سود
مجرد هوية فلسطينية جغرافية وشعبية، بل أصبحت هوية عربية وعالمية نضالية، كما لا
يمكن القول بأن هناك "حقوق ملكية" لهذه الهوية ولهذه الكوفية الآن، فعندما يرتديها
جوزيه بوفيه الناشط الفرنسي في حقوق الإنسان ومناهضة العولمة، وكما يرتديها سياسيون
وصحافيون أجانب وكما يرتديها الآلاف من الشباب التقدمي في العالم يرتديها أعضاء
المنظمات السياسية الفلسطينية، ولكنها في النهاية باتت تعبيرا عن كرامة
وبطولة.
الهوية الفلسطينية والكوفية الفلسطينية ليست نقيضا لأية هوية عربية
أخرى، ولا يجوز التعامل معها بحساسية من قبل البعض، بل علينا جميعا أن نرتديها وأن
نحميها، ففي هذه المرحلة كلنا فلسطينيون لأن "الفلسطيني" ليس تعبيرا عرقيا ولا
إقليميا، حتى لو أراد البعض من ضعاف العقول التركيز على ذلك حيث أن "الفلسطيني"
اصبح الآن في العالم كله هو الرمز الحقيقي للشعوب المطالبة بالحرية
والعدالة.
الكوفية الفلسطينية تحتفظ دائما برمزيتها العالمية، حتى أن بعض
اليهود التقدميين يرتدونها في الغرب، لأنها ما عادت تعبيرا عن هوية أقليمية أحست
يوما ما بأنها معرضة للذوبان والتهميش بل أصبحت رمزا عالميا نضاليا، ولهذا نقول مرة
أخرى بأنه من قلة العقل وقلة الخلق أن يتعامل البعض مع الكوفية الفلسطينية كرمز
أقليمي سواء كانوا من الفلسطينيين أنفسهم أو من العرب الآخرين. أن الكوفية
الفلسطينية عندما تتحد مع توأمها الكوفية الأردنية الحمراء تشكل أقوى نقاط استقرار
وثبات هذا البلد ومواطنيه، ولكن هذا لا يمنع بالقطع أن تبقى الكوفية البيضاء رمزا
لشعب يناضل من أجل الحرية، والكوفية الحمراء رمزا لشعب حر يقدم كل أنواع التضحيات
والشهامة ويضرب فيه المثل في الإيثار والبطولة.
كم هو مؤسف أن يقوم البعض
بتقزيم الكوفية الفلسطينية والكوفية الأردنية إلى رموز أقليمية، وكم هو رائع أن
يتحد اللونان معا في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب الوحدة والتكاتف، وبالنسبة لكل
أردني منا فإن الكوفية الفلسطينية يجب أن تكون مصدر عزة وفخر قومي كما أن الكوفية
الأردنية لكل فلسطيني هي عزوة ودعم.
نرتدي جميعا الكوفية البيضاء من أجل
فلسطين، ونرتدي جميعا الكوفية الحمراء من أجل الأردن، والآن علينا أن نرتديهما معا
لأننا جميعا في نفس القارب ومهددون بنفس الخطر ويجب أن لا ندع مجالا لعابث ومتهور
وأقليمي أن يسئ إلى هذه الرموز الثقافية التي نعتز بها وأن نرفض جميعا أية محاولة
للإساءة إلى هذه الوحدة، وأن نرتقى إلى مستوى التحدي المفروض علينا معا، فالمسؤولية
والوطنية ليست فقط في ترك المشاعر تتدفق بل في الحفاظ على هذه الوحدة وسوف تبقى
الكوفية الحمراء ملتحمة مع الكوفية البيضاء مهما حاول العابثون والخونة الإساءة إلى
هذه الرموز.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78