الحراك الذي تشهده بلداننا العربية حراك عربي بزمانه ومكانه وأسبابه وأهدافه، ونتائجه الحتمية احتجاجات عارمة وانعكاسات على دول العالم وردود أفعال في عالمنا العربي.
وإذا أردنا دراسة ومعرفة أسباب كثير من حالات التمرد والعصيان والانقلاب على أنظمة الحكم نجد أن الأسباب مختلفة ومتعددة وذلك ناتج عن الاستبداد والاضطهاد والدكتاتورية وغيرها ..تنتفض الجماهير وتشكل حالة من الحراك الجماهيري فمنهم من يرى بالمطالبة ببعض الإصلاحات على المستوى المعيشي والاقتصادي والسياسي وتغيير بعض الأشخاص المتنفذين بالدولة أو السلطة أو المملكة المعتقد بأنهم عناصر الخلل، ومنهم من يرى بانقلاب كامل بكل أجهزة الدولة العسكرية والوزارية ويحدث تغييرا كاملا وهو تغيير نظام الحكم من خلال وسائل سلمية بمعني انقلاب ابيض، وفي غالب الأحيان يكون من داخل المؤسسة العسكرية يقوم بها الجيش ويعلن عنها من خلال الإعلام . وهناك العديد من الانقلابات على مستوى العالم العربي حصلت بأقل الخسائر الممكنة.
الانقلاب عادة ما يقوم به بعض من أفراد الجيش المتنفذين للاستيلاء على السلطة إما أن يكون ناتج عن أطماع ذاتيه بكرسي الحكم أو لأغراض إصلاحية بالدولة أو شعور بالظلم ، وذلك ناتج عن فساد إداري بالمؤسسة العسكرية والمجتمعية وهبوط في أداء الحكومة بكل مؤسساتها
وقد أقدمت العديد من القوى الجماهيرية والمثقفين والمبدعين في صفوف المجتمعات العربية على التحرك ضد الأنظمة الحاكمة المستبدة أو العاجزة عن تحقيق أدنى متطلبات المعيشة والسلامة والأمن للمواطن وبتأييد جماهيري وبالعادة دائما ما تكون هذه الحراكات عفوية في بدايتها ومن تم يتم تطويرها وتوجيهها من خلال قيادة ثورية معروفة ولها برنامج واضح ومطالب يجمع عليها الشعب.
لنستعرض بعض الحقائق والانقلابات التي سجلت على مدار عقود من الزمن في عالمنا العربي ومن الملاحظ على المشهد السياسي والوطني بروز انقلابات بين الفينة والأخرى في بعض من الأقطار العربية، ومن تلك الدول الذي حدثت فيها انقلابات نفذتها قوى معارضة داخل صفوف القيادة وغالبا ما تكون في صفوف الجيش الانقلاب الشهير الذي كان على يد معمر القذافي، انقلاب 1969 في ليبيا أو ما عرف لاحقا باسم "ثورة الفاتح من سبتمبر" وبعدها قام القذافي بمسانده "ثورة المسلمين" في تشاد ضد حكم الأقلية المسيحية التي أقامها الفرنسيون بزعامة فرانسوا تومبالباي وساند المسلمين في جنوب الفيليبين مساندة قوية، انتهت بإعطاء ولايات الجنوب حكما ذاتيا.
انقلابات أخرى كانت في سوريا مثل الانقلاب العسكري في ديسمبر 1949 وهو ثالث انقلاب عسكري في البلاد خلال عام واحد وانقلابات عسكرية في العراق هي ثورة 14 تموز 1958 وتعرف أيضا بحركة أو انقلاب 14 تموز 1958، التي أطاحت بالمملكة العراقية .. ويعتبر عبد الكريم قاسم أهم قائد من القادة الذين وصلوا للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان أكثرهم شعبية في تاريخ العراق الحديث بين الأوساط الشعبية الفقيرة في العراق، عبد السلام محمد عارف واحد من مجموعة الضباط الذين أطاحوا بالنظام الملكي في 14/7/1958 وهو معروف بميوله القومية وولائه لجمال عبد الناصر وانقلاب آخر بالعراق بقياده صدام حسين في اليوم الثامن من شهر فبراير لعام 1963م قام حزب البعث بانقلاب على نظام عبد الكريم قاسم وقد شهد هذا الانقلاب قتالا شرسا دار في شوارع بغداد
وانقلاب آخر في الجزائر في 19 يونيو/ حزيران: أطاح العقيد هواري بومدين بالرئيس أحمد بن بلة في انقلاب عسكري. وانقلاب آخر في جمهوريه مصر العربية حركه الضباط الأحرار المصريين هي حركة تغيير سلمي أخذت شكل الانقلاب العسكري قادها ضباط الجيش المصري بقياده جمال عبد الناصر في منتصف ليلة 23 يوليو تموز عام 1952.. ناهيك عن الانقلاب بدويلة قطر الذي قام به العاق لوالديه في 27 يونيو 1995 تولى مقاليد الحكم اثر انقلاب أبيض على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وهناك العديد من الانقلابات الفاشلة.
واليوم نعيش حالة من الحراك العربي في بعض من الدول العربية .. تميز هذا الحراك في جميع الأقطار العربية بظهور هتاف موحد في أرجاء الدول العربية مما أدى لخروج مظاهرات في كثير من الأقطار العربية وكسر حاجز الخوف من تلك الأنظمة القمعية التي عملت على التضييق والقمع لكل من تسول له نفسه بالتظاهر أو يعبر عن غضبه أو رفضه المساس بهذا الوطن.
لقد شاهدنا بعضا من المظاهرات في دول عربية مثل البحرين والأردن وتونس والمغرب وعمان، يوم الغضب الجماهيري في 15 ابريل وهناك بعض من الدول العربية الذي تعاملت مع الحراك العربي وخاصة في دول الخليج مما مكنها التعامل مع الجماهير بإجراء بعض من الإصلاحات على مستوى الفرد أو الجماعة وبعض من مؤسسات الدولة لاستيعاب المنتفضين والحد من شده التوتر بالمنطقة، وذلك عكس ما حدث في تونس بعد أن أقدم احد المواطنين على حرق نفسه مما أدى إلى اندلاع انتفاضة وهبة جماهيرية عارمة أطاحت بنظام زين العابدين بن علي وكان من أسباب هذه الانتفاضة الفساد المستشري بكل مؤسسات الدولة وحالات الفقر والبطالة والتضييق السياسي وغيرها وامتد هذا الحراك حتى عصف بكثير من الدول وعلى رأسها دولة مصر احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية وكانت معظم الاحتجاجات هي لتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء حالات الفساد ورفع الأجور والقضاء على مظاهر البطالة وغيرها من أمور ومن ثم تطورت إلى أن وصلت للمناداة بإسقاط النظام ، حينها سرعان ما تعاملت الشرطة والأمن المركزي بعنف وقامت باستخدام الرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد بعض من المحتجين وعمت الفوضى معظم المحافظات في جمهوريه مصر العربية فتحولت الاحتجاجات على قمع الشرطة وحرقت العديد من مراكز الشرطة وسرعان ما تحولت إلى المناداة بإسقاط الرئيس والتنديد بسياسة التوريث.. ناهيك عن التدخل الخفي لبعض من عناصر مشبوهة محلية وأجنبية عبثت بالأمن المصري مما تسبب بقتل العديد من المواطنين وإشعال نار الفتنة وتوسيع بقعة العداء بين الشرطة والمواطنين حتى امتدت إلى كل محافظات الوطن في أرجاء جمهورية مصر العربية مما اثر سلبيا على كل مناحي الحياة، وذلك على ما اعتبر فساداً في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك حتى اجبروه على التنحي.
فيما امتد الحراك الجماهيري إلى الجمهورية الليبية على غرار الحراك الشعبي في مصر وتونس واليمن كما شاهدنا في مختلف المدن الليبية مسيرات حاشدة تطالب بتعديل الدستور الليبي وتحسين بعض الأمور الحياتية ومنادية بالإصلاحات على كافه المستويات السياسية والحزبية وإلغاء الكتاب الأخضر مما دفع قوات النظام للتعامل مع هذه المطالب بعنجهية كبيره وبقوة مفرطة .. متناسية كل القيم الأخلاقية وأحقيه الشعوب بتعديل أي مسار لأي نظام يحكم في الدولة لترسيخ معاني الديمقراطية وحرية التعبير وغيره، فسقط العديد من الشهداء مما زاد لهيب الحراك الجماهيري في كل المناطق وأخذت الأمور تتدحرج نحو الأسوأ فالأسوأ إلى أن أصبح توحيد الهتاف الشعب يريد إسقاط النظام ومما جعل الجمهورية مطمعا لكثير من المتربصين بليبيا لما تمتلكه من ثروة نفطية عظيمة وتدمير الترسانة العسكرية وخلط الأوراق بما يجعل الحليم تائها مما دفع ببعض من المعارضة الخارجية لتشكيل حاله تقود الجماهير بالتنسيق مع حلف الناتو وهو ما أدى إلى استخدام العنف والقصف وغيره من هجمات جوية مبرمجة حتى قتل معمر القذافي وأسقط النظام بأكمله .
ناهيك عن الحراك في اليمن وما ترتب عليه من أحداث وخسائر على كل المستويات البشرية والاقتصادية في كل أنحاء اليمن مع تغير المشهد عما حصل في مصر وتونس لطبيعة التركيبة الاجتماعية في تلك البلاد وما لوحظ على نظام على عبد الله صالح وكانت اكبر حركات الاحتجاج في المشهد اليمني وبما انه يختلف من حيث الموقع الجغرافي والتركيبة الاجتماعية من قبائل متعددة ويمن جنوبي وشمالي وحوثيين وغيرها إلا أن هناك تدخلات حثيثة من بعض الدول العربية أدت لإنهاء الحراك الجماهيري بأقل الأضرار.
أما من حيث التشابه في المطالب الشرعية والإصلاحية في كل البلدان العربية كانت تتلخص بالبطاله والفساد في المؤسسة العسكرية والوزارية ودعم الأجور وإصلاحات سياسية والمطالبة بأقاله الرئيس على عبد الله صالح وتخلل الحراك العديد من المسيرات من كلا الأطراف المؤيدة والمعارضة مما أدى إلى الاشتباكات بين الفريقين المتخاصمين وسقوط العديد من الشهداء والاعتداء بكافه الأسلحة من كافة الأطراف ولا شك من وجود أيدي خفية تلعب على كل التناقضات ومجريات الأحداث لتأجيجها لمصالح حزبية ودولية حتى انتقل المشهد نفسه لدولة سوريا:
ابتدأ الحراك الجماهيري بمسيرات شعبية تطالب ببعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية مع الاختلاف بطبيعة المكان والتركيبة الاجتماعية وطبيعة النظام الحاكم والمعارضة الداخلية والخارجية ، تميزت هذه الاحتجاجات بتوحيد هتاف عربي الشعب يريد إسقاط النظام فازدادت حدة الحراك الجماهيري مع الشبان السوريين الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار حرية حرية، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلى الشعب يريد إسقاط النظام انتشرت المظاهرات للمرَّة الأولى لتعمَّ العشرات من مدن سوريا تحت شعار «جمعة العزة» بتاريخ 25 مارس لتشمل دمشق وريفها وحمص واللاذقية ودرعا وبانياس والقامشلي ومناطق أخرى عدة، واستمرَّت بعدها بالتوسع والتمدد شيئاً فشيئاً أسبوعاً بعد أسبوع، وبعد القمع الدامي للانتفاضة من قبل القوات السورية تم تشكيل الجيش السوري الحر بإشراف ودعم أجنبي وامتدت أعمال العنف بكل إشكالها وألوانها بكافه الأماكن في سوريا حتى فقد الجميع أي حوار ممكن يعيد المياه لمجاريها من شده العداء من حيث عدد الشهداء والجرحى والأسرى ناهيك عن الأيدي الخفية الذي مارست دورها الخفي لتضخيم الأمور وتجيرها نحو هدف مرسوم ومعد له مسبقا بأساليب مختلفة من بلد لآخر واللعب على كل الحبال من حيث الحزبية والفئوية والطائفية والدينية بكل أشكالها وألوانها.
ومن هنا تبدأ الحكاية والأطماع والأهداف المرجو تنفيذها من خلال آليات متنوعة ومتعددة لا يختلف اثنان على نازية حكامنا ودكتاتوريتهم وإساءتهم في أثناء حكمهم وهدر أموال الشعب والعبث في مصالح الأمة واستخدام سياسة فرق تسد بين الشعوب العربية بل بين كل نظام عربي والارتماء في أحضان منهم في الغرب ومنهم في الشرق وغيرها من الأحضان التي لا تمت للعروبة والوحدة بأي صلة.. ناهيك عن قمع الشعوب وقهرها وكتم الأفواه والحريات مما أدى إلى تكريس الحقد بين الشعب والسلطة ولكن رغم كل هذا وذاك إلا ان هناك أطماع امبريالية منها الظاهر للعيان ومنها الخفي بالتدخل الأجنبي السافر في شؤون البلاد العربية على وجه الخصوص مما زاد حقد وسخط الشعوب على رضوخ بعض حكامنا لمثل هذه السيناريوهات الأجنبية مما زاد تفسخ الوطن العربي إلى كانتونات طائفية وحزبية والتي كانت تهدف للحظة مثل هذه اللحظات من خلال الإعلام الموجه الدفين أمثال الجزيرة التي كانت تصول وتجول في كل أرجاء الوطن العربي خلال السنوات السابقة والتي جعلت هما كبيرا متراكما لدى عقول الشعوب العربية.
لاحظ حينما اندلعت الأحداث في تونس كان تدخل فرنسي وأمريكي سافر في شؤون تونس الداخلية وإملاء كل ماهو مطلوب للمصلحة الأجنبية أولا ومن ثم التدخل في شؤون مصر الغير مبرر وكأنه انتقام من مصر بشكل خاص على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية ناهيك عن شبكات التجسس لصالح أمريكا وإسرائيل حتى عاثوا في الأرض فسادا.. ويتكرر نفس المشهد التدخل الأجنبي في ليبيا وان اختلفت السيناريوهات من حيث التنفيذ والآلية قصف ودمار من حلف الناتو بإجماع أممي منحط وبعض من دول عربيه منحطة أسهمت في تدمير ليبيا والدور مستمر والمشهد يتكرر بأساليب مختلفة ومبتكرة من حيث العنصر والتحالفات الدولية والتجنيد والذرائع والأشخاص وآليات التنفيذ لتدمير سوريا أيضا وخلق صراع طائفي وحرب أهلية لكي يختلط الحابل بالنابل وتسليح فريق عن فريق لتصبح حربا أمريكية ( صهيونية ) إيرانية على ارض عربيه بأيدي عربية من مختلف الطوائف والتوجهات والانتماءات وبسلاح أمريكي وروسي..
هنيئا لكم يا عرب هنيئا لكم يا مسلمين، السؤال هنا : ما المصلحة الأمريكية في قلب نظام الحكم في تونس و مصر وليبيا واليمن وسوريا؟ هل حبا في عيون العرب؟ هل من أجل تكريس مبدأ الديمقراطية عند العرب؟ هل من أجل إعطاء الشعوب العربية مزيدا من الحرية والعيش بكرامة؟ أم من اجل تدمير القوة العسكرية في مصر وخلق حرب أهلية وجر العسكر لمتاهات في حروب طائفية وحزبية لكونها أكبر قوة عربيه في الشرق الأوسط من حيث الكفاءة والتدريب والعتاد والخبرة.. وكذلك ليبيا تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح .. كما دمرت الترسانة العراقية سابقا وقسم العراق إلى كانتونات طائفية ومذهبية وحزبية.. وكذالك اليمن هناك مطامع إيرانيه أمريكية لتقسيم اليمن جنوبي وشمالي وحوثيين وغيرها من القبائل.. وسوريا عقبة أمام أمريكا وإسرائيل لكونها تمتلك قوة عسكرية وجيش نظامي لا يستهان به في الشرق الأوسط.
في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض تطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى موجة الثورات التي وقعت في غير بلد عربي قائلا إن التغيير في الشرق الأوسط يتم بإرادة شعوبه.. هل هذا صحيح ؟
وإذا أردنا دراسة ومعرفة أسباب كثير من حالات التمرد والعصيان والانقلاب على أنظمة الحكم نجد أن الأسباب مختلفة ومتعددة وذلك ناتج عن الاستبداد والاضطهاد والدكتاتورية وغيرها ..تنتفض الجماهير وتشكل حالة من الحراك الجماهيري فمنهم من يرى بالمطالبة ببعض الإصلاحات على المستوى المعيشي والاقتصادي والسياسي وتغيير بعض الأشخاص المتنفذين بالدولة أو السلطة أو المملكة المعتقد بأنهم عناصر الخلل، ومنهم من يرى بانقلاب كامل بكل أجهزة الدولة العسكرية والوزارية ويحدث تغييرا كاملا وهو تغيير نظام الحكم من خلال وسائل سلمية بمعني انقلاب ابيض، وفي غالب الأحيان يكون من داخل المؤسسة العسكرية يقوم بها الجيش ويعلن عنها من خلال الإعلام . وهناك العديد من الانقلابات على مستوى العالم العربي حصلت بأقل الخسائر الممكنة.
الانقلاب عادة ما يقوم به بعض من أفراد الجيش المتنفذين للاستيلاء على السلطة إما أن يكون ناتج عن أطماع ذاتيه بكرسي الحكم أو لأغراض إصلاحية بالدولة أو شعور بالظلم ، وذلك ناتج عن فساد إداري بالمؤسسة العسكرية والمجتمعية وهبوط في أداء الحكومة بكل مؤسساتها
وقد أقدمت العديد من القوى الجماهيرية والمثقفين والمبدعين في صفوف المجتمعات العربية على التحرك ضد الأنظمة الحاكمة المستبدة أو العاجزة عن تحقيق أدنى متطلبات المعيشة والسلامة والأمن للمواطن وبتأييد جماهيري وبالعادة دائما ما تكون هذه الحراكات عفوية في بدايتها ومن تم يتم تطويرها وتوجيهها من خلال قيادة ثورية معروفة ولها برنامج واضح ومطالب يجمع عليها الشعب.
لنستعرض بعض الحقائق والانقلابات التي سجلت على مدار عقود من الزمن في عالمنا العربي ومن الملاحظ على المشهد السياسي والوطني بروز انقلابات بين الفينة والأخرى في بعض من الأقطار العربية، ومن تلك الدول الذي حدثت فيها انقلابات نفذتها قوى معارضة داخل صفوف القيادة وغالبا ما تكون في صفوف الجيش الانقلاب الشهير الذي كان على يد معمر القذافي، انقلاب 1969 في ليبيا أو ما عرف لاحقا باسم "ثورة الفاتح من سبتمبر" وبعدها قام القذافي بمسانده "ثورة المسلمين" في تشاد ضد حكم الأقلية المسيحية التي أقامها الفرنسيون بزعامة فرانسوا تومبالباي وساند المسلمين في جنوب الفيليبين مساندة قوية، انتهت بإعطاء ولايات الجنوب حكما ذاتيا.
انقلابات أخرى كانت في سوريا مثل الانقلاب العسكري في ديسمبر 1949 وهو ثالث انقلاب عسكري في البلاد خلال عام واحد وانقلابات عسكرية في العراق هي ثورة 14 تموز 1958 وتعرف أيضا بحركة أو انقلاب 14 تموز 1958، التي أطاحت بالمملكة العراقية .. ويعتبر عبد الكريم قاسم أهم قائد من القادة الذين وصلوا للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان أكثرهم شعبية في تاريخ العراق الحديث بين الأوساط الشعبية الفقيرة في العراق، عبد السلام محمد عارف واحد من مجموعة الضباط الذين أطاحوا بالنظام الملكي في 14/7/1958 وهو معروف بميوله القومية وولائه لجمال عبد الناصر وانقلاب آخر بالعراق بقياده صدام حسين في اليوم الثامن من شهر فبراير لعام 1963م قام حزب البعث بانقلاب على نظام عبد الكريم قاسم وقد شهد هذا الانقلاب قتالا شرسا دار في شوارع بغداد
وانقلاب آخر في الجزائر في 19 يونيو/ حزيران: أطاح العقيد هواري بومدين بالرئيس أحمد بن بلة في انقلاب عسكري. وانقلاب آخر في جمهوريه مصر العربية حركه الضباط الأحرار المصريين هي حركة تغيير سلمي أخذت شكل الانقلاب العسكري قادها ضباط الجيش المصري بقياده جمال عبد الناصر في منتصف ليلة 23 يوليو تموز عام 1952.. ناهيك عن الانقلاب بدويلة قطر الذي قام به العاق لوالديه في 27 يونيو 1995 تولى مقاليد الحكم اثر انقلاب أبيض على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وهناك العديد من الانقلابات الفاشلة.
واليوم نعيش حالة من الحراك العربي في بعض من الدول العربية .. تميز هذا الحراك في جميع الأقطار العربية بظهور هتاف موحد في أرجاء الدول العربية مما أدى لخروج مظاهرات في كثير من الأقطار العربية وكسر حاجز الخوف من تلك الأنظمة القمعية التي عملت على التضييق والقمع لكل من تسول له نفسه بالتظاهر أو يعبر عن غضبه أو رفضه المساس بهذا الوطن.
لقد شاهدنا بعضا من المظاهرات في دول عربية مثل البحرين والأردن وتونس والمغرب وعمان، يوم الغضب الجماهيري في 15 ابريل وهناك بعض من الدول العربية الذي تعاملت مع الحراك العربي وخاصة في دول الخليج مما مكنها التعامل مع الجماهير بإجراء بعض من الإصلاحات على مستوى الفرد أو الجماعة وبعض من مؤسسات الدولة لاستيعاب المنتفضين والحد من شده التوتر بالمنطقة، وذلك عكس ما حدث في تونس بعد أن أقدم احد المواطنين على حرق نفسه مما أدى إلى اندلاع انتفاضة وهبة جماهيرية عارمة أطاحت بنظام زين العابدين بن علي وكان من أسباب هذه الانتفاضة الفساد المستشري بكل مؤسسات الدولة وحالات الفقر والبطالة والتضييق السياسي وغيرها وامتد هذا الحراك حتى عصف بكثير من الدول وعلى رأسها دولة مصر احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية وكانت معظم الاحتجاجات هي لتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء حالات الفساد ورفع الأجور والقضاء على مظاهر البطالة وغيرها من أمور ومن ثم تطورت إلى أن وصلت للمناداة بإسقاط النظام ، حينها سرعان ما تعاملت الشرطة والأمن المركزي بعنف وقامت باستخدام الرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد بعض من المحتجين وعمت الفوضى معظم المحافظات في جمهوريه مصر العربية فتحولت الاحتجاجات على قمع الشرطة وحرقت العديد من مراكز الشرطة وسرعان ما تحولت إلى المناداة بإسقاط الرئيس والتنديد بسياسة التوريث.. ناهيك عن التدخل الخفي لبعض من عناصر مشبوهة محلية وأجنبية عبثت بالأمن المصري مما تسبب بقتل العديد من المواطنين وإشعال نار الفتنة وتوسيع بقعة العداء بين الشرطة والمواطنين حتى امتدت إلى كل محافظات الوطن في أرجاء جمهورية مصر العربية مما اثر سلبيا على كل مناحي الحياة، وذلك على ما اعتبر فساداً في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك حتى اجبروه على التنحي.
فيما امتد الحراك الجماهيري إلى الجمهورية الليبية على غرار الحراك الشعبي في مصر وتونس واليمن كما شاهدنا في مختلف المدن الليبية مسيرات حاشدة تطالب بتعديل الدستور الليبي وتحسين بعض الأمور الحياتية ومنادية بالإصلاحات على كافه المستويات السياسية والحزبية وإلغاء الكتاب الأخضر مما دفع قوات النظام للتعامل مع هذه المطالب بعنجهية كبيره وبقوة مفرطة .. متناسية كل القيم الأخلاقية وأحقيه الشعوب بتعديل أي مسار لأي نظام يحكم في الدولة لترسيخ معاني الديمقراطية وحرية التعبير وغيره، فسقط العديد من الشهداء مما زاد لهيب الحراك الجماهيري في كل المناطق وأخذت الأمور تتدحرج نحو الأسوأ فالأسوأ إلى أن أصبح توحيد الهتاف الشعب يريد إسقاط النظام ومما جعل الجمهورية مطمعا لكثير من المتربصين بليبيا لما تمتلكه من ثروة نفطية عظيمة وتدمير الترسانة العسكرية وخلط الأوراق بما يجعل الحليم تائها مما دفع ببعض من المعارضة الخارجية لتشكيل حاله تقود الجماهير بالتنسيق مع حلف الناتو وهو ما أدى إلى استخدام العنف والقصف وغيره من هجمات جوية مبرمجة حتى قتل معمر القذافي وأسقط النظام بأكمله .
ناهيك عن الحراك في اليمن وما ترتب عليه من أحداث وخسائر على كل المستويات البشرية والاقتصادية في كل أنحاء اليمن مع تغير المشهد عما حصل في مصر وتونس لطبيعة التركيبة الاجتماعية في تلك البلاد وما لوحظ على نظام على عبد الله صالح وكانت اكبر حركات الاحتجاج في المشهد اليمني وبما انه يختلف من حيث الموقع الجغرافي والتركيبة الاجتماعية من قبائل متعددة ويمن جنوبي وشمالي وحوثيين وغيرها إلا أن هناك تدخلات حثيثة من بعض الدول العربية أدت لإنهاء الحراك الجماهيري بأقل الأضرار.
أما من حيث التشابه في المطالب الشرعية والإصلاحية في كل البلدان العربية كانت تتلخص بالبطاله والفساد في المؤسسة العسكرية والوزارية ودعم الأجور وإصلاحات سياسية والمطالبة بأقاله الرئيس على عبد الله صالح وتخلل الحراك العديد من المسيرات من كلا الأطراف المؤيدة والمعارضة مما أدى إلى الاشتباكات بين الفريقين المتخاصمين وسقوط العديد من الشهداء والاعتداء بكافه الأسلحة من كافة الأطراف ولا شك من وجود أيدي خفية تلعب على كل التناقضات ومجريات الأحداث لتأجيجها لمصالح حزبية ودولية حتى انتقل المشهد نفسه لدولة سوريا:
ابتدأ الحراك الجماهيري بمسيرات شعبية تطالب ببعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية مع الاختلاف بطبيعة المكان والتركيبة الاجتماعية وطبيعة النظام الحاكم والمعارضة الداخلية والخارجية ، تميزت هذه الاحتجاجات بتوحيد هتاف عربي الشعب يريد إسقاط النظام فازدادت حدة الحراك الجماهيري مع الشبان السوريين الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار حرية حرية، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلى الشعب يريد إسقاط النظام انتشرت المظاهرات للمرَّة الأولى لتعمَّ العشرات من مدن سوريا تحت شعار «جمعة العزة» بتاريخ 25 مارس لتشمل دمشق وريفها وحمص واللاذقية ودرعا وبانياس والقامشلي ومناطق أخرى عدة، واستمرَّت بعدها بالتوسع والتمدد شيئاً فشيئاً أسبوعاً بعد أسبوع، وبعد القمع الدامي للانتفاضة من قبل القوات السورية تم تشكيل الجيش السوري الحر بإشراف ودعم أجنبي وامتدت أعمال العنف بكل إشكالها وألوانها بكافه الأماكن في سوريا حتى فقد الجميع أي حوار ممكن يعيد المياه لمجاريها من شده العداء من حيث عدد الشهداء والجرحى والأسرى ناهيك عن الأيدي الخفية الذي مارست دورها الخفي لتضخيم الأمور وتجيرها نحو هدف مرسوم ومعد له مسبقا بأساليب مختلفة من بلد لآخر واللعب على كل الحبال من حيث الحزبية والفئوية والطائفية والدينية بكل أشكالها وألوانها.
ومن هنا تبدأ الحكاية والأطماع والأهداف المرجو تنفيذها من خلال آليات متنوعة ومتعددة لا يختلف اثنان على نازية حكامنا ودكتاتوريتهم وإساءتهم في أثناء حكمهم وهدر أموال الشعب والعبث في مصالح الأمة واستخدام سياسة فرق تسد بين الشعوب العربية بل بين كل نظام عربي والارتماء في أحضان منهم في الغرب ومنهم في الشرق وغيرها من الأحضان التي لا تمت للعروبة والوحدة بأي صلة.. ناهيك عن قمع الشعوب وقهرها وكتم الأفواه والحريات مما أدى إلى تكريس الحقد بين الشعب والسلطة ولكن رغم كل هذا وذاك إلا ان هناك أطماع امبريالية منها الظاهر للعيان ومنها الخفي بالتدخل الأجنبي السافر في شؤون البلاد العربية على وجه الخصوص مما زاد حقد وسخط الشعوب على رضوخ بعض حكامنا لمثل هذه السيناريوهات الأجنبية مما زاد تفسخ الوطن العربي إلى كانتونات طائفية وحزبية والتي كانت تهدف للحظة مثل هذه اللحظات من خلال الإعلام الموجه الدفين أمثال الجزيرة التي كانت تصول وتجول في كل أرجاء الوطن العربي خلال السنوات السابقة والتي جعلت هما كبيرا متراكما لدى عقول الشعوب العربية.
لاحظ حينما اندلعت الأحداث في تونس كان تدخل فرنسي وأمريكي سافر في شؤون تونس الداخلية وإملاء كل ماهو مطلوب للمصلحة الأجنبية أولا ومن ثم التدخل في شؤون مصر الغير مبرر وكأنه انتقام من مصر بشكل خاص على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية ناهيك عن شبكات التجسس لصالح أمريكا وإسرائيل حتى عاثوا في الأرض فسادا.. ويتكرر نفس المشهد التدخل الأجنبي في ليبيا وان اختلفت السيناريوهات من حيث التنفيذ والآلية قصف ودمار من حلف الناتو بإجماع أممي منحط وبعض من دول عربيه منحطة أسهمت في تدمير ليبيا والدور مستمر والمشهد يتكرر بأساليب مختلفة ومبتكرة من حيث العنصر والتحالفات الدولية والتجنيد والذرائع والأشخاص وآليات التنفيذ لتدمير سوريا أيضا وخلق صراع طائفي وحرب أهلية لكي يختلط الحابل بالنابل وتسليح فريق عن فريق لتصبح حربا أمريكية ( صهيونية ) إيرانية على ارض عربيه بأيدي عربية من مختلف الطوائف والتوجهات والانتماءات وبسلاح أمريكي وروسي..
هنيئا لكم يا عرب هنيئا لكم يا مسلمين، السؤال هنا : ما المصلحة الأمريكية في قلب نظام الحكم في تونس و مصر وليبيا واليمن وسوريا؟ هل حبا في عيون العرب؟ هل من أجل تكريس مبدأ الديمقراطية عند العرب؟ هل من أجل إعطاء الشعوب العربية مزيدا من الحرية والعيش بكرامة؟ أم من اجل تدمير القوة العسكرية في مصر وخلق حرب أهلية وجر العسكر لمتاهات في حروب طائفية وحزبية لكونها أكبر قوة عربيه في الشرق الأوسط من حيث الكفاءة والتدريب والعتاد والخبرة.. وكذلك ليبيا تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح .. كما دمرت الترسانة العراقية سابقا وقسم العراق إلى كانتونات طائفية ومذهبية وحزبية.. وكذالك اليمن هناك مطامع إيرانيه أمريكية لتقسيم اليمن جنوبي وشمالي وحوثيين وغيرها من القبائل.. وسوريا عقبة أمام أمريكا وإسرائيل لكونها تمتلك قوة عسكرية وجيش نظامي لا يستهان به في الشرق الأوسط.
في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض تطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى موجة الثورات التي وقعت في غير بلد عربي قائلا إن التغيير في الشرق الأوسط يتم بإرادة شعوبه.. هل هذا صحيح ؟
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78