رصاص يخترق القبور فتسقط الشواهد ويبقى الشبل وليد الشحروري شامخاً
ما أعظمك يــا كــتـــائــبــ شــهــداء الأقــصــى
أشــبـــالكــ جنرالات ...
الاحتلال حاصر الموتى وبقي هو يحرسهم في الليل الطويل
وليد الشحروري "16 عاما"
أسطورة من نابلس صمد أمام أرتال الآليات لــ أكثرمن20 ساعة وآثار الرعب بين الجنود
عيون الصغار تراقب من شبابيك البيوت العتيقة، تتلصص بحذر لتتفحص ملامح ما يجري. وما سيفعله هذا الغريب بمدينتهم، رصاص باتجاه القبور، صرخات جنود وإطلاق قذائف سمعها الموتى بعدما كان كل اعتقادهم أن الموت راحة. لكنه لم يكن كذلك في زمن الاحتلال. بينما الهدف القضاء على فتى كل ما مضى من عمره 16 عاما. ويطول الحصار ليصل الى أكثر من20 ساعة لاعتقال وليد الشحروري الذي استطاع أن يقارع قوات الاحتلال كل هذه الساعات الطويلة.
شهود عيان يروون: "كان يتنقل بين الموتى حيث مسرح الأحداث، يطلق زخات من الرصاص ويعود ليختفي مجددا. بينما الحصار ما زال مستمرا وجنود فقدوا أعصابهم بما فعله بهم هذا الفتى خلال كل هذه الساعات، لقد أثار غضبهم ليطلقوا قذائفهم باتجاه القبور والموتى بينما ما زال هو على قيد الحياة، يقارعهم ويرافق عقارب الساعة إلى المزيد من الوقت".
المقبرة الشرقية من مدينة نابلس هدف معلن جديد لقوات الاحتلال، بينما وجد وليد الشحروي 16 عاما ورفاق له بجوار الموتى مكانا آمنا يبعد عنهم حقد الاحتلال، إلا أن الحقد وصلهم في الواحدة من صباح أمس.
عشرات الآليات تتقدم باتجاه المدينة لتحولها مجددا لساحة حرب بينما يتقن فيها الجنود القتل والتخريب والدمار. تصل الآليات إلى هدفها "المقبرة الشرقية" تحاصرها ببطء شديد ليشتم المواطنون رائحة بارود لم تزُل بعد. يطلق الجنود رصاصهم فرحا بصيد جديد. بينما الشاب محمود الزوكاري يرقص رقصته المميتة، ليكون شهيد الحملة العسكرية الجديدة على نابلس ورفيقان له يقعان في الأسر بعدما قاوموا الاحتلال لساعات، بينما ما زال الشبل وليد الشحروري حرا طليقا يبحث عن الحياة والمزيد من الوقت لمقارعة جنود الاحتلال. يختفي بذكائه ليواصل المقارعة لـ أكثر من 20 ساعة.
يأس جنود الاحتلال من اعتقال الشحروري أو قتله دفع بهم إلى اعتقال والدته وأخذها إلى مسرح الأحداث مع ساعات الصباح، وهناك أجبروها على المناداة على ابنها عبر مكبرات الصوت من أجل تسليم نفسه. لتبدأ مكرهة وبصوتها الحزين :" وليد يما سلم حالك" وتصمت بعد ذلك ولم تستطع مواصلة النداء وترفض أوامر الجنود بذلك. أخلوا سبيلها لساعات ليعودوا ويعتقلوها مجددا مع ساعات المساء إلا أن كبرياءها يمنعها من أن تطلب من ابنها هذه المرة تسليم نفسه وترفض أوامر الجنود بكل قوة. لتستمر المواجهة بعد ذلك. ويكون الخيار هذه المرة أمام الاحتلال استعمال الطواقم الطبية لمصلحتهم، ويجبرون هذه الطواقم على الدخول إلى المقبرة من أجل البحث عن الشبل وليد الشحروي. يتجولون بصمت وبحذر، يتنقلون بين القبور يبحثون عن وليد. "لا يوجد أحد، بحثنا كثيرا ولم نجده، لكن كنا نسمع صوت إطلاق نار" هذا ما يقوله أحد المسعفين.
غضب الجنود يتواصل وقائد العملية العسكرية يبلغ أهالي نابلس أنه سيلجأ إلى استخدام الطائرات ويقصف المقبرة والمنازل إذا لم يقنعوا وليد بتسليم نفسه.
جنود الاحتلال تمكنوا من إصابة وليد، ودمه الذي بقي ينزف أجبره على طلب طواقم الإسعاف. وتمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله مصابا. والحقد الاحتلالي وحرب الأعصاب التي مارسها وليد ضد قوات الاحتلال أجبرها على معاملته بشكل لا أخلاقي وبعيدا عن كل الإنسانية، فرغم إصابته أجبره الجنود على خلع ملابسه وبذلك تنتهي عملية عسكرية استمرت لــ أكثر من20 ساعة.
مراقبون وشهود عيان وصفوا وليد الشحروري بالأسطورة فلم تتوقع قوات الاحتلال أن تستمر عملية عسكرية كل هذا الوقت. بينما تقول مصادر إسرائيلية أن الجيش مني بفضيحة كبيرة بعدما عجز عن اعتقال ابن الـ16 عاما خلال عملية عسكرية استمرت لــ أكثر من 20ساعة متواصلة وبالتالي فان جيش الاحتلال قرر مواصلة العملية مهما كانت النتائج لكي لا تكون نتيجة عمليته الفشل بعد كل هذا الوقت.
فتية نابلس وشبانها وكما هي عادتهم لا يحتملون وجود الاحتلال على تراب مدينتهم، وهذا المرة بين موتاهم، بحجارتهم البسيطة وزجاجاتهم الفارغة يلعنون الاحتلال رغم علمهم بأن الرصاص أقوى من سلاحهم "الحجارة" ليسقط منهم 35 جريحا، بينما يواصلون إصرارهم على طرد الغزاة من مدينتهم.
هكذا هي نابلس تنام وتصحو على أزيز الدبابات يعانقها الحزن يومياً فتغتسل به وتلملم ما عاثه بها الجنود ليلاً تاركة شالها يتمدد تحت أشعة الشمس لعل فجر الحرية يكون قريباً. صباح كل يوم ترتسم على شوارعها وحاراتها القديمة لمسة حزن وخوف. فهي مدينة لا تنام كباقي المدن في العالم، بل تبقى متيقظة على الدوام، ففي كل دقيقة هناك اجتياح وقصف واستهداف، هناك قتل وتدمير.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78