تعتبر الحياكة إحدى أقدم أنواع
الفنون الشعبية فقد أظهرت الحفريات الأثرية في فلسطين بان النسيج كان
معروفا لديهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد. فعند وصول الحضارة العربية إلى
هذه المنطقة كان فن النسيج قد بلغ مستوى رفيعا .
كانت الزراعه و الرعي من أول الأعمال التي زاولها الفلسطينيون فعملوا على
تربية الحيوانات و تمكنوا من غزل صوف الجمال و الماعز .كما كانت الحياكة في
الأساس أعمالا مارسها النساء و تعلمها الفتيات منذ الصغر.
أستخدم القطن و الكتان و الحرير والصوف و الصباغات الطبيعية( صبغه النيل و
الأرجوان و القرمز) وقام الحرفيون الشعبيون بشد الخيوط بشكل أفقي و عامودي و
ثبتوها على حوامل خشبية لصناعة الأقمشة المختلفة والسجاد حيث يكثر الطلب
عليها لاستخدامها في الحياة العامة .
وابتداء من العصور الوسطى عرفت في فلسطين مراكز لحياكة السجاد كصفد ,
المجدل , الكرم و نابلس , أبو ديس , الجليل, غزة و ألناصره ففي هذه المدن
حاك النساجون أجمل أنواع السجاد و الألبسة و البرادع و أكياس استخدمت لبذر
الحبوب(خرج) و اللوازم البيتيه و غيرها .
أستخدم النساجون الصوف بدون ندافه اوتمشيط لكنهم زينوها بالزخارف التقليدية و اشبعوا أنسجتهم بألوان الزهور المختلفة.
تتكون زخارف السجاد الفلسطيني من عناصر نباتيه تقليديه و أشكال هندسيه..
أما التلوين في الأساس فيعتمد على الأحمر الغامق في أغلب المساحات, مزين
بزهور صفراء ليعطي انطباعا مميزا لنتاج هذا الفن الشعبي.
تطورت أشكال الأقمشة على مدى العصور و تأسست مراكز لصناعتها ففي نهاية
القرن التاسع عشر كانت هناك مدن معروفة بنتاجاتها النسيجية مثل الناصره,
الجليل ,المجدل , بيت جالا , نابلس , غزة, الخليل (حبرون قديما).
ومن المعلومات التي أفاد بها الرحالة الأوربيون و العرب في القرن التاسع
عشر أن صناعة النسيج و خياطة الملابس كانت إحدى المهن الرئيسة للسكان العرب
الفلسطينيين.
ففي هذه المرحلة أنتجت المصانع الصغيرة أنواعا مختلفة من الأنسجة و
الملابس. كان في الناصرة وحدها 300 نول حياكة و في المجدل 500 نول و هكذا
مع نهاية القرن التاسع و بداية القرن العشرين كانت كل عائله تمتلك نولها
الخاص بها للحياكة .
ومن الأنسجه المعروفه (الرهباني) : وهو نسيج بسيط وخشن من ألياف القطن
السميكة مصبوغة بالنيلة و الجوز الصيني ألوانه الأزرق الغامق و الأسود ,
أما (المبروم) فهو نسيج من نوع آخر من القطن متوسط السماكة يقصر(بضم الياء)
ليصبح ناصع البياض في حين أن (لب المبروم) ذو الخيوط القطنية الرفيعة
فيبقى عليه لونه الطبيعي (بدون قصر) أو يصبغ بالأسود .
نسج الفلسطينيون (الكرمسوت ) بخطوط حمراء تميل الى البني وهو حرير ممزوج
بالقطن كما نسجوا( الحيدري المبرسن ) بلونه الأزرق مقطوعا بخطوط من اللون
الأحمر المتدرج .
هناك أسماء متعددة للأنسجة الفلسطينية ف(التوبيت) هو الأطلس الأسود من
القطن ,اما(الهرمز) فهو الحرير الأملس المخطط بألوان متعددة و (الروزه)
بلونه البني الفاتح جدا..... من هذه الأقمشة المتعددة الألوان خاط
الفلسطينيون ملابسهم الجميلة الزاهية وصنعوا حاجياتهم المنزلية .
اعتمد الفلسطينيون فن النقش و أعتبر أحد أهم الفنون التقليدية و هو ما يميز
الشعب الفلسطيني مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم العربي كما اعتبر حاجة
ضرورية للفلسطينيين على مر العصور فهو إشارات واضحة إلى المناطق المختلفة
فالنقش عبارة عن نسب و رموز لهذا المكان و ذاك.
تمتلك الملابس النسائية التقليدية قيمه فنيه كبيرة, إذ أنها مزينه بنقوش و
زخارف ملونه, و قد استقر هذا الشكل في أواسط القرن التاسع عشر و بقي حتى
يومنا هذا بالرغم من التطور الذي أصابه على مر السنين .
بدأت الدراسات التاريخية للملابس التقليدية الفلسطينية عندما بدأ العمل على
جمع المجموعات المتحفيه منها و الاهتمام بدراستها لإمكانيتها تحديد
خصوصيات معينه تعكس ذوق ومزاج و أفكار هذه المجموعة الأثنية أو تلك لتشكل
مع العناصر الفنيه الأخرى نمط مرحله تاريخية معينه, كما هو معروف للعديد من
شعوب العالم .
يضم المتحف العالمي للفنون في نيومكسيكو اكبر مجموعه من الملابس الفلسطينية ضمن مجموعه (فاتنغ) عضو البعثه الأمريكية في أورشليم
و كذلك في متحف الإنسان في باريس و المتحف البريطاني و المتحف الوطني
الفلسطيني في أورشليم حيث قامت الموظفة فوليتا باربيا بجمع الكم الأكبر من
نماذج الملابس الوطنية في هذا المجال .
جمعت الفنانه تمام الأكحل مجموعه فريدة من ملابس القرن التاسع عشر و أواسط
القرن العشرين في عام1970 في الأراضي العربية المحتلة . و تأسسس بهذه
المجموعة المتحف الفلسطيني للملابس تحت اشراف منظمة التحرير الفلسطينية في
بيروت و عرضت في أنحاء مختلفة من العالم .
و سواء كانت الملابس النسائية الفلسطينية لهذه المنطقة أو تلك تحمل
مميزاتها المحليه الخاصة بها أم لا , الا أن هناك ملامح واسعة عامة ترتبط
بالتقاليد الراسخة و الموجودات الاقتصادية و الثقافية.
تنقسم الملابس النسائية الفلسطينية الى ثلاثة أقسام: اللبس اليومي و يخاط
عادة من قماش بسيط و رخيص ذو نقوش بسيطة. الا أن لباس الأعياد فقماشه غال
الثمن ذو نقوش دقيقه ملونه ,أما (الجليه او الجلايه وتسمى ايضاالجلوة) فهو
فستان العرس ويخاط عاده من قماش فاتح اللون (بيج , ابيض و الأزرق) مطرز
بألوان متعددة.
تختلف ملابس شمال و جنوب الجليل عن تلك المنتشرة في وسط و جنوب فلسطين .
ففي مناطق الشمال الفستان طويل بأكمام قصيرة مصنوع من قماش قطني و مزين من
الخلف و الأمام بنقوش ذات أشكال هندسيه . أما أطراف الثوب فنقوشه
معينيه(شكل معيني) حمراء, خضراء و صفراء.في هذه المنطقة يعتبر اللون الأزرق
الغامق أكثر الألوان انتشارا .
يستخدم في المجدل و بيت لحم القماش ذو الخطوط العريضة و الرفيعة الملونة
على خلاف المناطق الفلسطينية الأخرى حيث تعكس العادات و لا تتغير بمرور
السنين و تقادمها, ففي رام الله و البيره تلبس الملابس الغامقة شتاء و
البيضاء صيفا .
يعتبر فن النقش من الفنون الفلسطينية التطبيقية التي تطورت بشكل ملحوظ و
متفرد, فللمطرزين امكانات و تقنيات عالية و تنوع في فن النقش مصحوبا بحس
عال .هناك أشكال متعددة للنقش (المتصالب) (القطب أو الغرز) و (التثبيت) و
يعنى بالأخيرة تثبيت خيوط حريريه أو ذهبيه غليظة على القماش .من السمات
الخاصة للنقوش انها واسعة التنوع في تدرجها اللوني من البني و الأحمر
الغامق حتى الأحمر الفاتح أو الزهري و التزيين بالخيوط الذهبية و الحريرية
يزداد أو يقل حسب نوعية القماش : القطن , الحرير ,القطيفة و الأطلس,وقد
تستخدم الأشكال و التقنيات المختلفة في آن واحد في الفستان ذاته .
تختص الفنون الاسلامية بالزخارف الهندسية و النباتية و الحيوانية و قد و
جدت هذه طريقها في فن التطريز, أما تسميات النقوش فقد أطلقه المطرزون
أنفسهم على هذا الشكل أو ذاك ارتباطا بالبيئة ( السنبلة ,النخلة ,الصنوبر
,المنجل, شجرة السرو ,الحمامة ,عرف الديك ,الطاووس , الحلزون ....الخ) و
العملي المنطبع في حياة الشعب ,متجسدا بالشعر .أما الموضوعات المستخدمه في
فن التطريز فهي ليست كثيرة و لكنها تتحكم بالشكل لتعطي انطباعا بتنوع
أشكاله. ففي كثير من الأحيان تكون مواضيع التزيين متشابهة ولكن إشكالها
مختلفة وهذا يحدد اختلاف فن التطريز من مكان إلى آخر. أبرزها تلك التي تخص
الأرض: فلسطين.
لعبت المنسوجات و السجاد التركي و الفارسي دورا في اغناء فن التطريز حيث
استمد منها التآلف و الدقة المتناهية , يتضح هذا جليا باهتمام المطرزين
بفساتين الأعراس(الجليه او الجلاية) ولهذه الملابس مميزاتها الخاصة و
تقاليدها المرتبطة بالحياة أليوميه في هذه المنطقة او تلك.
من وجهة النظر الفنية يمتلك فستان العروس أهميه في مناطق جنوب فلسطين
فالتطريز له خصوصية لونيه و تنظيميه تستخدم فيه تقنيات تختلف عن بقية
المناطق الفلسطينية فقد أثرت ( الجلية او الجلاية) المستخدمة في بيت
لحم و( بيت دجن) على فساتين أعراس الناطق الجنوبية.
يقوم العريس قبل فترة من العرس بتحضير الهدايا ( الكسوة) للعروس, و -----وة
الغالية الثمن تتألف عادة من ثلاث فساتين مطرزة بأسلوب بيت لحمي. قبل العرس
تحتفظ العروس لنفسها بعدة فساتين احتفالية من ضمنها و أغلاها بدلة العرس
التي تكون عادة مطرزة بطريقة بيت دجن حيث يستخدم الحرير الناعم جدا الأزرق
أو الأبيض لخياطة هذا الفستان و هو متسع من الأسفل و أكمامه واسعة عريضة
غنية بالتطاريز النباتية و الزخارف الهندسية المتعددة الألوان وتصل الى
درجة الخصوصية وذلك لتعدد تدرجات اللون الأحمر . تضع العروس قبعة صغيرة على
رأسها (الوقاة) موشاة بخيوط حريرية حمراء و مزينة بقطع نقدية فضية أو
ذهبية صغيرة أو كبيرة ,و هناك أيضا (الشتوه) وهي عمامة طويلة يخاط فوقها
قطع نقدية ذهبيه أو فضيه وعلى جانبيها تطاريز دقيقة و يضعون منديلا عريضا
ابيضا فوقها يسمى (تربيعه) مطرزا بأشكال نباتية و هندسية
الجلية نوعين: صغيرة و كبيرة و الفرق الرئيسي بينهما هو في المساحة
المستخدمة من الفستان وأشكال النقوش .إن التحضير لبدله العرس يأخذ وقتا
طويلا ,فالفتاة تكرس جل وقت فراغها لتطريزه و لكنها تلبسه مرة واحدة في
حياتها.ان العمل المستمر لتحضير فستان العرس ينعكس واضحا في أغاني الأعراس .
في الأيام العادية تلبس النساء الفستان الفلسطيني ذو النقوش البسيطة .
تعتبر تطريزة بيت لحم الأكثر شهرة و انتشارا في فلسطين ,ففي العشرينات من
القرن الماضي ظهرت أولى المطرزات المختصات اللواتي اشتهرن بتطريزات
زخرفية.و تطورت هذه التفاصيل و ثبتت فيما بعد في الفسساتين. الا ان هناك
مسأله مهمة ألا وهي نقل النقوش من الملابس القديمة الى الملابس الحديثة و
كان هذا سببا رئيسا في ثبات العديد من النقوش, و مازلنا بصدد تطريزات بيت
لحم الذائعة الصيت فان سكان بيت لحم يستخدمون فستان (ملك) ثوب اسود و احمر
مطرز بخيوط من القنب-مع سترة قصيرة (تقصيرة) و يخاط كلاهما من قماش القطيفة
الأسود او الأزرق الغامق.في 1920 أصبحت هاتين القطعتين من القطع الأساسية
في كسوة العروس و تلبس بعد طقوس الزواج مباشرة.
يلاحظ في السنوات الأخيرة ظهور سمات جديدة في فن التطريز مرتبطة بالتقاليد المتوارثة عبر العصور , هذه السمات ظهرت في طيف الملابس
لتتوافق ومتطلبات الطراز الحديث. فقد تعددت الوان النقوش واضيف اليها الأخضر , الأصفر , الأزرق و الاسود.
يختلف اللبس الرجالي عن النسائي في فلسطين بمعايير بسيطة فقطع الملابس الأساسية لدى الرجال هي سروال ابيض يزم على الخصر ب(دكة)
و قميص قطني ابيض ومن فوقهما (القمباز) وهو رداء ضيق من الأعلى يتسع عند
الأسفل مشقوق من الأمام و الجانبين و يرد احد شقيه على الأخر و الى جانبه
الدامر (جبة قصيرة)كما تلبس ( العباءة و البشت) و غيرها.اما لباس الراس فهو
(العمامة) او الحطة (الكوفية) و( العقال) في القرى او (الطربوش) في
المدينة .
ان السمة العامةالتي تجمع بين الأشكال المختلفة للازياء الفلسطينية هي
توافق الخصائص الأساسية التي تميز تطورها. فالنقوش و المطرزات تعكس عمق
وطابع الادراك الفني المقترن بالوعي العربي الفلسطيني .
الفنون الشعبية فقد أظهرت الحفريات الأثرية في فلسطين بان النسيج كان
معروفا لديهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد. فعند وصول الحضارة العربية إلى
هذه المنطقة كان فن النسيج قد بلغ مستوى رفيعا .
كانت الزراعه و الرعي من أول الأعمال التي زاولها الفلسطينيون فعملوا على
تربية الحيوانات و تمكنوا من غزل صوف الجمال و الماعز .كما كانت الحياكة في
الأساس أعمالا مارسها النساء و تعلمها الفتيات منذ الصغر.
أستخدم القطن و الكتان و الحرير والصوف و الصباغات الطبيعية( صبغه النيل و
الأرجوان و القرمز) وقام الحرفيون الشعبيون بشد الخيوط بشكل أفقي و عامودي و
ثبتوها على حوامل خشبية لصناعة الأقمشة المختلفة والسجاد حيث يكثر الطلب
عليها لاستخدامها في الحياة العامة .
وابتداء من العصور الوسطى عرفت في فلسطين مراكز لحياكة السجاد كصفد ,
المجدل , الكرم و نابلس , أبو ديس , الجليل, غزة و ألناصره ففي هذه المدن
حاك النساجون أجمل أنواع السجاد و الألبسة و البرادع و أكياس استخدمت لبذر
الحبوب(خرج) و اللوازم البيتيه و غيرها .
أستخدم النساجون الصوف بدون ندافه اوتمشيط لكنهم زينوها بالزخارف التقليدية و اشبعوا أنسجتهم بألوان الزهور المختلفة.
تتكون زخارف السجاد الفلسطيني من عناصر نباتيه تقليديه و أشكال هندسيه..
أما التلوين في الأساس فيعتمد على الأحمر الغامق في أغلب المساحات, مزين
بزهور صفراء ليعطي انطباعا مميزا لنتاج هذا الفن الشعبي.
تطورت أشكال الأقمشة على مدى العصور و تأسست مراكز لصناعتها ففي نهاية
القرن التاسع عشر كانت هناك مدن معروفة بنتاجاتها النسيجية مثل الناصره,
الجليل ,المجدل , بيت جالا , نابلس , غزة, الخليل (حبرون قديما).
ومن المعلومات التي أفاد بها الرحالة الأوربيون و العرب في القرن التاسع
عشر أن صناعة النسيج و خياطة الملابس كانت إحدى المهن الرئيسة للسكان العرب
الفلسطينيين.
ففي هذه المرحلة أنتجت المصانع الصغيرة أنواعا مختلفة من الأنسجة و
الملابس. كان في الناصرة وحدها 300 نول حياكة و في المجدل 500 نول و هكذا
مع نهاية القرن التاسع و بداية القرن العشرين كانت كل عائله تمتلك نولها
الخاص بها للحياكة .
ومن الأنسجه المعروفه (الرهباني) : وهو نسيج بسيط وخشن من ألياف القطن
السميكة مصبوغة بالنيلة و الجوز الصيني ألوانه الأزرق الغامق و الأسود ,
أما (المبروم) فهو نسيج من نوع آخر من القطن متوسط السماكة يقصر(بضم الياء)
ليصبح ناصع البياض في حين أن (لب المبروم) ذو الخيوط القطنية الرفيعة
فيبقى عليه لونه الطبيعي (بدون قصر) أو يصبغ بالأسود .
نسج الفلسطينيون (الكرمسوت ) بخطوط حمراء تميل الى البني وهو حرير ممزوج
بالقطن كما نسجوا( الحيدري المبرسن ) بلونه الأزرق مقطوعا بخطوط من اللون
الأحمر المتدرج .
هناك أسماء متعددة للأنسجة الفلسطينية ف(التوبيت) هو الأطلس الأسود من
القطن ,اما(الهرمز) فهو الحرير الأملس المخطط بألوان متعددة و (الروزه)
بلونه البني الفاتح جدا..... من هذه الأقمشة المتعددة الألوان خاط
الفلسطينيون ملابسهم الجميلة الزاهية وصنعوا حاجياتهم المنزلية .
اعتمد الفلسطينيون فن النقش و أعتبر أحد أهم الفنون التقليدية و هو ما يميز
الشعب الفلسطيني مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم العربي كما اعتبر حاجة
ضرورية للفلسطينيين على مر العصور فهو إشارات واضحة إلى المناطق المختلفة
فالنقش عبارة عن نسب و رموز لهذا المكان و ذاك.
تمتلك الملابس النسائية التقليدية قيمه فنيه كبيرة, إذ أنها مزينه بنقوش و
زخارف ملونه, و قد استقر هذا الشكل في أواسط القرن التاسع عشر و بقي حتى
يومنا هذا بالرغم من التطور الذي أصابه على مر السنين .
بدأت الدراسات التاريخية للملابس التقليدية الفلسطينية عندما بدأ العمل على
جمع المجموعات المتحفيه منها و الاهتمام بدراستها لإمكانيتها تحديد
خصوصيات معينه تعكس ذوق ومزاج و أفكار هذه المجموعة الأثنية أو تلك لتشكل
مع العناصر الفنيه الأخرى نمط مرحله تاريخية معينه, كما هو معروف للعديد من
شعوب العالم .
يضم المتحف العالمي للفنون في نيومكسيكو اكبر مجموعه من الملابس الفلسطينية ضمن مجموعه (فاتنغ) عضو البعثه الأمريكية في أورشليم
و كذلك في متحف الإنسان في باريس و المتحف البريطاني و المتحف الوطني
الفلسطيني في أورشليم حيث قامت الموظفة فوليتا باربيا بجمع الكم الأكبر من
نماذج الملابس الوطنية في هذا المجال .
جمعت الفنانه تمام الأكحل مجموعه فريدة من ملابس القرن التاسع عشر و أواسط
القرن العشرين في عام1970 في الأراضي العربية المحتلة . و تأسسس بهذه
المجموعة المتحف الفلسطيني للملابس تحت اشراف منظمة التحرير الفلسطينية في
بيروت و عرضت في أنحاء مختلفة من العالم .
و سواء كانت الملابس النسائية الفلسطينية لهذه المنطقة أو تلك تحمل
مميزاتها المحليه الخاصة بها أم لا , الا أن هناك ملامح واسعة عامة ترتبط
بالتقاليد الراسخة و الموجودات الاقتصادية و الثقافية.
تنقسم الملابس النسائية الفلسطينية الى ثلاثة أقسام: اللبس اليومي و يخاط
عادة من قماش بسيط و رخيص ذو نقوش بسيطة. الا أن لباس الأعياد فقماشه غال
الثمن ذو نقوش دقيقه ملونه ,أما (الجليه او الجلايه وتسمى ايضاالجلوة) فهو
فستان العرس ويخاط عاده من قماش فاتح اللون (بيج , ابيض و الأزرق) مطرز
بألوان متعددة.
تختلف ملابس شمال و جنوب الجليل عن تلك المنتشرة في وسط و جنوب فلسطين .
ففي مناطق الشمال الفستان طويل بأكمام قصيرة مصنوع من قماش قطني و مزين من
الخلف و الأمام بنقوش ذات أشكال هندسيه . أما أطراف الثوب فنقوشه
معينيه(شكل معيني) حمراء, خضراء و صفراء.في هذه المنطقة يعتبر اللون الأزرق
الغامق أكثر الألوان انتشارا .
يستخدم في المجدل و بيت لحم القماش ذو الخطوط العريضة و الرفيعة الملونة
على خلاف المناطق الفلسطينية الأخرى حيث تعكس العادات و لا تتغير بمرور
السنين و تقادمها, ففي رام الله و البيره تلبس الملابس الغامقة شتاء و
البيضاء صيفا .
يعتبر فن النقش من الفنون الفلسطينية التطبيقية التي تطورت بشكل ملحوظ و
متفرد, فللمطرزين امكانات و تقنيات عالية و تنوع في فن النقش مصحوبا بحس
عال .هناك أشكال متعددة للنقش (المتصالب) (القطب أو الغرز) و (التثبيت) و
يعنى بالأخيرة تثبيت خيوط حريريه أو ذهبيه غليظة على القماش .من السمات
الخاصة للنقوش انها واسعة التنوع في تدرجها اللوني من البني و الأحمر
الغامق حتى الأحمر الفاتح أو الزهري و التزيين بالخيوط الذهبية و الحريرية
يزداد أو يقل حسب نوعية القماش : القطن , الحرير ,القطيفة و الأطلس,وقد
تستخدم الأشكال و التقنيات المختلفة في آن واحد في الفستان ذاته .
تختص الفنون الاسلامية بالزخارف الهندسية و النباتية و الحيوانية و قد و
جدت هذه طريقها في فن التطريز, أما تسميات النقوش فقد أطلقه المطرزون
أنفسهم على هذا الشكل أو ذاك ارتباطا بالبيئة ( السنبلة ,النخلة ,الصنوبر
,المنجل, شجرة السرو ,الحمامة ,عرف الديك ,الطاووس , الحلزون ....الخ) و
العملي المنطبع في حياة الشعب ,متجسدا بالشعر .أما الموضوعات المستخدمه في
فن التطريز فهي ليست كثيرة و لكنها تتحكم بالشكل لتعطي انطباعا بتنوع
أشكاله. ففي كثير من الأحيان تكون مواضيع التزيين متشابهة ولكن إشكالها
مختلفة وهذا يحدد اختلاف فن التطريز من مكان إلى آخر. أبرزها تلك التي تخص
الأرض: فلسطين.
لعبت المنسوجات و السجاد التركي و الفارسي دورا في اغناء فن التطريز حيث
استمد منها التآلف و الدقة المتناهية , يتضح هذا جليا باهتمام المطرزين
بفساتين الأعراس(الجليه او الجلاية) ولهذه الملابس مميزاتها الخاصة و
تقاليدها المرتبطة بالحياة أليوميه في هذه المنطقة او تلك.
من وجهة النظر الفنية يمتلك فستان العروس أهميه في مناطق جنوب فلسطين
فالتطريز له خصوصية لونيه و تنظيميه تستخدم فيه تقنيات تختلف عن بقية
المناطق الفلسطينية فقد أثرت ( الجلية او الجلاية) المستخدمة في بيت
لحم و( بيت دجن) على فساتين أعراس الناطق الجنوبية.
يقوم العريس قبل فترة من العرس بتحضير الهدايا ( الكسوة) للعروس, و -----وة
الغالية الثمن تتألف عادة من ثلاث فساتين مطرزة بأسلوب بيت لحمي. قبل العرس
تحتفظ العروس لنفسها بعدة فساتين احتفالية من ضمنها و أغلاها بدلة العرس
التي تكون عادة مطرزة بطريقة بيت دجن حيث يستخدم الحرير الناعم جدا الأزرق
أو الأبيض لخياطة هذا الفستان و هو متسع من الأسفل و أكمامه واسعة عريضة
غنية بالتطاريز النباتية و الزخارف الهندسية المتعددة الألوان وتصل الى
درجة الخصوصية وذلك لتعدد تدرجات اللون الأحمر . تضع العروس قبعة صغيرة على
رأسها (الوقاة) موشاة بخيوط حريرية حمراء و مزينة بقطع نقدية فضية أو
ذهبية صغيرة أو كبيرة ,و هناك أيضا (الشتوه) وهي عمامة طويلة يخاط فوقها
قطع نقدية ذهبيه أو فضيه وعلى جانبيها تطاريز دقيقة و يضعون منديلا عريضا
ابيضا فوقها يسمى (تربيعه) مطرزا بأشكال نباتية و هندسية
الجلية نوعين: صغيرة و كبيرة و الفرق الرئيسي بينهما هو في المساحة
المستخدمة من الفستان وأشكال النقوش .إن التحضير لبدله العرس يأخذ وقتا
طويلا ,فالفتاة تكرس جل وقت فراغها لتطريزه و لكنها تلبسه مرة واحدة في
حياتها.ان العمل المستمر لتحضير فستان العرس ينعكس واضحا في أغاني الأعراس .
في الأيام العادية تلبس النساء الفستان الفلسطيني ذو النقوش البسيطة .
تعتبر تطريزة بيت لحم الأكثر شهرة و انتشارا في فلسطين ,ففي العشرينات من
القرن الماضي ظهرت أولى المطرزات المختصات اللواتي اشتهرن بتطريزات
زخرفية.و تطورت هذه التفاصيل و ثبتت فيما بعد في الفسساتين. الا ان هناك
مسأله مهمة ألا وهي نقل النقوش من الملابس القديمة الى الملابس الحديثة و
كان هذا سببا رئيسا في ثبات العديد من النقوش, و مازلنا بصدد تطريزات بيت
لحم الذائعة الصيت فان سكان بيت لحم يستخدمون فستان (ملك) ثوب اسود و احمر
مطرز بخيوط من القنب-مع سترة قصيرة (تقصيرة) و يخاط كلاهما من قماش القطيفة
الأسود او الأزرق الغامق.في 1920 أصبحت هاتين القطعتين من القطع الأساسية
في كسوة العروس و تلبس بعد طقوس الزواج مباشرة.
يلاحظ في السنوات الأخيرة ظهور سمات جديدة في فن التطريز مرتبطة بالتقاليد المتوارثة عبر العصور , هذه السمات ظهرت في طيف الملابس
لتتوافق ومتطلبات الطراز الحديث. فقد تعددت الوان النقوش واضيف اليها الأخضر , الأصفر , الأزرق و الاسود.
يختلف اللبس الرجالي عن النسائي في فلسطين بمعايير بسيطة فقطع الملابس الأساسية لدى الرجال هي سروال ابيض يزم على الخصر ب(دكة)
و قميص قطني ابيض ومن فوقهما (القمباز) وهو رداء ضيق من الأعلى يتسع عند
الأسفل مشقوق من الأمام و الجانبين و يرد احد شقيه على الأخر و الى جانبه
الدامر (جبة قصيرة)كما تلبس ( العباءة و البشت) و غيرها.اما لباس الراس فهو
(العمامة) او الحطة (الكوفية) و( العقال) في القرى او (الطربوش) في
المدينة .
ان السمة العامةالتي تجمع بين الأشكال المختلفة للازياء الفلسطينية هي
توافق الخصائص الأساسية التي تميز تطورها. فالنقوش و المطرزات تعكس عمق
وطابع الادراك الفني المقترن بالوعي العربي الفلسطيني .
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78