سؤال اليوم
عمر حلمي الغول
من هو وليد الشحروري ؟
الصورة ونقيضها تحتلان المشهد الفلسطيني، صورتان مختلفتان اختلافاً جذرياً، صورة تشي بحالة الانحطاط والبؤس والهزيمة متمثلة بكل مظاهر الفلتان الأمني وفوضى السلاح وغياب النظام والقانون، وسيادة قيم العشائرية بديلاً عن القيم الوطنية، وصولاً الى صور الاحتراب الداخلي الذي يرتفع حيناً ويخفت حيناً آخر.. وصورة اخرى تعكس كفاح الشعب العربي الفلسطيني، وتؤكد البعد الايجابي للنضال الوطني التحرري، وهي امتداد لكل صور المجد العظيمة التي رافقت ثورات وانتفاضات شعبنا على مدار التاريخ القديم والوسيط والمعاصر..
وهذه وتلك من الصور للأسف الشديد موجودة في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإن كان نصيب محافظات غزة من المظاهر السلبية، هو، الأعلى بين المحافظات الفلسطينية، رغم كل صور المقاومة الموجودة الا أنها أمست الجانب الثانوي في ظل المظاهر العبثية والفوضوية التي تكرست في اوساط المواطنين، التي احتلت المظهر الرئيسي في الساحة...
وإذا ابتعد المرء قليلاً عن المظاهر السلبية، وسلط الضوء على الجوانب الايجابية، وتوقف أمام مدينة نابلس العظيمة والشامخة بشموخ الجبلين الحارسين لأمجادها عيبال وجرزيم.. فإن هذه المدينة استطاعت ان تنتزع عنوانها ولقبها الكفاحي بفضل التضحيات الجسام لأبنائها الذين جعلوا منها جبل نار حقيقي في الثورات والهبات والانتفاضات، التي فجرها الشعب العربي الفلسطيني في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي...
وما زال الأبناء والأحفاد يواصلوا درب الأجداد الأبطال، الذين نسجوا حكاية جبل النار بدمائهم وبطولاتهم المجيدة، وعطائهم منقطع النظير...
ولعل مثال البطولة في الشجاعة ومقارعة الأعداء الاسرائيليين، الذي قدمه البطل الأسير وليد الشحروري خير مثال على ما تقدم..
وليد الفتى اليافع، الذي اختلفت المصادر الاعلامية في تقدير عمره، فبعضها قال له من العمر ستة عشر عاماً، والبعض الآخر قال له تسعة عشر عاماً، وكما يلاحظ المرء الفرق ليس كبيراً، فما زال وليد دون العشرين من عمره، هذا الفتى الفلسطيني العربي أوقف قادة وجنود الجيش الاسرائيلي في شمال الضفة الفلسطينية على أعصابهم على مدار عشرين ساعة، هي زمن الاشتباك غير المتكافيء بين البطل الكنعاني وليد ورفاقه الميامين وهم، الشهيد محمود زكاري، والأسيران يعقوب شقوارة وخالد جبران وبين قوات الاحتلال الاسرائيلية الذين سبقوه اما في الأسر او الشهادة، وبقي وحيداً يقاوم جيش الاحتلال والعدوان محتمياً بالقبور والأشجار التي تظللها...
بدأت عملية الحصار والاشتباك في الساعة الرابعة والنصف من فجر الجمعة الماضي واستمرت حتى الساعات الأولى من الليلة التالية في المقبرة الشرقية في مدينة نابلس..والحصار لم يكن للفدائي الحي، وإنما للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، حصار للقبور وشواهدها الشاهدة على جريمة الاحتلال الجديدة. ومع ذلك لم يستسلم الفدائي وليد رغم اطلاق الرصاص الكثيف والقنابل الدخانية ومكبرات الصوت وتحليق الطائرات فوق المقبرة، واعتقال والدته وارغامها على المناداة عليه للاستسلام، وارغام الطواقم الطبية الفلسطينية بالدخول الى المقبرة للبحث عن ابن جلدتهم، إلا انه رفض للاستسلام، واستمر في المقاومة طيلة عشرين ساعة.... لم يستسلم الا بعد ان اصيب بجروح في رجله...
وليد الشحروري اسم لفلسطيني عربي، سجل ببطولته نموذج الفلسطيني الصالح، الامتداد الطبيعي للتاريخ المشرق لكفاح الشعب العربي الفلسطيني، الذي يجب من كل أبناء الشعب ان يحتذوا به، وبما مثل من روح التضحية والشجاعة والقدرة الكفاحية العالية. وعلى كل فرد من افراد الأذرع الفدائية أن يتعلم درس الأخ وليد والعبر التي قدمها للجميع، والكف عن سياسة الإساءة وتشويه الصور الايجابية والرائعة لنضال الشعب، ليس هذا فحسب، بل والعمل على تعزيز وتكريس الروح الكفاحية الأصيلة والقيم والأخلاق الحميدة، التي صاغها وحفرها في سجلات التاريخ الأبطال من قادة الشعب على مدار تاريخ النضال الوطني الفلسطيني والعربي...
وعلى قادة الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وقيادة السلطة الوطنية بتعميم اسم وليد الشحروري بين أبطال الشعب العربي الفلسطيني، ومطالبة محازبيهم وانصارهم بالاقتداء بهذا النموذج وكل نموذج بطولي في كل محافظات الوطن... فهنيئاً لنابلس، جبل النار، بالبطل وليد الذي علم جيش الاحتلال الاسرائيلي درساً جديداً في المقاومة. وأكد بما لا يدع مجال للشك، ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يستسلم ولن يركع، وسيبقى نبض المقاومة، هو الأساس ولن تحول كل مظاهر الخلل والفلتان، والخارجة عن المألوف الفلسطيني دون انتصار ارادة الصمود وتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في اقامة الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فهل تدرك اسرائيل وقياداتها السياسية والعسكرية هذه الحقيقة من الدرس الذي علمها إياه الأسير وليد الشحروري ؟
عمر حلمي الغول
من هو وليد الشحروري ؟
الصورة ونقيضها تحتلان المشهد الفلسطيني، صورتان مختلفتان اختلافاً جذرياً، صورة تشي بحالة الانحطاط والبؤس والهزيمة متمثلة بكل مظاهر الفلتان الأمني وفوضى السلاح وغياب النظام والقانون، وسيادة قيم العشائرية بديلاً عن القيم الوطنية، وصولاً الى صور الاحتراب الداخلي الذي يرتفع حيناً ويخفت حيناً آخر.. وصورة اخرى تعكس كفاح الشعب العربي الفلسطيني، وتؤكد البعد الايجابي للنضال الوطني التحرري، وهي امتداد لكل صور المجد العظيمة التي رافقت ثورات وانتفاضات شعبنا على مدار التاريخ القديم والوسيط والمعاصر..
وهذه وتلك من الصور للأسف الشديد موجودة في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإن كان نصيب محافظات غزة من المظاهر السلبية، هو، الأعلى بين المحافظات الفلسطينية، رغم كل صور المقاومة الموجودة الا أنها أمست الجانب الثانوي في ظل المظاهر العبثية والفوضوية التي تكرست في اوساط المواطنين، التي احتلت المظهر الرئيسي في الساحة...
وإذا ابتعد المرء قليلاً عن المظاهر السلبية، وسلط الضوء على الجوانب الايجابية، وتوقف أمام مدينة نابلس العظيمة والشامخة بشموخ الجبلين الحارسين لأمجادها عيبال وجرزيم.. فإن هذه المدينة استطاعت ان تنتزع عنوانها ولقبها الكفاحي بفضل التضحيات الجسام لأبنائها الذين جعلوا منها جبل نار حقيقي في الثورات والهبات والانتفاضات، التي فجرها الشعب العربي الفلسطيني في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي...
وما زال الأبناء والأحفاد يواصلوا درب الأجداد الأبطال، الذين نسجوا حكاية جبل النار بدمائهم وبطولاتهم المجيدة، وعطائهم منقطع النظير...
ولعل مثال البطولة في الشجاعة ومقارعة الأعداء الاسرائيليين، الذي قدمه البطل الأسير وليد الشحروري خير مثال على ما تقدم..
وليد الفتى اليافع، الذي اختلفت المصادر الاعلامية في تقدير عمره، فبعضها قال له من العمر ستة عشر عاماً، والبعض الآخر قال له تسعة عشر عاماً، وكما يلاحظ المرء الفرق ليس كبيراً، فما زال وليد دون العشرين من عمره، هذا الفتى الفلسطيني العربي أوقف قادة وجنود الجيش الاسرائيلي في شمال الضفة الفلسطينية على أعصابهم على مدار عشرين ساعة، هي زمن الاشتباك غير المتكافيء بين البطل الكنعاني وليد ورفاقه الميامين وهم، الشهيد محمود زكاري، والأسيران يعقوب شقوارة وخالد جبران وبين قوات الاحتلال الاسرائيلية الذين سبقوه اما في الأسر او الشهادة، وبقي وحيداً يقاوم جيش الاحتلال والعدوان محتمياً بالقبور والأشجار التي تظللها...
بدأت عملية الحصار والاشتباك في الساعة الرابعة والنصف من فجر الجمعة الماضي واستمرت حتى الساعات الأولى من الليلة التالية في المقبرة الشرقية في مدينة نابلس..والحصار لم يكن للفدائي الحي، وإنما للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، حصار للقبور وشواهدها الشاهدة على جريمة الاحتلال الجديدة. ومع ذلك لم يستسلم الفدائي وليد رغم اطلاق الرصاص الكثيف والقنابل الدخانية ومكبرات الصوت وتحليق الطائرات فوق المقبرة، واعتقال والدته وارغامها على المناداة عليه للاستسلام، وارغام الطواقم الطبية الفلسطينية بالدخول الى المقبرة للبحث عن ابن جلدتهم، إلا انه رفض للاستسلام، واستمر في المقاومة طيلة عشرين ساعة.... لم يستسلم الا بعد ان اصيب بجروح في رجله...
وليد الشحروري اسم لفلسطيني عربي، سجل ببطولته نموذج الفلسطيني الصالح، الامتداد الطبيعي للتاريخ المشرق لكفاح الشعب العربي الفلسطيني، الذي يجب من كل أبناء الشعب ان يحتذوا به، وبما مثل من روح التضحية والشجاعة والقدرة الكفاحية العالية. وعلى كل فرد من افراد الأذرع الفدائية أن يتعلم درس الأخ وليد والعبر التي قدمها للجميع، والكف عن سياسة الإساءة وتشويه الصور الايجابية والرائعة لنضال الشعب، ليس هذا فحسب، بل والعمل على تعزيز وتكريس الروح الكفاحية الأصيلة والقيم والأخلاق الحميدة، التي صاغها وحفرها في سجلات التاريخ الأبطال من قادة الشعب على مدار تاريخ النضال الوطني الفلسطيني والعربي...
وعلى قادة الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية وقيادة السلطة الوطنية بتعميم اسم وليد الشحروري بين أبطال الشعب العربي الفلسطيني، ومطالبة محازبيهم وانصارهم بالاقتداء بهذا النموذج وكل نموذج بطولي في كل محافظات الوطن... فهنيئاً لنابلس، جبل النار، بالبطل وليد الذي علم جيش الاحتلال الاسرائيلي درساً جديداً في المقاومة. وأكد بما لا يدع مجال للشك، ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يستسلم ولن يركع، وسيبقى نبض المقاومة، هو الأساس ولن تحول كل مظاهر الخلل والفلتان، والخارجة عن المألوف الفلسطيني دون انتصار ارادة الصمود وتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في اقامة الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فهل تدرك اسرائيل وقياداتها السياسية والعسكرية هذه الحقيقة من الدرس الذي علمها إياه الأسير وليد الشحروري ؟
عدل سابقا من قبل أبو مجاهد في الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:41 pm عدل 1 مرات
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78