قضايا
التراث من أهم القضايا التي أخذت تهتم بها الشعوب خاصة وأنها تشكل قاعدة
مهمة في الحفاظ على شخصيات هذه الشعوب وقيمتها الروحية ولا شك أن التراث
الفلسطيني بكل جوانبه يشكل جبهة مهمة فالمعركة مع الأعداء ليست حرباً
عسكرية فقط بل حرباً ثقافية وحضارية إنها حرب وجود وتراث أيضاً لهذا حاول
الصهاينة سحق هذا التراث على قاعدة "مادامت هناك يد عربية تطرز جهاز العروس
فإن الروح الفلسطينية باقية لهذا يجب إيقاف هذه اليد" وهكذا أصبح التراث
"الفولكلور" جبهة أساسية وسلاحاً من أسلحة المواجهة من أجل دحض كافة
المزاعم والأضاليل التي يروجها الصهاينة حول وجود حقوق الشعب الفلسطيني
وتراثه الحضاري والثقافي في فلسطين هذه المزاعم التي مورست عملياً في عدة
صور وأشكال تخدم جميعها دعاية العدو ومزاعمه فكما اغتصب الأرض وادعاها
لنفسه يقوم اليوم بسرقة الفولكلور العربي الفلسطيني واغتصابه من الرقص
الشعبي وحتى الأزياء "دايان" تدير الآن أكبر معرض في فندق "هيلتون" بـ"تل
أبيب" تقدم فيه الثياب الفلسطينية والزنانير والحطات "أغطية الرأس" على
أساس أنها تراث يهودي لقد قامت "إسرائيل" منذ احتلالها للضفة الغربية وغزة
في عام 1967بمصادرة الأواني الفخارية المصنوعة في مختلف مدن فلسطين بدقة
ومهارة ثم جمعت وأرسلت خلف الخط الأخضر لجعلها في معارض دائمة أو مختلفة
وبيعها في الأسواق السياحية على أنها صناعة قديمة كما قامت بعرقلة الصناعات
الحرفية.
والتراث الشعبي من أهم القضايا ودراسته ضرورية ومهمة وهو
أمر يحتاج إلى تضافر الجهود بين المهتمين والمختصين في هذا المجال لذا وجب
علينا الحافظ على فولكلورنا وطابعه العربي الأصيل وعدم تهشيمه باسم الحضارة
والعصرنة إن الصدفيات والمأكولات التقليدية والرقصات التعبيرية كالدبكة
وصناعات الفخار والزجاج والمنحوتات الخشبية صناعات فلسطينية تقليدية
متوارثة منذ آلاف السنين يجب الحفاظ عليها لذلك وانطلاقاً من كل ما ذكرناه
تأتي هذه الدراسة بأجزائها المختلفة لتضع أمامنا لوحات فنية إبداعية خلاقة
ويهمنا في هذا المقام أن نوضح أن محاولتنا هذه لا تنبع من إحساس إقليمي
يركز على تراث قطر عربي بل هو تراث قومي يعد محركاً لكل تفاعلات القومية في
العصر الحديث.
المأثورات الشعبية
ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية
مدخل
كلمة
"فولكلور" تعني عادات وتقاليد الشعب والتي يذهب التأصيل السكندنافي إلى أن
معناها هو "مأثورات الشعب" فكلمة "فولكfolk" تعني شعب أما كلمة "لورLore"
فتعني المعرفة والحكمة وهي في الإثنولوجيا تشير إلى الثقافة الروحية؛ لذلك
قيل عن"الفولكلور" إنه التراث الروحي من قطاعات الفكر الخلاق أو التقنيات.
ومنذ
منتصف القرن التاسع عشر أخذت كلمة "فولكلور" تعني في نظر الأوروبيين كل
طقس دقيق من الطقوس التي توصف غالباً بأنها أسطورية، وهي التي تصاحب
الإنسان من المهد إلى اللحد أي أنه إنسانية المجتمع، والحقيقة أن الفولكلور
يعني جرد كافة وقائع الشعب (الفرد والجماعة) في كل ما يتعلق بحياته
السابقة المتوارثة وما يبديه في جميع الحالات والمناسبات العائلية
والاجتماعية والمهنية، وهذا يعني المعرفة الإجمالية للإنسان.
والحضور
الدائم للحضارة العربية في "فولكلور" الشعوب يظهر مدى التلاقي بين
الحضارات ومدى التلاقي في المأثورات الشعبية العربية وتأثيرها في سلوك
المواطن العربي وفي تصوره لقضايا ماضيه وعصره وحياته فالحكايا واحدة
والأساطير متداخلة كما أن الأغاني "الفولكلورية" أخذت من نبع واحد كذلك
تتلاقى في القصص الشعبية العربية حول جزئيات لها أصولها الواحدة مما يدلل
على أن شعبنا ناضل ويناضل مع باقي الجماهير العربية حفاظاً على أصالته وهو
ما نلمسه أيضاً في العادات والمزايا والمأكل والمشرب وفي طراز البناء.
"الفولكلور"
غني بمضامين متقدمة تجعل البحث "الفولكلوري" يصب في المجرى العام للتوجه
الموضوعي من أجل الصمود بهدف بناء حياة جديدة بكل ما يعنيه ذلك من طرافة
وأصالة ونظراً لأن "الفولكلور" بصورة عامة -كأحد أعمدة العلوم الإنسانية-
يبرز الوجود العربي والحضور الدائم للحضارة العربية فإنه يظهر هنا:
1-
مدى التلاقي والتلاحم والتبادل بين الحضارات هذا التلاقي الذي كان للأمة
العربية الدور البارز فيه ويمكن لهذا التلاقي أن يتجدد مرة أخرى.
2-
مدى التماثل والتداخل في المأثورات الشعبية العربية وتأثيرها المتشابه في
سلوك المواطن العربي وفي تصوارته لقضايا ماضيه وعصره وحياته فقصة أبي زيد
الهلالي ودياب بن غانم (تغريبة هلال) وانتقال الهلالية
(هلال-زغبة-رياح-سليم) من الشرق إلى الغرب (المغرب العربي-من لبيبا وحتى
موريتانيا) كلها ذات أبعاد معينة ومتشابهة في نفس الإنسان العربي في الشام
وصعيد مصر وليبيا وتونس وهذا كله يبين مدى عمق وحدة ضمير أبناء الأمة
العربية والذي يشكل الموروث الشعبي جزءاً منه
3- ضرورة التنبيه الجاد والصادق في هذه الدراسة على عدة نقاط هامة
الأولى:
أن دراسة للتراث الشعبي الفلسطيني لا تعني انفصالاً أو انشطاراً عن الوضع
العربي العام بقدر ما هي دعوة لبعث هذا التراث وإنهاضه من أجل إيقاف عمليات
السطو على الإرث الفلسطيني بكل جزئياته وتمايزه
الثانية:
من الواجب على الأمة العربية والمجتمع الإنساني -في هذا المجال- الأخذ بيد
الشعب العربي الفلسطيني لتجميع مقدرته على إحياء تراثه وهذا دافع من دوافع
البقاء التي لها معناها الخاص المعين حيث أن استمرارية وجود هذا التراث
وعدم ذوبانه أو تلاشيه يعني أن هناك أرضاً وشعباً ملتحمين معاً مهماً حاول
البعض الحيلولة دون ذلك بالطمس والتضليل.
الثالثة:
ضرورة أن يبقى الفلسطيني على عاداته وتقاليده من أجل الإبقاء على الشخصية
الفلسطينية الذاتية كخط أول يدافع عن مقدسات الأمة وحضارتها ويوضح هذه
العادات والتقاليد إلى الأجيال الطالعة دون السماح مطلقاً بالذوبان
والتلاشي.
الرابعة:
عدم التنازل عن الزي الفلسطيني لأنه أصبح ملتحماً بالعربي الفلسطيني
"فالحطة" الكوفية التي يلبسها المقاتل في إحدى مراحل النضال الفلسطيني
المعاصر أينما عرضت تعرفها الشعوب بأنها موروث عربي فلسطيني كما أن هذا
الزي عبارة عن لوحات فنية تراثية مزجت الحضارة الكنعانية والإسلامية عبر
مراحل التاريخ والعصور وما تعينه من أساطير وعقائد وطقوس وعادات اجتماعية
لذلك حاول "الإسرائيليون" طمس هذا التراث وسرقته وهم في محاولاتهم المتكررة
والعديدة لذلك يعتمدون بالدرجة الأولى على أساليب علمية حديثة ومدروسة وهم
في هذا يتبعون خطين:
الخط
الأول: خاص التراث اليهودي القديم حيث يقولون إن حضارة اليهود والعبرانيين
القدامى هي مرتكز على الحضارات التي ظهرت في فلسطين وما عدا ذلك هراء
الخط
الثاني: خاص بما يدعيه "الإسرائيليون" تراثاً صهيونيا حديثاً يعكس حضارته
الممثلة في دولة "إسرائيل" لذلك تظهر الفرق "الفولكلورية الإسرائيلية" في
أوروبا بالزي الشعبي الفلسطيني ثوب أمهاتنا وجداتنا حيث تقوم هذه الفرق
بإحياء الحفلات المشتملة على رقصات الدبكة وعروض الأزياء الفلسطينية
القديمة على أساس أن هذا هو التراث "الإسرائيلي" كل هذا ممهور بنشرات
دعائية وشروحات وكتب عن ذلك وهنا يجدر بنا أن نوضح أن اليهود كادوا ينجحون
في الكثير من سرقاتهم لولا تنبه الثورة الفلسطينية لذلك فهم استوطنوا الأرض
واستطاعوا معرفة أسرار رقصة "الدبكة" وعزف "الشبابة والأرغول" وأقاموا
فرقاً يهودية تتدرب باستمرار على ذلك وبدؤوا يدفعون الأموال للاستحواذ على
الأثواب المزركشة القديمة لعرضها في المعارض العالمية على أنها من صميم
تراثهم هذه الأثواب (التلحمي- بيت لحم، الغزاوي- غزة والمجدلاوي- المجدل
وقراها والبدوي- بئر السبع) التي لا تقدر بثمن وما ينطبق على الثوب ينطبق
على الصناعات التقليدية كصناعة الفخار والقباقيب والسلاسل و"القوط" كل هذا
حاول "الإسرائيليون" تصفيته أو ابتلاعه ومن جانب آخر قاموا بالقضاء على
المزارات بأنواعها المختلفة وأضرحة الأولياء بحجة الإصلاح وشق الطرق والهدف
من ذلك جلي ومعروف
دلالات "الفولكلور" الفلسطيني والانتماء العربي:
"الفولكلور"
الفلسطيني بمضامينه المختلفة يعد تعبيراً صادقاً عن الشخصية العربية
الفلسطينية بأبعادها وعمقها وعطائها وانتمائها وإنسانيتها وعروبتها وحرارة
صمودها وتعلقها بحريتها واستقلالها وبناء دولتها كمطلب قومي وأخلاقي غير
عدواني وهنا تتضح النزعة الإنسانية في هذه الشخصية كل هذا ضمن ثورة الإنسان
على الاحتلال والظلم كفكرٍ رجعيٍ عنصريٍ شوفينيٍ ضد الحياة والإنسان
جميعاً وهنا يجدر بنا أن نورد نماذج مختلفة للتدليل على ذلك:
أشهر
رقصة شعبية في فلسطين وبلاد الشام سميت كذلك لأنها "تدبك" ويقوم بالرقص
فيها بكل من الرجال والنساء وترقص "الدبكة" على الأنغام الموسيقية التي
تعزفها "الشبابة" والأرغول ولا داعي لاستخدام الطبل في هذه الرقصة ويصاحب
الأنغام الموسيقية ألحان غنائية مختلفة وهي ألحان (دلعونا، ظريف الطول،
غزيل، الجرة، مشعل، عتابا) وللدبكة عدة رقصات تختلف عن بعضها البعض حسب
النغمة الموسيقية فهناك (الطيارة، عدلة، دلعونا، الشمالية)
يدخل
ساحة "الدبكة" من (7-10) لاعبين وقد يكونون أكثر على إلا يقل عدد
اللاعبين عن (5) وتكون مجموعة الرقصة متشابكة الأيدي وكل يلوح أثناء الرقص
"بمحرمته" ومن الواجب ضمن الرقصة وجود المغني الذي يكون ملتصقاً بعازف
"الأرغول" أو"الشبابة" وذلك لتحميس الراقصين.
وإذا دققنا النظر في هذه الرقصة نلاحظ أن حركاتها تتألف من عدة أجزاء رئيسية هي:
السير البطيء في اتجاه دائري
القفز إلى أعلى
سير بهدوء على أنغام الحركات الراقصة
التكاتف والتشابك
الدوران السريع والبطيء
أصوات وحركات وجدانية
بالنسبة
للنقطة الأولى فهذا يعني بداية الحياة فكل شيء يبدأ بهدوء ثم ينطلق ليصبح
أكثر حيوية ودينامية أما بالنسبة للنقطة الثانية فترجع جذورها للبدائية
الأولى إلى نمو الزرع وكبره حيث يرتفع ويشب إلى أعلى وهنا نرى بروز الأثر
الكنعاني في ذلك فآلهة الكنعانيين كانت مراكزها مزروعة بجوار الأنهار أو في
مناطق الشمس وأعالي الجبال ونحن نعرف جيداً دورة الماء والشمس في نمو
النباتات وزيادة الخصب ولقد تطور هذا الرمز في العصر الحاضر ليعني
الاستعداد وتلاحم الشعب واستمرارية الصمود والبناء وعلو الأمة والوطن
-فالقفز إلى أعلى : النمو والعمران
-ودق الكعب :الاستعداد والثبات
-والبداية من جديد: الحياة من جديد (البقاء)
-أما
السير الهادئ على أنغام الحركات الراقصة: فمدلولها هي أن كل شيء يبدأ
بالاستعداد ثم يشتعل وينطلق وهذا في المفهوم الحضاري الجديد يعني أن
الإعداد والتنظيم هما أساس النجاح
-بالنسبة لدق الأرض: فجذوره البدائية
تشمل عزق الأرض وحرثها وقلبها بالإضافة إلى الاستعداد للصمود وطرد المحتل
فمن المعروف أن فلسطين الغنية الخصبة تعرضت عبر تاريخها القديم والحديث
لغزوات مختلفة كانت دوماً مسرحاً لصراعات لا تنتهي كان الشعب يخرج منها
منتصراً على الدوام ولقد تطور هذا المفهوم ليعني الثقة والاستعداد والصمود
-
أما التكاتف والتشابك: فيظهر هنا الأثر الديني الإسلامي واضحاً وجلياً
(فهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) وهم منتظمون في عقد واضح كأسنان
المشط لا فرق بينهم مطلقاً
- أما عن الدوران السريع والبطيء: فهذا يعني
سرعة الدورة الزراعية حيث لا ينتهي العام إلا ببداية عام جديد وكل شيء مآله
إلى الزواج (التلاحم) والصغير يكبر(الحركة) ونرى هنا الأثر الديني مرة
أخرى وذلك لأن فلسطين مهد الأديان كلها
- أما الأدوات والحركات
الوجدانية المواكبة للرقصة: فهي اجتهادات شخصية تعود إلى ذاكرة فردية أو
أثر ديني أو اجتماعي ينتاب الأفراد ليفرز عندهم إيحاء معيناً بحركات معينة
وهذا تفسير اختلاف هذه الحركات الفردية الوجدانية من مكان لأخر.
هذه
النقاط تدحض بشكل لا مراء فيه بعض الآراء التي تدعى بأن لهذه الرقصة جذور
مغولية أو تركية أو صليبية وهذا في الحقيقة محض هراء لأن هؤلاء الغزاة
عندما قدموا إلى فلسطين كانت وحشيتهم بعيدة عن كل حضارة أو ذوق أو أخلاق.
الشعر الشعبي:
الشعر
الشعبي فرع من الشعر الحديث لا تفضيل لأحدهما على الآخر وإذا أردنا الحكم
الجاد في هذا الموضوع فلا بد من الانفصال عن الأشياء واتخاذ بعداً معيناً
منها حتى تتاح الرؤية الواضحة والحكم السليم هذه حقيقة قديمة شرحها "أرسطو"
في سياق آخر غير سياقنا ولكنا نراها نافعة في تجلية قضيتنا فأنت لا تستطيع
الحكم الصحيح على الشعر قديمه وجديده إلا إذا فصلت نفسك عنه أولاً أي
استبعدت كل عواطفك الشخصية واتخذت منه بعداً كافياً لا هو بالقريب فلا ترى
منه إلا جانباً واحداً ولا هو بالبعد فلا تراه إلا شيئاً ضئيلاً.
وللشعر الشعبي خصائصه التي يتمثل أبرزها في:
فكثيراً
ما جسد الشعر الشعبي أحاسيس النساء ومشاعرهن تجاه الحبيب والزوج وبعده عن
محبوبته كما في قصيدة "غنت ماريا" المرأة "البيتجالية" العفيفة التي خاطبته
مؤكدة أنها مشتاقة ومن ذلك أيضاً قصيدة "جمل الغربية" التي تؤكد رغبة
الفتيات في الزواج داخل القبيلة أو العائلة.
ومن هذا القبيل أيضاً أغنية
"سبل عيونة" والكثير من ذلك ومن الخصائص المتميزة بعض الأغاني التي تبرز
شروط الفتاة وهي في غالبها قاسية وصعبة ومن ذلك أغنية "أنا ما بحشت البير
إلا تعمد" ومن أبرز خصائصها المتعلقة بموضوع الجمال في الشعر الشعبي أغنية
"هلا ليه وهلا ليه".
من
أبرز ميادين الشعر الشعبي ما يتعلق بمعانقته لقضايا العشق ولذعته وما بها
ولها من حرقة فالحب العذري جمال وعذاب وتصوف وتبتل للحبيب ومن أجله ظهر ذلك
في قصيدة "كيف أقبلك يا نوم والعين سهران" التي تناجي الحبيب البعيد
ومن
قصائد العشق الحوارية التي حدثت بين الشيخ حسن الوحيدي والشيخ مصطفى
العقبي عندما زاره الشيخ حسن في ديوانه وكان من عادة البدو أن يتبادلوا
الشعر على الربابة فكان هذا الشعر الذي قاله الوحيدي:
يا راكب من فوق شقمة خيول عفية بدوير ع يزهى بطيب التكاليف
لزوم تلفى على الوجوه الجلية والسربة اللي تفرج الهم بالسيف
أشكي لي يعرفون الشكية من شوق بيضه فرعت بالزفاريف
أشكي للي يعرفون الشكية وأنا على بينت الضلوع المهاجيف
أبو ثنايا كيف لون الثريا اللي مطرها جرف الأرض تجريف
وهنا رد عليه الشيخ"مصطفى العقبي قائلا:
يا راكب اللي ما ظلع قط شيله أمه صعيدية وليحيقها زريفان
تلقى على ابن فاعور شيخ القبيلة وأنا باحس راسي من القول مليان
تشكي لنا من وجد بيضه جميلة كأنها محظية أخت ذياب بن عدوان
ريميه ناطة وعين كحيلة وتتباجح بالزين فياحة الردان
هبت خدمها وحجلها له شليله تحرج قليب اللي للحب وجلان
وشنت تقول يا خوي أن لك دخيله ترسل لابن فاعور ذباح القران
لا يا حسن ودنا خيول جليلة هاكها قريبة دون رأس بن سمحان
نجيبها بحد السيف ما هو جميله لكن أنا يا أبو مصلط من البيك جزعان
الصبر على المكاره:
لقد
عانى الفلسطيني في كفاحه عناءً كبيراً خاصة وأنه كان يقاتل بريطانيا
والحركة الصهيونية وكان وحده في الميدان إلا من بعض المواقف العربية غير
المنظمة والمخطط لها مما ساعد العدو أكثر فسقط العديد من الشهداء وامتلأت
السجون وهذا الشاعر "نوح إبراهيم" يغني قصيدته المهمة "بنقول للدينا كلام
مفهوم" التي تتحدث عن"عوض" ومنها "قطعن قطعن النصراويات مرج بن عامر والتي
تقول:
قطعن النصروايات مرج بن عامر ولما قطعن فاض بالبكا
معهن حبالى ومعهن مراضع ومعهن بنات العز ما ينسخا بهن
وما ينسخا إلا ببنات النذايل واحنا الأصايل بنات الأصايل
واحنا اللي ننزل عليهم كيف النزايل واحنا اللي لا نقال عنا ولا جرى
ولا تعيرت شبابنا في المجالس جيبي عقيد القوم أريدك تعينا
يا مرحبا بالخيل اللي بظهرها من هو عقيد الخيل من هو قمرها
حبيبي عقيد الخيل وحبيبي قمرها وقالت يا مرحبا بيك يا أبو الهمايم
حطيت سيف العز ما بيني وبينها وأصبح سيف العز ما بنقطو صدا
وحطيت جراب المسك ما بيني وبينها وأصبح جراب المسك ما فيه روايح
ومن
أمثال الصبر على المكاره ما يتعلق بأصحاب المواقع غير المؤهلين لها ومنهم
الذين يفسدون في الأرض وكذلك بعض النسوة من صاحبات المكائد كما نرى
كتب شاب إلى أبيه يستصفحه عن ذنب لم يقترفه وإنما كان نميمة ألقاها قوم من الحساد والمفسدين ليوغروا صدر أبيه عليه حيث قال :
فأجاب الأب ابنه بالكلام والنصحية قائلاً:
احفظ وصاتي لا يا مالك أوصيك لأنهاك عن عمله الشرك لأنهاك
موصيك أنا يابوي عن عشرة الديك من عاشره يعاني الدياك
لا تأخذ اللي تقصر عن معانيك لو أنها مثل الشمس أو القمر ذاك
تصبح مثل المجر تنبح حواليك أن طعتها بالشور جارت على أخاك
الوسوسة والنمنمة لاتيجي بيك إياك لسع الغافل إياك إياك
صديقك اللي زمان مصافيك لنها جرت بيك حال لا تقوله لولاك
وعدوك اللي من زمان معاديك لو زلفت رجلك عن الطور درباك
اقتل وليدك أن كان بدك يشفيك لو تزعل أمه لا تخليه يولاك
لو من هان لبغداد ممالك ابن أخيك لو تطلب خمسة فدادين ما أعطاك
الضيف لا تعطيه مقرن على بيك خليه صديقك أو حبيبك إن جاك
ترى لو أنه قام من عندك تحكي بيك قدم لضيفك ما تيسر بيميناك
لنه لفاك الموت ياخذ غواليك هذا ما هو بحال غيظك أو رضاك
سهم المنية يصيبك لو تخيبت يرميك وسهم الخطا لو تبينت ما جاك
أعطي الرجال حقوقها قبل تأتيك لا تدعي بالباطل والحق يتلاك
السخرية:
ترد
السخرية في كثير من ميادين الشعر الشعبي كنقد لخلل ما وأحيانا للمزاح
والتسلية أو لعرض مشكلة بشكل موارب وما لذلك من آلام وتبعات تطال صاحبها
ومن ذلك أهزوجة "جعيم" بعنوان "يوم صارت في التحيير" والتي تقول:
ومن
ذلك ما قاله الحاج مصطفى العقبي بن زين أثناء معركة زارع بين التياها
والترابين حيث أقسم حماد باشا الصوفي أن يقهر التياها ويضع بيته على"تل
خويلفه" ويشرب القهوة في ذلك الموقع فقال هذا الشعر وأرسله إلى الترابين
للشيخ حمود الوحيدي:
يا راكب اللي مالحقنا عداده أشقر شراري من ركاب الظباعين
اركب بطان الهيج وحضر ذهابه وخيله مثل اللي على الجمر يا طين
فوقه صبي يقطع فجوج السراب اعرار لن وديتوه للعلم يشفين
كزرا على حماد يا نعم ما به تلقاه مقفز مثل صقر الشاهين
أبيت وسيع مفقهات بوابه بدلالل توهج من صلا النار تشكين
وعيال أبو ستة مثل الزغابه في مصادم الفرسان رجال شجيعين
وحمود شيخ البدو حمر نيابه خيال شوال للمغالي تكازين
واحنا كما سيف انقضب من نصابه اتريح الفؤاد لنا قليلين
وحياة من صور مطراً بسحابه ما نقولها واحنا على الخيل عدلين
الغناء الشعبي:
غالبا
ما تغني "دلعونا" و"مشعل" و"ظريف الطول"مع الأهازيج والقصائد الوطنية
وتستجيب الألحان لذلك وهنا تتشكل القصص الشعبية ويبرز الخيال ويجب الملاحظة
أن الغناء الشعبي يرتبط ارتباطًا تلاحمياً بالرقص خاصة عند النساء
"والسامر" من الفن العشبي الفلسطيني المميز اعتنى به الفلسطينيون
والجنوبيون في القرية والبادية على السواء حتى غدا سمة من سمات حياتهم
الاجتماعية وفناً شعبياً يغنى في الأفراح والمناسبات قبل نكبة 1948مثل
احتفالات الختان والمواسم المختلفة لزيارة النبي "روبين" في الخريف وزيارة
"النبي صالح" و"النبي موسى" و"مقام الحسين" ووادي النمل في الربيع من كل
عام وكفن شعبي كان الناس يقومون بأدائه ولعبه على ضوء القمر ويكون أداء
رقصة السامر بأن يصطف الرجال صفاً واحداً في الجنوب أو صفين متقابلين أو
على هيئة دائرية في مناطق أخرى من الوطن وهذا يعني أنه تلون بلون المنطقة
التي وصلها شمالا واستقر فيها ويقف أمام هؤلاء "الحادي" ويسمى في بعض
المناطق "الطليع" أو "البديع" أو "البدع" الذي ينشد محفوظ أو ما نظمه إن
كان شاعراً "قويلاً" وهم يرددون وراءه وذلك بأن يبدأ هو بشطر البيت ثم يردد
وراءه نصف الصف ثم النصف الآخر عدة مرات ثم يبدأ الحادي من جديد بشطر
البيت الثاني ويكون ذلك على إيقاع منتظم يتم بتحريك الجذع إلى الأمام وإلى
الخلف بهدوء أولاً ثم بانفعال ويزيد هذا الفن جمالاً وروعة وبهجة في النفس
أن تقوم امرأة بمراقصة اللاعبين وبين يديها سيف أو ما يمثل السيف وبالمقابل
يقدم أحد اللاعبين -الذي يحب أن يتميز بالجرأة وخفة الحركة محاولاً فك
خمارها (اللثام) فتصده بالسيف وتبدأ المبارزة الشعرية عن طريق المغنى الذي
يقف في طرف الصف ويسمى "بداع" ويصبح الغناء مطارحة شعرية بين البداعين
يحكمها التحدي الكامل حيث يبدأ أحد الحادين صاحبه قائلاً
أي أنه يريد أن يكون بينهما شاهد يشهد من سيكون المغلوب ثم يبدأ أحد البداعين وهنا يكون البادئ حيث يستمر في غنائه:
يا ربعي صلو ع النبي والعاشق يمدح نبيه
ويرد البداع الآخر قائلاً:
لما سمعنا الزغاريد نجري والرجل حفيه
وهذا دليل سرعة الحضور لأداء الواجب ويكون بعد ذلك الرد من جانب
المصطفين
بعد كل بيت بشطرة من الشعر الشعبي تتكرر بين الحين والآخر تقول الشطرة
"رايحين نقول ريده" أو "رويحاني نقول ريده" أي أننا نريدد هذه الجميلة بعد
ذلك ينتقل "البداع" لوصف المرابع والملابس والكرم والجود والزهو به ثم وصف
العروس وجمالها وأحلامها وحسبها ونسبها ثم يتطرق الوصف للراقصة الملثمة
الموجودة أمام الجميع ومع كل وصف جديد يزداد حماس الراقصين مثال من وصف
العروس:
وللسامر نماذجه المتعددة نبرز منها هنا ما يتعلق بفن المديح مثل:
والسيادة
مثل السامر تقريباً ولكنها تحتاج إلى "طليع" واحد وهي من أنواع الأغاني
للرجال وتغنى في سهرات الأفراح والمناسبات السعيدة ولها حركات تشبه حركات
السامر من ناحية الميل والجلوس والرفع والسحجة "السفق/الزقفة" وتتقدم الصف
راقصة متخفية تلعب بالسيف وفي السيادة يبدع البديع والكل يرد عليه بكلمة
واحدة وهي:
بالنسبة
للـ"ميجنا" أو"الميجانا" اختلف الرواة في أصل هذه الكلمة فمنهم من قال
أنها من المجون فيقال :تعال "نمجن" أي نطرب (بكل ما يشمله الطرب من غناء
وشراب وما يرتبط بهما) ومنهم من ردها إلى قصة شعبية تقول:
أن أحد
الإقطاعيين في منطقة الجليل خطف امرأة جميلة أحبها من طرف واحد فذهب زوجها
يبحث عنها في كل مكان إلى أن اهتدى إلى الجبل الذي حجزها فيه الإقطاعي
وأصبحت زفراته وآلامه الممزوجة بالتهديد والتوعيد للفاعل حرقة مندلعة "يامن
جنى" أي يامن فعل هذه الجناية-إلى أن تطورت إلى كلمة "ياميجنا"
وعندما
اخترع فلاحنا الفلسطيني هذا الأسلوب الغنائي بعد تجربته المريرة رددت
الأجيال من بعده هذه الكلمات وصاغت ونسجت على طريقتها وإذا تتبعنا تطور
مضمون "ميجنا" عبر الأجيال ندرك إلى أي مدى تعبر هذه الجملة كقالب متوارث
وعبر المضمون الذي كان يضعه كل جيل في هذا القالب
تقول"الميجنا"
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا
لولا عيونك في الجبل ما طلعت أنا
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا زحلق حبيبي ع الدرج وقعت أنا
وتنهج الأغنية الفلسطينية على هذا النمط الكثير الكثير بحيث صاغ الوجدان الشعبي أشكالا متعددة أطلق عليها"أغاني الميجنا"منها
أما
"العتابا" فيتخيل الأدب الشعبي وينسج الأساطير وكما نرى عيسى بن هشام في
مقامات الحريري نرى في الأغنية الشعبية "محمد العابد" الذي يتغنى بحبيبته
"عتابا" وهذا الاسم ربما مشتق من "العتاب" والعتاب مطلوب بين الأحباب وربما
من اسم الأمير الأموي الأنيق "عتاب" الذي اشتهر بلباسه وتجمله فيه فأخذ
بعض القماش المصري القديم اسمه منه حيث عرف "العتابي" بجودته ولذلك كثيراً
ما يطلب المستمعون في الرقصات الشعبية أغنية "عتابا" أو "محمد العابد" حيث
أنهما ممتزجتان.
تقول
أسطورة "محمد العابد وعتابا" أن هذه الأخيرة ذهبت مع أخت "محمد العابد"
للاستحمام في بركة الماء المجاورة وعلم العاشق بالأمر فالتقط ثياب "عتابا"
واختفى بها بين الأشجار والحشائش المحيطة بالبركة وبعد أن رمى لها بثوب
تلتف به وهنا بدأت المناجات والعتاب بين الحبيبين "عتبا ومحمد العابد" :
وهنا تمضي الأسطورة في نسج الحكاية فتظهر أن"عتابا"نظير صنيع"محمد
العابد"هذا رفضت الذهاب إلى بيته-لزيارة صديقتها أخته-معلنة بذلك خصامها
لها فما كان منه إلا أن ادعى الموت وبالاتفاق مع أصحابه جعلهم يحملون نعشه
على أن يسير النعش ماراً من أمام منزل "عتابا" على أن تقرع طبول الحزن
فسمعت "عتابا" قرع الطبول وهنا اشتعل الحنين والشوق في صدرها وصاحت منشدة:
وهنا
توقف النعش وتقدمت"عتابا" لتكشف الغطاء عن وجه الميت كي تودعه فوجدته
ممداً يضحك ويبتسم وهو حي إذ أنه تأكد من حبها له وعدم استطاعتها فراقه
فعاد الوئام بينهما وتزوجا وعلى إثر هذه الأسطورة نسجت الأغنية الشعبية
الكثير من أقوال "عتابا"مثال ذلك:
ثم تنطلق الأغنية لتبرز لنا أبعادها المختلفة:
عندي دلعونا ياباي ما أكثرها من وسط يافا جبنا دفترها
عندي دلعونا دبيت الطاسي وأنا مخبيها لوجع راسي
ومن أمثلتها قولهم:
ولا تنسى "الدلعونا" الوطن وهموم الغربة والتشرد فتقول:
أما
أغاني"ظريف الطول" فتشبه أغاني "الدلعونا" من حيث شيوعها وكثرة أدائها
وهذا النمط من الأغاني يتميز بالعشق والتشبيب بالمحبوب ومن الجدير ذكره أن
"ظريف" تلفظ في الأغنية "زريف"
وينطلق"ظريف الطول" ليناجي الوطن ففي الحالة الفلسطينية تتحول حتى أغاني الأفراح إلى هموم الوطن والشوق إليه يقول:
ومن أمثلة هذه الأغاني قولهم:
لجفرا
في الغناء الشعبي الفلسطيني أثر كبير وواضح فهي تعني اللحن والقدرة على
الارتباط بالأرض كما أنها تتسع لشمل الأمل الوطني في التحرير ليمتد حتى
حدود الأمل العربي المنشود في الوحدة والقوة والصمود والإبداع فلا تفرق بين
فلسطين ومصر وبغداد
جفرا ويا هلربع من هان لبغداد والمحبة في القلب من زمن البلاد
أعطوا الحلو للحلو وإن شاء الله ما جاب أولاد وخلوها يا خلق جيزة نصرانية
جفرا ويا هلربع تحسي البصيل في الخيش واللي جوزها نذل ترخى السوالف ليش
لاهجر بيوت الحجر واسكن بيوت الخيش وادور على العرب واخذ بدوية
من أشهر أقوال العشق في موضوعة "جفرا" قولهم:
مريت من دارهم لاحكي ولا أتكلم
يا دمع عيني على روس خدودي علم
لاجعل ايديا درج وأصابعي سلم
وانزل على دارهم مثل الحراميا
ولقد
أثرت هذه الأغاني الشعبية الرائعة في كبار الشعراء الفلسطينيين وأغنية
جفرا للشاعر عز الدين المناصرة أكبر دليل على ذلك يقول أحد الكتاب عن هذه
الأغنية:
في
إمكان المستمع العادي أن يلحظ في أغنية "جفرا" تفوقاً لحنياً وجهداً
إبداعياً يميزها عن الأغنيات الأخرى فهي الوحيدة التي يمكن أن يقال عنها:
أنها حصلت على حقها من التلحين40 في كل ما سبق نستطيع إن نقول أن هناك عدة
ملاحظات على الشعر الشعبي بصورة عامة والأغنية الشعبية بالذات يمكن إجمالها
في الآتي:
1-جميع
الأغاني أو الأشعار الفلسطينية للرجال أو النساء تبدأ بالصلاة على الرسول
الكريم ثم تبحث بعد مقدمة قصيرة في الموضع التي هي بصدده.
أو ما نبدي نمدح الزيني سيدنا محمد كحيل العيني
على دلعونا على دلعونا صلوا ع النبي ياحاضرونا
2-مزج
الوطني بالديني بالقومي:فكل مسلم مؤيد للعروبة وكل عربي محب للإسلام وهذا
الأثر واضح من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على
عجمي إلا بالتقوى" وهذا بلا شك يعود إلى وضع فلسطين المقدس
3-الأممية
والعالمية على أساس إنساني ففلسطين ملتقى الحضارات لذا امتزجت فيها ثقافات
الأمم المختلفة وحضاراتها المتباينة عبر عقد الإنسانية والعالمية المرتبطة
بالعدالة فيها سكن الإنسان منذ أقدم العصور ومنها انطلقت الديانات بعد أن
كانت أرضها المقدسة مركزاً لها
4-وحدوية
الشعب الفلسطيني وتجذر عروبته: على أساس إيمانه الكامل بأن قضية فلسطين
قومية وأن الثورة الفلسطينية "فلسطينية الوجه عربية العمق" أخلاقية
وإنسانية المحيط
5-الأغنية
السياسية نبعت من لب الواقع الفلسطيني فهي قد انتقلت من الصراع ضد
الإقطاعي إلى أبراز إيحاءاتها لمقاومة المحتل الإنكليزي ثم الصهيوني في
الوقت الحاضر وأخيراً ارتباطها بالوعي الجديد.
أما تحدى الانجليز فيبرز
في قصيدة المناضل "حسين العلي" في منطقة "الغور" أثناء ثورة 1936.والموسومة
بـ "حسين بالمرجلة زايد" تقول كلمات القصيدة:
ومن
أشهر الأغاني والأشعار الشعبية المناضلة ما أسهم في تأكيد هوية شعبنا
المناضل في مختلف جوانب حياته وهي صورة حقيقية معتصرة من نفس تواقة للحرية
لم تؤثر فيها أحكام المستعمر بالشنق ولنقرأ هذه القصيدة التي كتبها المناضل
الفلسطيني "عوض" على جدران زنزانته في ليلة من ليالي عام1935م وهو ينتظر
تنفيذ قرار الإعدام في الصباح التالي:
أما
بعد ذلك ومع انطلاق الثورة الفلسطينية المظفرة عام 1965واكبتها الأغنية
الشعبية كانعكاس اجتماعي تاريخي سياسي لهذه الثورة فبرزت عبر ذلك أغاني
الشهادة والشهداء نرى ذلك في قول الأهزوجة:
وأيضاً
إن استمرارية وجود التراث وعدم تلاشيه يعني أن هناك شعباً حراً وأرضاً ملتحمان معا مهما حاول الأعداء.
أما
الفلسطيني فيجب أن يحافظ على عاداته وتقاليده من أجل الإبقاء على تراثه
وبالتالي من أجل الحفاظ على شخصيته وهويته الوطنية والشعب الفلسطيني في
حياته الاقتصادية وفي نشاطه العملي لكسب قوته وفي انغراس جذوره في أرضه
تنعكس فيه أفكار وعادات وأغان وملامح وثقافة خاصة به لأن الأدب والفن إذا
كانا انعكاساً طبيعياً لمقدمات حضارية لدى شعب ما فإن ما يميز هذا الشعب
خصائصه الموضوعية المتراكمة والمُشكلة منذ أقدم العصور، والتراث ذلك النمط
الشعبي من الأدب والفن نلمسه أيضاً في العادات والمزايا والمأكل والمشرب
والسكن وفي طراز البناء إنه تابع للشعب في حياته وتطوره لا يعرف بتاريخ
بدئه ونموه فقط، وقد حدد خصائص معينة لكل شعب وجعل تنوعها في اتجاهات شتى
حسب الموقع الجغرافي والمستوى الحضاري والعلاقات الاجتماعية والمناخية التي
تترك أثراً بارزاً مضافاً إلى ذلك العلاقات التاريخية المأخوذة من أصول
قديمة وهدهدة الأطفال من أغاني الحياة اليومية تتمثل في عناية الأم لوليدها
لكي لا ينطلق بالبكاء ولكي ينام ولأم هنا قد تخيف الطفل لتجبره على النوم
لهذا تصور له أمور كثيرة بأسلوب غنائي مثل حكاياً الغيلان ومنها "حكاية بنت
الحاج والغول" التي جاء فيها: "وعينيه ظاويات البيت"
أو
الأغاني المرعبة التي تتكلم عن الجن والعفاريت وأبو رجل مسلوخة وأبو رابوس
الذي يحضر في الليل لمضايقة الأطفال الذين لا يسمعون أوامر والديهم أو
يرفضون النوم وهناك أغاني "أبوزنيط" أيضاً على نفس الوتيرة(43)وهناك طريقة
الأم التي تمني الأطفال بالحلوى والهدايا والتي تمتدحه وتسترضيه فتبرز جمال
الطفلة المطيعة مرضاة لها لإسكاتها وربما تطلب الأغنية من الطفل أو الطفلة
النوم دون ترهيب ويكون ذلك بملاطفته وهدهدته مثل:
حطيته في الحارة خفت عليه من الجارة
غنى له ياسمارة بلكي ع صوتك ينام
حطيته في البلكونة خفت عليه من عيوني
غني له يا أمونه بلكي ع صوتك ينام
ومن ذلك ما يقال للأطفال في أسرتهم أو في مراجيحهم إذا كانوا من أبناء القرى والفلاحين تقول الأم:
ولكي ينام الطفل نوما هانئاً تقول له أمه:
وهناك الأغاني التي تكررها الجدات مدحاً للرسول فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم يساعد على هداية الأطفال ودفعهم للنوم الهادئ:
سلموا لي عليه سلموا لي عليه
سلموا لي عليه واكثر سلامي عليه
وامسكوه من طرف الحطة وسلموا لي عليه
وأن لاقاك محمد سلموا لي عليه
وأن لاقوكو عدوه بعزوا لي عينيه
وعندما
يكبر الطفل ويبدأ تعلم المشي تتطور الأغاني والتراويد لتلائم مرحلته
العمرية الجديدة ومن ذلك "هزي بلحك يا نخلة" و"دادي خط العتبة" لملاعبته
وتعليمه الوقوف أو المشي ومن الجدير ملاحظته في هذا المقام أو أغاني
الأطفال تختلف حسب السنة العمرية مراحل النمو فمع بداية السير تكون أغنية
"حوالا" بأرجحة الطفل بالأيدي يميناً ويساراً:
الأطفال أغنية "ترويده" -حتوتة بتوتة- وهي من الأغاني التي ترتبط بمرحلة ما بعد المشي فبعد الوعي والإدراك تبدأ الترانيم مثل قولهم:
ولا
شك أن صدى هذه الأغنية التي يغنيها الأطفال تنضح في توالي صدر الكل
فالمسألة الأساسية تتعلق بالطاحونة حيث يوجد العلف والعلف يحتاج إلى زراعة
الأرض كي تنتج هذا العلف (ولا يحرث الأرض إلا عجولها) ومن الملاحظات أغاني
الأطفال كانت صورة واضحة لظروف شعبنا في المراحل الأخيرة فلم تؤثر الغربة
على الكبار الذين أصبحوا يتململون ويدركون أن البقاء في المنافي معناه
الصمت كما يتضح في الصورة الغنائية الآتية:
أي
أن الضياع لا يلتقي مع التجذير والتمحور ومن هنا أثرت الثورة بانعكاساتها
المختلفة وتفاعلاتها العميقة في نفوس الجماهير على الأطفال وأغانيهم وهذا
الأثر الكبير في نفوس الناشئة فالطفل الفلسطيني صرخ في وجه الاحتلال بقوة:
هيو هيو اطلع للي زيو
وهكذا تحولت ترويدة الطفل إلى أغنية مقاتلة تهاجم المحتل وتفضح تجمعاته ومحاولاته مطاردة المقاتلين.
لقد
ساعدت هذه الأهازيج المقاتلين والمقاومة على تحديد ساعات تواجد العدو
وتجمعاته وهكذا يتضح لنا كيفية تطور الأغنية ومدى اعتبارها انعكاساً للظروف
الحياتية والتحولات الاجتماعية الطارئة والمستمرة
هوامش الباب :
-الأدب والأدب الشعبي الفلسطيني توفيق زياد،ط1.بيروت1970
-بربرة تاريخ وتراث وعائلات سعيد عيد الأشقر المركز القومي للدراسات والتوثيق ط1.غزة2005
-بلادنا فلسطين ق1.ج1.مصطفى مراد الدباغ دار الطليعة بيروت1965.
-تراث الشعب الليبية فن السامر في فلسطين عبد المعطي الدرباشي ديسمبر1985م.
-التراث الشعبي العدد الرابع السنة التاسعة"مع الأمثال العربية-مدخل فولكلوري"صالح مهدي العزاوي بغداد دار الحرية للطباعة1974م.
-التراث الشعبي العدد الثاني عشر السنة الثالثة دار الحرية للطباعة 1977م.
-التراث البدوي أصالة وتاريخ درعان برجس الوحيدي منشورات المركز القومي للدراسات والتوثيق ط1.غزة 2005.
-الحكاية الشعبية الفلسطينية نمر سرحان ط1.بيروت 1974م.
-الرسالة (مجلة)العدد الثالث(أيار وحزيران)1965م.
-العابد وعتابا (الحكاية الشعبية الفلسطينية)فؤاد عيسى سعد منشورات وزارة الثقافة سلسلة الكتاب الأول(ط1.غزة2004م.
-الفنون الشعبية يسرى جوهرية عرنيطة ط1.مركز الأبحاث بيروت1978م.
-الفولكلور الفلسطين
التراث من أهم القضايا التي أخذت تهتم بها الشعوب خاصة وأنها تشكل قاعدة
مهمة في الحفاظ على شخصيات هذه الشعوب وقيمتها الروحية ولا شك أن التراث
الفلسطيني بكل جوانبه يشكل جبهة مهمة فالمعركة مع الأعداء ليست حرباً
عسكرية فقط بل حرباً ثقافية وحضارية إنها حرب وجود وتراث أيضاً لهذا حاول
الصهاينة سحق هذا التراث على قاعدة "مادامت هناك يد عربية تطرز جهاز العروس
فإن الروح الفلسطينية باقية لهذا يجب إيقاف هذه اليد" وهكذا أصبح التراث
"الفولكلور" جبهة أساسية وسلاحاً من أسلحة المواجهة من أجل دحض كافة
المزاعم والأضاليل التي يروجها الصهاينة حول وجود حقوق الشعب الفلسطيني
وتراثه الحضاري والثقافي في فلسطين هذه المزاعم التي مورست عملياً في عدة
صور وأشكال تخدم جميعها دعاية العدو ومزاعمه فكما اغتصب الأرض وادعاها
لنفسه يقوم اليوم بسرقة الفولكلور العربي الفلسطيني واغتصابه من الرقص
الشعبي وحتى الأزياء "دايان" تدير الآن أكبر معرض في فندق "هيلتون" بـ"تل
أبيب" تقدم فيه الثياب الفلسطينية والزنانير والحطات "أغطية الرأس" على
أساس أنها تراث يهودي لقد قامت "إسرائيل" منذ احتلالها للضفة الغربية وغزة
في عام 1967بمصادرة الأواني الفخارية المصنوعة في مختلف مدن فلسطين بدقة
ومهارة ثم جمعت وأرسلت خلف الخط الأخضر لجعلها في معارض دائمة أو مختلفة
وبيعها في الأسواق السياحية على أنها صناعة قديمة كما قامت بعرقلة الصناعات
الحرفية.
والتراث الشعبي من أهم القضايا ودراسته ضرورية ومهمة وهو
أمر يحتاج إلى تضافر الجهود بين المهتمين والمختصين في هذا المجال لذا وجب
علينا الحافظ على فولكلورنا وطابعه العربي الأصيل وعدم تهشيمه باسم الحضارة
والعصرنة إن الصدفيات والمأكولات التقليدية والرقصات التعبيرية كالدبكة
وصناعات الفخار والزجاج والمنحوتات الخشبية صناعات فلسطينية تقليدية
متوارثة منذ آلاف السنين يجب الحفاظ عليها لذلك وانطلاقاً من كل ما ذكرناه
تأتي هذه الدراسة بأجزائها المختلفة لتضع أمامنا لوحات فنية إبداعية خلاقة
ويهمنا في هذا المقام أن نوضح أن محاولتنا هذه لا تنبع من إحساس إقليمي
يركز على تراث قطر عربي بل هو تراث قومي يعد محركاً لكل تفاعلات القومية في
العصر الحديث.
المأثورات الشعبية
ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية
مدخل
كلمة
"فولكلور" تعني عادات وتقاليد الشعب والتي يذهب التأصيل السكندنافي إلى أن
معناها هو "مأثورات الشعب" فكلمة "فولكfolk" تعني شعب أما كلمة "لورLore"
فتعني المعرفة والحكمة وهي في الإثنولوجيا تشير إلى الثقافة الروحية؛ لذلك
قيل عن"الفولكلور" إنه التراث الروحي من قطاعات الفكر الخلاق أو التقنيات.
ومنذ
منتصف القرن التاسع عشر أخذت كلمة "فولكلور" تعني في نظر الأوروبيين كل
طقس دقيق من الطقوس التي توصف غالباً بأنها أسطورية، وهي التي تصاحب
الإنسان من المهد إلى اللحد أي أنه إنسانية المجتمع، والحقيقة أن الفولكلور
يعني جرد كافة وقائع الشعب (الفرد والجماعة) في كل ما يتعلق بحياته
السابقة المتوارثة وما يبديه في جميع الحالات والمناسبات العائلية
والاجتماعية والمهنية، وهذا يعني المعرفة الإجمالية للإنسان.
والحضور
الدائم للحضارة العربية في "فولكلور" الشعوب يظهر مدى التلاقي بين
الحضارات ومدى التلاقي في المأثورات الشعبية العربية وتأثيرها في سلوك
المواطن العربي وفي تصوره لقضايا ماضيه وعصره وحياته فالحكايا واحدة
والأساطير متداخلة كما أن الأغاني "الفولكلورية" أخذت من نبع واحد كذلك
تتلاقى في القصص الشعبية العربية حول جزئيات لها أصولها الواحدة مما يدلل
على أن شعبنا ناضل ويناضل مع باقي الجماهير العربية حفاظاً على أصالته وهو
ما نلمسه أيضاً في العادات والمزايا والمأكل والمشرب وفي طراز البناء.
"الفولكلور"
غني بمضامين متقدمة تجعل البحث "الفولكلوري" يصب في المجرى العام للتوجه
الموضوعي من أجل الصمود بهدف بناء حياة جديدة بكل ما يعنيه ذلك من طرافة
وأصالة ونظراً لأن "الفولكلور" بصورة عامة -كأحد أعمدة العلوم الإنسانية-
يبرز الوجود العربي والحضور الدائم للحضارة العربية فإنه يظهر هنا:
1-
مدى التلاقي والتلاحم والتبادل بين الحضارات هذا التلاقي الذي كان للأمة
العربية الدور البارز فيه ويمكن لهذا التلاقي أن يتجدد مرة أخرى.
2-
مدى التماثل والتداخل في المأثورات الشعبية العربية وتأثيرها المتشابه في
سلوك المواطن العربي وفي تصوارته لقضايا ماضيه وعصره وحياته فقصة أبي زيد
الهلالي ودياب بن غانم (تغريبة هلال) وانتقال الهلالية
(هلال-زغبة-رياح-سليم) من الشرق إلى الغرب (المغرب العربي-من لبيبا وحتى
موريتانيا) كلها ذات أبعاد معينة ومتشابهة في نفس الإنسان العربي في الشام
وصعيد مصر وليبيا وتونس وهذا كله يبين مدى عمق وحدة ضمير أبناء الأمة
العربية والذي يشكل الموروث الشعبي جزءاً منه
3- ضرورة التنبيه الجاد والصادق في هذه الدراسة على عدة نقاط هامة
الأولى:
أن دراسة للتراث الشعبي الفلسطيني لا تعني انفصالاً أو انشطاراً عن الوضع
العربي العام بقدر ما هي دعوة لبعث هذا التراث وإنهاضه من أجل إيقاف عمليات
السطو على الإرث الفلسطيني بكل جزئياته وتمايزه
الثانية:
من الواجب على الأمة العربية والمجتمع الإنساني -في هذا المجال- الأخذ بيد
الشعب العربي الفلسطيني لتجميع مقدرته على إحياء تراثه وهذا دافع من دوافع
البقاء التي لها معناها الخاص المعين حيث أن استمرارية وجود هذا التراث
وعدم ذوبانه أو تلاشيه يعني أن هناك أرضاً وشعباً ملتحمين معاً مهماً حاول
البعض الحيلولة دون ذلك بالطمس والتضليل.
الثالثة:
ضرورة أن يبقى الفلسطيني على عاداته وتقاليده من أجل الإبقاء على الشخصية
الفلسطينية الذاتية كخط أول يدافع عن مقدسات الأمة وحضارتها ويوضح هذه
العادات والتقاليد إلى الأجيال الطالعة دون السماح مطلقاً بالذوبان
والتلاشي.
الرابعة:
عدم التنازل عن الزي الفلسطيني لأنه أصبح ملتحماً بالعربي الفلسطيني
"فالحطة" الكوفية التي يلبسها المقاتل في إحدى مراحل النضال الفلسطيني
المعاصر أينما عرضت تعرفها الشعوب بأنها موروث عربي فلسطيني كما أن هذا
الزي عبارة عن لوحات فنية تراثية مزجت الحضارة الكنعانية والإسلامية عبر
مراحل التاريخ والعصور وما تعينه من أساطير وعقائد وطقوس وعادات اجتماعية
لذلك حاول "الإسرائيليون" طمس هذا التراث وسرقته وهم في محاولاتهم المتكررة
والعديدة لذلك يعتمدون بالدرجة الأولى على أساليب علمية حديثة ومدروسة وهم
في هذا يتبعون خطين:
الخط
الأول: خاص التراث اليهودي القديم حيث يقولون إن حضارة اليهود والعبرانيين
القدامى هي مرتكز على الحضارات التي ظهرت في فلسطين وما عدا ذلك هراء
الخط
الثاني: خاص بما يدعيه "الإسرائيليون" تراثاً صهيونيا حديثاً يعكس حضارته
الممثلة في دولة "إسرائيل" لذلك تظهر الفرق "الفولكلورية الإسرائيلية" في
أوروبا بالزي الشعبي الفلسطيني ثوب أمهاتنا وجداتنا حيث تقوم هذه الفرق
بإحياء الحفلات المشتملة على رقصات الدبكة وعروض الأزياء الفلسطينية
القديمة على أساس أن هذا هو التراث "الإسرائيلي" كل هذا ممهور بنشرات
دعائية وشروحات وكتب عن ذلك وهنا يجدر بنا أن نوضح أن اليهود كادوا ينجحون
في الكثير من سرقاتهم لولا تنبه الثورة الفلسطينية لذلك فهم استوطنوا الأرض
واستطاعوا معرفة أسرار رقصة "الدبكة" وعزف "الشبابة والأرغول" وأقاموا
فرقاً يهودية تتدرب باستمرار على ذلك وبدؤوا يدفعون الأموال للاستحواذ على
الأثواب المزركشة القديمة لعرضها في المعارض العالمية على أنها من صميم
تراثهم هذه الأثواب (التلحمي- بيت لحم، الغزاوي- غزة والمجدلاوي- المجدل
وقراها والبدوي- بئر السبع) التي لا تقدر بثمن وما ينطبق على الثوب ينطبق
على الصناعات التقليدية كصناعة الفخار والقباقيب والسلاسل و"القوط" كل هذا
حاول "الإسرائيليون" تصفيته أو ابتلاعه ومن جانب آخر قاموا بالقضاء على
المزارات بأنواعها المختلفة وأضرحة الأولياء بحجة الإصلاح وشق الطرق والهدف
من ذلك جلي ومعروف
دلالات "الفولكلور" الفلسطيني والانتماء العربي:
"الفولكلور"
الفلسطيني بمضامينه المختلفة يعد تعبيراً صادقاً عن الشخصية العربية
الفلسطينية بأبعادها وعمقها وعطائها وانتمائها وإنسانيتها وعروبتها وحرارة
صمودها وتعلقها بحريتها واستقلالها وبناء دولتها كمطلب قومي وأخلاقي غير
عدواني وهنا تتضح النزعة الإنسانية في هذه الشخصية كل هذا ضمن ثورة الإنسان
على الاحتلال والظلم كفكرٍ رجعيٍ عنصريٍ شوفينيٍ ضد الحياة والإنسان
جميعاً وهنا يجدر بنا أن نورد نماذج مختلفة للتدليل على ذلك:
الرقص الشعبي الدبكة:
أشهر
رقصة شعبية في فلسطين وبلاد الشام سميت كذلك لأنها "تدبك" ويقوم بالرقص
فيها بكل من الرجال والنساء وترقص "الدبكة" على الأنغام الموسيقية التي
تعزفها "الشبابة" والأرغول ولا داعي لاستخدام الطبل في هذه الرقصة ويصاحب
الأنغام الموسيقية ألحان غنائية مختلفة وهي ألحان (دلعونا، ظريف الطول،
غزيل، الجرة، مشعل، عتابا) وللدبكة عدة رقصات تختلف عن بعضها البعض حسب
النغمة الموسيقية فهناك (الطيارة، عدلة، دلعونا، الشمالية)
يدخل
ساحة "الدبكة" من (7-10) لاعبين وقد يكونون أكثر على إلا يقل عدد
اللاعبين عن (5) وتكون مجموعة الرقصة متشابكة الأيدي وكل يلوح أثناء الرقص
"بمحرمته" ومن الواجب ضمن الرقصة وجود المغني الذي يكون ملتصقاً بعازف
"الأرغول" أو"الشبابة" وذلك لتحميس الراقصين.
وإذا دققنا النظر في هذه الرقصة نلاحظ أن حركاتها تتألف من عدة أجزاء رئيسية هي:
السير البطيء في اتجاه دائري
القفز إلى أعلى
سير بهدوء على أنغام الحركات الراقصة
التكاتف والتشابك
الدوران السريع والبطيء
أصوات وحركات وجدانية
بالنسبة
للنقطة الأولى فهذا يعني بداية الحياة فكل شيء يبدأ بهدوء ثم ينطلق ليصبح
أكثر حيوية ودينامية أما بالنسبة للنقطة الثانية فترجع جذورها للبدائية
الأولى إلى نمو الزرع وكبره حيث يرتفع ويشب إلى أعلى وهنا نرى بروز الأثر
الكنعاني في ذلك فآلهة الكنعانيين كانت مراكزها مزروعة بجوار الأنهار أو في
مناطق الشمس وأعالي الجبال ونحن نعرف جيداً دورة الماء والشمس في نمو
النباتات وزيادة الخصب ولقد تطور هذا الرمز في العصر الحاضر ليعني
الاستعداد وتلاحم الشعب واستمرارية الصمود والبناء وعلو الأمة والوطن
-فالقفز إلى أعلى : النمو والعمران
-ودق الكعب :الاستعداد والثبات
-والبداية من جديد: الحياة من جديد (البقاء)
-أما
السير الهادئ على أنغام الحركات الراقصة: فمدلولها هي أن كل شيء يبدأ
بالاستعداد ثم يشتعل وينطلق وهذا في المفهوم الحضاري الجديد يعني أن
الإعداد والتنظيم هما أساس النجاح
-بالنسبة لدق الأرض: فجذوره البدائية
تشمل عزق الأرض وحرثها وقلبها بالإضافة إلى الاستعداد للصمود وطرد المحتل
فمن المعروف أن فلسطين الغنية الخصبة تعرضت عبر تاريخها القديم والحديث
لغزوات مختلفة كانت دوماً مسرحاً لصراعات لا تنتهي كان الشعب يخرج منها
منتصراً على الدوام ولقد تطور هذا المفهوم ليعني الثقة والاستعداد والصمود
-
أما التكاتف والتشابك: فيظهر هنا الأثر الديني الإسلامي واضحاً وجلياً
(فهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) وهم منتظمون في عقد واضح كأسنان
المشط لا فرق بينهم مطلقاً
- أما عن الدوران السريع والبطيء: فهذا يعني
سرعة الدورة الزراعية حيث لا ينتهي العام إلا ببداية عام جديد وكل شيء مآله
إلى الزواج (التلاحم) والصغير يكبر(الحركة) ونرى هنا الأثر الديني مرة
أخرى وذلك لأن فلسطين مهد الأديان كلها
- أما الأدوات والحركات
الوجدانية المواكبة للرقصة: فهي اجتهادات شخصية تعود إلى ذاكرة فردية أو
أثر ديني أو اجتماعي ينتاب الأفراد ليفرز عندهم إيحاء معيناً بحركات معينة
وهذا تفسير اختلاف هذه الحركات الفردية الوجدانية من مكان لأخر.
هذه
النقاط تدحض بشكل لا مراء فيه بعض الآراء التي تدعى بأن لهذه الرقصة جذور
مغولية أو تركية أو صليبية وهذا في الحقيقة محض هراء لأن هؤلاء الغزاة
عندما قدموا إلى فلسطين كانت وحشيتهم بعيدة عن كل حضارة أو ذوق أو أخلاق.
الشعر الشعبي:
الشعر
الشعبي فرع من الشعر الحديث لا تفضيل لأحدهما على الآخر وإذا أردنا الحكم
الجاد في هذا الموضوع فلا بد من الانفصال عن الأشياء واتخاذ بعداً معيناً
منها حتى تتاح الرؤية الواضحة والحكم السليم هذه حقيقة قديمة شرحها "أرسطو"
في سياق آخر غير سياقنا ولكنا نراها نافعة في تجلية قضيتنا فأنت لا تستطيع
الحكم الصحيح على الشعر قديمه وجديده إلا إذا فصلت نفسك عنه أولاً أي
استبعدت كل عواطفك الشخصية واتخذت منه بعداً كافياً لا هو بالقريب فلا ترى
منه إلا جانباً واحداً ولا هو بالبعد فلا تراه إلا شيئاً ضئيلاً.
وللشعر الشعبي خصائصه التي يتمثل أبرزها في:
الحب والجمال:
فكثيراً
ما جسد الشعر الشعبي أحاسيس النساء ومشاعرهن تجاه الحبيب والزوج وبعده عن
محبوبته كما في قصيدة "غنت ماريا" المرأة "البيتجالية" العفيفة التي خاطبته
مؤكدة أنها مشتاقة ومن ذلك أيضاً قصيدة "جمل الغربية" التي تؤكد رغبة
الفتيات في الزواج داخل القبيلة أو العائلة.
ومن هذا القبيل أيضاً أغنية
"سبل عيونة" والكثير من ذلك ومن الخصائص المتميزة بعض الأغاني التي تبرز
شروط الفتاة وهي في غالبها قاسية وصعبة ومن ذلك أغنية "أنا ما بحشت البير
إلا تعمد" ومن أبرز خصائصها المتعلقة بموضوع الجمال في الشعر الشعبي أغنية
"هلا ليه وهلا ليه".
لذعة العشق:
من
أبرز ميادين الشعر الشعبي ما يتعلق بمعانقته لقضايا العشق ولذعته وما بها
ولها من حرقة فالحب العذري جمال وعذاب وتصوف وتبتل للحبيب ومن أجله ظهر ذلك
في قصيدة "كيف أقبلك يا نوم والعين سهران" التي تناجي الحبيب البعيد
ومن
قصائد العشق الحوارية التي حدثت بين الشيخ حسن الوحيدي والشيخ مصطفى
العقبي عندما زاره الشيخ حسن في ديوانه وكان من عادة البدو أن يتبادلوا
الشعر على الربابة فكان هذا الشعر الذي قاله الوحيدي:
يا راكب من فوق شقمة خيول عفية بدوير ع يزهى بطيب التكاليف
لزوم تلفى على الوجوه الجلية والسربة اللي تفرج الهم بالسيف
أشكي لي يعرفون الشكية من شوق بيضه فرعت بالزفاريف
أشكي للي يعرفون الشكية وأنا على بينت الضلوع المهاجيف
أبو ثنايا كيف لون الثريا اللي مطرها جرف الأرض تجريف
وهنا رد عليه الشيخ"مصطفى العقبي قائلا:
يا راكب اللي ما ظلع قط شيله أمه صعيدية وليحيقها زريفان
تلقى على ابن فاعور شيخ القبيلة وأنا باحس راسي من القول مليان
تشكي لنا من وجد بيضه جميلة كأنها محظية أخت ذياب بن عدوان
ريميه ناطة وعين كحيلة وتتباجح بالزين فياحة الردان
هبت خدمها وحجلها له شليله تحرج قليب اللي للحب وجلان
وشنت تقول يا خوي أن لك دخيله ترسل لابن فاعور ذباح القران
لا يا حسن ودنا خيول جليلة هاكها قريبة دون رأس بن سمحان
نجيبها بحد السيف ما هو جميله لكن أنا يا أبو مصلط من البيك جزعان
الصبر على المكاره:
لقد
عانى الفلسطيني في كفاحه عناءً كبيراً خاصة وأنه كان يقاتل بريطانيا
والحركة الصهيونية وكان وحده في الميدان إلا من بعض المواقف العربية غير
المنظمة والمخطط لها مما ساعد العدو أكثر فسقط العديد من الشهداء وامتلأت
السجون وهذا الشاعر "نوح إبراهيم" يغني قصيدته المهمة "بنقول للدينا كلام
مفهوم" التي تتحدث عن"عوض" ومنها "قطعن قطعن النصراويات مرج بن عامر والتي
تقول:
قطعن النصروايات مرج بن عامر ولما قطعن فاض بالبكا
معهن حبالى ومعهن مراضع ومعهن بنات العز ما ينسخا بهن
وما ينسخا إلا ببنات النذايل واحنا الأصايل بنات الأصايل
واحنا اللي ننزل عليهم كيف النزايل واحنا اللي لا نقال عنا ولا جرى
ولا تعيرت شبابنا في المجالس جيبي عقيد القوم أريدك تعينا
يا مرحبا بالخيل اللي بظهرها من هو عقيد الخيل من هو قمرها
حبيبي عقيد الخيل وحبيبي قمرها وقالت يا مرحبا بيك يا أبو الهمايم
حطيت سيف العز ما بيني وبينها وأصبح سيف العز ما بنقطو صدا
وحطيت جراب المسك ما بيني وبينها وأصبح جراب المسك ما فيه روايح
ومن
أمثال الصبر على المكاره ما يتعلق بأصحاب المواقع غير المؤهلين لها ومنهم
الذين يفسدون في الأرض وكذلك بعض النسوة من صاحبات المكائد كما نرى
*عجباً:
-عجباً للنسر يطلب من رحمة والي الدجاجات يتحبب
عجباً أسد الأسود يطلب رحمة ويقول سبني هنا يا أرنب
عجباً للكذاب أصبح صادقاً والصادق المعروف أصبح يكذب
عجباً سفيه القوم أصبح خاطباً يطلع على المنابر يخطب
عجباً لذوي الجهل أصبح موجزاً وصاحب العلم يخاف ويطنب
لا تعجبوا مما جرى في بلدنا الكل يذهب لكن الصدق لا يذهب
*يا بلدة بالشر:
يابلدة بالشر ذونوبها توزن قناطير على القبان وذنوبها
طلعت رجاجيل فسدت الأرض بالعرض وذنوبها اليوم همشيري ما في شرف
إلا بكثر المال والمال غطى عيوب الناس وذنوبها
*كيد النساء:
أعوذ بالله من كيد النسا وبلاها عند الكبر تظهر جميع بلاوها
تشرح وتمرح بدون إذن وأمر أعوذ بالله إذا تمكن ليها الأمر
تنكد عيشتك يا بن آدم إذا ما أخلقت الأمر لقمان رئيس الطب أتألم من بلاواها
لكن الرجل السبع يقوم الموت يسبق قبل ما يتحكم إليها الأمر
الاستعطاف والحكمة:
-عجباً للنسر يطلب من رحمة والي الدجاجات يتحبب
عجباً أسد الأسود يطلب رحمة ويقول سبني هنا يا أرنب
عجباً للكذاب أصبح صادقاً والصادق المعروف أصبح يكذب
عجباً سفيه القوم أصبح خاطباً يطلع على المنابر يخطب
عجباً لذوي الجهل أصبح موجزاً وصاحب العلم يخاف ويطنب
لا تعجبوا مما جرى في بلدنا الكل يذهب لكن الصدق لا يذهب
*يا بلدة بالشر:
يابلدة بالشر ذونوبها توزن قناطير على القبان وذنوبها
طلعت رجاجيل فسدت الأرض بالعرض وذنوبها اليوم همشيري ما في شرف
إلا بكثر المال والمال غطى عيوب الناس وذنوبها
*كيد النساء:
أعوذ بالله من كيد النسا وبلاها عند الكبر تظهر جميع بلاوها
تشرح وتمرح بدون إذن وأمر أعوذ بالله إذا تمكن ليها الأمر
تنكد عيشتك يا بن آدم إذا ما أخلقت الأمر لقمان رئيس الطب أتألم من بلاواها
لكن الرجل السبع يقوم الموت يسبق قبل ما يتحكم إليها الأمر
الاستعطاف والحكمة:
كتب شاب إلى أبيه يستصفحه عن ذنب لم يقترفه وإنما كان نميمة ألقاها قوم من الحساد والمفسدين ليوغروا صدر أبيه عليه حيث قال :
يا والدي ياوالدي كيف أنا أجازيك والروح ترخص فداك
يا والدي ياوالدي كيف أنا أجازيك يا ليت جنان الخلد مأواك
عندك حكوا بي وعندي حكوا بيك أنتم بغضتونا وحنا كرهناك
يا والدي ياما حملتني بين أياديك أنتم حملتونا وحنا تحملناك
يا والدي ياوالدي كيف أنا أجازيك يا ليت جنان الخلد مأواك
عندك حكوا بي وعندي حكوا بيك أنتم بغضتونا وحنا كرهناك
يا والدي ياما حملتني بين أياديك أنتم حملتونا وحنا تحملناك
فأجاب الأب ابنه بالكلام والنصحية قائلاً:
احفظ وصاتي لا يا مالك أوصيك لأنهاك عن عمله الشرك لأنهاك
موصيك أنا يابوي عن عشرة الديك من عاشره يعاني الدياك
لا تأخذ اللي تقصر عن معانيك لو أنها مثل الشمس أو القمر ذاك
تصبح مثل المجر تنبح حواليك أن طعتها بالشور جارت على أخاك
الوسوسة والنمنمة لاتيجي بيك إياك لسع الغافل إياك إياك
صديقك اللي زمان مصافيك لنها جرت بيك حال لا تقوله لولاك
وعدوك اللي من زمان معاديك لو زلفت رجلك عن الطور درباك
اقتل وليدك أن كان بدك يشفيك لو تزعل أمه لا تخليه يولاك
لو من هان لبغداد ممالك ابن أخيك لو تطلب خمسة فدادين ما أعطاك
الضيف لا تعطيه مقرن على بيك خليه صديقك أو حبيبك إن جاك
ترى لو أنه قام من عندك تحكي بيك قدم لضيفك ما تيسر بيميناك
لنه لفاك الموت ياخذ غواليك هذا ما هو بحال غيظك أو رضاك
سهم المنية يصيبك لو تخيبت يرميك وسهم الخطا لو تبينت ما جاك
أعطي الرجال حقوقها قبل تأتيك لا تدعي بالباطل والحق يتلاك
السخرية:
ترد
السخرية في كثير من ميادين الشعر الشعبي كنقد لخلل ما وأحيانا للمزاح
والتسلية أو لعرض مشكلة بشكل موارب وما لذلك من آلام وتبعات تطال صاحبها
ومن ذلك أهزوجة "جعيم" بعنوان "يوم صارت في التحيير" والتي تقول:
يوم صارت في التحيير خفت عليها القلب يطير
الله يجازيكو يا أهل الديرة اللي ما قرعتوا وليفيه
يوم صارت في غزة هموم الدنيا ملتزة
الله يجازيك يا العزة اللي ما قرعت وديديه
يوم ركبت في القطار هموم الدنيا بالقنطار
الله يجازيك يا المختار يللي ما قرعت وليفيه
يوم صارت في العريش وصار عليها التفتيش
الله يجازيك يا الشاويش يللي ما قرعت وديديه
يوم صارت في الزقازيق وصار عليها نشاف الريق
الله يجازيك يا الفريق يللي ما قرعت وليفيه
يوم صارت في تل مسمار وركبت ع(.....)
الله يجازيك يا المختار اللي ما قرعت وديديه
الله يجازيكو يا أهل الديرة اللي ما قرعتوا وليفيه
يوم صارت في غزة هموم الدنيا ملتزة
الله يجازيك يا العزة اللي ما قرعت وديديه
يوم ركبت في القطار هموم الدنيا بالقنطار
الله يجازيك يا المختار يللي ما قرعت وليفيه
يوم صارت في العريش وصار عليها التفتيش
الله يجازيك يا الشاويش يللي ما قرعت وديديه
يوم صارت في الزقازيق وصار عليها نشاف الريق
الله يجازيك يا الفريق يللي ما قرعت وليفيه
يوم صارت في تل مسمار وركبت ع(.....)
الله يجازيك يا المختار اللي ما قرعت وديديه
ومن
ذلك ما قاله الحاج مصطفى العقبي بن زين أثناء معركة زارع بين التياها
والترابين حيث أقسم حماد باشا الصوفي أن يقهر التياها ويضع بيته على"تل
خويلفه" ويشرب القهوة في ذلك الموقع فقال هذا الشعر وأرسله إلى الترابين
للشيخ حمود الوحيدي:
يا راكب اللي مالحقنا عداده أشقر شراري من ركاب الظباعين
اركب بطان الهيج وحضر ذهابه وخيله مثل اللي على الجمر يا طين
فوقه صبي يقطع فجوج السراب اعرار لن وديتوه للعلم يشفين
كزرا على حماد يا نعم ما به تلقاه مقفز مثل صقر الشاهين
أبيت وسيع مفقهات بوابه بدلالل توهج من صلا النار تشكين
وعيال أبو ستة مثل الزغابه في مصادم الفرسان رجال شجيعين
وحمود شيخ البدو حمر نيابه خيال شوال للمغالي تكازين
واحنا كما سيف انقضب من نصابه اتريح الفؤاد لنا قليلين
وحياة من صور مطراً بسحابه ما نقولها واحنا على الخيل عدلين
الغناء الشعبي:
غالبا
ما تغني "دلعونا" و"مشعل" و"ظريف الطول"مع الأهازيج والقصائد الوطنية
وتستجيب الألحان لذلك وهنا تتشكل القصص الشعبية ويبرز الخيال ويجب الملاحظة
أن الغناء الشعبي يرتبط ارتباطًا تلاحمياً بالرقص خاصة عند النساء
"والسامر" من الفن العشبي الفلسطيني المميز اعتنى به الفلسطينيون
والجنوبيون في القرية والبادية على السواء حتى غدا سمة من سمات حياتهم
الاجتماعية وفناً شعبياً يغنى في الأفراح والمناسبات قبل نكبة 1948مثل
احتفالات الختان والمواسم المختلفة لزيارة النبي "روبين" في الخريف وزيارة
"النبي صالح" و"النبي موسى" و"مقام الحسين" ووادي النمل في الربيع من كل
عام وكفن شعبي كان الناس يقومون بأدائه ولعبه على ضوء القمر ويكون أداء
رقصة السامر بأن يصطف الرجال صفاً واحداً في الجنوب أو صفين متقابلين أو
على هيئة دائرية في مناطق أخرى من الوطن وهذا يعني أنه تلون بلون المنطقة
التي وصلها شمالا واستقر فيها ويقف أمام هؤلاء "الحادي" ويسمى في بعض
المناطق "الطليع" أو "البديع" أو "البدع" الذي ينشد محفوظ أو ما نظمه إن
كان شاعراً "قويلاً" وهم يرددون وراءه وذلك بأن يبدأ هو بشطر البيت ثم يردد
وراءه نصف الصف ثم النصف الآخر عدة مرات ثم يبدأ الحادي من جديد بشطر
البيت الثاني ويكون ذلك على إيقاع منتظم يتم بتحريك الجذع إلى الأمام وإلى
الخلف بهدوء أولاً ثم بانفعال ويزيد هذا الفن جمالاً وروعة وبهجة في النفس
أن تقوم امرأة بمراقصة اللاعبين وبين يديها سيف أو ما يمثل السيف وبالمقابل
يقدم أحد اللاعبين -الذي يحب أن يتميز بالجرأة وخفة الحركة محاولاً فك
خمارها (اللثام) فتصده بالسيف وتبدأ المبارزة الشعرية عن طريق المغنى الذي
يقف في طرف الصف ويسمى "بداع" ويصبح الغناء مطارحة شعرية بين البداعين
يحكمها التحدي الكامل حيث يبدأ أحد الحادين صاحبه قائلاً
بيني وبينك لمد الحبل عاطوله بدنا نشهد على اللي يختلف قولو
أي أنه يريد أن يكون بينهما شاهد يشهد من سيكون المغلوب ثم يبدأ أحد البداعين وهنا يكون البادئ حيث يستمر في غنائه:
يا ربعي صلو ع النبي والعاشق يمدح نبيه
ويرد البداع الآخر قائلاً:
لما سمعنا الزغاريد نجري والرجل حفيه
وهذا دليل سرعة الحضور لأداء الواجب ويكون بعد ذلك الرد من جانب
المصطفين
بعد كل بيت بشطرة من الشعر الشعبي تتكرر بين الحين والآخر تقول الشطرة
"رايحين نقول ريده" أو "رويحاني نقول ريده" أي أننا نريدد هذه الجميلة بعد
ذلك ينتقل "البداع" لوصف المرابع والملابس والكرم والجود والزهو به ثم وصف
العروس وجمالها وأحلامها وحسبها ونسبها ثم يتطرق الوصف للراقصة الملثمة
الموجودة أمام الجميع ومع كل وصف جديد يزداد حماس الراقصين مثال من وصف
العروس:
- حبيناك يللي صباحك جبنة غنم ربيعية
- - يامرحب باللي صباحه كشروق النجمة الفجرية
-انتي في اطويل شاع خبركي
-واحنا في العجرة شفناكي
- يا ذراعك شمروخ الفضة
-لما قرطتي عصاكي
- - يامرحب باللي صباحه كشروق النجمة الفجرية
-انتي في اطويل شاع خبركي
-واحنا في العجرة شفناكي
- يا ذراعك شمروخ الفضة
-لما قرطتي عصاكي
وللسامر نماذجه المتعددة نبرز منها هنا ما يتعلق بفن المديح مثل:
يا ريتني ما أعدمك يللي تحيي الضيف يللي تملي مقعد بكرجك للكيف
دار أبو محمد سرايا ومقعد الباشات وهات يا قلب من طيب الكلام هات
بيت (أبو فلان)على الداربين مبناتو عشرة من الزمل تاشالن رواقاته
أبو (فلان) جمل يصرك على نابو رجال طيب وكل الناس بتهابو
يا أبو (فلان) ويا حله على حله يا طلق ريحان كل الناس في ظله
السيادة:
دار أبو محمد سرايا ومقعد الباشات وهات يا قلب من طيب الكلام هات
بيت (أبو فلان)على الداربين مبناتو عشرة من الزمل تاشالن رواقاته
أبو (فلان) جمل يصرك على نابو رجال طيب وكل الناس بتهابو
يا أبو (فلان) ويا حله على حله يا طلق ريحان كل الناس في ظله
السيادة:
والسيادة
مثل السامر تقريباً ولكنها تحتاج إلى "طليع" واحد وهي من أنواع الأغاني
للرجال وتغنى في سهرات الأفراح والمناسبات السعيدة ولها حركات تشبه حركات
السامر من ناحية الميل والجلوس والرفع والسحجة "السفق/الزقفة" وتتقدم الصف
راقصة متخفية تلعب بالسيف وفي السيادة يبدع البديع والكل يرد عليه بكلمة
واحدة وهي:
يا سيد...ومن أقوال السيادة
يا سيادة..........يا سيد بدي أحدي ..........يا سيد
بدي أقول........يا سيد مافي زعل ...........ياسيد
ولا لوم..........يا سيد ولا عتب .............يا سيد
وهذا الفرح......يا سيد والله لفلان.............ياسيد
عقبال عندكو.....ياسيد يا شباب................ياسيد
وهذي الزفة......ياسيد والله عادتنا.............ياسيد
عادة قديمة.......ياسيد بنعتز فيها ............ياسيد
شوف العريس....ياسيد زي القمر ............ياسيد
ضاوي علينا......ياسيد بنوروا والله...........ياسيد
شوفوا شعروا.....ياسيد حبال جمال...........ياسيد
ياخوي يا عيون...ياسيد عيون الغزلان........ياسيد
يا خوي يا خدودو.ياسيد تفاح الشام............ياسيد
شوفوا وجهه.......ياسيد يا بدر الشام..........ياسيد
يا خوي يا عنقه...ياسيد عود خيزران.........ياسيد
وهذا الفرح ......ياسيد أفراح مبارك .......ياسيد
عقبال عندكو.....ياسيد واعملكو زيو........ياسيد
وأحسن منه......ياسيد وأكثر شوية.........ياسيد
شوف الصبايا..ياسيد ومزينات............ياسيد
بالثوب المطرز..باسيد والذهب الأصفر....ياسيد
على المذبح.....ياسيد وتقول مرجان .....ياسيد
حاملات ع روسهن ياسيد كانوا الفرح ......ياسيد
أشكال ألوان ...ياسيد كانوا الفرح ......ياسيد
أشكال ألوان...ياسيد شكل والله.........ياسيد
ورق الريحان ..ياسيد والفلفل الأخضر ..ياسيد
والباذنجان......ياسيد ورق البرتقال.....ياسيد
مع الليمون.....ياسيد بهني والله........ياسيد
أهل الفرح ....ياسيد المعازيم .........ياسيد
وعقبال عندكو..ياسيد عند الجميع.......ياسيد
بالأفراح......ياسيد ليالي ملامح......ياسيد
الميجانا والعتابا:
يا سيادة..........يا سيد بدي أحدي ..........يا سيد
بدي أقول........يا سيد مافي زعل ...........ياسيد
ولا لوم..........يا سيد ولا عتب .............يا سيد
وهذا الفرح......يا سيد والله لفلان.............ياسيد
عقبال عندكو.....ياسيد يا شباب................ياسيد
وهذي الزفة......ياسيد والله عادتنا.............ياسيد
عادة قديمة.......ياسيد بنعتز فيها ............ياسيد
شوف العريس....ياسيد زي القمر ............ياسيد
ضاوي علينا......ياسيد بنوروا والله...........ياسيد
شوفوا شعروا.....ياسيد حبال جمال...........ياسيد
ياخوي يا عيون...ياسيد عيون الغزلان........ياسيد
يا خوي يا خدودو.ياسيد تفاح الشام............ياسيد
شوفوا وجهه.......ياسيد يا بدر الشام..........ياسيد
يا خوي يا عنقه...ياسيد عود خيزران.........ياسيد
وهذا الفرح ......ياسيد أفراح مبارك .......ياسيد
عقبال عندكو.....ياسيد واعملكو زيو........ياسيد
وأحسن منه......ياسيد وأكثر شوية.........ياسيد
شوف الصبايا..ياسيد ومزينات............ياسيد
بالثوب المطرز..باسيد والذهب الأصفر....ياسيد
على المذبح.....ياسيد وتقول مرجان .....ياسيد
حاملات ع روسهن ياسيد كانوا الفرح ......ياسيد
أشكال ألوان ...ياسيد كانوا الفرح ......ياسيد
أشكال ألوان...ياسيد شكل والله.........ياسيد
ورق الريحان ..ياسيد والفلفل الأخضر ..ياسيد
والباذنجان......ياسيد ورق البرتقال.....ياسيد
مع الليمون.....ياسيد بهني والله........ياسيد
أهل الفرح ....ياسيد المعازيم .........ياسيد
وعقبال عندكو..ياسيد عند الجميع.......ياسيد
بالأفراح......ياسيد ليالي ملامح......ياسيد
الميجانا والعتابا:
بالنسبة
للـ"ميجنا" أو"الميجانا" اختلف الرواة في أصل هذه الكلمة فمنهم من قال
أنها من المجون فيقال :تعال "نمجن" أي نطرب (بكل ما يشمله الطرب من غناء
وشراب وما يرتبط بهما) ومنهم من ردها إلى قصة شعبية تقول:
أن أحد
الإقطاعيين في منطقة الجليل خطف امرأة جميلة أحبها من طرف واحد فذهب زوجها
يبحث عنها في كل مكان إلى أن اهتدى إلى الجبل الذي حجزها فيه الإقطاعي
وأصبحت زفراته وآلامه الممزوجة بالتهديد والتوعيد للفاعل حرقة مندلعة "يامن
جنى" أي يامن فعل هذه الجناية-إلى أن تطورت إلى كلمة "ياميجنا"
وعندما
اخترع فلاحنا الفلسطيني هذا الأسلوب الغنائي بعد تجربته المريرة رددت
الأجيال من بعده هذه الكلمات وصاغت ونسجت على طريقتها وإذا تتبعنا تطور
مضمون "ميجنا" عبر الأجيال ندرك إلى أي مدى تعبر هذه الجملة كقالب متوارث
وعبر المضمون الذي كان يضعه كل جيل في هذا القالب
تقول"الميجنا"
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا
لولا عيونك في الجبل ما طلعت أنا
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا زحلق حبيبي ع الدرج وقعت أنا
وتنهج الأغنية الفلسطينية على هذا النمط الكثير الكثير بحيث صاغ الوجدان الشعبي أشكالا متعددة أطلق عليها"أغاني الميجنا"منها
عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا
ياشمس غيبي من السما ع الأرض في عندنا عريس
عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا
ياشمس غيبي من السما ع الأرض في عندنا عريس
عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا
أما
"العتابا" فيتخيل الأدب الشعبي وينسج الأساطير وكما نرى عيسى بن هشام في
مقامات الحريري نرى في الأغنية الشعبية "محمد العابد" الذي يتغنى بحبيبته
"عتابا" وهذا الاسم ربما مشتق من "العتاب" والعتاب مطلوب بين الأحباب وربما
من اسم الأمير الأموي الأنيق "عتاب" الذي اشتهر بلباسه وتجمله فيه فأخذ
بعض القماش المصري القديم اسمه منه حيث عرف "العتابي" بجودته ولذلك كثيراً
ما يطلب المستمعون في الرقصات الشعبية أغنية "عتابا" أو "محمد العابد" حيث
أنهما ممتزجتان.
تقول
أسطورة "محمد العابد وعتابا" أن هذه الأخيرة ذهبت مع أخت "محمد العابد"
للاستحمام في بركة الماء المجاورة وعلم العاشق بالأمر فالتقط ثياب "عتابا"
واختفى بها بين الأشجار والحشائش المحيطة بالبركة وبعد أن رمى لها بثوب
تلتف به وهنا بدأت المناجات والعتاب بين الحبيبين "عتبا ومحمد العابد" :
بدا لي يا دمع عيني بدالي قمر في الغيم يا عيوني بدالي
وترد عتابا قائلة:
محمد لا تحملني جميلة عشان الثوب لا تحملني جميلة
تحرم دارك علي والحرمة حيرة لشاب النسروابيض الغراب
وترد عتابا قائلة:
محمد لا تحملني جميلة عشان الثوب لا تحملني جميلة
تحرم دارك علي والحرمة حيرة لشاب النسروابيض الغراب
وهنا تمضي الأسطورة في نسج الحكاية فتظهر أن"عتابا"نظير صنيع"محمد
العابد"هذا رفضت الذهاب إلى بيته-لزيارة صديقتها أخته-معلنة بذلك خصامها
لها فما كان منه إلا أن ادعى الموت وبالاتفاق مع أصحابه جعلهم يحملون نعشه
على أن يسير النعش ماراً من أمام منزل "عتابا" على أن تقرع طبول الحزن
فسمعت "عتابا" قرع الطبول وهنا اشتعل الحنين والشوق في صدرها وصاحت منشدة:
ياحس طبول حس زمور دوين براسي على صدرو البيض لجين
إلا يا حاملين النعش على وين اقيفوا تأودع ها الأحباب
إلا يا حاملين النعش على وين اقيفوا تأودع ها الأحباب
وهنا
توقف النعش وتقدمت"عتابا" لتكشف الغطاء عن وجه الميت كي تودعه فوجدته
ممداً يضحك ويبتسم وهو حي إذ أنه تأكد من حبها له وعدم استطاعتها فراقه
فعاد الوئام بينهما وتزوجا وعلى إثر هذه الأسطورة نسجت الأغنية الشعبية
الكثير من أقوال "عتابا"مثال ذلك:
صاح محمد العابد لفوق طويلة وشامخة الذرعان لفوق
صياد العذارى دور من فوق وخلي صيدتك حلوات الرقاب
صاح محمد العابد عريشه وعلى اللي ساكني في العريشه
أنا لأصير طير وأبني لك عريشه وأطير بيك لسابع سما
الدلعونا وظريف الطول:
كلمة
"دلعونا" ليس لها معنى في القاموس لكنها نظراً للتراكمات المتخمرة في
الوجدان الشعبي تبلورت لتعني نمطاً معيناً من الغناء خاصة ما يرتبط منه
بالأفراح ولذا يقصد بها الغناء المفرح يقال "دلعن" أي عنى، ومعظم أغاني
"الدلعونا" تبدأ بالصلاة على الرسول كبداية للأغنية ثم تنطلق لتعبر عن
مكنون القلوب وأغاني "الدلعونا" أبرز نماذج أغاني العشق والأفراح لا يخلو
منها عرس فلسطيني خاصة ما يتعلق بأغاني وأهازيج الرجال:
على دلعونا على دلعونا صلوا ع النبي يا حاضرونا
أو ما نبي نمدح نبينا سيدنا محمد كحيل العينا
صياد العذارى دور من فوق وخلي صيدتك حلوات الرقاب
صاح محمد العابد عريشه وعلى اللي ساكني في العريشه
أنا لأصير طير وأبني لك عريشه وأطير بيك لسابع سما
الدلعونا وظريف الطول:
كلمة
"دلعونا" ليس لها معنى في القاموس لكنها نظراً للتراكمات المتخمرة في
الوجدان الشعبي تبلورت لتعني نمطاً معيناً من الغناء خاصة ما يرتبط منه
بالأفراح ولذا يقصد بها الغناء المفرح يقال "دلعن" أي عنى، ومعظم أغاني
"الدلعونا" تبدأ بالصلاة على الرسول كبداية للأغنية ثم تنطلق لتعبر عن
مكنون القلوب وأغاني "الدلعونا" أبرز نماذج أغاني العشق والأفراح لا يخلو
منها عرس فلسطيني خاصة ما يتعلق بأغاني وأهازيج الرجال:
على دلعونا على دلعونا صلوا ع النبي يا حاضرونا
أو ما نبي نمدح نبينا سيدنا محمد كحيل العينا
ثم تنطلق الأغنية لتبرز لنا أبعادها المختلفة:
عندي دلعونا ياباي ما أكثرها من وسط يافا جبنا دفترها
عندي دلعونا دبيت الطاسي وأنا مخبيها لوجع راسي
ومن أمثلتها قولهم:
قلتلها الاسم قالت مش قايل ايش بدك في الاسم بتظل تسايل
اسمي مريوما بأربع جدايل ربيت ع قلوب الشباب هموما
ياطير طاير سلم ع فاطم جيب من أيدها جوز الخواتم
لشق البحر لنو بلاطم وأوصل لعند أم العيونا
عجوة يا عجوة لرميلك حالي وأنت سبايب اللي جرالي
عجوة يا عجوة روحي من قبالي منتش غنيمي النفس ملعونا
اسمي مريوما بأربع جدايل ربيت ع قلوب الشباب هموما
ياطير طاير سلم ع فاطم جيب من أيدها جوز الخواتم
لشق البحر لنو بلاطم وأوصل لعند أم العيونا
عجوة يا عجوة لرميلك حالي وأنت سبايب اللي جرالي
عجوة يا عجوة روحي من قبالي منتش غنيمي النفس ملعونا
ولا تنسى "الدلعونا" الوطن وهموم الغربة والتشرد فتقول:
طير طاير باأبو ريشة حمرة سلم ع العنبة والتينة السمرا
والله ياطير ليالينا مرة واحنا ما نسينا يا فلسطينا
طير طاير على بلدنا سلم عليها بلكن عاودنا
والله ياطير لو أن عاودنا لاذ بحلك كبش باربع قرونا
والله ياطير ليالينا مرة واحنا ما نسينا يا فلسطينا
طير طاير على بلدنا سلم عليها بلكن عاودنا
والله ياطير لو أن عاودنا لاذ بحلك كبش باربع قرونا
أما
أغاني"ظريف الطول" فتشبه أغاني "الدلعونا" من حيث شيوعها وكثرة أدائها
وهذا النمط من الأغاني يتميز بالعشق والتشبيب بالمحبوب ومن الجدير ذكره أن
"ظريف" تلفظ في الأغنية "زريف"
ياظريف الطول مر وما حكاش واستحى يطلع كلامه ع البلاش
لو بدنا من السمر ملينا الحواش لكن عذبنا بيمشي الرهدنا
ياظريف الطول بتمشي شبار شبار يا فرح شنار ومن قدامي طار
الله لا يجيبك يا شهر آذر فرقت ما بيني وبين حبابنا
لو بدنا من السمر ملينا الحواش لكن عذبنا بيمشي الرهدنا
ياظريف الطول بتمشي شبار شبار يا فرح شنار ومن قدامي طار
الله لا يجيبك يا شهر آذر فرقت ما بيني وبين حبابنا
وينطلق"ظريف الطول" ليناجي الوطن ففي الحالة الفلسطينية تتحول حتى أغاني الأفراح إلى هموم الوطن والشوق إليه يقول:
ياظريف الطول وقف تا أقولك رايح علغربة وابلادك احسنلك
خايف يا محبوب تروح وتتملك وتعاشر الزينات وتنساني أنا
خايف يا محبوب تروح وتتملك وتعاشر الزينات وتنساني أنا
ومن أمثلة هذه الأغاني قولهم:
ياظريف الطول يا ابن خالتي يا عديل الروح غيرت حالتي
جابوا لي الطبيب يكشف علتي وعلتي في القلب ما ليها دوا
ياظريف الطول لا تظربني بعود والدهر ميال ور سبد يعود
من بعد ما كنا رمانتين بعود فروقوا أولاد الحرما ما بيننا
ياظريف الطول حلو مبسمك وايش ما جرى لك أنا اللي بلزمك
ياظريف الطول ع البسطة ببيع بين الغرة والحاجب ربيع
يا حبيبي أنا اليوم عليك وقيع حطني في جيبك بدل المحرما
جفرا:
جابوا لي الطبيب يكشف علتي وعلتي في القلب ما ليها دوا
ياظريف الطول لا تظربني بعود والدهر ميال ور سبد يعود
من بعد ما كنا رمانتين بعود فروقوا أولاد الحرما ما بيننا
ياظريف الطول حلو مبسمك وايش ما جرى لك أنا اللي بلزمك
ياظريف الطول ع البسطة ببيع بين الغرة والحاجب ربيع
يا حبيبي أنا اليوم عليك وقيع حطني في جيبك بدل المحرما
جفرا:
لجفرا
في الغناء الشعبي الفلسطيني أثر كبير وواضح فهي تعني اللحن والقدرة على
الارتباط بالأرض كما أنها تتسع لشمل الأمل الوطني في التحرير ليمتد حتى
حدود الأمل العربي المنشود في الوحدة والقوة والصمود والإبداع فلا تفرق بين
فلسطين ومصر وبغداد
جفرا ويا هلربع من هان لبغداد والمحبة في القلب من زمن البلاد
أعطوا الحلو للحلو وإن شاء الله ما جاب أولاد وخلوها يا خلق جيزة نصرانية
جفرا ويا هلربع تحسي البصيل في الخيش واللي جوزها نذل ترخى السوالف ليش
لاهجر بيوت الحجر واسكن بيوت الخيش وادور على العرب واخذ بدوية
من أشهر أقوال العشق في موضوعة "جفرا" قولهم:
مريت من دارهم لاحكي ولا أتكلم
يا دمع عيني على روس خدودي علم
لاجعل ايديا درج وأصابعي سلم
وانزل على دارهم مثل الحراميا
ولقد
أثرت هذه الأغاني الشعبية الرائعة في كبار الشعراء الفلسطينيين وأغنية
جفرا للشاعر عز الدين المناصرة أكبر دليل على ذلك يقول أحد الكتاب عن هذه
الأغنية:
في
إمكان المستمع العادي أن يلحظ في أغنية "جفرا" تفوقاً لحنياً وجهداً
إبداعياً يميزها عن الأغنيات الأخرى فهي الوحيدة التي يمكن أن يقال عنها:
أنها حصلت على حقها من التلحين40 في كل ما سبق نستطيع إن نقول أن هناك عدة
ملاحظات على الشعر الشعبي بصورة عامة والأغنية الشعبية بالذات يمكن إجمالها
في الآتي:
1-جميع
الأغاني أو الأشعار الفلسطينية للرجال أو النساء تبدأ بالصلاة على الرسول
الكريم ثم تبحث بعد مقدمة قصيرة في الموضع التي هي بصدده.
أو ما نبدي نمدح الزيني سيدنا محمد كحيل العيني
على دلعونا على دلعونا صلوا ع النبي ياحاضرونا
2-مزج
الوطني بالديني بالقومي:فكل مسلم مؤيد للعروبة وكل عربي محب للإسلام وهذا
الأثر واضح من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على
عجمي إلا بالتقوى" وهذا بلا شك يعود إلى وضع فلسطين المقدس
3-الأممية
والعالمية على أساس إنساني ففلسطين ملتقى الحضارات لذا امتزجت فيها ثقافات
الأمم المختلفة وحضاراتها المتباينة عبر عقد الإنسانية والعالمية المرتبطة
بالعدالة فيها سكن الإنسان منذ أقدم العصور ومنها انطلقت الديانات بعد أن
كانت أرضها المقدسة مركزاً لها
4-وحدوية
الشعب الفلسطيني وتجذر عروبته: على أساس إيمانه الكامل بأن قضية فلسطين
قومية وأن الثورة الفلسطينية "فلسطينية الوجه عربية العمق" أخلاقية
وإنسانية المحيط
5-الأغنية
السياسية نبعت من لب الواقع الفلسطيني فهي قد انتقلت من الصراع ضد
الإقطاعي إلى أبراز إيحاءاتها لمقاومة المحتل الإنكليزي ثم الصهيوني في
الوقت الحاضر وأخيراً ارتباطها بالوعي الجديد.
أما تحدى الانجليز فيبرز
في قصيدة المناضل "حسين العلي" في منطقة "الغور" أثناء ثورة 1936.والموسومة
بـ "حسين بالمرجلة زايد" تقول كلمات القصيدة:
يا وجد عيني ع القايد سود الليالي يغشونه
وحسين بالمرجلة زايد ما أظن البيض يليدونه
وحسين بالمرجلة زايد ما أظن البيض يليدونه
ومن
أشهر الأغاني والأشعار الشعبية المناضلة ما أسهم في تأكيد هوية شعبنا
المناضل في مختلف جوانب حياته وهي صورة حقيقية معتصرة من نفس تواقة للحرية
لم تؤثر فيها أحكام المستعمر بالشنق ولنقرأ هذه القصيدة التي كتبها المناضل
الفلسطيني "عوض" على جدران زنزانته في ليلة من ليالي عام1935م وهو ينتظر
تنفيذ قرار الإعدام في الصباح التالي:
ياليل خللي الأسير يكمل نواحو راح يفيق الفجر ويرفرف جناحو
تا يتمرجح المشنوق في هبة رياحو شمع الحبايب ضاع وانكسرت قداحو
يا ليل وقف تا أنسى كل حسراتي يمكن نسيت مين أنا ونسيت آهاتي
يا حيف كيف انقضت بيديك ساعاتي لا تظن دمعي خوف دمعي على أوطاني
وعاكمشة زغاليل في البيت جوعاني مين راح يطعمها بعد واخواتي
اثنين قبلي شباب ع المشنقة راحوا
إلى آخر القصيد.
تا يتمرجح المشنوق في هبة رياحو شمع الحبايب ضاع وانكسرت قداحو
يا ليل وقف تا أنسى كل حسراتي يمكن نسيت مين أنا ونسيت آهاتي
يا حيف كيف انقضت بيديك ساعاتي لا تظن دمعي خوف دمعي على أوطاني
وعاكمشة زغاليل في البيت جوعاني مين راح يطعمها بعد واخواتي
اثنين قبلي شباب ع المشنقة راحوا
إلى آخر القصيد.
أما
بعد ذلك ومع انطلاق الثورة الفلسطينية المظفرة عام 1965واكبتها الأغنية
الشعبية كانعكاس اجتماعي تاريخي سياسي لهذه الثورة فبرزت عبر ذلك أغاني
الشهادة والشهداء نرى ذلك في قول الأهزوجة:
وين أزفك يا أحمد وين زفيني يامه في الغوار
وأنا حامل رشاشي
وأنا حامل رشاشي
وأيضاً
هات يا شعبي الثاير هات مين قال شعبي الثاير مات
هيوا في غزة في الوحدات مش أول مرة يا شعب تقدم دم ودم ودم
مش أول مرة يا شعبي تلاقي النكبة بالبسمات
هدهدة الأطفال:
هيوا في غزة في الوحدات مش أول مرة يا شعب تقدم دم ودم ودم
مش أول مرة يا شعبي تلاقي النكبة بالبسمات
هدهدة الأطفال:
إن استمرارية وجود التراث وعدم تلاشيه يعني أن هناك شعباً حراً وأرضاً ملتحمان معا مهما حاول الأعداء.
أما
الفلسطيني فيجب أن يحافظ على عاداته وتقاليده من أجل الإبقاء على تراثه
وبالتالي من أجل الحفاظ على شخصيته وهويته الوطنية والشعب الفلسطيني في
حياته الاقتصادية وفي نشاطه العملي لكسب قوته وفي انغراس جذوره في أرضه
تنعكس فيه أفكار وعادات وأغان وملامح وثقافة خاصة به لأن الأدب والفن إذا
كانا انعكاساً طبيعياً لمقدمات حضارية لدى شعب ما فإن ما يميز هذا الشعب
خصائصه الموضوعية المتراكمة والمُشكلة منذ أقدم العصور، والتراث ذلك النمط
الشعبي من الأدب والفن نلمسه أيضاً في العادات والمزايا والمأكل والمشرب
والسكن وفي طراز البناء إنه تابع للشعب في حياته وتطوره لا يعرف بتاريخ
بدئه ونموه فقط، وقد حدد خصائص معينة لكل شعب وجعل تنوعها في اتجاهات شتى
حسب الموقع الجغرافي والمستوى الحضاري والعلاقات الاجتماعية والمناخية التي
تترك أثراً بارزاً مضافاً إلى ذلك العلاقات التاريخية المأخوذة من أصول
قديمة وهدهدة الأطفال من أغاني الحياة اليومية تتمثل في عناية الأم لوليدها
لكي لا ينطلق بالبكاء ولكي ينام ولأم هنا قد تخيف الطفل لتجبره على النوم
لهذا تصور له أمور كثيرة بأسلوب غنائي مثل حكاياً الغيلان ومنها "حكاية بنت
الحاج والغول" التي جاء فيها: "وعينيه ظاويات البيت"
أو
الأغاني المرعبة التي تتكلم عن الجن والعفاريت وأبو رجل مسلوخة وأبو رابوس
الذي يحضر في الليل لمضايقة الأطفال الذين لا يسمعون أوامر والديهم أو
يرفضون النوم وهناك أغاني "أبوزنيط" أيضاً على نفس الوتيرة(43)وهناك طريقة
الأم التي تمني الأطفال بالحلوى والهدايا والتي تمتدحه وتسترضيه فتبرز جمال
الطفلة المطيعة مرضاة لها لإسكاتها وربما تطلب الأغنية من الطفل أو الطفلة
النوم دون ترهيب ويكون ذلك بملاطفته وهدهدته مثل:
حطيته في الحارة خفت عليه من الجارة
غنى له ياسمارة بلكي ع صوتك ينام
حطيته في البلكونة خفت عليه من عيوني
غني له يا أمونه بلكي ع صوتك ينام
ومن ذلك ما يقال للأطفال في أسرتهم أو في مراجيحهم إذا كانوا من أبناء القرى والفلاحين تقول الأم:
هزي له يا شروحه هزي له في المرجيحة
واعطي له خبزة صحيحة بلكي ع صوتك ينام
نيمته في العلبة خفت عليه من الحية
تعالى يا بدرية بلكي ع صوتك ينام
نيمته في المرجيحة خفت عليه من الريحة
تعالي يا فتيحة بلكي ع صوتك ينام
واعطي له خبزة صحيحة بلكي ع صوتك ينام
نيمته في العلبة خفت عليه من الحية
تعالى يا بدرية بلكي ع صوتك ينام
نيمته في المرجيحة خفت عليه من الريحة
تعالي يا فتيحة بلكي ع صوتك ينام
ولكي ينام الطفل نوما هانئاً تقول له أمه:
ع النني النني النني حب الولد جنني
ع النني جوة الحارة رايحة جاية دوارة
أعطيني بس إشارة لما أكلمها ستي ع النني
ع النني جوة الحارة رايحة جاية دوارة
أعطيني بس إشارة لما أكلمها ستي ع النني
وهناك الأغاني التي تكررها الجدات مدحاً للرسول فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم يساعد على هداية الأطفال ودفعهم للنوم الهادئ:
سلموا لي عليه سلموا لي عليه
سلموا لي عليه واكثر سلامي عليه
وامسكوه من طرف الحطة وسلموا لي عليه
وأن لاقاك محمد سلموا لي عليه
وأن لاقوكو عدوه بعزوا لي عينيه
وعندما
يكبر الطفل ويبدأ تعلم المشي تتطور الأغاني والتراويد لتلائم مرحلته
العمرية الجديدة ومن ذلك "هزي بلحك يا نخلة" و"دادي خط العتبة" لملاعبته
وتعليمه الوقوف أو المشي ومن الجدير ملاحظته في هذا المقام أو أغاني
الأطفال تختلف حسب السنة العمرية مراحل النمو فمع بداية السير تكون أغنية
"حوالا" بأرجحة الطفل بالأيدي يميناً ويساراً:
حوالا الفلاه لا قرنباه_الغزالا
ولك يا طالع السدرة بسيفك لا تخليها
فاطمة زينة البنات وهي قيلت فيها
ومن الأغاني في هذا المجال لنفس السَنة العُمْرية:
شنجر بنجر بالتركي يا مقصوف ما أحسنكي
ما أحسن رنة خلخالك محمد ماشي قدامك
يا فلان لا تتعوق البس سيفك واتزوق
والحقني ع البوابة خيط أحمر في الشرابة
وشرابتك يا هندي اللي مفحفحة بالوردي
والوردي ما هي عندي إلا عندك يا ضرة لسانك طالع لبرة
في عينك ما أقواها رب السما رماها
ولك يا طالع السدرة بسيفك لا تخليها
فاطمة زينة البنات وهي قيلت فيها
ومن الأغاني في هذا المجال لنفس السَنة العُمْرية:
شنجر بنجر بالتركي يا مقصوف ما أحسنكي
ما أحسن رنة خلخالك محمد ماشي قدامك
يا فلان لا تتعوق البس سيفك واتزوق
والحقني ع البوابة خيط أحمر في الشرابة
وشرابتك يا هندي اللي مفحفحة بالوردي
والوردي ما هي عندي إلا عندك يا ضرة لسانك طالع لبرة
في عينك ما أقواها رب السما رماها
الأطفال أغنية "ترويده" -حتوتة بتوتة- وهي من الأغاني التي ترتبط بمرحلة ما بعد المشي فبعد الوعي والإدراك تبدأ الترانيم مثل قولهم:
حتوتة بتوتة طلع الشيخ ع التوتة
والتوتة بدها سلم والسلم عند النجار
والنجار بدو مسمار والمسمار عند الحداد
والحداد بدو بيضة والبيضة عند الجاجة
والجاجة بدها علف والعلف في الطاحونة
والطاحونة مسكرة فيها مية معكرة
والتوتة بدها سلم والسلم عند النجار
والنجار بدو مسمار والمسمار عند الحداد
والحداد بدو بيضة والبيضة عند الجاجة
والجاجة بدها علف والعلف في الطاحونة
والطاحونة مسكرة فيها مية معكرة
ولا
شك أن صدى هذه الأغنية التي يغنيها الأطفال تنضح في توالي صدر الكل
فالمسألة الأساسية تتعلق بالطاحونة حيث يوجد العلف والعلف يحتاج إلى زراعة
الأرض كي تنتج هذا العلف (ولا يحرث الأرض إلا عجولها) ومن الملاحظات أغاني
الأطفال كانت صورة واضحة لظروف شعبنا في المراحل الأخيرة فلم تؤثر الغربة
على الكبار الذين أصبحوا يتململون ويدركون أن البقاء في المنافي معناه
الصمت كما يتضح في الصورة الغنائية الآتية:
يا بلادنا يا بلادنا الشجر والهيش
في بلادنا الغرايب –يا بلادنا- كيف بدنا نعيش!؟
في بلادنا الغرايب –يا بلادنا- كيف بدنا نعيش!؟
أي
أن الضياع لا يلتقي مع التجذير والتمحور ومن هنا أثرت الثورة بانعكاساتها
المختلفة وتفاعلاتها العميقة في نفوس الجماهير على الأطفال وأغانيهم وهذا
الأثر الكبير في نفوس الناشئة فالطفل الفلسطيني صرخ في وجه الاحتلال بقوة:
هيو هيو اطلع للي زيو
وهكذا تحولت ترويدة الطفل إلى أغنية مقاتلة تهاجم المحتل وتفضح تجمعاته ومحاولاته مطاردة المقاتلين.
بيعه بيعه أتخلص منه
لقد
ساعدت هذه الأهازيج المقاتلين والمقاومة على تحديد ساعات تواجد العدو
وتجمعاته وهكذا يتضح لنا كيفية تطور الأغنية ومدى اعتبارها انعكاساً للظروف
الحياتية والتحولات الاجتماعية الطارئة والمستمرة
هوامش الباب :
-الأدب والأدب الشعبي الفلسطيني توفيق زياد،ط1.بيروت1970
-بربرة تاريخ وتراث وعائلات سعيد عيد الأشقر المركز القومي للدراسات والتوثيق ط1.غزة2005
-بلادنا فلسطين ق1.ج1.مصطفى مراد الدباغ دار الطليعة بيروت1965.
-تراث الشعب الليبية فن السامر في فلسطين عبد المعطي الدرباشي ديسمبر1985م.
-التراث الشعبي العدد الرابع السنة التاسعة"مع الأمثال العربية-مدخل فولكلوري"صالح مهدي العزاوي بغداد دار الحرية للطباعة1974م.
-التراث الشعبي العدد الثاني عشر السنة الثالثة دار الحرية للطباعة 1977م.
-التراث البدوي أصالة وتاريخ درعان برجس الوحيدي منشورات المركز القومي للدراسات والتوثيق ط1.غزة 2005.
-الحكاية الشعبية الفلسطينية نمر سرحان ط1.بيروت 1974م.
-الرسالة (مجلة)العدد الثالث(أيار وحزيران)1965م.
-العابد وعتابا (الحكاية الشعبية الفلسطينية)فؤاد عيسى سعد منشورات وزارة الثقافة سلسلة الكتاب الأول(ط1.غزة2004م.
-الفنون الشعبية يسرى جوهرية عرنيطة ط1.مركز الأبحاث بيروت1978م.
-الفولكلور الفلسطين
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78