[size=21]أهدي هذه الكلمات لجميع المكلفين في شتى بقاع الأرض الطامحين لإعلاء ونصرة هذا الدين
وأسأل الله أن ينتفع بها الجميع
الضراعة إلى الله
·الضراعة في الأصل
"الذلة والخشوع والاستكانة"
·و في اصطلاح القرآن
الدعاءالممزوج بالذلة والتمسكن لله والانكسار بين يديه، ولقد أكَّدَ الله_سبحانه وتعالى_ في كتابه الكريم أنها سبب من أسباب انكشاف السوء ونجاةالمؤمنين، بل ونجاة أهل العذاب، الذين وصلوا درجة استحقاقه وعاينوه بأمعيونهم، فلو تضرعوا إلى الله لكشف الله عنهم العذاب.
قال _تعالى_:
{وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ( 42 – 43 ) سورة الأنعام
وقال _تعالى_:
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} (94) سورة الأعراف
إن إبداء الافتقار إلى الله _تعالى_ والالتجاء إليه وحده في الدعاء ـ وهو الضراعة ـ عامل عظيم من عوامل تمكين دعوة الحق، وسبب من أسباب نصر الرسل والأنبياء .
وباستقراءقصص الأنبياء في القرآن وقصص الهالكين من الأمم، لا نجد نصراً حصل لنبي أواتباع دعوة الحق إلا بعد رفع الضراعة ودوام الدعاء إلى الله،
إن الضراعة سنة، لا تكاد تختلف في النصر والتمكين اللذين يصنعان على عين الله، _سبحانه_ و_تعالى_،
[size=21]ومتىقلت ضراعة الطائفة المؤمنة أو أصبح أفرادها وقادتها يتوارون أو يستحيون منأن يبدوا تمسكنهم وذلتهم وتذللهم وهم يدعون الله ويسألونه إنجاح أمورهمونصرهم على عدوهم، وأصبحوا يعولون كل التعويل على حسن التخطيط والتدبير،وشدة التحري والتربص لمخططات أعدائهم وكيفية فضحها ودفعها، فإن تلكالطائفة ـ وإن كانت حسنة الإيمان في الجملة ـ جديرة أن تنحط عن رتبة النصروجديرة كذلك بالخذلان من ربها، وأن يكلها إلى ما عولت عليه وركنت إليه.[/size]
ولعل من أحسن ما يبين هذا الأمر ويشهد له مثالان في كتاب الله؛ وهما حال طائفة الإيمان في بدر، وحالها في غزوة حنين.
·ففي وقعة بدر
نرى الضراعة والاستكانة أبين ما تكون، قال _تعالى_ يصف دعاء المؤمنين ونبيهم _صلى الله عليه وسلم_:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (9) سورة الأنفال
لقدكانت مشاعر المؤمنين قبل المعركة متوجهة إلى مالك النصر في لهفة واضطرارتطلب الغوث منه والنجدة، بنصر من عنده، فكان المدد بالملائكة والنصر منالله _سبحانه_، واستجابة الدعاء من الله، حتى لقد علم المؤمنون أنهم إنمانصروا بنصر الله، لا بعددهم ولا بسالتهم، ووصلوا إلى النصر بسهولة ودونعظيم خسارة هناك.
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (123) سورة آل عمران
·أما الحال في وقعة حنين
فيصورهالقرآن كذلك ويذكر حال الجماعة المؤمنة، فلا يذكر عنهم أنهم تضرعوا ولادعوا، فقلت لديهم الضراعة، بل اضمحلت فيهم اضمحلالاً ظاهراً، بل بالعكسوقع في النفوس العجب بكثرة العدد والركون إليها والتعويل عليها، وهنا يأتيسياق القرآن بذكر ما استكن في قلوب المؤمنين وهم يسيرون إلى عدوهم فلايذكر إقبالاً على دعاء الله منها، ولا طلب نصر منه، ولا استغاثة بربهم كماكان الحال في بدر، بل يذكر ما استكن فيها من العجب بالكثرة والالتفاتإليها أكثر من الالتفات إلى دعاء واهب النصر، حتى كانت الكلمة الرائجة فيالجيش
( لن نغلب اليوم عن قلة )
فكانتالهزيمة الفاضحة في أول الأمر حتى أثبتت للمؤمنين أن الاعتماد يجب أن لاينصرف إلى كثرة عدد ولا قوة مدد، ولا وفرة العتاد والآلة؛ وإنما الاعتمادإلى واهب النصر وحده، الذي نصرهم وهم أذلة في بدر حين قصدوه، ووجهواالقلوب متضرعة إليه.
قال _تعالى_:
{لَقَدْنَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْعَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ *ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَوَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْوَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} ( 25 – 26 ) سورة التوبة
إنالضراعة والابتهال إلى الله بإنزال النصر لم تكن شأن النبي _صلى الله عليهوسلم_ في حنين فقط، بل "كان _صلى الله عليه وسلم_ إذا لقي عدوه، وقف ودعاواستنصر الله، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله".
وهذا هو القرآن الكريم لا يكاد يذكر نصراً وتمكيناً لدعوة الحق إلا ويذكر قبله أنه استنـزل من خزائن مالك الملك بالضراعة والدعاء
·فهذا نبي الله نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وضراعته، قال _تعالى_ في شأنه:
{فَدَعَارَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءبِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءعَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ* تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ} ( 10 -14 ) سورة القمر
·وهذا نبي الله شعيب _على نبينا وعليه الصلاة والسلام_ يستفتح بالدعاء إلى الله ويبتهل إليه أن يحكم بينه وبين قومه بالحق، قال _تعالى_ في دعائه:
{ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (89) سورة الأعراف
· وهذا لوطعلى نبينا وعليه الصلاة والسلام_ يتضرع إلى الله أن ينجيه وأهله من قريةالخبائث، فتكون نجاته وهلاكهم _بإذن الله_، قال _تعالى_ عنه:
{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} ( 169 – 171 ) سورة الشعراء
ولقدذكر _سبحانه وتعالى_ أن الضراعة إليه ودعاءه هي القولة التي التزمها أهلالتمكين من أتباع النبيين، واعتمدوها بل وأدمنوا عليها، حتى كأنهم لايتلفظون بغيرها، وذلك في قوله _تعالى_:
{وَمَاكَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَاوَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَىالْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران
وقوله _تعالى_: ]وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا …[فيه دلالة ديمومة الضراعة إلى الله، وإدمان الابتهال إليه في كل الأحوال،حتى لكأنهم لا يقولون قولاً ولا يلفظون كلاماً غير تلك الضراعة المبينة فيالآية؛ وماكان بعد هذه الضراعة الدائمة إلا أن شهد الله _سبحانه وتعالى_ أنه أنالهم"ثواب الدنيا" وهو الظفر والنصر والتمكين، "وحسن ثواب الآخرة" وشهد لهم_سبحانه_ أنهم أحسنوا غاية الإحسان، وبلغوا بإحسانهم نعيم محبته لمن أحسن"والله يحب المحسنين".
قال _تعالى_ في ذلك:
{وَكَأَيِّنمِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَاأَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْوَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَاكَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَاوَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَىالْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ( 146 – 148 ) سورة آل عمران
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الضراعة إليه ، وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين
[/size]
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78