صديقي ورصاصة الهجران

رأيتُ الوَفاءْ وكَمْ عَشِقْتُ حِنانهْ ...........كاَنَ لي صديقاً في الغُربةَ وما أجْمَلْ مكانهْ
في عيونهِ دفئاً مُنْبَعثاً مِنْ جنانهْ............وكأنهُ الطيٌر المُغَرٌدْ على أغْصانه
بكيتُ فبكى وغفيتُ على شطائنهْ..........كاَن أخي وَحبَيبي وأنا وَحِيدُ خِلاٌنه
كُنْتُ أرْسُمُ دَمْعتاً مُنْهَمِرَةُ ُمِنْ أجْفانه..........فأرىَ نَفْسي خالِداً تَحْتَ جُنْحانِهْ
كاَنَ مِثْلَ ألْوانَ الطيٌفِ في السٌماء عِنانِهْ..........بَلْ مِثْلَ الورُودِ المُزْدَهِرِ في بُستانهْ
شَارَكني بــ أحْزاَني فعاَنقةُ أحْزانَهْ...............وَلَمْ أعْرِفَ الفَرَحْ الاٌ فيِ وِجْدانهْ
أمُوت إنْ غاَبَ عَني فأنا لا أطيقُ حِرْمَانِهْ..........فـَبُعدهُ جَمْراً وماَ أصْعَبَ نيراَنِهْ
فَكنتُ دائِماً مِثْلَ الطٌفْلِ بَينَ أحْضاَنِهْ..........وأخْشَى أنْ أضيعُ إذا غادرتُ جُدْرانهْ
ما أجْمَلَ تِلْكَ اللٌحَظاتْ في جَوْفِ زَمَانهْ............كانَ مِثْلَ الفارِسْ المُتَرَجٌلْ علىَ حِصَانِهْ
َلَكٌنْ جائتْ لَحظةَ ماَ كانت بحُسْبانيِ وَلاَ حُسْبانِهْ.........فيهاَ الشٌيْطاَنِ أمَدٌناَ بطُغْيانِهْ
فَغَضِبْتُ وَغَضِبْ وَأْسْقاني المُرٌ في عِدْوانهِ.............. وَكَانَ أخِرْ الكَلاَمْ رَصَاصةَ هُجْرَانِهْ
وَهَانَتْ عَلَيْهِ عِشْرَتاً وَتَكَبٌرَ عَلَيٌ سُلْطاَنِهْ ........وأنَا مَنْ تَمَنٌيتُ أنْ أكُونَ المُرْتَدِي عَنْهُ أكْفَانِه
فَـ ياَ رَبٌ السٌماءِ أعْطنِي القُدْرةَ عَلَىَ نِسْيانِهْ ..........فأناَ أصْبَحتُ مُحَطَماً عَلَىَ فُقْدَانِه


بقلم الشاعر : نور الشحروري , أبو مجاهد

اشكرك على مرورك الرائع