أحذركم.

Majed Aldajani‎
أحذركم

لأن فلسطين أم الحضارات
ومهد الديانات
لأن أريحا جذور الزمان
وأصل المكان
لأن الجدود يطلون من كل ركن علينا
لننقش نقشا جديدا
على حائط المجد
نرسم عبر الدروب جدارية
من فعال حميدة
ونهدي السماء نجوما جديدة
لأنّا بني يعرب
لا تلين لنا في العطاء قناة
ولا يصدأ السيف في كفنا

لأن الشهيد على درب دولتنا
خصّب الأرض
كي يرسم الصفحة المقبلة
لان التقاعس مهما يبرر لن نقبله
سنمضي بدفق العزائم
نمضي نراغم
نمضي نزاحم
لسنا نرى في اقتحام المصاعب من مشكلة
مضينا وها نحن نمضي
وتنهي مواكبنا في غد كل مرحلة
كي تسد كوى البغي
كي تفتح الباب للمرحلة
لندخل أفراحنا المقبلة
مخرنا العباب
اقتحمنا الصعاب
مضت في الدروب القوافل
رغم نباح الكلاب
وكأن أنين الثكالى
واه اليتامى
حداء المسير
وأرجوزة القافلة
ستبقى فلسطين باب السماء
ونبع الرواء
وارض الفداء
سيضحك في الروض ورد
ويبسم فل
وتشمخ في البيدر السنبلة
وتمضي جموع التلاميذ
نحو المدارس
تحمل أقلامها والدفاتر والمنقلة
ويحمل فلاحنا الصلب
في فرحة منجله
ويعلو دخان المصانع
تخضر كل المزارع
ونبقى عن الحلم دوما ندافع
حتى يجرجر جيش الظلام
بذل ذيوله
وتشرق شمس التحرر
من أفق ارض البطولة
نحقق كل الأماني النبيلة
وسبعون عاما من القهر
تسعون عاما من البغي والريح
ليست تهز التفاؤل فينا
ولن تقتله
ستمضي السنون العجاف
وتقبل غيماتنا الهاطلة
ومركبنا رغم عنف العباب
سيبلغ يا أخوتي ساحلة
ألسنا ذوي المهج الباسلة
ومن قدموا يا أخوتي في النضالات للثائرين النماذج والأمثلة
ففيم تركنا التنازع يفشلنا
يذهب الريح منا
ويحدث في فكرنا البلبلة
و حتّام تبقى تضل خطانا.... تعثرها الفتنة الجاهلة
فماذا نقول لأم الشهيد
وأخت الشهيد
وبنت الشهيد
وكل تواريخنا المذهلة
إذا ما أطلت لتسأل ما هذن النازلة
أعدّو الكنانة
نرمي أخيل بها
نرد إلى نحره كيده
نصيب معا كاحله
ويبقى الحداء الجميل
وتمضي على دربها القافلة
وتعشب أيامنا القاحلة
فلا قدست امة تتصارع من اجل لا شيء
من اجل شروى نقير
ودبابة الاحتلال تدوس ثراها
تذل الجباها
وتقتل تسرق تقتلع اللوز والبرتقال
تمضي بعنف الرياح
على الحقل والسهل
والروض تصبح إزهاره ذابلة
فيا أخوتي
باطل كل ما ندعي في الإذاعات والتلفزات
وكل البيانات في دربنا قبض ريح
ورحم محاراتنا سوف يلقى رمالا
إذا لم نكن مثلما السرو
في وجه دعواهم الباطلة
أما نستحي أن نحدق في الوهم
نجري وراء السراب
ونترك في غفلة للذئاب
مهمة رعي الخراف
ونسمح للخصم
أن يستبيح الحمى والدمَ والسما
ويزرع في الروح أمراضه القاتلة
ونلهث عدوا وراء الفتات
وننسى قضيتنا العادلة
ونصلب طوعا إراداتنا
نقود خطى بعضنا البعض للجلجلة
فيا مقلة العين يا نبض قلبي
خذوا حذركم
إن بقينا كما نحن في الترهات
فأيامنا حالكات ستأتي
وموتا بطيئا لنا حاملة
وبالبؤس أرحامنا حابلة
وتهجرنا الغيمة الهاطلة
إذا ما بقينا نبرر أحلام يقظتنا
ونكرر سقطاتنا وهزائمنا الباسلة
ونفتح من اجل غسل العقول فضائية
ترددها من أنين المصابين أعلى
إذا ما استمرت صراعاتنا المخجلة
وظلت على أرضنا هذه المهزلة
سنبقى كما نحن أسرى التراشق بالاتهامات
ولن نتحرك نحوا أمانينا أنملة
ونهبط في كل مرحلة
منزلة
فلا تسقطوا راية المجد من كفكم
يا أحبة
انتم فسائل موسمنا الخصب
غذوا خطاكم على الدرب انتم نوارس
شطأننا الحافلة