فقه المرأة المسلمة ( لبس البنطلون للنساء )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لبس البنطلون للنساء

وعلى هذا يثبت أمامنا شناعة التشبه ، فما قول اللائى يلبسن البنطلون تشبهاً بالرجال ، غير أنه ضيق يصف ما تحته بل يفتن الشباب ، إننى متأكد تماماً أن هؤلاء قد انعدم التفكير عندهن ، فماذا تريد بلبسها هذا الذى يخرجها عن طبيعتها ويزيدها دمامة ، وخسة ، وهى وإن كانت تحسبه جمالاً ، وأناقة تبعد الشباب عنها ، وإن كانت تحسب غير ذلك ، فلو انجذب إليها شاب فهو شاب مخنث أيضاً لا يعرف شيئاً عن الفضيلة والأدب والذوق .
- عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لبس ثوب شهرة فى الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ) .
والحديث فى لبس الثياب التى يقصد منها إلفات أنظار الناس وجذبها نحو الثياب بألونها المميزة أو بطريقة فى الحياكة وغيرها ، محرم على المسلمات وكما ذكرنا أن الثوب الإسلامى للمرأة غير ذلك .
قال ابن الأثير :الشهرة : ظهور الشئ ، والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم ، فيرفع الناس إليه أبصارهم ، ويخال عليهم بالعجب ، والتكبر .
قال الشوكانى : قوله : ( ثوب مذلة ) : ثوب يوجب ذلته يوم القيامة ( ويجب أن يعلم أن لبس ثياب الشهرة والخيلاء منهى عنه أيضاً للرجل والمرأة وهو هنا يتكلم عنه بصفة عامة ) كما لبس فى الدنيا ثوباً يتعزز به على الناس ويترفع به عليهم .
قال ابن رسلان : لأنه لبس الشهرة فى الدنيا ليغر به ويفتخر به على غيره ، ويلبسه الله يوم القيامة ثوباً يشتهر بمذلته واحتقاره بينهم عقوبة له ، والعقوبة من جنس العمل ) .
ويدل عى هذا التأويل الزيادة فى رواية أبى داود من طريق أبى عونة بلفظ : ( تلهب فيه النار ) .
والحديث يدل على تحريم لبس الشهرة ، وليس هذا الحديث مختصاً بنفيس الثياب ، بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوباً يخالف ملبوس الناس من الفقراء ( أى من عامتهم ) ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه فيقدروه .
قال ابن رسلان : وإذا كان اللبس لقصد الاشهار فى الناس فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها ، والموافق لملبوس الناس والمخالف ، لأن التحريم يدور مع الاشتهار والمعتبر القصد وإن لم يطابق الواقع .
والحق أنها لو لبسته بعدم قصد الشهرة أو الرجل كذلك كأن تقتضى مكانتها ذلك - وهذا بالنسبة للملابس الفاخرة غير الملونة الزاهية التى تجذب الأنظار - فلا حرج عليها بدليل الحديث .
- عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ، وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال ، والكبر بطر الحق وغمط الناس ) .
قوله : ( بطر الحق ) هو دفعه ، وفى القاموس : بطر الحق أن يتكبر عنده فلا يقبله ، وقوله : ( وغمط الناس ) أى احتقارهم .
وخلاصة لبس ثياب الشهرة أن الفصل فيها النية وأن المحاسب هو الذى لا يخفى عليه دبيب النملة السوداء فى الليلة الظلماء على الصخرة الصماء .
ولكن الأفضل والأكمل للنساء أن يلبسن ثوباً وسطاً غير الفاخر اقتصاداً وبعداً عن الشبهات ، فالوسط فى الأشياء خير طريق للنجاة والفوز بالجنة إن شاء الله تعالى .
ويبقى : التشبه بثياب الكفار .
- عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثوبين معصفرين فقال : إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) .
والظاهر من الحديث النهى عن التشبه بثياب الكفار دائماً فى كل عصر ، لأنه من تشبه بقوم فهو منهم ، كما يدل على عدم لبس المعصفر وسيأتى فى زينة المرأة .
وكلمة أهمس به فى أذن المتبرجات اللائى نسين الآخرة ، وأقول لهن : إن الالتزام بالحجاب الإسلامى يعنى : الخضوع لأمر الله تعالى ، والإستقامة على طريقته ، وقوة الإرادة التى بها يوزن الإنسان ، وتكون شخصيته شخصية إنسانية فاضلة ينشدها كل عاقل ، ويعنى أيضاً تكوين مجتمع فاضل يتملقه الجميع حتى الفاسقين لأنه مجتمع مستقر لا همجية فيه ولا فوضى .
أما التبرج : فيعنى رفض حكم الله تعالى وشرعه ، ورفض مبادئ الإنسانية التى تميل إليها كل نفس زكية وإن لم تصدقها الأفعال ، وضعف النفوس ووهنا أمام بريق الهوى ، والمشاركة فى تكوين مجتمع الهمجية والفوضوية واللاأخلاقية ؟ .
فهل ترضين بذلك ؟؟ ..