فلسطين.. عنوان لحالة مختلفة من الحب والعشق والحياة، عندما تنظر لها عن
بعد تجد كلماتك في مأزق البحث عن مساحات للتعبير عن تلك الحالة الخاصة،
وعندما تطأ قدماك ارضها تضيع المعاني بين زحمة افكار ومفردات تحتار فيها
الفكرة بالبحث عن سبيل للتعبير عن حبك للارض التي تقف عليها وبين وصف روعة
المكان وجماله ورائحته المعطرة بأريج الياسمين.
هي فلسطين.. الباقية
على صفحات التاريخ تجدد عهدها للوطنية والنضال ببقاء مختلف يحكي قصة صمود
بقيت وباقية تتسيّد المشاهد الوطنية بالدنيا، مهما سبقتها اخبار واحداث من
حولها، وحاولت تأخير حضورها لذيل الاخبار والانباء، فهي الباقية لطهارتها
تسطر كل يوم سطرا جديدا من الدفاع الحر عن ارض ومبدأ ودين وبقاء.
هي
فلسطين.. عروس كل عرس، لكن للأسف الجميع يحضر هذا العرس الا العروس
(فلسطين) فهي الدولة الحزينة التي تبحث عن مساحة وجود لها وسط اصرار
اسرائيلي على الوقوف عند نقطة ( اللاعودة) عن قرارات باتت تعرقل هدوء وامن
العالم العربي بأسره، رغم اصرار الفلسطينيين حكومة وشعبا على اعادة احياء
عملية السلام إلا أن التمترس الاسرائيلي وراء مبدأ الرفض للسير نحو الامام
باتجاه الحلول هو سيد الموقف حتى الآن.
يصعب الحديث عن فلسطين
عاطفيا بعيدا عن نكهة السياسة التي ارتبطت بهذا الاسم والقضية منذ عشرات
السنين، فلازمتها ولازمت ملامح الفلسطينيين كافة، بانتظار ان تكون ويكونوا
كباقي دول العالم بحدود وعاصمة وسيادة وامن واستقرار، هو حلم يتقاسمه مع
فلسطين والفلسطينيين الاردن والاردنيون، يسعون معا لجعل الحلم حقيقه بل ان
في الحلم الفلسطيني مصلحة اردنية كما تصفها الدبلوماسية الاردنية دوما.
ورغم
صعوبة الفصل العاطفي والسياسي بحديثك عن فلسطين الا انها تبقى (المدللة)
التي يليق بها كل الكلام وكل الغزل فهي معشوقة الوجود، فأمس الأول كنا على
موعد مع صورة جديدة للحب الاردني الفلسطيني، الذي ترسخ منذ بدأ وعينا
يستفيق على هذه الدنيا، فباتت فلسطين توأما للاردن بكل ما تعنيه الكلمة من
معنى، حيث نقل وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة في زيارة الى مدينة
رام الله تحيات جلالة الملك للرئيس والشعب الفلسطيني، وهي هنا ليست حالة
اعتيادية بل رسالة تأكيد على ثبات الموقف الاردني من القضية الفلسطينية
بسعيه للوقوف الى جانبها الى ان يحقق الفلسطينيون مطالبهم بإقامة دولة
فلسطينية على ترابهم وعاصمتها القدس.
امس الاول، وخلال تواجد
«الدستور» في مدينة رام الله، وعندما بدأت الخطوة تقترب من هذه المدينة
تسارعت نبضات القلب، بل خفقت بقصص وذكريات وعواطف يصعب اخراجها بمفردات،
وكلمات، فبت أنا التي ازورها للمرة الاولى وزملائي الصحفيين نراقب ملامح
بعضنا البعض، باحثين عن كلمات تصف ما بداخلنا، ليبقى التعبير ينعكس بنظرات
العيون، وبسرعة التقاطنا للصور لهذه المدينة البيضاء الراقية الحضارية، ذات
الرداء الأبيض المطرز باللون الاخضر بنعمة من رب العباد، فتبدو مزدانة
بنعمة الله عليها في الخضرة والماء، ورائحة وطن عطرته دماء شهداء على مر
السنين.
وبمجرد دخولنا المدينة التي صارعت سني القهر والاحتلال، ترى
مدينة تتمتع بجمال متمرد، وجرأة تقول للدنيا انها باقية وثابتة، تتحرك نحو
التطور بسرعة، وتشهد حراكا استثماريا ضخما يجعلها بالفعل عاصمة فلسطين
الاقتصادية بجدارة، يقابل جمال المدينة روعة سكانها الذي يرون في الأردن
طوق النجاة من كل ما هو سلبي في حياتهم، ويصفون الأردن وفلسطين بالبيت
الواحد الذي تتنقل بين غرفه التي تقع تحت سقف واحد.
وعندما تحدث لنا
عدد من الفلسطينيين وجدنا انفسنا امام حالة منفردة من الثقة والحب «ووحدة
الحال» كما يصفها كثيرون على تلك الاراضي النابضة بمفاهيم تختلف عن قواميس
اللغات كافة بمعاني الحب، فهم يرون بالأردن الأخ والصديق والمعيل والتوأم،
والأمل الذي سيخرجهم من نفق الظلم والاستعمار.
ورغم زيارتنا القصيرة
التي استغرقت ساعات، إلا أن خيرات فلسطين تخللت تفاصيل الزيارة، سواء كان
من طيبات ارضها وزرعها، حيث تناولنا بصحبة صحفيين ومسؤولين في الرئاسة
الفلسطينية وجبة الغداء، او من كرم سكانها ومذاق «الكنافة النابلسية» التي
شكلت حالة خاصة لنا من متعة المذاق وحلاوة اللحظة.
الطريق قريب
جغرافيا الى فلسطين، والدرب ميسر، ولكن العراقيل الإسرائيلية تجعله اطول
طريق بالعالم، ويبقى الأمل بالسعي الأردني الجاد الذي يقوده جلالة الملك
ليتحقق الحلم بفلسطين دولة عربية عاصمتها القدس، فهي الحقيقة الثابتة التي
ينتظرها الفلسطينيون والاردنيون بثقة أن الحق الذي يسعى لنيله جلالة الملك
حتما سيناله اصحابه.
وعند الخروج من المدينة البيضاء، رام الله لا
يمكن القول سوى اننا نعدك فلسطين أن نلازمك بالحب والعهد كما عشقك يلازم
قلوبنا وعقولنا.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78