تساقط أوراق الخريف
قراءة في المشهد الاسرائيلي
بداية النهاية لحقبة العنجهية والغطرسة الاسرائيلية على المنطقة العربية عامةً وعلى فلسطين على وجه الخصوص ، لم تكن المفاجئة الكبرى والصدمة الموجعة للاسرائيليين فقط بل المفاجئة التي دعت البنتاغون الامريكي الى اعادة النظر في التعامل والتعاون العسكري مع اسرائيل ، فالولايات المتحدة الامريكية رأت وشعرت في هزيمة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية على ايدي المقاوم
ة الفلسطينية هي هزيمة
مباشرة للسلاح الامريكي الذي أكال الهزائم العسكرية على عدة بقاع من الأرض وفرض سيطرته بقوة السلاح وتطورة الذي تتمتع به بشكل مباشر اسرائيل ، وهذا ما دفع الادارة الأمريكية بايقاف الحرب على غزة بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن ممكن حتى لو استدعى الأمر التدخل الأمريكي المباشر دبلوماسياً وهذا ما حصل على أرض الواقع من خلال توجه وزيرة الخارجية الامريكية الى القاهرة على وجه السرعة للوقف عن كثب على الهدنة ووقف النار بين المقاومة واسرائيل ومن القاهرة الى رام الله ، للابقاء على الاوراق الفلسطينية مبعثرة من خلال اعطاء نصف الضوء الاخضر لحماس والنصف الاخر للسلطة في رام الله واستغلال الفرصة المدروسة مسبقاً في الضغط على الرئيس الفلسطيني بعدم الذهاب الى الامم المتحدة ولكن بطلب غير مباشر ورسمي من الادارة الأمريكية ، ولم تفوت امريكا الحرب على غزة بدون تقديم كبش فداء يدفع ثمن التعنت الاسرائيلي والخروج عن النص المنصوص عليه بتوجيه ضربات متفاوتة ضد المقاومة الفلسطينية وعدم الدخول في حرب مباشرة على الأرض وهذا كان عكس ما ارادت وأوصت به امريكا ولهذا وبنفس القلم الذي وقعت به الادارة الامريكية قرار ايقاف النار بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل هو نفسه القلم الذي وقع على اسثمارة انهاء خدمة وخروج ايهود باراك من الخدمة وانتهاء حياته السياسية قبل العسكرية وهذا أقل ما سيكون مع رئيس وزراء اسرائيل نتياهو الذي ستلقي به الادارة الامريكية الى هاوية الانتحار السياسي وانتهاء حياته السياسية بمصير أسوء من المصير الذى واجهه ايهود باراك ....
على الصعيد العسكري في اسرائيل :
تعتبر الحرب الاخيرة على غزة هي بمثابت هزة الأرضية ضربت بجذور المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وهذا ما كان واضحاً وجلياً من خلال التصريحات للمحللين العسكريين والذين كان من بينهم قادة سابقين في الجيش الاسرائيلي وأيضاً قادة على رأس الخدمة العسكرية وأيضاً حالة التخبط التي ظهرت من خلال الرسائل التي كانت توجهها اسرائيل للعالم وللوطن العربي على وجه الخصوص من خلال الناطق باسم الجيش افيخاي درعي ورون جنتلمان الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ولا ننسى التصريح الخطير لقائد المنطقة الجنوبية السابق " حسب مسمى الاحتلال " يوم توف ساميه الذي دعى القائد العام للجيش في اسرائيل لاحتلال المنطقة الحدودية مع مصر وهذا ما يدلل على ان قيادة المؤسسة العسكرية شعرت بالخطر الملموس على أمن الشارع اسرائيلي وعجزها عن حمايته وهذا ما كان من الممكن ان يدفع بها الى حماقة لا تُحمد عقبها من خلال اقبالها على الدخول في حرب برية واجتياح كامل لقطاع غزة والذي كان من الممكن ان يودي باسرائيل بالانتحار في بحر غزة ، ولكن علينا ان لا ننسى لماذا ورد في حسابات اسرائيل الدخول في حرب برية مع المقاومة داخل قطاع غزة ولماذا تراجعت عن القرار :
أولاً : اسرائيل معروف عنها وعبر أي حرب افتعلتها واقلبت عليها انها تعمل على نقل المعركة الى أرض الخصم وهذا ما يوفر لها خوض معركة لا تترك خلفها أثار على مستوى البنية التحية الداخلية والعكس للخصم .
تانياً : لضمان اسرائيل فرض شروطها واستغلالها للوقت خلال تواجدها على أرض العدو لأي وقت ممكن ان يهدر وبيحث يعتبر انسحابها أحد الشروط التي تضعها اسرائيل مقابل حصولها على المقابل وهذة هي سياسة احتلالية بالدرجة الاولى .
ثالثاً : محاولة قيادة الجبهة الداخلية السيطرة على حالة التخبط والخوف الشديد التي أصبتها نتيجة وصول صواريخ المقاومة الى تل أبيب وهذا ما دفع الجبهة الداخلية والمؤسسة العسكرية في البحث عن مخرج لاعادة ترتيب أوراقها على المستوى الداخلي أكثر من الخارجي ولم يكن أمامها الا الحل العسكري .
رابعاً : هبوط البورصة في اسرائيل لأدنى المستويات والغاء حجزات قادمة على شركة الطيران " ال عال " وزيادة الحُجزات الخارجة من اسرائيل بالاضافة الى تعطيل العمل في ميناء اسدود .
فمن هذة النقطة خرجت الفكرة ومن نفس نقطة الانطلاق انتهت خطة اسرائيل باحتلال جزئي لقطاع غزة حتى تعطي الفرصة للجبهة الداخلية بالسيطرة على مسار الامور ومن جهة اخرى ولها أهمية كبرى القضاء التام على البنية التحتية للمقاومة وابقاء قطاع غزة بحكومة مدنية بالدرجة الاولى من خلال تجريد المقاومة من اي أسلحة قد تشكل خطر مباشر على أمن اسرائيل وشارعها ومن جهة اخرى ابقاء حكومة بنظام شرطي عسكرية بشكل محدود لا تتجاوز امكانياتها مدينة بيت حانون المحاذية على الحدود مع اسرائيل ، من تداعيات الحرب على غزة اقبال اللوبي الصهيوني على تغيير قادة اللعبة العسكرية حيث ان ما أحدثته الحرب على غزة هو بمثابة كشف الستار عن الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال والتي كانت تلوح للعالم أجمع بقوتها العسكرية الورقية ،فسقوط براك وانتهاء حياتة العسكرية أكثر من السياسية هي دلاله على انتهاء حقبة اكذوبة الجيش الذي لا يقهر ، حيث عاشت دولة الاحتلال على اوتار هذة الاكذوبة منذ اعلان قيامها على انقاض الشعب الفلسطيني الذي هو نفسه هذا الشعب العظيم وبجبروته الاسطورية أسقط هذة الاكذوبة وازاح الستار عن هشاشة الكيان المزعوم ، ولابد لنا ان نكون على قدر من قراءة المشهد على الساحة الاسرائيلية لا سيما السياسية والعسكرية وعلى وجه الخصوص ما مصير حزب العمل وايهود باراك الذي يمثل شخصية السياسي والعسكري في حزب العمل وعلى مدار عدة حكومات متتالية شارك بها حزب العمل حيث ان هناك فرق بين الاستقالة من حكومة الائتلاف المكونة من حزب الليكود والعمل واسرائيل بيتنا وبين الاعتزال التام للحياة السياسية ، بمعنى ان ايهود باراك اعتزل الحياة السياسية ولم يرشح نفسه للانتخابات القادمة في اسرائيل وهذا يعبر عن حالة الانكسار التام له ولجنرالات اسرائيل ، وفي هذا المضمار يكون براك ترك الساحة السياسية بالكامل وافسح المجال لنتنياهو وغيرة في خوض المعركة الانتخابية القادمة والمُسالة والحساب والعقاب أيضاً على الاخفاق والهزيمة في الحرب على غزة امام المقاومة الفلسطينية وبهذا تكون انتهت مرحلة الثقة المطلقة والصوت الاول والاخير لجنرالات اسرائيل ، ولكن على المقاومة الفلسطينية أن تكون على قدر من المسئولية الناضجة على جميع المسويات واليقضة الدائمة لما قد يقبل عليه ايهود باراك من حماقة عسكرية انتقاماً من قطاع غزة والي منه خرجت شهادة وفاة حياته العسكرية بهزيمة أصابته في الصميم ولا سيما وانه احتفظ في منصبه وزير للدفاع " الحرب " الى أن تتم الانتخابات المقبلة ، فمن الوارد أن يكون باراك احتفظ بمنصبة ليكيل الضربة الأخيرة والتي تسبق خروج النفس الأخير .
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78