت منها ، وأديتها إليه أمر لى بعمالة ، فقلت : إنما عملت لله ، فقال : خذ ما أعطيت ، فإنى عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملنى ، فقلت مثل قولك ، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أعطيت شيئاً من غير أن تسأل فكل ، وتصدق ) . ) .
- عن أبى موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الخازن المسلم الأمين الذى يعطى ما أمر به كاملاً موفراً ، طيبة به نفسه ، حتى يدفعه إلى الذى أمر له به أحد المتصدقين ) .
فالعاملون عليها هم الذين يوظفهم الإمام على جمعها ، وتوزيعها ، وحراستها ، ولهم مقابل ذلك نظير عملهم وجهدهم ، ولو كانوا أغنياء .
والحديث الأول فيه دليل على أن عمل الساعى سبب لاستحقاقه الأجرة ، وفيه دليل على أن من نوى التبرع يجوز له أخذ الأجرة بعد ذلك .
أما الحديث الثانى فيدل على أن المشاركة فى الطاعة توجب المشاركة فى الأجر ، ومعنى المشاركة : أن له أجراً كما أن لصاحبه أجراً ، وليس معناه أن يزاحمه فى أجره ، بل المراد المشاركة فى الطاعة فى أصل الثواب ، فيكون لهذا ثواب وإن كان أحدهما أكثر من الآخر .
ولكن إذا كان العاملون عليها يتقاضون راتباً من الدولة وطان هذا الراتب يكفيهم ، فلا يلحقون بالعاملين على الزكاة ، ولا يجوز اعطاؤهم ، ولكن إذا جاءهم مال على سبيل المنحة ودون مسألة جاز لهم أخذه بدليل الحديث الأول .
- المؤلفة قلوبهم :
عن أنس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسأل شيئاً على الإسلام إلا أعطاه ، قال : فأتاه رجل فسأله ، فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة ، قال : فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفاقة ) .
وهم أنواع :
- فمنهم الكفار الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يعطيهم تأليفاً لقلوبهم ، رغبة منه فى إسلامهم .
- والكافر الذى يعطى لدفع شره .
- المسلم ضعيف الإسلام يعطى رغبة فى ثباته على الإسلام .
قال الإمام أبو حنيفة وأصحابه : وقد سقط بانتشار الإسلام وغلبته ، وهو الأرجح وهو ما أميل إليه إن شاء الله تعالى .
- فى الرقاب :
أى تصرف الزكاة لتخليص الناس من العبودية والمهانة ، أنظرى إلى هذا وما يردده الجهلاء عن الإسلام فى الرق ، فلولا الإسلام لما تخلص العالم من الرق ، والحمد لله فقد ذهبت هذه الأزمان .
- الغارمون :
هو من عليه دين قد اقترضه لسد حاجته ، فيجوز إعطاؤه منه لسد دينه بشرط أن يكون دينه لقضاء أمر مباح كالطعام ، أو طلب العلم ، أو كساء وغيره .
- فى سبيل الله :
أى الذين يدافعون عن الوطن فى الجيوش ، فإن احتاج جيش المسلمين إلى المال ، والسلاح ولم يكن لدى الدولة ما يكفى لتجهيزه ، وجب على المسلمين أن يساهموا فى تموين الجيش وإعداده ، وهذا مصرف من مصارف الزكاة ..
- ابن السبيل :
وهو المسافر الذى ابتعد عن وطنه وفارق أهله إن كان محتاجاً إلى مال يجب اعطاؤه من الزكاة وهو من مصارفها أيضاً ، بشرط ألا يكون مسافراً فى معصية .

بارك الله فيك اخي محمد
على العطاء الكبير
الدي تقدمه بالمنتدى
كل الشكر والتقدير