فقه المرأة المسلمة ( وصل الشعر )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وصل الشعر

وهو أن يضاف إليه شعر آخر يكثر به وهو حرام ، وما يسمى ( الباروكة ) حرام ، وياخذ حكم وصل الشعر الذى تكلم فيه الفقهاء قديماً ، وقد تكلموا فيه مع علمهم بتغطيته وستره عن عيون الناس ، فماذا لو علموا ماذا يحدث الآن من اتخاذه وينة والتباهى به ؟ .. ولقد سبقت الإشارة إلى ذلك فى أول الطهارة على أن الباروكة ليست من الشعر فيبطل الوضوء .. هذا بخلاف حرمتها .
جاءت امرأة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : ( يا رسول الله إن لى ابنة عُرَيِّساً أصابتها حصبة فتمزق شعرها أفأصله ؟ فقال : لعن الله الواصلة والمستوصلة ) .
وقولها ( عُرَيِّساً ) : تصغير عروس ، و ( تمزق ) بمعنى يتساقط ، و( الواصلة ) : هى من تصل شعر المرأة بآخر ، و( المستوصلة ) : من تطلب وصل شعرها ، والحديث صريح فى تحريم الوصل ، ولعن الواصلة والمستوصلة مطلقاً على الظاهر المختار .
وقد فصل الفقهاء هذه المسألة :
قال الحنفيون ومالك وكثيرون : الوصل ممنوع سواء وصلته بشعر أو صوف أو خرق ، لقول جابر : ( زجر النبى صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة برأسها شيئاً ).
وقال الشافعية : إن وصلت شعرها بشعر آدمى فهو حرام اتفاقاً لعموم الأحاديث ، ولأنه يحرم الإنتفاع بشعر آدمى احتراماً وإكراماً ، وكذا إن وصلته بشعر نجس من غير آدمى وهو شعر الميتة ، وشعر ما لا يؤكل لحمه إذا انفصل فى حياته للحديث ، ولأنه حمل نجاسة عمداً .
وإن وصلته بشعر طاهر من غير الآدمى ولم يكن لها زوج فهو حرام أيضاً ، وإن كانت ذات زوج فثلاثة أوجه :
- أصحها إن فعلته بإذن الزوج جاز وإلا فهو حرام لما تقدم .
- قال أحمد والليث : الوصل حرام مختص بوصل الشعر ، لما فيه من التدليس واستعمل المختلف فى نجاسته .
- وغيره لا يحرم لما فيه من تحسين المرأة لزوجها من غير مضرة ولا مخالفة .
أما ربط خيوط الحرير الملونة وغيرها مما لا يشبه الشعر فليس بمنهى عنه اتفاقاً لأنه ليس بوصل وإنما هو للتجميل والتحسين .