فقه المرأة المسلمة ( عورة المرأة فى الصلاة )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عورة المرأة فى الصلاة : هل هى شرط لصحة الصلاة

؟
عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) .
وقوله : ( حائض ) أى بلغت الحيض : أى بلغة ويوضحه لفظ الطبرانى فى الصغير والكبير من حديث أبى قتادة بلفظ : ( لايقبل الله من اورأة صلاة حتى توارى زينتها ، ولا من جارية بلغت الحيض حتى تختمر ) .
قال الشوكانى : قال صاحب المحكم والحديث استدل به على وجوب ستر المرأة لرأسها حال الصلاة .
وقد اختلف فى مقدار عورة المرأة ، فقيل جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين ، وإلى ذلك ذهب الهادى والقاسم فى أحد قوليه والشافعى فى أحد أقواله ، وأبو حنيفة فى إحدى الروايتن عنه ومالك ، وسيأتى تفصيل المذاهب .
وقيل بل جميعها إلا الوجه ، وإليه ذهب أصحاب الشافعى وروى عن أحمد .
وخلاصة المسألة :
أن ستر العورة شرط فى صحة الصلاة .
والدليل حديثان واضحان :
- عن أم سلمة أنها سألت النبى صلى الله عليه وسلم : ( أتصلى المرأة فى درع وخمار وليس عليها إزار ؟ قال : إذا كان الدرع سابغاً يغطى ظهور قدميها ) .
- وعن عمر رضى الله عنه قال : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : يرخين شبراً ، قالت : إذا ينكشف أقدامهن ، قال : فيرخيهن ذراعاً لا يزدن عليه ) .
قوله : ( فى درع ) هو قميص المرأة الذى يغطى بدنها ورجلها ، ويقال له سابغ إذا طال من فوق إلى أسفل ، وقوله : ( يرخين شبراً ) قال ابن رسلان : الظاهر أن المراد بالشبر الذراع أو يكون هذا القدر زائداً على قميص الرجل ، لا أنه زائداً على الأرض ، واستدل من قال بأن ستر العورة شرط لصحة الصلاة بقوله : ( يرخين شبراً ) وقوله : ( يرخينه ذراعاً ) فهو يدل على وجوب ذلك ، وقوله : ( يغطى ظهور قدميها ) يدل على عدم العفو .
ومما سبق فى عورة المرأة نتبين أن للمرأة عورة خارج الصلاة وهى التى تلتزم بسترها أمام الناس ويختلف مقدارها باختلاف الناس أنفسهم كما بينا سابق .
أما فى الصلاة فستر العورة شرط لصحة الصلاة .