أوتار وترانيم وطنية فلسطينية مدينة وقصيدة . . .إهداء هديل الحمام

قد اتيتك شوقا ...............

كم تمنيت أن أراك حيا لأفوز بمصافحتك.. أو أسمع صوتك يزأر( عالقدس رايحيين شهداء بالملايين ) ..أو أرى بملامح وجهك ثورة خطت تفاصيل مشقتها في وجنتيك .. قد أتيتك شوقا سيدي . آملة أن تعود بي عجلة الزمان الى الماضي الجميل هنا .. وأنا أقف على قبرك شعرت برهبة أكتستني وألم وحسرة قد انتابتني .. مزيج من المشاعر سيطر علي .. فرحة وحزن .. خوف وطمأنينة .. تقدمت منك أكثر بخطواتي ..خانتني الكلمات واسعفتني الدمعات .. حاولت جاهده أن اصرخ وأملأ الدنيا صراخ .. ولكن أبت صرخاتي الا ان تبقى حبيسة الوجدان .. جئتك مثقلة بالأحزان .. مفجوعة بحاضر مؤلم كئيب ..جئت أبوح لأب حنون هموم الوطن اليتيم .. ودماء الاشقاء التي سالت في لحظة المغيب ,, وانقل لك أنين غزة قلعة الصمود و صرخات الثكالى واستنجادات اليتامى وتؤهات الارامل والاطفال .. جئت أشكو اليك سنين قحط وجذب حلت لعنتها على وطنك المقهور منذ أن غادرتنا ,, ودقت ساعة الرحيل

جئت أخبرك عن محرقة غزة وكيف اشعلوا نارها من دماء أهلها المستضعفين .. على مرآى ومسمع العالم والكل صامت .. صمت مخز ورهيب .. سيدي نهشتنا نار الفرقة وأدمتنا سهام الغدر من الغريب والقريب .. ففي كل بين فلسطيني هناك بكاء ونحيب .. هناك عزاء وشهيد .. قلوب توقف نبضها وجراح عجز الأطباء عن مداواتها وأهوال لا حصر لها حلت بنا بعد رحيلك وكأنها تقول لنا .. هل من مزيد !!

فرقونا من بعدك .. فسادوا علينا والشعب أمسى تائها ..حينما صمت على الظلم ..فكانا أخرسا عن الحق فغابت الحقيقة وودعت ديارنا ..والكل فقد صوابه نلهث وراء سراب وكأننا تائهين في صحراء ..كأصحاب موسى ولكن الفرق أن هؤلاء كان موسى معهم ..

أما نحن فقد غادرنا موسى وللأبد..

قد أتيتك شوقا سيدي يا صاحب الكوفية السوداء ..أتيتك من بيت المقدس حبيبتك وحلمك الذي لم يكتمل أتيتك جزعه مما يحدث .. أتيتك شوقا الى الايام الخالده التي كانت فيها هامتنا تعانق الاعلام .. لأيام كنت فيها أنت القائد المغوار .. ونحن شعبك الجبار تسير بنا على درب الحرية ونحن نردد من خلفك (عالقدس رايحين شهداء بالملايين ) ضاعت القدس ولا أحد يبالي لها وحرقت غزة ولم يحمر وجه احد غضبا لاجلها ووءدت الضفه الغربية ولم يسمع احد صوتها .. ما عادت تجمعنا راية ولا عادت عيوننا مصوبة نحو القدس !!!

وفلسطين غيبت قضيتها وبات لنا دولتين عوضا عنها هنا الضفه وهناك غزة والقدس أعلنوا وفاتها وبات لنا قائدين هنا وهناك فهل نفرح سيدي ام نبكي على الاطلال ؟؟
هاهي الشمس تعلن أفول يوم اخر فوداعا سيدي ..أدري أنك حزين حزين وأنك في قبرك تنزف ألما على ما يحدث رغم أن الاحياء جفت دمائهم ..

فوداعا ياسيد الوطن .. وداعا ياسيد الثورة ,,وداعا يا زمن العزه ,,وياآخر الرجال ويا آخر شموع الثورة ..

وبينما أنا ألملم كومة أحزاني وأجفف دموعي سمعت صوته يقول لي .. بلغي للقدس سلامي وقولي لها أنني أشتعل شوقا ليعانق ثراها جسدي .. ولكن لقاءنا بعيد ومستحيل .. فوصيتي قد طواها النسيان وبات تحقيقها محال ,, فقد مات كل الشرفاء والابطال ,,,,فمن سيحقق لي حلمي ؟؟

عدت الى مدينتي ودموعي تهطل رغما عني وذاك الصوت ما زال يردد بلغي للقدس سلامي , بلغي للقدس سلامي .
هديل الحمام