كان جدي رغم تقدمه بالعمر له ذاكرة قويه لم ينسى شيئا عن طفولته وصباه
كانت ذكرياته في بلدته الاصليه.....................الجبليه التي كانت تتنسم البحر ما زالت حيه تنبض بالذكريات ما زال يحفظ اهازيج الطفوله يرددها لي بصوته المبحوح كطفل ملتهب اللوزتين. كنت اطلب منه ان يحدثني عن جدتي نجيه وهي اخت جدي التي شاركته الطفوله والصبا كان يتهلل وجهه حالا وتنفرج اسارييره الذي تملأه احافير غير متناهيه احدثها الزمن على ملامحه وان استطاع اخفاءها فنبرة صوته المثقله بالاشواق كانت تكشف ما كان يمكن اخفاءه من احاسيس ومشاعر فياضه اشتقت لحديثه عن جدتي نجيه فقلت له يا جدي حدثني عن جدتي وماذا كنتم تلعبون في موسم قطف البرتقال تنهد تنهيده وفرك لي شعري وقال لي اه يا عصام اه يا عصام. كنت اتغاظ منها كانت شقيه وكانت تغيظي بلعبتها التي صنعتها امي لهاعدل من جلسته وقال كم كانت شقيه يا نجيه وكم كانت دلوعه
لقد صنعت امي لها لعبه عروسه من القماش وحاكت لللعبه ثوب فلاحه وطرزته كما يطرز الثوب الحقيقي كانت لعبه رائعه كم فرحت نجيه بها وكم فرحت لنجيه بها الا انني كنت اغار منها وهي تماحكني
وخاصة عندما كانت تجلس نجيه بحرج (حضن )امي وتبدء امي بعمل جدائل لشعرها الناعم الاشقر ونجيه بدورها كانت تنشغل بتمشيط شعر لعبتهاوفي كل مرة يذكر جدي جدتي نجيه كان يذكر لعبتها وبالتالي يذكر صندوق الذكريات هاجه الشوق وطلب مني شربة ماء ليبعدني عن النظر الى عيونه الغائره والتي تراكم في حزن السنين قال بصوت متهالك هيا احضر كأس الماء اولا ومن ثم احضر الصندوق وفورا امتشقت قامتي سريعا وقلت لجدي على راس راسي يا جدو
واحضرت الماء لجدي وتابع جدي قائلا واحضر الصندوق الي ولكن بحذر بحذر شديد ففيه مستودع الذكريات واني لاعرف مكان صندوق القش الذي يحتفظ به جدي منذ ايام صباه ورثه عن ابيه سلطان الماجد
كان هنا عند وسادة جدي عند فرشة نومه
كان الصندوق يغفو بالقرب من الوساده
وما ان وضعت الصندوق بين يديه المرتعشتين حتى ضمه اليه بشغف وتنفس نفسا عميقا وفتحه برفق شديد كنت اعرف تماما ما فيه لكني كنت اجد في كل مرة حكايه مؤثره كان الصندوق يذكر جدي بها ويرويها لي كأنه يعيشها الان قطعة قطعه .
وبرفق وحنان اخرج ما في الصندوق هذا هو المفتاح صار بين يدي جدي قبله ووضعه امامه وهذا هو المصحف بخط اليد الموروث للعائله من عهود تتناقله عائلته جيلا اثر جيل قبله برفق ووجل وابقاه مستندا الى ركبته وهذا كوشان اراضي العائله من زمن الاتراك وهذا دينار ذهبي مازال يحتفظ به فهو ثمنا للسمكه الكبيره الت رماها البحر على الشاطىء بالقرب من رجليه وكانت من نصيبه باعها للتجار بثلاث قطع ذهبيه كانت تساوي ثروره في ذلك الوقت
لم يتخلى عن هذه القطعه وهي ما بقيت معه قبل الهجره لانه تذكره بحذر نظرت الى احداق جدي الناضبتين من الدموع فرأيت فيهما ابتسامه تشق بصعوبه لها طريقا عبر وعورة تقاسيم وجهه الطيب الذي يكاد ان تنقض ملامحه او تسقط
كان موعد صلاة العشاء قد حان. صلى جدي كعادته فورا وسينام بعد ان يسلم بدقائق فهو لا يقوى على السهر وخاصة انه سيقوم الليل كعادته في معظم الليالي اعاد جدي الصندوق الى حاله ولم يحدثني هذه المره بقصة جديده سبقه صندوقه الى قرب الوساده وسبقته احلامه الى الفراش صلى جدي وتدثر باللحاف وهمس لي لك عندي صباحا حكايه ولا يهمك
كنت وعدت مدرسي واصدقائي في المدرسه ان اقص لهم حكايه من حكايات جدي لكني لم احصل على القصه ولكني ساروي لهم ما جرى معي منذ ان جلست مع جدي حتى نام يحلم كعادته بالعوده.
وعند مطلع الفجر استفاق جدي كعادته للصلاه ، وقبل ان يتوضأ ايقظني قائلا الصلاة خير من النوم، .
استيقظت واحضرت له ابريق الوضوء وصلى بي متقدما.
وقال لي ان خير الحديث هو حديث الفجر والذي اقسم به رب العزه وهو خير قائل والفجر وليال عشر والشفع والوتر.
واقترب مني ولم اعلم ان ما في الصندوق قد بات في صدرية قمبازه الروزه.
وقال يا جدي رايت نفسي مودعا قبل العوده الى وطني .
وهذه الامانه بين يديك .
الكواشين ومفاتيح الدار.
وبكى وبكيت واحتضنني حتى قضى الله امرا كان مفعولا.
الكبار يموتون والصغار ينسون
في مخيم النويعمه قرب اريحا عام 1961
كنا نجتمع ونحن في الصف الاول الابيتدائي في مركز شباب المخيم
والذي كان مشهورا ( بالسنتر).
وكان يسبقنا اليه اساتذتنا في مدرسة الوكاله .
وبعد ان نأخذ قسطا من اللعب بكرات متعدده من القماش غالبا .
يجمعنا الاساتذه ويقصون علينا تاريخ وجغرافيا الوطن المحتل.
لم نكن نعرف حينها سوى اسم البلد الاصليه لكل منا ولا نعرف لماذا نحن هنا في هذا المخيم.
اذكر الاستاذ سعدات الحوراني رحمه الله من العباسيه استاذ الجغرافيا للمرحله الاعداديه.
كان من اوائل الحاضرين للسنتر.
فيجمعنا من حوله ويبدأ يسأل كل منا عن اسم بلده الاصليه.
وكان يقص على مسامعنا قصة احتلال وتهجير الاباء كل حسب بلده.
ومنذ ذلك الزمن وحتى يومنا هذا رسخت معلومات الاستاذ سعدات في اذهاننا ولم ننساها ابدا.
وكانت مقولته الشهيره لنا ان الكبار سيموتون يوما ما، وانتم ستورثون مسيرتهم حتى تعودوا الى الديار التي طرد الاباء منها.
كان هذا الدرس الاول في الصف الاول الابتدائي.
كانت ذكرياته في بلدته الاصليه.....................الجبليه التي كانت تتنسم البحر ما زالت حيه تنبض بالذكريات ما زال يحفظ اهازيج الطفوله يرددها لي بصوته المبحوح كطفل ملتهب اللوزتين. كنت اطلب منه ان يحدثني عن جدتي نجيه وهي اخت جدي التي شاركته الطفوله والصبا كان يتهلل وجهه حالا وتنفرج اسارييره الذي تملأه احافير غير متناهيه احدثها الزمن على ملامحه وان استطاع اخفاءها فنبرة صوته المثقله بالاشواق كانت تكشف ما كان يمكن اخفاءه من احاسيس ومشاعر فياضه اشتقت لحديثه عن جدتي نجيه فقلت له يا جدي حدثني عن جدتي وماذا كنتم تلعبون في موسم قطف البرتقال تنهد تنهيده وفرك لي شعري وقال لي اه يا عصام اه يا عصام. كنت اتغاظ منها كانت شقيه وكانت تغيظي بلعبتها التي صنعتها امي لهاعدل من جلسته وقال كم كانت شقيه يا نجيه وكم كانت دلوعه
لقد صنعت امي لها لعبه عروسه من القماش وحاكت لللعبه ثوب فلاحه وطرزته كما يطرز الثوب الحقيقي كانت لعبه رائعه كم فرحت نجيه بها وكم فرحت لنجيه بها الا انني كنت اغار منها وهي تماحكني
وخاصة عندما كانت تجلس نجيه بحرج (حضن )امي وتبدء امي بعمل جدائل لشعرها الناعم الاشقر ونجيه بدورها كانت تنشغل بتمشيط شعر لعبتهاوفي كل مرة يذكر جدي جدتي نجيه كان يذكر لعبتها وبالتالي يذكر صندوق الذكريات هاجه الشوق وطلب مني شربة ماء ليبعدني عن النظر الى عيونه الغائره والتي تراكم في حزن السنين قال بصوت متهالك هيا احضر كأس الماء اولا ومن ثم احضر الصندوق وفورا امتشقت قامتي سريعا وقلت لجدي على راس راسي يا جدو
واحضرت الماء لجدي وتابع جدي قائلا واحضر الصندوق الي ولكن بحذر بحذر شديد ففيه مستودع الذكريات واني لاعرف مكان صندوق القش الذي يحتفظ به جدي منذ ايام صباه ورثه عن ابيه سلطان الماجد
كان هنا عند وسادة جدي عند فرشة نومه
كان الصندوق يغفو بالقرب من الوساده
وما ان وضعت الصندوق بين يديه المرتعشتين حتى ضمه اليه بشغف وتنفس نفسا عميقا وفتحه برفق شديد كنت اعرف تماما ما فيه لكني كنت اجد في كل مرة حكايه مؤثره كان الصندوق يذكر جدي بها ويرويها لي كأنه يعيشها الان قطعة قطعه .
وبرفق وحنان اخرج ما في الصندوق هذا هو المفتاح صار بين يدي جدي قبله ووضعه امامه وهذا هو المصحف بخط اليد الموروث للعائله من عهود تتناقله عائلته جيلا اثر جيل قبله برفق ووجل وابقاه مستندا الى ركبته وهذا كوشان اراضي العائله من زمن الاتراك وهذا دينار ذهبي مازال يحتفظ به فهو ثمنا للسمكه الكبيره الت رماها البحر على الشاطىء بالقرب من رجليه وكانت من نصيبه باعها للتجار بثلاث قطع ذهبيه كانت تساوي ثروره في ذلك الوقت
لم يتخلى عن هذه القطعه وهي ما بقيت معه قبل الهجره لانه تذكره بحذر نظرت الى احداق جدي الناضبتين من الدموع فرأيت فيهما ابتسامه تشق بصعوبه لها طريقا عبر وعورة تقاسيم وجهه الطيب الذي يكاد ان تنقض ملامحه او تسقط
كان موعد صلاة العشاء قد حان. صلى جدي كعادته فورا وسينام بعد ان يسلم بدقائق فهو لا يقوى على السهر وخاصة انه سيقوم الليل كعادته في معظم الليالي اعاد جدي الصندوق الى حاله ولم يحدثني هذه المره بقصة جديده سبقه صندوقه الى قرب الوساده وسبقته احلامه الى الفراش صلى جدي وتدثر باللحاف وهمس لي لك عندي صباحا حكايه ولا يهمك
كنت وعدت مدرسي واصدقائي في المدرسه ان اقص لهم حكايه من حكايات جدي لكني لم احصل على القصه ولكني ساروي لهم ما جرى معي منذ ان جلست مع جدي حتى نام يحلم كعادته بالعوده.
وعند مطلع الفجر استفاق جدي كعادته للصلاه ، وقبل ان يتوضأ ايقظني قائلا الصلاة خير من النوم، .
استيقظت واحضرت له ابريق الوضوء وصلى بي متقدما.
وقال لي ان خير الحديث هو حديث الفجر والذي اقسم به رب العزه وهو خير قائل والفجر وليال عشر والشفع والوتر.
واقترب مني ولم اعلم ان ما في الصندوق قد بات في صدرية قمبازه الروزه.
وقال يا جدي رايت نفسي مودعا قبل العوده الى وطني .
وهذه الامانه بين يديك .
الكواشين ومفاتيح الدار.
وبكى وبكيت واحتضنني حتى قضى الله امرا كان مفعولا.
الكبار يموتون والصغار ينسون
في مخيم النويعمه قرب اريحا عام 1961
كنا نجتمع ونحن في الصف الاول الابيتدائي في مركز شباب المخيم
والذي كان مشهورا ( بالسنتر).
وكان يسبقنا اليه اساتذتنا في مدرسة الوكاله .
وبعد ان نأخذ قسطا من اللعب بكرات متعدده من القماش غالبا .
يجمعنا الاساتذه ويقصون علينا تاريخ وجغرافيا الوطن المحتل.
لم نكن نعرف حينها سوى اسم البلد الاصليه لكل منا ولا نعرف لماذا نحن هنا في هذا المخيم.
اذكر الاستاذ سعدات الحوراني رحمه الله من العباسيه استاذ الجغرافيا للمرحله الاعداديه.
كان من اوائل الحاضرين للسنتر.
فيجمعنا من حوله ويبدأ يسأل كل منا عن اسم بلده الاصليه.
وكان يقص على مسامعنا قصة احتلال وتهجير الاباء كل حسب بلده.
ومنذ ذلك الزمن وحتى يومنا هذا رسخت معلومات الاستاذ سعدات في اذهاننا ولم ننساها ابدا.
وكانت مقولته الشهيره لنا ان الكبار سيموتون يوما ما، وانتم ستورثون مسيرتهم حتى تعودوا الى الديار التي طرد الاباء منها.
كان هذا الدرس الاول في الصف الاول الابتدائي.
الإثنين سبتمبر 20, 2021 3:48 pm من طرف هديل الحمام
» عدرا يا فلسطين????????
الإثنين يوليو 26, 2021 9:28 pm من طرف هديل الحمام
» كورونا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأربعاء يونيو 09, 2021 9:08 pm من طرف اسطورة المنتدى
» رحل ولن يعود
السبت فبراير 20, 2021 7:05 pm من طرف هديل الحمام
» كوفيتي عنواني
السبت فبراير 20, 2021 7:00 pm من طرف هديل الحمام
» كل يوم نصيحه ومعلومه
السبت فبراير 20, 2021 6:49 pm من طرف هديل الحمام
» اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:35 pm من طرف اسطورة المنتدى
» هنيال من عطا له أخ - الشاعر : عطا سليمان رموني
السبت يونيو 20, 2020 3:14 pm من طرف اسطورة المنتدى
» الأخذ بالأسباب - الشاعر : عطا سليمان رموني
الأحد مارس 15, 2020 10:50 am من طرف عطا سليمان رموني
» بعد غياب طويل عدت لكم من جديد هديل الحمام
الثلاثاء مارس 03, 2020 6:04 pm من طرف عازفة المشاعر
» رعاية ذوي الاعاقة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الثلاثاء فبراير 18, 2020 11:44 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» صفقة القرن اللعينة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الجمعة يناير 31, 2020 9:11 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» شافي انت الشافي - الشاعر : عطا سليمان رموني
الإثنين ديسمبر 30, 2019 6:20 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» اصحب للجماعة - الشاعر عطا سليمان رموني
الأحد ديسمبر 15, 2019 7:17 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني
» يا ارضا عشقنا تربها الغالي
الخميس أكتوبر 10, 2019 8:25 am من طرف driss78