الجده وحفيدها الجزء الثالث الوداع الاخير

الجزء الثالث
الوداع الاخير للجده
يجتمع من حولها احفادها منهم من ينتظر الوصيه ليعرف ما له وما عليه ومنهم من يبكي فراقها الذي كان بالنسبة له مدرسة يستفاد من حكمتها يوميا.
تنطق الجده بهمسات بطيئه وتقول للاحفاد – ها انا اليوم على فراش الموت  تاركا لكم كل ما املك – وغدا كلكم مثلي ستموتون وتتركون كل شيء.
وما لا اتركه لكم هو عملي الصالح الذي لا يفارقني ابدا  وكذلك علم علمته لكم وتركته فيكم وذريتي الصالحه التي تدعو لي الله بالمغفره.
اما خلاصة القول لكم ايها الاحفاد انني عشت قرنا من الزمان واكتسبت فيه معرفة وعلما وكنت صلبة في الدفاع عن الثوابت الوطنيه كغيري من الغيارى على وحدة الامه .
الا ان تساقط الكثير من الامم في مسيرة الحريه لم يكن خوفا او جبناً بل كان  قلة صبر وعدم ايمان مطلق بعدالة القضيه
لقد عرف عدونا معنى الوحده اكثر منا جميعا وحرص على تفتيتها بكافة الوسائل المباحه وغير المباحه – لانه بوحدتنا تعني نهايته الى الابد.
اثار الفتن بين الشعوب والحكومات وغذاها بالتزوير حتى اصبح الفرد منا يشك ويظن السوء باهله .
لا يوجد حكم نزيه مطلق في الكون ولو اراد الله لجعلنا جميعا مؤمنين.
راس الأفعى الحركه الصهيونيه التي تحكم العالم من خلال عائلاتها الخمس في امريكا ثلاثه  وبريطانيا اثنتان.
يمتلكون المال والاقتصاد ومصانع الاسلحه ودور العلم ودور العباده والاعلام.
يعلنون الحرب على كل من يفكر بمشروع الوحده او مشروع السلام  تحت مسمى الارهاب الديني.
ويشكلون الجماعات الارهابيه من مرتزقه ولقطاء تحت اسماء جمعيات اسلاميه وينقلبون على كل ما هو اسلامي ومسيحي ويهودي.
يقتلون المسلمون في المساجد والكنائس والمعابد ودور العلم ورياض الاطفال – ليشكلوا جسما ارهابيا تحت مسمى الاسلام.
لا يمكن ان يستمرهذا الحال الى الابد .
فقط يمكن القضاء على فتنة الحركه الصهيونيه بالمحافظه على النشىء من خلال تربية صادقه بعيده عن جمعياتهم وشبكاتهم العامله تحت مسميات ورديه الامل والسلام والحكمه والسعاده وشارك وسوا وتمكين ومفتاح وقد يتبين ان هناك اسماء كثيره في المستقبل.
هذه الاسماء والشبكات هي بذرة الحركه الصهيونيه في غرس النشىء الجديد من اجيال الحريه والاستقلال الوطني.
وصيتي لكم احفادي ان تعملوا وتبذلوا المستطاع في ان تاكلوا مما تزرعوا وتلبسوا مما تنتجوا وان تتخلصوا من التبعيه السياسيه والاقتصاديه والامنيه .
عندها فقط تمتلكون مقومات الصمود في مواجهة الحركه الصهيونيه في الوطن العربي.
وتأكدوا ان فلسطين ارض الرسالات والسلام لم ترى يوما سلاما ولن تراه ابدا – لان امر الله كان مفعولا- هي ارض الرباط وارض المحشر والمنشر . فالفلسطينيون في مواجهة الاستعمار والحركه الصهيونيه الى يوم الدين.
لتكن المواجهه منظمه وليست عشوائيه ابدا – واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل – ورباط الخيل هنا ماكنة الانتاج الحربي والاقتصادي والشعبي ومقومات النصر والمقاومه  .
فلسطين لن تقوم فيها دوله ابدا لانها دولة المحشر والمنشر.
احفادي وانا افارقكم ابكي عليكم وعلى مستقبلكم فلا تبكون على فراقي .
رضي الله عنكم وارضاكم  وعلى طريق الخير والاصلاح  هداكم .
انتهت الروايه.
26/11/2015
فلسطين