فقه المرأة المسلمة ( عورة المرأة )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عورة المرأة

العورة : الشئ القبيح ، ومنها : عوراء : بعين واحدة : قبيحة ، وهى الجزء الذى لا ينبغى ظهوره أمام الغير ، وتختلف اختلاف أنواعهم .
فالواجب على المرأة الحفاظ على نفسها ، وعدم إظهارها عورتها لمن لا يحل له أن يراها ، حتى تنال رضا الله ، وتفوز بالجنة التى أعدها الله للمتقين .فقد سبق حديث ابن حكيم وهو : قال : قلت : ( يا رسول الله : عوراتنا ما نأتى منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك ، فقلت : فإذا كان القوم بعضهم فى بعض ؟ قال : إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها ، قلت : فإذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : فالله - تبارك وتعالى - أحق أن يستحيا منه ) .
قال الشوكانى : قوله ( من الناس ) وقد عرف من السياق أنه وارد فى كشف العورة بخلاف ما قاله أبو عبد الله البونى أن المراد بقوله : ( أحق أن يستحيا منه ) أى فلا يعصى . ومفهوم قوله : ( إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك ) يدل على أنه لا يجوز لها النظر لغير من استثنى ، ومنه الرجل للرجل والمرأة للمرأة . وكما دل مفهوم الإستثناء على ذلك فقد دل عليه منطوق قوله : ( فإذا كان القوم بعضهم فى بعض ) ويدل على أن التعرى فى الخلاء غير جائز مطلقاً .
ومما يدل على عدم الجواز مطلقاً حديث ابن عمر عند الترمذى بلفظ : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والتعرى ، فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط ، وحين يفضى الرجل إلى أهله ، فاستحيوهم وأكرموهم ) .
ويدل على ما أشعر به الحديث مفهوماً أو منطوقاً من عدم جواز نظر الرجل إلى عورة الرجل ، والمرأة إلى عورة المرأة ، حديث أبى سعيد الخدرى عند مسلم وأبى داود والترمذى بلفظ : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة ، ولا يفضى الرجل إلى الرجل فى الثوب الواحد ، ولا تفضى المرأة إلى المراة فى الثوب الواحد ) .
والحديث يدل على وجوب الستر للعورة .
والحق وجوب ستر العورة فى جميع الأوقات إلا فى وقت الحاجة ، وإفضاء الرجل إلى أهله وعند الغسل ، ومن جميع الأشخاص إلا من الزوجة ، والطبيب .