التفريط في ليلة القدر
نجوى أحمد شاهين
نفرح كثيرا لزيادة أعداد المصلين بالمساجد في بداية شهر رمضان، وذلك
للاجتهاد في صلاة التراويح للوصول للثواب المترتب على قيام رمضان كما في
الحديث: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"متفق عليه،
وكثير من المسلمين لا يعرفون من رمضان سوى مشاهدة التلفزيون، ومتابعة
المسلسلات، وحل الفوازير، والتسوق في الأسواق، ويصومون نهار رمضان عن
الطعام والشراب، دون إحساس بالإيمان والاحتساب للأجر أو الحرص على مغفرة
الذنوب، فبعضهم يقصر في الفهم الصحيح للهدف من الصيام، وهو الوصول التقوى،
ولا يجني من صيامه سوى الجوع والعطش، ولا يحصل من قيامه سوى التعب والسهر،
ولكننا نفرح عموما للإقبال على المساجد حتى ولو بدون فهم، لعل أحدهم أن
يستمع لكلمة مفيدة، أو موعظة بليغة تجعله يستيقظ للهدف الصحيح من الصيام
والوصول للتقوى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ" سورة البقرة.
ونحزن كثيرا عندما تقل أعداد المسلمين مع دخول العشر الأواخر من رمضان،
فبعض الناس ينشغلون بالإعداد للعيد، والنساء خاصة يهتمون بتنظيف البيوت
والاستعداد لاستقبال عيد الفطر، وبعضهن يقبلن على صناعة الكحك والبسكويت و
الحلويات، وغالبية الناس تنشغل في الأسواق لشراء المستلزمات، وكل هؤلاء لا
ينتبهون إلى أهمية العشر الأواخر، ولا يرتبون أمور الشراء مبكرا قبل رمضان
حتى لا تضيع عليهم أفضل الأوقات.
وإذا نظرنا لأعداد المصلين في العشر الأواخر لا نجدها في زيادة، ولأسباب
منوعة، وبعض المصلين لا يهتمون سوى بأداء صلاة التراويح، ويوترون مبكرا،
ولا يلتفتون لأهمية صلاة التهجد في ليالي العشر الأواخر، والتي يكون فيها
ساعة السحر التي يستجاب فيها الدعاء، والتي فيها ليلة القدر والتي هي خير
من ألف شهر، والتي لو قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما
في الحديث المتفق على صحته.
ولا ندري ما أسباب إغفال الناس عن هذه الثواب العظيم، ولا ندري لماذا يفرط
كثير من المسلمين في الاجتهاد في العشر الأواخر للوصول لمغفرة الذنوب؟ هل
للجهل بفضل هذه العشر، أو لا يعلمون أن فيها ليلة القدر؟ أم يعلمون ولا
يهتمون، وبعضهم لا يعلم فضل هذه الليلة، و من يهتم منهم يظن خطأ أن ليلة
القدر يمكن أن يلتمسها في ليلة السابع والعشرين، فيجتهد فيها فقط، ويهمل
القيام في بقية ليالي العشر، ويقصر في تلمس هذه الليلة المباركة من بداية
العشر، والتي قد يحرم فيها نفسه من ثواب عظيم، وفي الحديث: "أتاكم شهر
رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، و تغلق فيه
أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من
حرم خيرها فقد حرم"رواه أحمد وصححه الألباني.
وهذه الليلة خيرها عميم، ونفعها كبير، فهي خير من ألف شهر كما في قوله
تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)سورة القدر، ووصفها بأنها مباركة في
قوله: (إنا أنزلنه في ليلة مباركة) سورة الدخان. وهي الليلة التي تنزل فيها
الملائكة، والروح، "أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها،
والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن،
والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه، ووصفها تعالى بأنها
سلام، أي سالمة لا يستطيع ----- أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى،
وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل.
وفي ليلة القدر (يفرق كل أمر حكيم)سورة الدخان، أي يفصل من اللوح المحفوظ
إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى
آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به
وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو
وظيفتهم. إضافة أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من
ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن
قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
نحن بحاجة لجهود حثيثة متواصلة للدعاة والعلماء وطلاب العلم لتوجيه
المسلمين لأهمية العشر الأواخر، وقيمة ومنزلة ليلة القدر، وندعو وسائل
الإعلام لإعداد برامج تقرب الناس إلى الله تعالى، وتحببهم في الطاعة،
وتعينهم للوصول لمغفرة الذنوب، وإذا كنا جميعا، وإذا كانت وسائل الإعلام لم
تحسن استقبال شهر رمضان، فهل نحسن توديعه، فإن الأعمال بالخواتيم كما في
الحديث الشريف.
نجوى أحمد شاهين
نفرح كثيرا لزيادة أعداد المصلين بالمساجد في بداية شهر رمضان، وذلك
للاجتهاد في صلاة التراويح للوصول للثواب المترتب على قيام رمضان كما في
الحديث: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"متفق عليه،
وكثير من المسلمين لا يعرفون من رمضان سوى مشاهدة التلفزيون، ومتابعة
المسلسلات، وحل الفوازير، والتسوق في الأسواق، ويصومون نهار رمضان عن
الطعام والشراب، دون إحساس بالإيمان والاحتساب للأجر أو الحرص على مغفرة
الذنوب، فبعضهم يقصر في الفهم الصحيح للهدف من الصيام، وهو الوصول التقوى،
ولا يجني من صيامه سوى الجوع والعطش، ولا يحصل من قيامه سوى التعب والسهر،
ولكننا نفرح عموما للإقبال على المساجد حتى ولو بدون فهم، لعل أحدهم أن
يستمع لكلمة مفيدة، أو موعظة بليغة تجعله يستيقظ للهدف الصحيح من الصيام
والوصول للتقوى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ" سورة البقرة.
ونحزن كثيرا عندما تقل أعداد المسلمين مع دخول العشر الأواخر من رمضان،
فبعض الناس ينشغلون بالإعداد للعيد، والنساء خاصة يهتمون بتنظيف البيوت
والاستعداد لاستقبال عيد الفطر، وبعضهن يقبلن على صناعة الكحك والبسكويت و
الحلويات، وغالبية الناس تنشغل في الأسواق لشراء المستلزمات، وكل هؤلاء لا
ينتبهون إلى أهمية العشر الأواخر، ولا يرتبون أمور الشراء مبكرا قبل رمضان
حتى لا تضيع عليهم أفضل الأوقات.
وإذا نظرنا لأعداد المصلين في العشر الأواخر لا نجدها في زيادة، ولأسباب
منوعة، وبعض المصلين لا يهتمون سوى بأداء صلاة التراويح، ويوترون مبكرا،
ولا يلتفتون لأهمية صلاة التهجد في ليالي العشر الأواخر، والتي يكون فيها
ساعة السحر التي يستجاب فيها الدعاء، والتي فيها ليلة القدر والتي هي خير
من ألف شهر، والتي لو قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما
في الحديث المتفق على صحته.
ولا ندري ما أسباب إغفال الناس عن هذه الثواب العظيم، ولا ندري لماذا يفرط
كثير من المسلمين في الاجتهاد في العشر الأواخر للوصول لمغفرة الذنوب؟ هل
للجهل بفضل هذه العشر، أو لا يعلمون أن فيها ليلة القدر؟ أم يعلمون ولا
يهتمون، وبعضهم لا يعلم فضل هذه الليلة، و من يهتم منهم يظن خطأ أن ليلة
القدر يمكن أن يلتمسها في ليلة السابع والعشرين، فيجتهد فيها فقط، ويهمل
القيام في بقية ليالي العشر، ويقصر في تلمس هذه الليلة المباركة من بداية
العشر، والتي قد يحرم فيها نفسه من ثواب عظيم، وفي الحديث: "أتاكم شهر
رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، و تغلق فيه
أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من
حرم خيرها فقد حرم"رواه أحمد وصححه الألباني.
وهذه الليلة خيرها عميم، ونفعها كبير، فهي خير من ألف شهر كما في قوله
تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)سورة القدر، ووصفها بأنها مباركة في
قوله: (إنا أنزلنه في ليلة مباركة) سورة الدخان. وهي الليلة التي تنزل فيها
الملائكة، والروح، "أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها،
والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن،
والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّه بالذكر لشرفه، ووصفها تعالى بأنها
سلام، أي سالمة لا يستطيع ----- أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى،
وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل.
وفي ليلة القدر (يفرق كل أمر حكيم)سورة الدخان، أي يفصل من اللوح المحفوظ
إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى
آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به
وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو
وظيفتهم. إضافة أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من
ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن
قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
نحن بحاجة لجهود حثيثة متواصلة للدعاة والعلماء وطلاب العلم لتوجيه
المسلمين لأهمية العشر الأواخر، وقيمة ومنزلة ليلة القدر، وندعو وسائل
الإعلام لإعداد برامج تقرب الناس إلى الله تعالى، وتحببهم في الطاعة،
وتعينهم للوصول لمغفرة الذنوب، وإذا كنا جميعا، وإذا كانت وسائل الإعلام لم
تحسن استقبال شهر رمضان، فهل نحسن توديعه، فإن الأعمال بالخواتيم كما في
الحديث الشريف.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78