عبد الناصر لعرفات :"أريد أن تنطلق ولو رصاصة فلسطينية واحدة كل يوم في الأرض المحتلة يدوي صوتها ويُذاع خبرها"
طلقة وانطلاقة
مع ثورة مصر العروبية عام 1952 التي أحيت الشعور القومي العربي وأنجبت الحركة القومية العربية تحول النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى صراع عربي - إسرائيلي، وكان لمصر العربية بزعامة القائد الخالد جمال عبد الناصر الفضل الكبير في ذلك والدور الرئيسي في الصراع أنذاك.
فقد كان هاجسه وهمه الحفاظ على فلسطين اسماً وكياناً التي أصبح القسم الأكبر منها يسمى إسرائيل وجزء هام وشرياني لاحتوائه المقدسات ضُم إلى الأردن الذي عمل نظامه الوظيفي على أردنة الشعب الفلسطيني وطمس هويته وإخفاء رايته. وما تبقى –قطاع غزة – احتضنته مصر العربية لتحافظ على انتمائه الفلسطيني جغرافيةً وشعباً ورايةً.
لذا تقدمت مصر العربية والعروبة في مؤتمر القمة العربي الأول الذي عُقد في القاهرة في يناير 1964 باقتراح يدعو إلى إنشاء كيان فلسطيني مستقل يحمل اسم منظمة تحرير فلسطين. تمت الموافقة عليه بالإجماع واختير أحمد الشقيري رئيساً لكونه شخصية دولية مرموقة تتمتع بالاحترام، حيث عمل سفيراً في الأمم المتحدة لسوريا والسعودية.
هنا تخمرت فكرة إنشاء حركة كفاح مسلح عند مجموعة من الشباب الفلسطيني العاملين في الكويت. كان أبرزهم القائد الشهيد ياسر عرفات الذي كان يعمل مهندساً في مكتب مقاولات، والمناضل الشهيد صلاح خلف (أستاذ رياضيات) والمغفور له خالد الحسن وكان يعمل وكيلاً (لشركة مختصة في الأدوات الكهربائية) والمناضل الكبير الشهيد خليل الوزير (أستاذ علوم) والقائد المناضل الصامد والمقاوم فاروق القدومي (مدرس رياضيات). والتف حولهم العشرات من الشباب الفلسطيني الثوري المتحمس واتخذوا قراراً بإنشاء حركة تحرير فلسطين، متخذةً من سوريا قلب العروبة وحصنها والتي حضنتها قاعدة انطلاق لمزاولة نشاطها المسلح ضد دولة الكيان الصهيوني المحتل.
إبان ذلك قام زعيم حركة القوميين العرب د. جورج حبش بإبلاغ الرئيس الخالد جمال عبد الناصر عن ولادة حركة فتح للبدء بالكفاح المسلح ضد دولة الاحتلال منطلقةً من دولة الصمود سوريا العروبة. عبّر عبد الناصر عن رأيه خطياً بالكتابة على هامش الرسالة التي بعثها الحكيم جورج حبش أنه يرى تأجيل ذلك بسبب انهماك الجيش المصري بعمليات واسعة في اليمن وأن الظرف الحالي ليس مواتياً لمواجهات على الجبهة السورية لأن ذلك يُحمّل القاهرة مسؤولية لا تحتملها الظروف في الوقت الحاضر. لكن فتح لم تعبأ بذلك ولم تستمع للنصيحة. فباشرت بالقيام ببعض العمليات اعتبرتها مصر تصرف غير مسؤول في وضع غير مناسب. ولكن القاهرة أكدت في نفس الوقت بأحقية أية عناصر فلسطينية بمزاولة الكفاح المسلح ضد الاحتلال.
لكن جو علاقات فتح مع القاهرة التي لم تكن قائمة تأزم، مما دعا فتح إلى إرسال أحد مؤسسيها خالد الحسن في شهر سبتمبر من عام 1967 لمقابلة عملاق الصحافة الأستاذ محمد حسنين هيكل معترفاً له بارتكاب فتح بعض الأخطاء ومعتذراً عن ذلك وراجياً أن يقوم بالتوسط لدى عبد الناصر لمقابلة وفد من قيادة فتح. ولما لمس الحسن إيجابية لموقف الأستاذ محمد حسنين هيكل وتفهمه للمشكلة رتب مقابلة لقيادة فتح معه وتم حضور ياسر عرفات وأبو إياد وفاروق القدومي للقاهرة في شهر أكتوبر 1967 واجتمعوا مع هيكل وطال الحديث بينهم حتى طلوع الفجر.
وقام هيكل بإبلاغ عبد الناصر بفحوى الحديث مع قادة فتح، فأبدى استعداده لفتح الباب الرئيسي أمام فتح لأنه كان عازماً على إظهار المقاومة الفلسطينية المسلحة داخل الأراضي المحتلة وأن الشعب الفلسطيني مصمم على طرد الاحتلال والدفاع عن وطنه وهويته، وأبدى موافقته للقاء قادة فتح الذين اصطحبهم هيكل وبسيارته إلى بيت الرئيس في منشية البكري. وخاطبالزعيم الخالد عبد الناصر الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد أن أبدى استعداد مصر لتقديم كل المساعدات الممكنة مقابل طلب واحد قائلاً: "أريد أن تنطلق ولو رصاصة فلسطينية واحدة كل يوم في الأرض المحتلة يدوي صوتها ويُذاع خبرها".
بعد انتهاء الاجتماع قام الرئيس الخالد جمال عبد الناصر بتكليف اللواء محمد أحمد صادق "مدير المخابرات المركزية" بلقاء قادة فتح والتنسيق معهم وتأمين حاجاتهم في التسليح والتدريب والتمويل.
في 24 ديسمبر 1967 قدم أحمد الشقيري استقالته إثر تفجر الخلاف أثناء دورة للمؤتمر الوطني الفلسطيني تضمنت الآتي:
"أقدّم استقالتي إلى الشعب الفلسطيني، الشعب الأسير الشريد المهاجر الطريد. أقدّم استقالتي كذلك إلى الفدائيين الأبطال الذين يخوضون في هذه الأيام غمرات النضال على أرض الوطن الحبيب وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ شعب فلسطين وأن يحفظ قضيته وأن يصون نضاله ويصون منظمته والحمد لله أولاً وأخيراً". كما وجه الشقيري خطاباً للسيد عبد الخالق حسونة قال فيه:
"تحية العروبة والتحرير وبعد
لقد وجهت في هذا اليوم رسالة إلى الشعب الفلسطيني أعلن فيه استقالتي من رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية وأني أبعث لسيادتكم كتابي هذا معرباً عن استقالتي كممثل لفلسطين في جامعة الدول العربية".
بهذا أصبحت فتح الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الذي كان يتلقى دعماً قوياً وتأييداً من مصر. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح ياسر عرفات رئيساً للمنظمة التي أصدرت لجنتها التنفيذية البيان الآتي:
"تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار وأداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطينبإقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان الخامس من حزيران، كيان يقوم على إعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل، الأمر الذي يتناقض كلياً مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين. إن مثل هذا الكيان المزيّف هو في حقيقة حالِهِ مستعمرة إسرائيلية، وهو في نفس الوقت مرحلة مؤقتة تتمكن فيه الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من السكان العرب تمهيداً لدمجها دمجاً كاملاً في الكيان الإسرائيلي. هذا بالإضافة إلى خلق إدارة عربية فلسطينية عميلة في الأرض المحتلة تستند إليها إسرائيل في التصدي للثورة الفلسطينية".نعم، هذا ما قاله الشهيد عرفات قبل 48 سنة ونشهده اليوم بأم أعيننا.
بعد هذه التطورات قام الرئيس القائد الراحل عبد الناصر وفريقه برسم استراتيجية سياسية محسوبة ودقيقة لتكتسب المنظمة شرعية دولية على المستوى الرسمي والرأي العام العالمي. لذا أصدر أوامره بإلحاق رئيس المنظمة ياسر عرفات بالوفد المرافق له في رحلته إلى الاتحاد السوفياتي كمستشار للوفد وتحت اسم عبد الفتاح إبراهيم وبجواز سفر مصري تمويهاً للمخابرات الإسرائيلية لتقديمه إلى القيادة السوفياتية برئاسة بريجينيف كرئيس حركة تحرر وطني للشعب الفلسطيني، واستجابت القيادة السوفياتية لطلب عبد الناصر بتقديم المساعدات وبعض السلاح لحركة فتح، مما أضاف قيمة معنوية لفتح ميّزتها عن بقية فصائل المقاومة وتعامُل مصر معها ودعُمها لها أكسبها قوة عربية.هكذا انطلقت فتح ووصلت إلى ما وصلت إليه.
أما اليوم ومن عمق إيماننا فنحن على ثقة بأن روح الزعيم الخالد القائد عبد الناصر في انتفاضة عارمة وتواكبه أرواح القادة الشهداء الأبطال من أبو جهاد وأبو إياد ومعهم كل الرفاق والإخوة من شهداء شعبنا الفلسطيني فدائيين وثوريين وقوميين، وتنضم إليها ضمائر وأحاسيس كل الأحرار من أبناء الأمة العربية من محيطها إلى خليجها لما يتم على الساحة الفلسطينية من مفاوضات انهزامية استسلامية وتنازلات عن الأرض والعرض والشجر والحجر، ولما يجري على الساحة العربية المُتَصَدَّية من من خيانة وعمالة وقتل وتدمير.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78