الذي لم يقله جولدشتاين في كتابه
المقدمات التاريخية للعلم الحديث ..
2011/04/10
بقلم / أحمد حيدة
يعتبر
هذا الكتاب (1) بحق من الكتب المهمة التي بدأت تعيد نسبة الفضل إلى أهله
وتحاول - ولست أدري هل جاهدة صادقة أم على مضض لأن الحق أبلج - أن تنصف
التاريخ العلمي والحضاري الإسلامي.
حاول الكاتب أن ينصف المسلمين
والحضارة الإسلامية، فتحدث في كتابه هذا خصوصا في الفصل الرابع (ص109) الذي
عنونه ب: ( هبة الإسلام ) - والعنوان لاشك دال على الاعتراف والتقدير –
تحدث فيه عن دور الاسلام في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة حين استوعب
علوم الأمم السابقة دون خوف أو كراهية، ثم تمثل تلك العلوم وقوَّمها وصحح
أخطاءها وأضاف إليها الكثير من عطائه العلمي الباهر، وكيف قدم كل ذلك
للإنسانية في عصوره الزاهرة دون ضن أو بخل بل بمحبة لا نظير لها...
كل
هذا الذي ذكره المؤلف في كتابه إلى جانب أسماء الأعلام المسلمين العلماء
والفلاسفة والأطباء، وأسماء مؤلفاتهم ومنجزاتهم العلمية، ومقارنته واقع
المجتمع الإسلامي المدني المتحضر آنذاك بالمجتمعات الأوروبية المعاصرة له
والمتخلفة في جميع مناحي الحياة... كل هذا الذي ذكره المؤلف الألماني جميل
ورائع خصوصا وهو مفكر أوروبي يكتب للمجتمع الغربي بلغة يفهمها، ويسهل عليه
قبولها لأنها لغة ابن أوروبا ومفكر من مفكريها..
لكن الذي لم يذكره جولد شتاين في كتابه يدعو للأسف ويبعث على الحسرة والتألم..
فهو
مثلا حين تحدث عن دور قسطنطين الأفريقي Constantine the Africain في
ترجمة الكتب الطبية العربية التي حصل عليها في صقلية إلى اللاتينية (ص119)
لم يذكر أبدا الدور الخبيث الذي قام به هذا المترجم غير المؤهل نفسيا
وعلميا من بتر واجتزاء للنصوص وإخفاء لأسماء مؤلفيها عن عمد بل وتحويرها
وتحويلها إلى أسماء يونانية غربية فحنين بن إسحق مثلا حوله إلى Isagoge
Johanni ، وما فعله مع أسماء العلماء المسلمين كان ديدنه كذلك مع كتبهم مثل
كتاب ( الصناعة الطبية ) لعلي بن العباس المجوسي إذ حوله إلى Pantegni
وأسنده إلى Techne جالينوس...(2)
وهو مع ميله إلى شيء من التعمق في
عرضه وتحليله التاريخي لم يقل لنا صراحة كيف أن التدخل الأوروبي الحذر -
الذي لا يخلو من الحقد والضغينة خصوصا حيث يقوى تأثير الكنيسة – قد أخر
التقدم الإنساني العلمي قرنين من الزمن قضى الأول - الخامس عشر - منهما في
الانتقام من المسلمين وحضارتهم وسفك دم العلم والمعرفة بإقامة محاكم
التفتيش قربانا للكنيسة الصليبية الحاقدة، وقضى الثاني منهما في محاولة
تعلم اللغة العربية لفهم تراث تلك الأمة وعلومها...
إنه لم يذكر لنا ذلك مع الأسف الشديد، وهكذا عودنا الغربيون دائما أن الإنصاف عندهم قد تكون منه نسخ مختلفة...
لكنني مع ذلك - حسب حظي المتواضع من المعرفة - يمكن اعتبار الكتاب مساهمة جيدة في التأريخ للعلم الإنساني تستحق القراءة.
يعتبر
هذا الكتاب (1) بحق من الكتب المهمة التي بدأت تعيد نسبة الفضل إلى أهله
وتحاول - ولست أدري هل جاهدة صادقة أم على مضض لأن الحق أبلج - أن تنصف
التاريخ العلمي والحضاري الإسلامي.
حاول الكاتب أن ينصف المسلمين
والحضارة الإسلامية، فتحدث في كتابه هذا خصوصا في الفصل الرابع (ص109) الذي
عنونه ب: ( هبة الإسلام ) - والعنوان لاشك دال على الاعتراف والتقدير –
تحدث فيه عن دور الاسلام في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة حين استوعب
علوم الأمم السابقة دون خوف أو كراهية، ثم تمثل تلك العلوم وقوَّمها وصحح
أخطاءها وأضاف إليها الكثير من عطائه العلمي الباهر، وكيف قدم كل ذلك
للإنسانية في عصوره الزاهرة دون ضن أو بخل بل بمحبة لا نظير لها...
كل
هذا الذي ذكره المؤلف في كتابه إلى جانب أسماء الأعلام المسلمين العلماء
والفلاسفة والأطباء، وأسماء مؤلفاتهم ومنجزاتهم العلمية، ومقارنته واقع
المجتمع الإسلامي المدني المتحضر آنذاك بالمجتمعات الأوروبية المعاصرة له
والمتخلفة في جميع مناحي الحياة... كل هذا الذي ذكره المؤلف الألماني جميل
ورائع خصوصا وهو مفكر أوروبي يكتب للمجتمع الغربي بلغة يفهمها، ويسهل عليه
قبولها لأنها لغة ابن أوروبا ومفكر من مفكريها..
لكن الذي لم يذكره جولد شتاين في كتابه يدعو للأسف ويبعث على الحسرة والتألم..
فهو
مثلا حين تحدث عن دور قسطنطين الأفريقي Constantine the Africain في
ترجمة الكتب الطبية العربية التي حصل عليها في صقلية إلى اللاتينية (ص119)
لم يذكر أبدا الدور الخبيث الذي قام به هذا المترجم غير المؤهل نفسيا
وعلميا من بتر واجتزاء للنصوص وإخفاء لأسماء مؤلفيها عن عمد بل وتحويرها
وتحويلها إلى أسماء يونانية غربية فحنين بن إسحق مثلا حوله إلى Isagoge
Johanni ، وما فعله مع أسماء العلماء المسلمين كان ديدنه كذلك مع كتبهم مثل
كتاب ( الصناعة الطبية ) لعلي بن العباس المجوسي إذ حوله إلى Pantegni
وأسنده إلى Techne جالينوس...(2)
وهو مع ميله إلى شيء من التعمق في
عرضه وتحليله التاريخي لم يقل لنا صراحة كيف أن التدخل الأوروبي الحذر -
الذي لا يخلو من الحقد والضغينة خصوصا حيث يقوى تأثير الكنيسة – قد أخر
التقدم الإنساني العلمي قرنين من الزمن قضى الأول - الخامس عشر - منهما في
الانتقام من المسلمين وحضارتهم وسفك دم العلم والمعرفة بإقامة محاكم
التفتيش قربانا للكنيسة الصليبية الحاقدة، وقضى الثاني منهما في محاولة
تعلم اللغة العربية لفهم تراث تلك الأمة وعلومها...
إنه لم يذكر لنا ذلك مع الأسف الشديد، وهكذا عودنا الغربيون دائما أن الإنصاف عندهم قد تكون منه نسخ مختلفة...
لكنني مع ذلك - حسب حظي المتواضع من المعرفة - يمكن اعتبار الكتاب مساهمة جيدة في التأريخ للعلم الإنساني تستحق القراءة.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78