تعتبر محافظة قنا بجمهورية مصر العربية ، إحدى محافظات إقليم جنوب الصعيد والتى يحدها شمالاً محافظة سوهاج وجنوباً محافظة أسوان وشرقـاً محافظة البحر الأحمر وغرباً محافظة الوادى الجديد وتبلغ مساحتها الكلية10265.5 كيلو متر مربع ( كم2 ) والمساحة المأهولة 1609.65 كم2 وتتكون المحافظة من ( 11 ) مركز ادارى ، ( 11 ) مدينة ، ( 51 ) وحدة محلية قروية ( 135 ) قرية ، ( 1639 ) كفر ونجع .
تحتفل المحافظة في الثالث من مارس من كل عام بعيدها القومى في ذكرى انتصار اهالى نجع البارود على القوات الفرنسية في معركة حامية الوطيس لم يستخدم فيها بواسل البارود القنابل العنقودية ولا الدبابات الحربية ولا الصواريخ الحديثة بل كانت الإرادة حافزهم للنصر والشوم والنبابيت ومشاعل النيران هى كل أسلحتهم المستخدمة في المعركة.
فإذا عدنا لنتابع يوميات الحملة الفرنسية بصعيد مصر نشاهد معركة سمهود "إحدى قرى مركز أبو تشت" في 22 يناير 1799 والتي انتصر فيها ديزيه على قوات مراد بك وأنهى فيها آخر دور للمماليك في مقاومة الحملة ليبدأ الدور الحقيقي للمقاومة المصرية الخالصة دون أن تختلط فيها الأدوار.
ولم يكن من الصعوبة على الجنرال ديزيه بعد انتصاره في سمهود أن يضع لمسات النهاية لعصر المماليك فها هو يتعقب فلول قواتهم في فرشوط ثم ( هو ) ثم الوقف وفي دندرة ودنفيق بنقادة فطيبة فأرمنت فإسنا التي ترك فيها ديزيه كتيبة من جنوده وواصل سيرة إلى إدفو فأسوان حيث لم يلق من المماليك مقاومة تذكر واكتفوا بالمناوشات الخاطفة على مؤخرة الجيش والفرار في المواقع التي انتهت بغلبة القوات الفرنسية، هنا تنفس ديزيه الصعداء وظن أنه اقترب من تحقيق حلم الإمبراطورية لنابليون، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن.
كانت تقديرات القائد الفرنسى أنه لن يلقي مقاومة من المصريين لميلهم إلى الهدوء وكراهيتهم للمماليك. إلا أن ما فعلته المقاومة الشعبية كانت بمثابة المفاجاة التي أذهلت ديزيه وقواته فلقد كانوا يظنون أنهم في رحلة ترفيهية على ضفاف النيل بصعيد مصر إلا أنهم لم يلبثوا قليلا وخيب الأبطال آمالهم وأحلامهم وتحولت نزهتم إلى جحيم.
لقد خلا مسرح الأحداث إلا من الأبطال الحقيقيين وذاب الكومبارس من قوات المماليك في أودية النوبة ودروب الصحراء وخلف مقاعد المتفرجين ليشهد التاريخ الأدوار العظيمة والخالدة لأبناء محافظة قنا أحفاد الفراعنة العظماء في معارك الصمود والتحدي. فما أن انتهى دور المماليك حتى شهدت حملة ديزيه على الصعيد ما لم تشهده طوال رحلتها من مقاومة معركة قنا في 12 فبراير 1799 بمعركة أبو مناع في 17 فبراير ومعركة إسنا في 25 فبراير.تلك المعارك التي أنهكت قوات الجنرال وأحرجت موقفه وجعلته يستنجد بنابليون طالباً المدد والعون، ولما أصابه اليأس غادر إسنا إلى قوص في طريقه إلى أسيوط حيث قواته طلباً للأمان. ولقد سبق الجنرال ديزيه عند سفره إلى قوص أسطوله الذي كان يسير ببطء في النيل ليلحق بالجيش في أسيوط وكان الأسطول مكوناً من اثنتى عشرة سفينة تقل ذخائر الجيش ومؤنته تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا.
وعند قرية صغيرة بسيطة يتمتع ساكنيها بالطيبة والعطف والهدوء اسمها ( البارود ) رغم ما يحمله اسمها من دلائل تشير إلى غير ذلك ، تحولت القرية إلى موقع قتال وحلبة للصراع حيث لم يكن أهل الصعيد بما يحملون من شهامة وحب للوطن والخوف والعشق لحبات الثرى المملوكة لهذا الوطن أن يعلنوا استسلامهم أو الخنوع والرضاء بما يفرض عليهم من واقع مرير. فتأجج الصراع لتتحول كل أحلام وأطماع العدوان إلى مجرد ذكريات مؤلمة سطرها جنود العدوان بمصداقية لم تغفل ما قام به البواسل من أبناء قرية البارود.
فعلى الرغم من الهجوم الناري الذي شنته عليهم سفينة القيادة إيتاليا بمدافعها الحديثة والتي حصدت منهم الكثير لم يزدهم ما لاقوه من موت ودمار إلا إصراراً على الصمود والثأر ووجدوا أنفسهم أمام أمرين لا ثالث لهما إما النصر للاحتفاظ بكيانهم وكرامتهم أو الموت مستسلمين لترفع الأعلام الفرنسية على جثثهم وأنقاض قريتهم ، ففضلوا الخيار الذى يمجدهم من خلاله التاريخ بانتصارهم المبارك.
فهاجموا السفن واستولوا عليها وافرغوا شحنتها من الذخائر على شاطئ نهر النيل الخالد، ثم امتطوا ظهور السفن وقصدوا سفينة القيادة إيتاليا للاستيلاء عليها، وكان يقودها القومندان موراندي الذي ضاعف إطلاق النار على الثوار، ولكن عزمهم كان أقوى وإرادتهم كانت أصلب وأصلد.
هنا فكر القائد الفرنسي في الانسحاب لكن الريح عاكسته فجنحت به السفينة ولم يلبث أن هرع إليها الأهالي من كل صوب، وتحقق موراندي الخطر المحيط به فأشعل النار في مستودع البارود فنسف السفينة نسفاً وتناثرت شظاياها واختلطت بدماء غير قليل من الأهالي استشهدوا ولكن من بقي منهم قاتل ببسالة نادرة حتى مات موراندي متأثراً بجراحه، وقتلوا جميع الفرنسيين الذين كانوا على ظهر سفن الأسطول الفرنسي.
وكانت خسارة الفرنسيين في هذه الموقعة أكثر من خمسمائة قتيل وهي أكبر خسارة منيت بها الحملة الفرنسية على مصر.ليتحقق النصر الكبير ويطير ما تبقى من فلول العدوان دون رجعة وهم يلملمون أذيال الخيبة والنكسة ويسطر التاريخ صفحة جديدة من صفحات المقاومة الشعبية لابناء مصر البواسل.
فلقد شهدت محافظة قنا معارك كثيرة حول فيها الرجال الهزيمة بالعزم والإصرار إلى نصر.لم تقهرهم مدافع فرنسا الحديثة، فقد انتصرت الإرادة على الآليات، والنبابيت على المدافع.وستظل معركة نجع البارود علامة بارزة في تاريخ النضال الوطني هذا النجع الذى رسم النيل أمامه شاهداً عظيماً حيث تكونت فوق هياكل السفن الفرنسية الغارقة جزيرة بعدما ترسب طمي النيل عليها في فيضه، ما زالت شاهداً حياً للمعركة حتى يومنا هذا.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78