صواني القش الفلسطينية
من التراث الفلسطيني
التراث هو الروح ، والفكر والحياة ، وهو الماضي والحاضر .. وهو
الهوية الفردية
للشخص
سابدأ معكم كيفية صناعة الصواني من
القش
من بيادر الخير
وخصب الارض تشمخ السنابل وتتراقص على الهضاب وهي ترنو للشمس وتبتسم للندى مع كل
صباح ، هكذا كانت السنابل كتبت بها فلاحتنا لتصبح مداداً فنسجت اثاثاً تحتاجه ينسجم
من بيتها الطيني وها نحن مع ابتكار اخر وعمل رائع ،انه نسج اطباق القش حيث ان لكل
عمل بداية واهمها
مرحلة اتخاذ القرار ولعلها الأهم على قولة
المثل الشعبي « العتبة نص الدرب » ويقال في اتخاذ القرار والخطوة
الاولى منه
،
دعونا
نتابع مراحل هذا العمل : المرحلة الاولى : وتكون بأخذ جزء من زرع القمح المحصود قبل
عملية الدرس
حيث تدق
السنابل بواسطة مدقاقة خشبية لفصل الحب عن غلافه ثم يتم تقصيل زرع القمح تحديداً
والتقصيل هو
قطع القشة
الواصلة من العقدة العليا للنبات وحتى السنبلة ، وتجمع القصلات في باقات كل باقة
بحجم قبضة اليد
التي
تجمعها ثم تربط بخيط او شريط من القماش علماً انه ليست كل الزروع تطاوع عملية النسج
فالقمح البلدي
المسمى
بالقمح الصوري والصاد اصلها سيناً اي القمح السوري وهو افضلها للنسج لانه يتمتع
بالمرونة والمتانة
التي
تساعد في العمل وكذلك الحنطة المسماة« القرعة » لان السنبلة لا تحوي حسكاً فهي تصلح
لذلك العمل ايضاً
،
بينما الحنطة « السوادية » فإنها اقل مطاوعة واما الحنطة المكسيكية فهي لا تصلح
لذلك مطلقاً ، وكثيراً ما يتم
التبادل بالزرع لمن ليس
لديه انواع تصلح لهذا العمل فيتم التبادل بعدد من حملات الزرع ويمكن ان تنتقي
المرأة
من زرع جيرانها
القش المناسب بعد قص السنابل وتركها لاصحابها بينما تأخذ ما تحتاجه من قش . المرحلة
الثانية : يتم نقع باقة
القش وتسمى البلة بلفها بخرقة مبللة بالماء لفترة مناسبة لتصبج طرية لانها تتكسر
اذا كانت
جافة. المرحلة
الثالثة : وهي مرحلة ما يسمى « بالبدوة» اي البدء العمل وذلك بوضع ثلاث قشات في فم
من تنسج
وتبدأ بجدلها
بحدود 2 سم ثم تلفها بشكل دائرة حلزونية ، هذه القشات تشكل المحور الذي سيلف عليه
القش في
الادوار
اللاحقة . المرحلة الرابعة : وفيها يتم استخدام المخرز لاحداث ثقب في الخط الدائري
السابق وادخال قشة
في
الثقب بحيث يظهر منها قسم بحدود 1 سم تحنيه النساجة الى الامام « اي جهة النسج»
بيدها اليسرى بينما
تلف
عليه باليد اليمنى
حول المحور قسم من القشة لعدة دوائر مشكلة بداية الدور ويكون طولها بحدود 1سم ثم
تحنى
بقية القشة لتصبح
مع قش المحور ، قد يضاف الى المحور قشات اخرى اذا شعرت النساجة بالحاجة لذلك عندما
تكون سماكة الدور قليلة
ويثقب ثقب اخر وتدخل قشة اخرى بنفس الطريقة السابقة حتى تصبح الدائرة الحلزونية
بحجم الليرة وهنا
تستخدم القشة من الطرف السفلي حيث ان القشة الواحدة تكون بلونين من الاسفل لونها
ابيض ناصع ومن الاعلى لونها يميل الى السمرة وهذه الدائرة تسمى وجه العروس وشبهت
بذلك نظراً لبياضها
المقارن
ببياض وجه
العروس مع العلم انه لا تنسج قطعة القش التي ترتكز عليها حبات السنبلة كونها متعرجة
فتقطعها
النساجة
بأسنانها . المرحلة الخامسة : يتابع النسج حتى الدور الثامن وهذه الادوار تكون
قصيرة وتندرج تحت اسم
البدوة وتحرص النساجة
على انجاز هذا العمل في اليوم الاول بينما في الايام التالية تكون الادوار اطول
واقل من
حيث العدد
وهكذا يتابع العمل حتى يأخذ حجمه المطلوب فإن كان النسج دون نقش يستخدم القش
الطبيعي اما اذا
رغبت
النساجة بنسج نقوش وزخارف فهذا يحتاج الى صباغة القش بمحلول مؤلف من صبغة وماء ساخن
يغمس
به القش ويعرض
للشمس حتى يجف. المرحلة السادسة : وهي المرحلة الاخيرة وتسمى قطع الصينية حيث يقص
القش في مقدمة الدور
المنسوج حوله ويلبس في مقدمته قطعة قماش كي لا تتفلت قطع القش ثم يزين الدور الاخير
بقطع قماشية صغيرة
مثلثة الشكل بإخاطتها عليه وهكذا ينتهي العمل اذا كان المطلوب نسج طبق او نفوخة ،
اما
اذا كان لنسج
الجمام او الجميم او القليتة فيتم النسج بعد البدوة برفع الادوار نحو الاعلى بشكل
عمودي دائري
لتشكل
وعاءاً يشبه الطنجرة او الطبسية. ينسج بالقش عدة انواع كالاطباق وتكون كبيرة الحجم
بقطر يصل الى
80 سم
اكبر او اصغر من ذلك بقليل واما النفوخة فهي طبق اصغر من الصينية متوسط الحجم بقطر
حوالي 30
سم تستخدم
لابعاد قشور القمح او البرغل بتحريكه للاعلى والاسفل مع النفخ ، اما الجمام والجميم
والقليتة فيكون
لها
حواف نحو الاعلى . لا يخلو النسج من المنافسة البريئة وتبادل اطراف الحديث وقد
يتخلله الغناء والمزاح
والضحك وقد يكون العمل
في البيت او تحت شجرة او على مصطبة امام البيت ، ولا ننسى ما ورد من امثال
حول
ذلك
القشة التي قصمت ظهر البعير ويفسرها المثل الشعبي اللي بيزيد عن حدّو بينقلب ضدّو «
زيوان البلد
ولاحنطة
جلب» ويقال هذا المثل عن الانسان حين الزواج وايضاً حين اختيار بذار الحنطة . وهكذا
كانت امهاتنا
تطلق
انفاسها الشجية الصادقة المليئة بالحب والحنان لينعم وليدها بالنوم الهانىء وتنطلق
لترسم اجمل اللوحات
الفنية مبتكرة اشكالاً
من بين اناملها تسر الناظرين .
[center]
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
وتقبلوا مني فائق التحيات
من التراث الفلسطيني
التراث هو الروح ، والفكر والحياة ، وهو الماضي والحاضر .. وهو
الهوية الفردية
للشخص
سابدأ معكم كيفية صناعة الصواني من
القش
من بيادر الخير
وخصب الارض تشمخ السنابل وتتراقص على الهضاب وهي ترنو للشمس وتبتسم للندى مع كل
صباح ، هكذا كانت السنابل كتبت بها فلاحتنا لتصبح مداداً فنسجت اثاثاً تحتاجه ينسجم
من بيتها الطيني وها نحن مع ابتكار اخر وعمل رائع ،انه نسج اطباق القش حيث ان لكل
عمل بداية واهمها
مرحلة اتخاذ القرار ولعلها الأهم على قولة
المثل الشعبي « العتبة نص الدرب » ويقال في اتخاذ القرار والخطوة
الاولى منه
،
دعونا
نتابع مراحل هذا العمل : المرحلة الاولى : وتكون بأخذ جزء من زرع القمح المحصود قبل
عملية الدرس
حيث تدق
السنابل بواسطة مدقاقة خشبية لفصل الحب عن غلافه ثم يتم تقصيل زرع القمح تحديداً
والتقصيل هو
قطع القشة
الواصلة من العقدة العليا للنبات وحتى السنبلة ، وتجمع القصلات في باقات كل باقة
بحجم قبضة اليد
التي
تجمعها ثم تربط بخيط او شريط من القماش علماً انه ليست كل الزروع تطاوع عملية النسج
فالقمح البلدي
المسمى
بالقمح الصوري والصاد اصلها سيناً اي القمح السوري وهو افضلها للنسج لانه يتمتع
بالمرونة والمتانة
التي
تساعد في العمل وكذلك الحنطة المسماة« القرعة » لان السنبلة لا تحوي حسكاً فهي تصلح
لذلك العمل ايضاً
،
بينما الحنطة « السوادية » فإنها اقل مطاوعة واما الحنطة المكسيكية فهي لا تصلح
لذلك مطلقاً ، وكثيراً ما يتم
التبادل بالزرع لمن ليس
لديه انواع تصلح لهذا العمل فيتم التبادل بعدد من حملات الزرع ويمكن ان تنتقي
المرأة
من زرع جيرانها
القش المناسب بعد قص السنابل وتركها لاصحابها بينما تأخذ ما تحتاجه من قش . المرحلة
الثانية : يتم نقع باقة
القش وتسمى البلة بلفها بخرقة مبللة بالماء لفترة مناسبة لتصبج طرية لانها تتكسر
اذا كانت
جافة. المرحلة
الثالثة : وهي مرحلة ما يسمى « بالبدوة» اي البدء العمل وذلك بوضع ثلاث قشات في فم
من تنسج
وتبدأ بجدلها
بحدود 2 سم ثم تلفها بشكل دائرة حلزونية ، هذه القشات تشكل المحور الذي سيلف عليه
القش في
الادوار
اللاحقة . المرحلة الرابعة : وفيها يتم استخدام المخرز لاحداث ثقب في الخط الدائري
السابق وادخال قشة
في
الثقب بحيث يظهر منها قسم بحدود 1 سم تحنيه النساجة الى الامام « اي جهة النسج»
بيدها اليسرى بينما
تلف
عليه باليد اليمنى
حول المحور قسم من القشة لعدة دوائر مشكلة بداية الدور ويكون طولها بحدود 1سم ثم
تحنى
بقية القشة لتصبح
مع قش المحور ، قد يضاف الى المحور قشات اخرى اذا شعرت النساجة بالحاجة لذلك عندما
تكون سماكة الدور قليلة
ويثقب ثقب اخر وتدخل قشة اخرى بنفس الطريقة السابقة حتى تصبح الدائرة الحلزونية
بحجم الليرة وهنا
تستخدم القشة من الطرف السفلي حيث ان القشة الواحدة تكون بلونين من الاسفل لونها
ابيض ناصع ومن الاعلى لونها يميل الى السمرة وهذه الدائرة تسمى وجه العروس وشبهت
بذلك نظراً لبياضها
المقارن
ببياض وجه
العروس مع العلم انه لا تنسج قطعة القش التي ترتكز عليها حبات السنبلة كونها متعرجة
فتقطعها
النساجة
بأسنانها . المرحلة الخامسة : يتابع النسج حتى الدور الثامن وهذه الادوار تكون
قصيرة وتندرج تحت اسم
البدوة وتحرص النساجة
على انجاز هذا العمل في اليوم الاول بينما في الايام التالية تكون الادوار اطول
واقل من
حيث العدد
وهكذا يتابع العمل حتى يأخذ حجمه المطلوب فإن كان النسج دون نقش يستخدم القش
الطبيعي اما اذا
رغبت
النساجة بنسج نقوش وزخارف فهذا يحتاج الى صباغة القش بمحلول مؤلف من صبغة وماء ساخن
يغمس
به القش ويعرض
للشمس حتى يجف. المرحلة السادسة : وهي المرحلة الاخيرة وتسمى قطع الصينية حيث يقص
القش في مقدمة الدور
المنسوج حوله ويلبس في مقدمته قطعة قماش كي لا تتفلت قطع القش ثم يزين الدور الاخير
بقطع قماشية صغيرة
مثلثة الشكل بإخاطتها عليه وهكذا ينتهي العمل اذا كان المطلوب نسج طبق او نفوخة ،
اما
اذا كان لنسج
الجمام او الجميم او القليتة فيتم النسج بعد البدوة برفع الادوار نحو الاعلى بشكل
عمودي دائري
لتشكل
وعاءاً يشبه الطنجرة او الطبسية. ينسج بالقش عدة انواع كالاطباق وتكون كبيرة الحجم
بقطر يصل الى
80 سم
اكبر او اصغر من ذلك بقليل واما النفوخة فهي طبق اصغر من الصينية متوسط الحجم بقطر
حوالي 30
سم تستخدم
لابعاد قشور القمح او البرغل بتحريكه للاعلى والاسفل مع النفخ ، اما الجمام والجميم
والقليتة فيكون
لها
حواف نحو الاعلى . لا يخلو النسج من المنافسة البريئة وتبادل اطراف الحديث وقد
يتخلله الغناء والمزاح
والضحك وقد يكون العمل
في البيت او تحت شجرة او على مصطبة امام البيت ، ولا ننسى ما ورد من امثال
حول
ذلك
القشة التي قصمت ظهر البعير ويفسرها المثل الشعبي اللي بيزيد عن حدّو بينقلب ضدّو «
زيوان البلد
ولاحنطة
جلب» ويقال هذا المثل عن الانسان حين الزواج وايضاً حين اختيار بذار الحنطة . وهكذا
كانت امهاتنا
تطلق
انفاسها الشجية الصادقة المليئة بالحب والحنان لينعم وليدها بالنوم الهانىء وتنطلق
لترسم اجمل اللوحات
الفنية مبتكرة اشكالاً
من بين اناملها تسر الناظرين .
[center]
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها
الأصلية.
وتقبلوا مني فائق التحيات
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78