lمنذ صغري .. يربطني عشق غريب بالجسور .. كنت دوماً انبهر بمنظرها المهيب .. وأفتتن بضخامتها وارتفاعها .. زمانئذ كنت اصر على اخراج راسي من نافذة السيارة أثناء مرورها عبر أي جسر برغم تحذيرات أمي وزجرها المغلف بالخوف .. كنت أتأمل ببهجة أعمدة الحديد المتقاطعة .. واغضب عندما تعجز إمكانياتي الحسابية المحدودة عن عدها ..
في عقل طفلة .. كان الجسر هو أقوى شئ في الكون .. احدى المعجزات الخارقة .. فهو الوحيد القادر على حمل الآف السيارات بكل أحجامها .. وآلاف البشر بكل أشكالهم .. الآلف الدواب والهوام والحشرات ..
وكنت اعذب امي الصابرة باسئلتي التي لا تنتهي :
لماذا لا يغرق الجسر داخل النهر الذي يعبره ؟؟..
كيف يتحمل صفعات الموج ولزوجة الطمي ولهو الأسماك وشغب المراكب ؟؟..
وكيف يصمد أمام هوج الرياح دون أن يميل أو يهتز ؟؟!! ..
وعندما تقابل اسئلتي بهمهمة غاضبة او صمت مغتاظ ..
كنت اجاوب نفسي بنفسي .. بأن الجسر هو أقوى الأشياء في الكون ..
بعد أن تخطيت تلك المرحلة .. تغيرت نظرتي للجسور .. وأصبحت أتأملها باسلوب فلسفي يتماهى مع اوهام الطفولة ويرضي تعقيدات النضج ..
...
أصبحت أراها صورة من حياة البشر ..
فنحن شاننا شان الجسور ... نبدأ حياتنا ملتصقين بالأرض .. نحبو على أربع .. ويملأنا شغف الوقوف والارتفاع إلى أعلى ..
نتدرج في العمر و الآمال والطموحات والأحلام حتى نصل إلى الذروة .. وبعدها تبدأ مرحلة الهبوط التدريجي لكل الأشياء ..
حتى نصل إلى نهاية المطاف .. تحت الأرض .. حيث يكون الاستقرار الأبدي ...
لكل جسر سطح مضئ وواضح المعالم .. وفي الاغلبية منها .. تحت السطح تسكن الظلمة بكل ما تحمله من غموض ومفاجآت التي قد لا نضعها في الحسبان ...
في سطح الجسر تكون الحركة سهلة وملتزمة بالخطوط المرسومة بدقة .. وتحته تكون المسارات متداخلة ومخيفة .. مليئة بالاطياف والاشباح ...
كذلك النفس البشرية .. فما يبدو ظاهراً منها غالباً ما يكون الجانب المشرق .. حيث نجتهد جميعا في إخفاء قبحنا وأمراضنا وهواجسنا وأسرارنا المخزية في أعمق جزء من دواخلنا .. وعلى كل من يقرر أن يغوص داخل متاهات نفس بشرية .. أن يتحمل المزالق والظلمة التي تغلف الأرواح .. وان يتحسب للمفاجآت التي قد يواجهها ...
في بعض الدول أصبحت الجسور هي المكان المفضل للعاشقين .. يقطعونها بهيام .. ويتوقفون طويلاً على قمتها .. يتبركون بعلوها .. ويتفاءلون بسطوع أنوارها ..
ينسجون حولها الاساطير المعلقة بامنيات واحلام واوهام عن الحياة والحب وتحقيق الرغبات الممكنة والمستحيلة ..
واصبحت أيضاً المكان المفضل للمهوسيين بفكرة الانسحاب من الحياة .. يمتطون صهوتها .. يقفون على ذروتها .. ويهوون منها مدفوعين بشغف حب الموت ..
الجسور .. عالم يجمع تناقضاته في نفس المساحة بكل سماحة .. كما نجمع نحن تناقضاتنا داخل وعائنا الجسدي بنفس السماحة ...
الجسور .. اعشق فتنتها ليلاً .. وهي تسبح في الضوء .. وتراقص النهر .. وتتحدى الموج والريح والهواجس ...
اعشق رومانسيتها .. وصبرها ..
اعشق البهجة التي تمنحني لها ...
اعشق غموضها ووضوحها وبهاءها ...
اعشق الحياة وانا اْنضر من فوق الجسور الى الاْرض
اعشق الطبيعة وجمالها
اعشق الورد والفراش والعصاقير
عندما بكون الصمت رفيقي في خلوتي فوق الجسور
احيانا بكون للصمت دور فعال في حباتنا
ومنها للصمت
انواع ه......
_________________
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
همسة:
......جسور الصمت...
مع تحيات.....شاعرتكم جزيرة الورد.....
flower flower santa
في عقل طفلة .. كان الجسر هو أقوى شئ في الكون .. احدى المعجزات الخارقة .. فهو الوحيد القادر على حمل الآف السيارات بكل أحجامها .. وآلاف البشر بكل أشكالهم .. الآلف الدواب والهوام والحشرات ..
وكنت اعذب امي الصابرة باسئلتي التي لا تنتهي :
لماذا لا يغرق الجسر داخل النهر الذي يعبره ؟؟..
كيف يتحمل صفعات الموج ولزوجة الطمي ولهو الأسماك وشغب المراكب ؟؟..
وكيف يصمد أمام هوج الرياح دون أن يميل أو يهتز ؟؟!! ..
وعندما تقابل اسئلتي بهمهمة غاضبة او صمت مغتاظ ..
كنت اجاوب نفسي بنفسي .. بأن الجسر هو أقوى الأشياء في الكون ..
بعد أن تخطيت تلك المرحلة .. تغيرت نظرتي للجسور .. وأصبحت أتأملها باسلوب فلسفي يتماهى مع اوهام الطفولة ويرضي تعقيدات النضج ..
...
أصبحت أراها صورة من حياة البشر ..
فنحن شاننا شان الجسور ... نبدأ حياتنا ملتصقين بالأرض .. نحبو على أربع .. ويملأنا شغف الوقوف والارتفاع إلى أعلى ..
نتدرج في العمر و الآمال والطموحات والأحلام حتى نصل إلى الذروة .. وبعدها تبدأ مرحلة الهبوط التدريجي لكل الأشياء ..
حتى نصل إلى نهاية المطاف .. تحت الأرض .. حيث يكون الاستقرار الأبدي ...
لكل جسر سطح مضئ وواضح المعالم .. وفي الاغلبية منها .. تحت السطح تسكن الظلمة بكل ما تحمله من غموض ومفاجآت التي قد لا نضعها في الحسبان ...
في سطح الجسر تكون الحركة سهلة وملتزمة بالخطوط المرسومة بدقة .. وتحته تكون المسارات متداخلة ومخيفة .. مليئة بالاطياف والاشباح ...
كذلك النفس البشرية .. فما يبدو ظاهراً منها غالباً ما يكون الجانب المشرق .. حيث نجتهد جميعا في إخفاء قبحنا وأمراضنا وهواجسنا وأسرارنا المخزية في أعمق جزء من دواخلنا .. وعلى كل من يقرر أن يغوص داخل متاهات نفس بشرية .. أن يتحمل المزالق والظلمة التي تغلف الأرواح .. وان يتحسب للمفاجآت التي قد يواجهها ...
في بعض الدول أصبحت الجسور هي المكان المفضل للعاشقين .. يقطعونها بهيام .. ويتوقفون طويلاً على قمتها .. يتبركون بعلوها .. ويتفاءلون بسطوع أنوارها ..
ينسجون حولها الاساطير المعلقة بامنيات واحلام واوهام عن الحياة والحب وتحقيق الرغبات الممكنة والمستحيلة ..
واصبحت أيضاً المكان المفضل للمهوسيين بفكرة الانسحاب من الحياة .. يمتطون صهوتها .. يقفون على ذروتها .. ويهوون منها مدفوعين بشغف حب الموت ..
الجسور .. عالم يجمع تناقضاته في نفس المساحة بكل سماحة .. كما نجمع نحن تناقضاتنا داخل وعائنا الجسدي بنفس السماحة ...
الجسور .. اعشق فتنتها ليلاً .. وهي تسبح في الضوء .. وتراقص النهر .. وتتحدى الموج والريح والهواجس ...
اعشق رومانسيتها .. وصبرها ..
اعشق البهجة التي تمنحني لها ...
اعشق غموضها ووضوحها وبهاءها ...
اعشق الحياة وانا اْنضر من فوق الجسور الى الاْرض
اعشق الطبيعة وجمالها
اعشق الورد والفراش والعصاقير
عندما بكون الصمت رفيقي في خلوتي فوق الجسور
احيانا بكون للصمت دور فعال في حباتنا
ومنها للصمت
انواع ه......
_________________
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
همسة:
......جسور الصمت...
مع تحيات.....شاعرتكم جزيرة الورد.....
flower flower santa
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78