عبرة لمن يعتبر
الحمد لله الذي بيده الملك و الملكوت ، وله العزة ولجبروت ، أحمده سبحانه وأشكره ، له العظمة والكبرياء ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله الموصوف بجميل النعوت صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين:
أخي الحبيب :
في الحياة ومواقفها عبر لمن اعتبر ، وفي تقلب الناس وتبدل أحوالهم ذكرى لمن تذكر . .
يسير الناس كل الناس في هذه الدنيا فرحين جذلين يتسابقون في دنياهم ويلهثون وراء أمانيهم كل بحسبه الصغير والكبير الرجال والنساء . . ترمقهم من حولك يجرون ويلهثون كل يسعى لشأنه . . والمعظم منهم قد غرق في غيه ولهوه وشهوته وأمانيه . .
لكن يا رعاك الله اعطني قلبك وافتح لي سويداء فؤادك ودعني وإياك نتأمل في هذا المشهد العظيم وذلك المنطر الرهيب . . أما سمعت عنه ؟
أما تخيلته يوما ما . . إنه مشهدُ جدير بنا جميعاً أن نتذكره وان نتأمل فيه بل جدير بنا أن لا يفارقنا بينما أنت بين أهلك وأطفالك تغمرك السعادة ، ويغشاك السرور تمازج هذا وتلاطف ذاك . . بهي الطلعة ، فصيح اللسان ، قائم الأركان . . إذ بقدميك تعجزان عن حملك لتسقط شاحب الوجه شاخص البصر قد اعجم لسانك وعطلت أركانك والأهل حولك قد تحلقوا وبأبصارهم أليك نظروا... وبك صرخوا . . . ينادونك فهل تجيب ؟!
بماذا تحس ؟ بماذا تشعر ؟ وأنت تنظر إليهم بعينيين ذابلتين ، تريد الحديث فما تستطيع ، ترفع يديك لتضمهم إليك فما تقدر . .
أمك قد غصًت بدموعها وأبناؤك قد ارتموا على صدرك الحنون ، وزوجتك قد غشاها الذهول . . فليت شعري أي حال هي حالك . . .
ووالله يا عبدالله ما حالي وحالك إلا كما قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن . . أول يوم يجيك البشير من الله أما يرضاه وأما يسخطه ، واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك . . وأول ليلة ثبت فيها القبر والليلة الثانية صبحتها يوم القيامة .
نعم يا عبد الله : ليلتان اثنتان . . ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في مخيلته . . ليلة في بيته مع أهله وأبنائه متعاً سعيداً فرحاً مسروراً يضاحك أولاده ويضاحكونه والليلة التي تليها مباشره أتاه ملك الموت فنقله بأمر ربه من الدور إلى القبور و من السعة إلى الضيق ومن الفرش الوثيره والقصور المثيرة إلى ظلمة مخيفة ووحشه رهيبه وسفر بعيد وهو مطلع شديد { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد }
أول ليلة في القبر يا عبد الله شكى منها العلماء وشكى منها هولها الأولياء وصنفت فيها المصنفات .
حين حضرت محمد بن سيرين العالم العابد حين حضرته الوفاه بكى . . فقيل ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية .
إنها حقيقة الموت وما بعد الموت . . الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيراً كان أو غنياً صحيحاً كان أو سقيماً كبيراً كان أو صغيراً رئيساً أو مرؤساً ولن ينجوا من الموت أحد ولو فرّ إلى مكان بعيد أو برج عالٍ أو وادٍ سحيق قال تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده } .
الموت يامحب على وضوح شأنه وظهور آثاره ، سر من الأسرار التي حيرت الألباب وأذهلت العقول . . الموت حقيقة ما أقربها وما أسرع مجائها فما أقرب الموت منا ,كل يوم يدنوا منا ونحن ندنوا منه . . فما الأعمار في الحقيقة إلا أزهار تنفتح ثم تذبل أو مصباح ينير ثم ينطفي وليبحث ارباب المطامع وطلاب الدنيا ليبحثوا فوق رمال تلك القبور المبعثرة وبين أحجارها المتهدمة المتساقطة ليعلموا أن طرق الشهوات والملذات المحرمة وإن كانت تلوح لناظريها بالأزهار فإن نهايتها تلك القبور المظلمة والحفر الموحشة ، فطوبى لمن أتاه بريد الموت بالإشخاص قبل أن يفتح ناظريه على هؤلاء الأشخاص . .
الموت باب وكل الناس داخله *** يليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار جنة الخلد إن عملت بما *** يرضي الإله وإن قصرت فالنار
يا عبدالله : عند الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، وفي القيامة وأهوالها يكون الناس فريقين فريقاً يثبت عند المصائب ، ويؤمن من المخاوف ، ويبشر بالجنة، وفريقاً يكابد غاية الخزي والإذلال والشقاء والهوان . .
وعند النهاية تميّز النهاية . . نعم إنها النهاية ... محطة اقلقت الخائفين . . وأرقت عيون العارفين .. واسهرت بالاسحار عيون عباد الله المتقين ..محطة لطالما تساقط عندها المذنبون وهلك بإرضها الهالكون . .
عند الموت يا عبد الله تكون حال الإنسان أحدى حالتين . . إما أن يكون من أهل الخير والصلاح فهذه ميتته ميته طيبه ويبشر بالعفو والغفران ورب راضي غير غضبان قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " وأما إن كان العبد من أهل الكفر والضلال والفجور والفساد فهذا يبشر بالويل والعذاب " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون "
اخي الحبيب : إن مصير المرء بعد موته وإن كان الله قد استأثر بعلمه والكلام عنه من الرحم بالغيب ولكن لما كانت خاتمة من القرائن لمصير الأخره فقد جاء التأكيد عليها والتحذير من الغفلة عنها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ( إنما الأعمال بالخواتيم ) .
وإنَ أخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها وهي ترجمة لما كان يفعله المرء أثناء عمره من الخير والشر . . .
والقلب أثناء نزول الموت بالمرء لا يظهر منه إلا ما كان بداخله وما ستهواه صاحبه فانظر ما في قلبك وما تحب في الدنيا فهو خارج منه أثناء النهاية شاء ذلك ذلك صاحبه ام أبى .
وهذه صور لنهايات كان اصحابها يعيشون كما نعيش وسنموت كما ماتوا "كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " اسوقها لعل فيها عبرة للمعتبرين وذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد .
* علامات حسن الخاتمة :
إن حسن الخاتمة إن يتوفاك الله على الإسلام و إن يوفق الله العبد للتوبة عن الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات .
وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة ما يبشر به العبد عند موته من رضا الله تعالى واستحقاقه كرامته تفضلاً منه تعالى كما قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " .
ومن علامات حسن الخاتمة أيضاً الموت على عمل صالح من صلاة او صيام او جهاد او قراءة قران
صور لحسن الخاتمة
ذكر أهل السير أن أبا مريم الغساني رحمه الله كان صائما يوماً من الأيام فنزل به الموت واشتد به الكرب فقال له من حوله لو جرعت جرعة من ماء فقال بيده لا . . . فلما دخل المغرب قال . .أذن ؟! قالوا نعم ففطروه وجعلوا في فمه قطرة ما ثم مات بعدها
وذكر بعض الفضلاء أن امرأة عجوز كانت من أهل الصلاة والطاعة ،و في يوم وهي في مصلاها ساجدة ، أرادت أن ترفع من سجودها فلم تستطع ، صاحت بابنها ، أجلسها كهيئة السجود ، حملها إلى المستشفى ، ولكن لا فائدة ، فقد تجمدت أعضاؤها على هذه الحال ، قالت يا بني خذني إلى مصلاي أتعبد وأصلي إلى أن يفعل الله ما يشاء ، ولم تزل في صلاة وهي على هيئة السجود لا تقوى على الحراك فقبض الله روحها وهي ساجدة ، غسلوها وهي ساجدة كفنوها وهي ساجدة ، أدخلت إلى قبرها وهي ساجدة وتبعث يوم القيامة بإذن الله وهي ساجدة .
وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة الموت في سبيل أن يموت العبد وقد قدم نفسه وأرخص روحه وباع مهجته لله تعالى . . مجاهداً أعداء الدين ومدافعاً عن عباد الله المؤمنين .
ذكر الذهبي في السير عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي : أن رأيته فأقرءه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجدك ؟ فطفت بين القتلى فأصبته وهو في أخر رمق وبه سبعون ضربه . . . فأخبرته . . فقال على رسول الله السلام وعليك قل له يا رسول الله !!! إني أجد ريح الجنة . . وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف قال وفاضت نفسه رضي الله عنه وأرضاه .
و ذكر الشيخ عبد الملك القاسم في ترجمته لوالده العالم الفقيه محمد بن عبد الرحمن القاسم ان احد الصالحين من رفقاء أخ والده عبد الله "عمه" مرض هذا الرجل مرض الموت وكان صائماً فقال له أبناؤه : أفطر, فقال : لا, فلما أصروا على ذلك وقربوا له الماء رده بيده وقال إني لأجد ريح الجنة فمات صائماً قبيل المغرب .
* علامات الخاتمة السيئة :
وفي المقابل هناك صور للخاتمة السيئة أعاذنا الله وأياك منها ، وإن من علامات الخاتمة السيئة أن يتوفى الله العبد على غير الإسلام أو أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جلا وعلا مقيم على ما يسخطه مضيع لما أوجبه أو أن يتوفاه الله وهو معاقر لمنكر . . ولا ريب أن تلك نهاية سيئة بئسة طالما خافها المتقون وعباد الله المؤمنون .
وإن من أسباب سوء الخاتمة يا عبد الله أن يصّر العبد على المعاصي وما ألفها فإن الإنسان إذا ألف شيئاً مدة حياته وأحبه فعلق قلبه به فالغالب أنه يموت عليه إن لم يمت من ذلك .
صور لسوء الخاتمة :
في أحدى الطرق كان ثلاثة من الشباب يستقلون سيارتهم بسرعة كالبرق والموسيقى تصيح بصوت مرتفع وهم فرحون بذلك كحال كثير من شبابنا إلا من رحم الله – كان من ابعد ما يفكرون فيه أن يفارقوا هذه الدنيا ، كانت الأمال تطير بهم وهم يتابعون تلك المزامير وفجأه حدث ما لم يكن بالحسبان . . انقلبت السيارة عدة مرات .. وصلت سيارة الإسعاف حملت المصابين أحدهم كان مصاباً إصابات بليغه جلس صديقاه بجانبه كان يتنفس بصعوبه والدم قد غطى جسده حتى غير ملامحه حينئذ علم الضابط أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة . . عرف أسمه من صاحبيه قال له : يا فلان قل لا إله إلا الله يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول : هو . . هو " يقصد نفسه " في سقر فيقول يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول هو في سقر ثم سقط رأسه ولفظ أنفاسه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكم سمعنا وسمعت من مات مغشياً أو لفظ أنفاسة وهوو يعدد أمواله وينعى دراهمه .
ذكر ابن القيم في كتابه القيم الداء والدواء هذه القصة العجيبة فقال : يروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجداً للأذان والإقامة ولصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها فترك الأذان ، ونزل إليها ، ودخل الدار عليها فقالت : ما شأنك وما تريد ، قال : أريدك ؛ فقالت : لماذا؟ قال :قد سبيت لبي وأخذتِ بمجامع قلبي ، قالت : لا أجيبك لريبة أبداً ، قال : أتزوجك ، قالت أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك ، قال : أتنصر ! قالت : إن فعلت أفعل ، فتنصر الرجل ليتزوجها ، وأقام معهم في الدار ، فلماً كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات ، فلم يضفر بها ، وفاته دينه !!
فليحذر العبد المعصية أن تخونه عند موته يقول ابن كثير رحمه الله : إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت .
ويقول ابن القيم نقلاً عن الاشبيلي رحمه الله " وسوء الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه إنما تكون لمن له فساد في العقيدة أو اصرار على الكبيرة أو إقدام على العظائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل عليه الموت قبل التوبة فيأخذه قبل إصلاح الطوية ويصطدم قبل الإنابة والعياذ بالله" . والقصص في هذا كثير يطول المقام بذكره ولكن المقصود من القصة أخذ العبرة والاستفادة .
* الإكثار من ذكـر الموت :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه " أكثروا ذكر هادم اللذات " يعني الموت ، وذكر الموت يقلل كل كثير ويكثر كل قليل ويزهد في الدنيا ويعين على العمل الصالح والإكثار من ذكر الموت هو سبيل المؤمنين وعباد الله المتقين ،
كان الحسن بن يسار كثيراً ما يقول : يا ابن آدم ! نطفة بالأمس ، وجيفة غداً ، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك ، إن الصحيح من لم تمرضه القلوب ، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا ، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا . وأن أنسى الناس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا . وإن أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر ، وأن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه ، وان العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب .
وهذا مالك بن دينار رحمه الله : كان يقوم طوال ليلته قابضاً على لحيته ويقول : " يارب قد علمت ساكن الجنة وعلمت ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك . . "
ويبكي بعضهم عند الموت فسئل عن ذلك فقال إني سمعت رسول الله يقول لقوم : " وبد لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " فأنا أنتظر ما ترون ووالله ما أدري ما يبدوا لي . .
أخي الحبيب :
إن فئاماً من الناس لا يحبون أو لا يحبذون الحديث عن الموت وساعة الإحتضار . . لأن ذلك على حد زعمهم يؤلمهم ويشعرهم باليأس ويقطع حبل أملهم ويورق حياتهم فهم يريدون العيش دون سماع ما ينغص حياتهم ويفزع خواطرهم . . . وأغلب هؤلاء ممن قصروا في حق ربهم وخانوا أنفسهم . . وإن الحديث عن الموت يامحب كما أنه شرع ودين فهو سجيه العقلاء والراشدين .
يقول عبدالرحمن بن مهدي : "لو قيل لحماد بن مسلمة أنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً " لأن أوقاته بالتعبد معمورة وعن الشر يدية مقصورة والإستعداد للموت ليس بالأماني الباطلة والألفاظ المعسولة بل هو بهجر المنكرات والثواب إلى رب الأرض والسموات وإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من القلوب وبر الوالدين وصلة الأرحام .
ولكن يا عبد الله متى يستعد للموت من تظلله سحائب الهون ويسير في أودية الغفلة ؟!
متى يستعد للموتمن من لا يبالي بأمر الله في حلال أو حرام ؟! متى يستعد للموت من هجر القرآن ولا يعرف صلاة الفجر مع الجماعة من أكل أموال الناس بالباطل وأكل الربا وارتكب الزنا ؟ ! كيف يكون مستعداً للموت من لوث لسانه بالغيبة والنميمة وأمتلاءقلبه بالحقد والحسد وضيع أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين والوقوع في أعراضهم ؟!
فيا أيها المذنب وكلنا كذلك عد إلى ربك وجدد التوبة قبل فوات الآوان ولا تمت ساعة مقدم.
فالحذر الحذر يا عبد الله والبدار البدار والتوبة التوبة وعلينا جميعاً الإستعداد لذلك اليوم وتلك النهاية كما كان هو دأب
السلف الصالح .
وصــــــــلى الله علـــــى نبينا محمــــد وعلى آله وصحــــــــبه أجمعين
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنـات
الحمد لله الذي بيده الملك و الملكوت ، وله العزة ولجبروت ، أحمده سبحانه وأشكره ، له العظمة والكبرياء ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله الموصوف بجميل النعوت صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين:
أخي الحبيب :
في الحياة ومواقفها عبر لمن اعتبر ، وفي تقلب الناس وتبدل أحوالهم ذكرى لمن تذكر . .
يسير الناس كل الناس في هذه الدنيا فرحين جذلين يتسابقون في دنياهم ويلهثون وراء أمانيهم كل بحسبه الصغير والكبير الرجال والنساء . . ترمقهم من حولك يجرون ويلهثون كل يسعى لشأنه . . والمعظم منهم قد غرق في غيه ولهوه وشهوته وأمانيه . .
لكن يا رعاك الله اعطني قلبك وافتح لي سويداء فؤادك ودعني وإياك نتأمل في هذا المشهد العظيم وذلك المنطر الرهيب . . أما سمعت عنه ؟
أما تخيلته يوما ما . . إنه مشهدُ جدير بنا جميعاً أن نتذكره وان نتأمل فيه بل جدير بنا أن لا يفارقنا بينما أنت بين أهلك وأطفالك تغمرك السعادة ، ويغشاك السرور تمازج هذا وتلاطف ذاك . . بهي الطلعة ، فصيح اللسان ، قائم الأركان . . إذ بقدميك تعجزان عن حملك لتسقط شاحب الوجه شاخص البصر قد اعجم لسانك وعطلت أركانك والأهل حولك قد تحلقوا وبأبصارهم أليك نظروا... وبك صرخوا . . . ينادونك فهل تجيب ؟!
بماذا تحس ؟ بماذا تشعر ؟ وأنت تنظر إليهم بعينيين ذابلتين ، تريد الحديث فما تستطيع ، ترفع يديك لتضمهم إليك فما تقدر . .
أمك قد غصًت بدموعها وأبناؤك قد ارتموا على صدرك الحنون ، وزوجتك قد غشاها الذهول . . فليت شعري أي حال هي حالك . . .
ووالله يا عبدالله ما حالي وحالك إلا كما قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن . . أول يوم يجيك البشير من الله أما يرضاه وأما يسخطه ، واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك . . وأول ليلة ثبت فيها القبر والليلة الثانية صبحتها يوم القيامة .
نعم يا عبد الله : ليلتان اثنتان . . ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في مخيلته . . ليلة في بيته مع أهله وأبنائه متعاً سعيداً فرحاً مسروراً يضاحك أولاده ويضاحكونه والليلة التي تليها مباشره أتاه ملك الموت فنقله بأمر ربه من الدور إلى القبور و من السعة إلى الضيق ومن الفرش الوثيره والقصور المثيرة إلى ظلمة مخيفة ووحشه رهيبه وسفر بعيد وهو مطلع شديد { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد }
أول ليلة في القبر يا عبد الله شكى منها العلماء وشكى منها هولها الأولياء وصنفت فيها المصنفات .
حين حضرت محمد بن سيرين العالم العابد حين حضرته الوفاه بكى . . فقيل ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية .
إنها حقيقة الموت وما بعد الموت . . الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيراً كان أو غنياً صحيحاً كان أو سقيماً كبيراً كان أو صغيراً رئيساً أو مرؤساً ولن ينجوا من الموت أحد ولو فرّ إلى مكان بعيد أو برج عالٍ أو وادٍ سحيق قال تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده } .
الموت يامحب على وضوح شأنه وظهور آثاره ، سر من الأسرار التي حيرت الألباب وأذهلت العقول . . الموت حقيقة ما أقربها وما أسرع مجائها فما أقرب الموت منا ,كل يوم يدنوا منا ونحن ندنوا منه . . فما الأعمار في الحقيقة إلا أزهار تنفتح ثم تذبل أو مصباح ينير ثم ينطفي وليبحث ارباب المطامع وطلاب الدنيا ليبحثوا فوق رمال تلك القبور المبعثرة وبين أحجارها المتهدمة المتساقطة ليعلموا أن طرق الشهوات والملذات المحرمة وإن كانت تلوح لناظريها بالأزهار فإن نهايتها تلك القبور المظلمة والحفر الموحشة ، فطوبى لمن أتاه بريد الموت بالإشخاص قبل أن يفتح ناظريه على هؤلاء الأشخاص . .
الموت باب وكل الناس داخله *** يليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار جنة الخلد إن عملت بما *** يرضي الإله وإن قصرت فالنار
يا عبدالله : عند الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، وفي القيامة وأهوالها يكون الناس فريقين فريقاً يثبت عند المصائب ، ويؤمن من المخاوف ، ويبشر بالجنة، وفريقاً يكابد غاية الخزي والإذلال والشقاء والهوان . .
وعند النهاية تميّز النهاية . . نعم إنها النهاية ... محطة اقلقت الخائفين . . وأرقت عيون العارفين .. واسهرت بالاسحار عيون عباد الله المتقين ..محطة لطالما تساقط عندها المذنبون وهلك بإرضها الهالكون . .
عند الموت يا عبد الله تكون حال الإنسان أحدى حالتين . . إما أن يكون من أهل الخير والصلاح فهذه ميتته ميته طيبه ويبشر بالعفو والغفران ورب راضي غير غضبان قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " وأما إن كان العبد من أهل الكفر والضلال والفجور والفساد فهذا يبشر بالويل والعذاب " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون "
اخي الحبيب : إن مصير المرء بعد موته وإن كان الله قد استأثر بعلمه والكلام عنه من الرحم بالغيب ولكن لما كانت خاتمة من القرائن لمصير الأخره فقد جاء التأكيد عليها والتحذير من الغفلة عنها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ( إنما الأعمال بالخواتيم ) .
وإنَ أخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها وهي ترجمة لما كان يفعله المرء أثناء عمره من الخير والشر . . .
والقلب أثناء نزول الموت بالمرء لا يظهر منه إلا ما كان بداخله وما ستهواه صاحبه فانظر ما في قلبك وما تحب في الدنيا فهو خارج منه أثناء النهاية شاء ذلك ذلك صاحبه ام أبى .
وهذه صور لنهايات كان اصحابها يعيشون كما نعيش وسنموت كما ماتوا "كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " اسوقها لعل فيها عبرة للمعتبرين وذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد .
* علامات حسن الخاتمة :
إن حسن الخاتمة إن يتوفاك الله على الإسلام و إن يوفق الله العبد للتوبة عن الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات .
وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة ما يبشر به العبد عند موته من رضا الله تعالى واستحقاقه كرامته تفضلاً منه تعالى كما قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " .
ومن علامات حسن الخاتمة أيضاً الموت على عمل صالح من صلاة او صيام او جهاد او قراءة قران
صور لحسن الخاتمة
ذكر أهل السير أن أبا مريم الغساني رحمه الله كان صائما يوماً من الأيام فنزل به الموت واشتد به الكرب فقال له من حوله لو جرعت جرعة من ماء فقال بيده لا . . . فلما دخل المغرب قال . .أذن ؟! قالوا نعم ففطروه وجعلوا في فمه قطرة ما ثم مات بعدها
وذكر بعض الفضلاء أن امرأة عجوز كانت من أهل الصلاة والطاعة ،و في يوم وهي في مصلاها ساجدة ، أرادت أن ترفع من سجودها فلم تستطع ، صاحت بابنها ، أجلسها كهيئة السجود ، حملها إلى المستشفى ، ولكن لا فائدة ، فقد تجمدت أعضاؤها على هذه الحال ، قالت يا بني خذني إلى مصلاي أتعبد وأصلي إلى أن يفعل الله ما يشاء ، ولم تزل في صلاة وهي على هيئة السجود لا تقوى على الحراك فقبض الله روحها وهي ساجدة ، غسلوها وهي ساجدة كفنوها وهي ساجدة ، أدخلت إلى قبرها وهي ساجدة وتبعث يوم القيامة بإذن الله وهي ساجدة .
وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة الموت في سبيل أن يموت العبد وقد قدم نفسه وأرخص روحه وباع مهجته لله تعالى . . مجاهداً أعداء الدين ومدافعاً عن عباد الله المؤمنين .
ذكر الذهبي في السير عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي : أن رأيته فأقرءه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجدك ؟ فطفت بين القتلى فأصبته وهو في أخر رمق وبه سبعون ضربه . . . فأخبرته . . فقال على رسول الله السلام وعليك قل له يا رسول الله !!! إني أجد ريح الجنة . . وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف قال وفاضت نفسه رضي الله عنه وأرضاه .
و ذكر الشيخ عبد الملك القاسم في ترجمته لوالده العالم الفقيه محمد بن عبد الرحمن القاسم ان احد الصالحين من رفقاء أخ والده عبد الله "عمه" مرض هذا الرجل مرض الموت وكان صائماً فقال له أبناؤه : أفطر, فقال : لا, فلما أصروا على ذلك وقربوا له الماء رده بيده وقال إني لأجد ريح الجنة فمات صائماً قبيل المغرب .
* علامات الخاتمة السيئة :
وفي المقابل هناك صور للخاتمة السيئة أعاذنا الله وأياك منها ، وإن من علامات الخاتمة السيئة أن يتوفى الله العبد على غير الإسلام أو أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جلا وعلا مقيم على ما يسخطه مضيع لما أوجبه أو أن يتوفاه الله وهو معاقر لمنكر . . ولا ريب أن تلك نهاية سيئة بئسة طالما خافها المتقون وعباد الله المؤمنون .
وإن من أسباب سوء الخاتمة يا عبد الله أن يصّر العبد على المعاصي وما ألفها فإن الإنسان إذا ألف شيئاً مدة حياته وأحبه فعلق قلبه به فالغالب أنه يموت عليه إن لم يمت من ذلك .
صور لسوء الخاتمة :
في أحدى الطرق كان ثلاثة من الشباب يستقلون سيارتهم بسرعة كالبرق والموسيقى تصيح بصوت مرتفع وهم فرحون بذلك كحال كثير من شبابنا إلا من رحم الله – كان من ابعد ما يفكرون فيه أن يفارقوا هذه الدنيا ، كانت الأمال تطير بهم وهم يتابعون تلك المزامير وفجأه حدث ما لم يكن بالحسبان . . انقلبت السيارة عدة مرات .. وصلت سيارة الإسعاف حملت المصابين أحدهم كان مصاباً إصابات بليغه جلس صديقاه بجانبه كان يتنفس بصعوبه والدم قد غطى جسده حتى غير ملامحه حينئذ علم الضابط أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة . . عرف أسمه من صاحبيه قال له : يا فلان قل لا إله إلا الله يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول : هو . . هو " يقصد نفسه " في سقر فيقول يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول هو في سقر ثم سقط رأسه ولفظ أنفاسه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكم سمعنا وسمعت من مات مغشياً أو لفظ أنفاسة وهوو يعدد أمواله وينعى دراهمه .
ذكر ابن القيم في كتابه القيم الداء والدواء هذه القصة العجيبة فقال : يروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجداً للأذان والإقامة ولصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها فترك الأذان ، ونزل إليها ، ودخل الدار عليها فقالت : ما شأنك وما تريد ، قال : أريدك ؛ فقالت : لماذا؟ قال :قد سبيت لبي وأخذتِ بمجامع قلبي ، قالت : لا أجيبك لريبة أبداً ، قال : أتزوجك ، قالت أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك ، قال : أتنصر ! قالت : إن فعلت أفعل ، فتنصر الرجل ليتزوجها ، وأقام معهم في الدار ، فلماً كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات ، فلم يضفر بها ، وفاته دينه !!
فليحذر العبد المعصية أن تخونه عند موته يقول ابن كثير رحمه الله : إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت .
ويقول ابن القيم نقلاً عن الاشبيلي رحمه الله " وسوء الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه إنما تكون لمن له فساد في العقيدة أو اصرار على الكبيرة أو إقدام على العظائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل عليه الموت قبل التوبة فيأخذه قبل إصلاح الطوية ويصطدم قبل الإنابة والعياذ بالله" . والقصص في هذا كثير يطول المقام بذكره ولكن المقصود من القصة أخذ العبرة والاستفادة .
* الإكثار من ذكـر الموت :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه " أكثروا ذكر هادم اللذات " يعني الموت ، وذكر الموت يقلل كل كثير ويكثر كل قليل ويزهد في الدنيا ويعين على العمل الصالح والإكثار من ذكر الموت هو سبيل المؤمنين وعباد الله المتقين ،
كان الحسن بن يسار كثيراً ما يقول : يا ابن آدم ! نطفة بالأمس ، وجيفة غداً ، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك ، إن الصحيح من لم تمرضه القلوب ، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا ، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا . وأن أنسى الناس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا . وإن أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر ، وأن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه ، وان العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب .
وهذا مالك بن دينار رحمه الله : كان يقوم طوال ليلته قابضاً على لحيته ويقول : " يارب قد علمت ساكن الجنة وعلمت ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك . . "
ويبكي بعضهم عند الموت فسئل عن ذلك فقال إني سمعت رسول الله يقول لقوم : " وبد لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " فأنا أنتظر ما ترون ووالله ما أدري ما يبدوا لي . .
أخي الحبيب :
إن فئاماً من الناس لا يحبون أو لا يحبذون الحديث عن الموت وساعة الإحتضار . . لأن ذلك على حد زعمهم يؤلمهم ويشعرهم باليأس ويقطع حبل أملهم ويورق حياتهم فهم يريدون العيش دون سماع ما ينغص حياتهم ويفزع خواطرهم . . . وأغلب هؤلاء ممن قصروا في حق ربهم وخانوا أنفسهم . . وإن الحديث عن الموت يامحب كما أنه شرع ودين فهو سجيه العقلاء والراشدين .
يقول عبدالرحمن بن مهدي : "لو قيل لحماد بن مسلمة أنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً " لأن أوقاته بالتعبد معمورة وعن الشر يدية مقصورة والإستعداد للموت ليس بالأماني الباطلة والألفاظ المعسولة بل هو بهجر المنكرات والثواب إلى رب الأرض والسموات وإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من القلوب وبر الوالدين وصلة الأرحام .
ولكن يا عبد الله متى يستعد للموت من تظلله سحائب الهون ويسير في أودية الغفلة ؟!
متى يستعد للموتمن من لا يبالي بأمر الله في حلال أو حرام ؟! متى يستعد للموت من هجر القرآن ولا يعرف صلاة الفجر مع الجماعة من أكل أموال الناس بالباطل وأكل الربا وارتكب الزنا ؟ ! كيف يكون مستعداً للموت من لوث لسانه بالغيبة والنميمة وأمتلاءقلبه بالحقد والحسد وضيع أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين والوقوع في أعراضهم ؟!
فيا أيها المذنب وكلنا كذلك عد إلى ربك وجدد التوبة قبل فوات الآوان ولا تمت ساعة مقدم.
فالحذر الحذر يا عبد الله والبدار البدار والتوبة التوبة وعلينا جميعاً الإستعداد لذلك اليوم وتلك النهاية كما كان هو دأب
السلف الصالح .
وصــــــــلى الله علـــــى نبينا محمــــد وعلى آله وصحــــــــبه أجمعين
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنـات
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78