السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما انتهت حروب الردة و استقرت الأمور في شبه الجزيرة العربية حتى شرع
الخليفة اأبو بكر رضي الله عنه في تنفيذ سياسة خطة
الفتوحات التي وضع معالمها رسول
الله صلى الله عليه و سلم , فقد أصبحت الظروف
مواتية للانتشار الخارجي , حيث تخقق الاستقرار الداخلي بما كان من عودة القبائل
المتمردة المرتدة الى الاسلام و الى سلطان الدولة و سيادتها , في حين كانت القتتين
الأعظم في ذلك التاريخ ( الفرس و الروم ) تعانيان من ظروف عصيبة من صراعات داخلية و حروب خارجية , و بذلك أصبح
من الممكن تعبئة كل قوى شبه الجزيرة العربية لتنفيذ هذه الخطة .
و سأحاول هنا - قدر المستطاع - أن أتحدث باختصار عن أبرز العمليات
العسكرية التي عرفتها الدولة
الاسلامية في دهد الخليفة
الراشدي الأول .
*******************
جبهة العراق
:
لقد شهدت هذه الجبهة بداية سلسلة الانتصارات
الاسلامية ضد القوى الكبرى المسيطرة على منطقة العراق , و تعتبر هذه الجبهة
امتدادا عسكريا لحروب الردة التي
اندلعت في بداية عهد الخليفة
أبي بكر رضي الله عنه , حيث أمر الخليفة أبو بكر القائد المثنى بن
حارثة الشيباني بالتوجه الى العراق فور استكمال المهمة التي كلف بها في البحرين , و لقد بدأ هذا القائد
نشاطه الحربي بالمنطقة الفراتية , و هو المكان الذي اتخذه القائد قاعدة لتحركاته
الاولى , و لما وجد مقاومة من جيش العدو , أرسل الخليفة الى القائد خالد بن الوليد
و هو باليمامة يأمره بالمسير الى العراق , و في هذه الأثناء كان قد تمكن الخليفة من القضاء نهائيا على تمرد
القبائل , و ذلك في مطلع السنة الثانية عشر للهجرة , فاهتم الخليفة أبو بكر بتوجيه الجيوش الى
جهات أخرى فبعث جيشين الى الشمال , و أمر على أحدهما خالدا و المثنى للزحف نحو
الأبلة , ثم الزحف نحو الحيرة , و أمر على الجيش الثاني عياضا و كلفه بالتوجه الى
دومة الجندل بين الخليج الفارسي و خايج العقبة , ثم بالمسير الى الحيرة أيضا . فاذا
سبق أحدهما الأخر كان أميرا على صاحبه , أما عياض الذي كلفه الخليفة بأن تكون وجهته دومة فقد
وجد مقاومة شرسة من العدو فأعاقت توجهه مدة طويلة , و اما خالد فأنه لم يلق مقاومة
قي طريقه الى العراق كما لقي
عياض , فلقيه جيش الفرس بقيادة هرمز في كاظمة , فكانت معركة (ذات السلاسل ) التي انهزم فيها جيش الفرس هزيمة نكراء , و
هكذا توالت سلسلة من الهزائم في جانب الفرس على نفس القائد خالد رضي الله عنه , اذ انهزم الفرس
المرة الثانية في معركة (الثنى) التي
كاد جيش المثنى أن يلق فيها
الهزيمة لولا خالد الذي عزز جيشه في الوقت المناسب , ثم كانت معركة أخرى و هي
معركة ( الوتجة ) .
و قد اضطربت عاصمة الفرس بسبب انتصارات جيش الدولة الاسلامية
, فتباحث الفرس في أمر هذا الجيش و رأوا أن يواجهه بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية
, لكن ذلك لم يحقق لهم النصر , اذ سرعان ما منوا بهزيمة ثالثة على التوالي , ثم بعد
ذلك كانت معركة ( أليس ) حيث دارت الحرب بين الجيشين , و اقتتلا قتالا شديدا , حتى
جرت الدماء قي النهر , فسمي لذلك ( نهر الدم ) , و لما فرغ القائد الميداني خالد من
هذه المعركة , اتجه الى الحيرة التي
كانت محصنة بأربعة حصون فأبت الاستسلام فحاصر المسلمون من كان بداخلها حتى اقتحموها فخرج منها رؤساءها , فأرسلهم الجيش الى
القائد خالد بن الوليد فطلبوا الصلح , فقبل منهم , و بعدها تمت السيطرة على الأنبار
, حيث دارت على أرضها معركة أخرى عرفت ب(ذات العيون ) , و على ( عين التمر ) , و
كذا بعض المواقع الهامة الأخرى .
و قبل توقف العمليات العسكرية ,
فتحت جبهة أخرى و هي جبهة الشام , لذلك تم استدعاء خالد بن الوليد قائدا لها , في
حين عاد المثنى الى موقعه السابق في العراق , الا أنه لم يعد قادرا على القيام بأي
عملية عسكرية كبيرة , بعد انضمام الجزء الرئيسي من قواته الى جيش
خالد , حيث كانت مهمة جيش المثنى منحصرة في الدفاع عن هذا الموقع من أي حملة قد
يشنها الفرس.
جبهة الشام :
من
المعروف أن منطقة الشام كانت
تلقى اهتماما كبيرا لدى الدولة الاسلامية في العهد الراشدي الهادفة الى التوسع
الخارجي لنشر الدعوة الاسلامية , ’ و ان كانت ملامح هذا التوسع قد ظهرت كما رأينا
في العراق , في أعقاب تعيين خالد بن الوليد قائدا عاما لجبهة العراق . صدرت الأوامر
من القيادة المركزية في شخص الخليفة
أبي بكر رضي الله عنه الى هذا القائد
للالتحاق بالشام , بعد أن أثبتت العمليات الحربية التي قام بها في العراق , أنه قائد
عسكري من طراز كبير , ذو كفاءات عسكرية عالية.
و كانت
خطة التحرك نحو الشام قد شرع في تنفيذها في غياب خالد عن المدينة, حيث وجه الخليفة الى الشام جيشا بقيادة خالد
بن سعيد بن العاص , و كان أول لواء عقده الى الشام على أن يقيم في ( تيماء ) ة أن
لا يفارقها ( الهدف المرحلي ) , و وجه أيضا جيشا بقيادة عمرو بن العاص على أن تكون
وجهته الى فلسطين , ثم وجه جيشا آخر بقيادة مشتركة ( شرحبيل بن حسنة و يزيد بن أبي سفيان ) و قد
سار هذا الجيش بالقيادتين الى الأردن , على أن يتخذ القائد الأول شرحبيل قاعدته في
الشرق من النهر , بينا يتابع القائد الثاني يزيد سيره الى دمشق . و في أعقاب هؤلاء
أرسل الخليفة فيلقا عسكريا
بقيادة أبي عبيدة بن الجراح الذي كان - كما يقول الدكتور بيضون - " واسطة التصال بين
القيادة العليا في الشام و بين الخلافة في المدينة ", و كانت مهمة هذه الجيوش صعبة
, و هناك سيلتقي بهم القائد
العام خالد بن الوليد الذي جاء من العراق , و هو يخوض معركة تلو أخرى ضد قوات الفرس
, على افر هذه المعارك فتحت مدن مهمة في الغراق , و بعد ها التقى بالجيوش التي أرسلت من العاصمة ( المدينة )
, فوجدها تقاتل الروم متحدة كل قائد على جيشه : أبو عبيدة على جيشه , و يزيد بن أبي
سفيان على جيشه , و شرحبيل على جيشه , و عمرو بن العاص على جيشه , في موقعة (
اليرموك ) التي كانت نتائجها
مذهلة , بالرغم من الاختلال الواضح في ميزان القةى بين الطرفين , حيث انتصرت جيوش
الدولة الاسلامية , غير أن هذا الانتصار لم يحسم الوضع في منطقة الشام حيث النفوذ الرومي الشامل
.
مماراق
لي
كانت هذه هي حركة الفتوحات الاسلامية في عهد
الخليفة أبي بكر رضي الله عنه...
و السلام عليكم و رحمة الله و
بركاته.
ما انتهت حروب الردة و استقرت الأمور في شبه الجزيرة العربية حتى شرع
الخليفة اأبو بكر رضي الله عنه في تنفيذ سياسة خطة
الفتوحات التي وضع معالمها رسول
الله صلى الله عليه و سلم , فقد أصبحت الظروف
مواتية للانتشار الخارجي , حيث تخقق الاستقرار الداخلي بما كان من عودة القبائل
المتمردة المرتدة الى الاسلام و الى سلطان الدولة و سيادتها , في حين كانت القتتين
الأعظم في ذلك التاريخ ( الفرس و الروم ) تعانيان من ظروف عصيبة من صراعات داخلية و حروب خارجية , و بذلك أصبح
من الممكن تعبئة كل قوى شبه الجزيرة العربية لتنفيذ هذه الخطة .
و سأحاول هنا - قدر المستطاع - أن أتحدث باختصار عن أبرز العمليات
العسكرية التي عرفتها الدولة
الاسلامية في دهد الخليفة
الراشدي الأول .
*******************
جبهة العراق
:
لقد شهدت هذه الجبهة بداية سلسلة الانتصارات
الاسلامية ضد القوى الكبرى المسيطرة على منطقة العراق , و تعتبر هذه الجبهة
امتدادا عسكريا لحروب الردة التي
اندلعت في بداية عهد الخليفة
أبي بكر رضي الله عنه , حيث أمر الخليفة أبو بكر القائد المثنى بن
حارثة الشيباني بالتوجه الى العراق فور استكمال المهمة التي كلف بها في البحرين , و لقد بدأ هذا القائد
نشاطه الحربي بالمنطقة الفراتية , و هو المكان الذي اتخذه القائد قاعدة لتحركاته
الاولى , و لما وجد مقاومة من جيش العدو , أرسل الخليفة الى القائد خالد بن الوليد
و هو باليمامة يأمره بالمسير الى العراق , و في هذه الأثناء كان قد تمكن الخليفة من القضاء نهائيا على تمرد
القبائل , و ذلك في مطلع السنة الثانية عشر للهجرة , فاهتم الخليفة أبو بكر بتوجيه الجيوش الى
جهات أخرى فبعث جيشين الى الشمال , و أمر على أحدهما خالدا و المثنى للزحف نحو
الأبلة , ثم الزحف نحو الحيرة , و أمر على الجيش الثاني عياضا و كلفه بالتوجه الى
دومة الجندل بين الخليج الفارسي و خايج العقبة , ثم بالمسير الى الحيرة أيضا . فاذا
سبق أحدهما الأخر كان أميرا على صاحبه , أما عياض الذي كلفه الخليفة بأن تكون وجهته دومة فقد
وجد مقاومة شرسة من العدو فأعاقت توجهه مدة طويلة , و اما خالد فأنه لم يلق مقاومة
قي طريقه الى العراق كما لقي
عياض , فلقيه جيش الفرس بقيادة هرمز في كاظمة , فكانت معركة (ذات السلاسل ) التي انهزم فيها جيش الفرس هزيمة نكراء , و
هكذا توالت سلسلة من الهزائم في جانب الفرس على نفس القائد خالد رضي الله عنه , اذ انهزم الفرس
المرة الثانية في معركة (الثنى) التي
كاد جيش المثنى أن يلق فيها
الهزيمة لولا خالد الذي عزز جيشه في الوقت المناسب , ثم كانت معركة أخرى و هي
معركة ( الوتجة ) .
و قد اضطربت عاصمة الفرس بسبب انتصارات جيش الدولة الاسلامية
, فتباحث الفرس في أمر هذا الجيش و رأوا أن يواجهه بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية
, لكن ذلك لم يحقق لهم النصر , اذ سرعان ما منوا بهزيمة ثالثة على التوالي , ثم بعد
ذلك كانت معركة ( أليس ) حيث دارت الحرب بين الجيشين , و اقتتلا قتالا شديدا , حتى
جرت الدماء قي النهر , فسمي لذلك ( نهر الدم ) , و لما فرغ القائد الميداني خالد من
هذه المعركة , اتجه الى الحيرة التي
كانت محصنة بأربعة حصون فأبت الاستسلام فحاصر المسلمون من كان بداخلها حتى اقتحموها فخرج منها رؤساءها , فأرسلهم الجيش الى
القائد خالد بن الوليد فطلبوا الصلح , فقبل منهم , و بعدها تمت السيطرة على الأنبار
, حيث دارت على أرضها معركة أخرى عرفت ب(ذات العيون ) , و على ( عين التمر ) , و
كذا بعض المواقع الهامة الأخرى .
و قبل توقف العمليات العسكرية ,
فتحت جبهة أخرى و هي جبهة الشام , لذلك تم استدعاء خالد بن الوليد قائدا لها , في
حين عاد المثنى الى موقعه السابق في العراق , الا أنه لم يعد قادرا على القيام بأي
عملية عسكرية كبيرة , بعد انضمام الجزء الرئيسي من قواته الى جيش
خالد , حيث كانت مهمة جيش المثنى منحصرة في الدفاع عن هذا الموقع من أي حملة قد
يشنها الفرس.
جبهة الشام :
من
المعروف أن منطقة الشام كانت
تلقى اهتماما كبيرا لدى الدولة الاسلامية في العهد الراشدي الهادفة الى التوسع
الخارجي لنشر الدعوة الاسلامية , ’ و ان كانت ملامح هذا التوسع قد ظهرت كما رأينا
في العراق , في أعقاب تعيين خالد بن الوليد قائدا عاما لجبهة العراق . صدرت الأوامر
من القيادة المركزية في شخص الخليفة
أبي بكر رضي الله عنه الى هذا القائد
للالتحاق بالشام , بعد أن أثبتت العمليات الحربية التي قام بها في العراق , أنه قائد
عسكري من طراز كبير , ذو كفاءات عسكرية عالية.
و كانت
خطة التحرك نحو الشام قد شرع في تنفيذها في غياب خالد عن المدينة, حيث وجه الخليفة الى الشام جيشا بقيادة خالد
بن سعيد بن العاص , و كان أول لواء عقده الى الشام على أن يقيم في ( تيماء ) ة أن
لا يفارقها ( الهدف المرحلي ) , و وجه أيضا جيشا بقيادة عمرو بن العاص على أن تكون
وجهته الى فلسطين , ثم وجه جيشا آخر بقيادة مشتركة ( شرحبيل بن حسنة و يزيد بن أبي سفيان ) و قد
سار هذا الجيش بالقيادتين الى الأردن , على أن يتخذ القائد الأول شرحبيل قاعدته في
الشرق من النهر , بينا يتابع القائد الثاني يزيد سيره الى دمشق . و في أعقاب هؤلاء
أرسل الخليفة فيلقا عسكريا
بقيادة أبي عبيدة بن الجراح الذي كان - كما يقول الدكتور بيضون - " واسطة التصال بين
القيادة العليا في الشام و بين الخلافة في المدينة ", و كانت مهمة هذه الجيوش صعبة
, و هناك سيلتقي بهم القائد
العام خالد بن الوليد الذي جاء من العراق , و هو يخوض معركة تلو أخرى ضد قوات الفرس
, على افر هذه المعارك فتحت مدن مهمة في الغراق , و بعد ها التقى بالجيوش التي أرسلت من العاصمة ( المدينة )
, فوجدها تقاتل الروم متحدة كل قائد على جيشه : أبو عبيدة على جيشه , و يزيد بن أبي
سفيان على جيشه , و شرحبيل على جيشه , و عمرو بن العاص على جيشه , في موقعة (
اليرموك ) التي كانت نتائجها
مذهلة , بالرغم من الاختلال الواضح في ميزان القةى بين الطرفين , حيث انتصرت جيوش
الدولة الاسلامية , غير أن هذا الانتصار لم يحسم الوضع في منطقة الشام حيث النفوذ الرومي الشامل
.
مماراق
لي
كانت هذه هي حركة الفتوحات الاسلامية في عهد
الخليفة أبي بكر رضي الله عنه...
و السلام عليكم و رحمة الله و
بركاته.
المصدر: منتدى
ريجيم
ريجيم
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78